الأحد، 5 مارس 2023

رحمـــها الله ــــ سعيد الشابي


 رحمـــها الله

ألقت به أمه في اليم دون صندوق ،فقط فوق قطعة خشب سرقها أبوه من الجبل وضعته. لم ترسل وراءه من يترصّده الى حيث ينتهي به المطاف...بقيت شهورا وسنين طويلة تعيش على أمل أن الله راده اليها يوما عالما فذا كي تقرّ عينها ، قضت أعواما على أحر من الجمر، حينا تصعد الى الجبل وحينا تنزل الى الوادي ،وآخر تهيم في الصحراء وأحيانا تقف على شاطئ ثقيل ماءه بطيئ الموج تنظر الى أفق بعيد ، علها ترى في آخره نقطة تتقدّم نحوها ...تسقطت الأخبار ، منحت جارها العديد من الجرائد عله يقرأ عليها خبرا مريحا. صبرت صبرا جميلا.....بعد لأي تلقت رسالة تفيدها أنه قادم...جاء اليوم وتعالت الزغاريد ، وعمت الأفراح اذ عاد اليها كما وعدها الأمل بذلك ...حدقت فيه طويلا ، بعد عناق عنيف ثم فالت : آآآه ، ماذا فعلت؟؟؟...
نظر اليها بحرقة ، ثم قال : سأعمل معلما...
فتحت فمها ، وأغمضت عينيها ، في انتظار الموت الذي أخذها الى مثواها الأخير...
رحمـــها الله
سعيد الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق