الخميس، 12 يناير 2023

مع سبق الإصرار /زهيرة المالكيّ/مؤسسة الوجدان الثقافية


 مع سبق الإصرار :

سأُنْهي الأمرَ هذه اللّيلة
فلا مجال للتّردّد
لقد أتْعبَني هذا القلبُ ...
نزعتُه بقوّة من بين أضلعي
حتّى أنّني لم أشعر بألم...
وضعتُه امامي ..
أخذتُ افكّر في طريقة للتّخلص منه
و لكن قبل ذلك كان عليّ أن أذيقَه ما أذاقني من عذابْ
اخذتُ إبرةً
وخزتُه و انا اشعر بلذّة عارمة
صاح متألما : رحماكِ.
صفعتُه
بكى ...
دفعتُه
تدحرج ...
ركلتُه
نطّ مختبئا بين احضاني
أخرجتُه
انتحب ...
لم أبالِ
وضعتُه في المقلاة
لأرميَه للكلاب
لكنني عدلتُ عن ذلك
فقد كان لي صديقة عاشقه
تنتظر فرصةَ استبدال قلبها العليل
أعجبتْني الفكره ...
وضعتُه في آنية
و ركضتُ ...ركضتُ
ركضتُ إلى المستشفى
و تبرّعت به...
منذ تلك الليلة ، اصبحتْ لي حياة اخرى:
انام كثيرا...و آكل كثيرا...
و أتحرّك
كالدّمى...
فما عاد يُضنيني البعادُ و السّهادُ
و الجفاءْ
ما عاد يُبكيني مشهدُ طفل ينام
على الرّصيف
بلا رغيفٍ
بلا غطاءْ
ما عاد يُرعبُني البحرُ
و هو يتقيّأ
جثثا بشريّة
بلا هُويّة
ما عاد يَعنيني تلوّنُ أصحابِ
" المناصبِ و المكاسب "
كالحرباءْ
ما عدتُ أهتمّ بالضّمائر
النّائمهْ
و القلوبِ
المؤصَدهْ
و الشّوارعِ
المزبلهْ...
أصبحتُ امرأةً ... بِلا قلْب..
زهيرة المالكيّ / زينة / ازمور في 1 جانفي 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق