بدرُ المَحاسنِ زَهرُ خَدِّكِ سُندُسُ
أنتِ الجِنانُ و تشتهيكِ الأنفُسُ
من طِينها صُنعَ الجمالُ و إنَّها
نفسٌ أجَلُّ من الجمالِ وَأَقْدَسُ
كالبدرِ تسبَحُ في الفضاءِ وحيدةً
في فُلكها تجري الجواري الكُنَسُ
يا بختَ ماءٍ حين يلمِسُ أرضَهَا
كبِّرْ... وسمِّ اللهَ في مَا تَلمَسُ
و الزّهرُ أينعَ في خُدودِكِ طالبًا
جيشًا لهاَ يَحمِي الجمالَ ويحرُسُ
أنتِ النّدَى و الياسمينُ بكِ ابتلَى
يا منْ بها زَهرُ الثّرَى يتنفسُ
نورُ الصّباحِ بثغرِهَا وضياؤهُ
يُخفِي ظلامَ الليلِ حِينَ يُعَسعِسُ
خضراءُ تلبسُ كلّ يَومٍ حُلَّةً
وَلِحُسنِ مَنظَرِها تَكلَّمَ أخرَسُ
إنْ أنتِ بُرنُسُ لا يُطاقُ لباسُهُ
فأنا لهُ رَغمَ الحـَرَارَةِ ألـبُسُ
ويَجوزُ في شَرعِ المَحَبّةِ أنَّـني
كالماءِ في مَجرى شِفاهكِ أُغرَسُ
فبٱسمِها كلُّ المدائنِ تخنُسُ
وا عِزَّها فوقَ الممالكِ تَجلِسُ
أرضُ السّلامِ حَبيبتي يا تُونِسُ
في جِيدكِ العِقدُ الفريدُ الأنفَسُ
بدر المحاسن تونس
مجدي الشيخاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق