زمنٌ أرى ..
زَمَنٌ أرى الآفاق فيه تظلمُ
ويروعني وَجْهٌ لهُ متجهّمُ
تاهتْ خطانَا والضّبابُ يحوطنا
ويسودُ فينا مِنْ يجورُ ويظلِمُ
قَدْ طالَ ليلٌ للعُروبَةِ حالكٌ
ظلمٌ وقهرٌ والحقائقُ تكتمُ
مالي أرى ظلماً تمادى سوطُهُ
يجتثُّنا جلدًا ولا يتبرّمُ
والدّينُ فيه تخالفوا وتقسّموا
وأشدّ وقعا نارُ شرٍّ تضرمُ
فتنٌ تمزّقنَا وجرحٌ نازفٌ
ثرَواتنا نهِبَتْ ومنْها نُحْرَمُ
أعداؤنَا كم سدّدُوا سَهْمًا لَنَا
كَمْ مزّقَتْنَا إِذْ تصيبُ الأسهُمُ
فتَنٌ غزَتْ آفاقنا وتلبّدتْ
ممّا تحيكُ يدُ العدوّ وتبرمُ
مابالُ قومي كم يطول سباتهمْ
وعدوّهمْ بكنوزهمْ يتنعّمُ
حَتَّى رموزُ حضارةٍ هيَ فخْرُنَا
من سطوِ أعداءٍ لنا لا تسلمُ
قد زيّنت عند العدوِّ متاحفا
وتلومُنَا عن عجزنَا تتكلّمُ
أمسي وأصبح والأسى في خاطري
قلبي تشظّى والجوانحُ تلْطِمُ
أرعى النّجوم ونار قهرٍ في دمي
يا ويحنَا طعْمُ المذلّةِ علقمُ
أينَ الرّبيعُ لقدْ ذوتْ أزهارُهُ
وطيورُهُ صمتَتْ ولا تترنّمُ
إنّا نضمّدُ بالحروفِ جراحنا
فالحرفُ يسلي والقوافي بَلْسَمُ
رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق