الاثنين، 2 أغسطس 2021

يَا حَفْنَةَ الرَّمْل ! .. بقلم الشاعر علي سعيد بوزميطة

 ● يَا حَفْنَةَ الرَّمْل ! ..

إلى ذلك الأسمر في لون جذع زيتونة غرسها ورعاها، وقوّم عِوَجَهَا ، وسهر عليها وحماها ، الى أن زيتونة مباركة فرعها في السماء ، وجذعها في تربة خَيِّرَةٍ هام بها في القرب فحملها حُبًّا ، وتعلّق بها في البُعد فخمل منها نصيبا يعيش بشذاه الحُبَّ والقُربَ من أهل وأرض وزيتون .
إلى المرحوم سي سالم مزيودات .
اسمحي لي أحمل من تربة الخير قليلا !
إنّ قلبي - بهواكِ - بات مكدودا عليلا .
أنتِ يا أرضي دليلي
كلّما ضيّعت في الدّرب الدّليلا ،
أنتِ في قلبي الحياة
وهوًى يشفي الغليلا .
فهوى الأرض بقلبي
من تقاليد القبيلة ،
عَلَّموني أحيا من حُبً التراب ،
وأُضحّي في سبيل الأرض
حُبًّا للفضيلة
فتراب الأرض للقلب طَهُورٌ
واغتسال من نفايات الرّذيلة .
اسمحي لي
أحمل من تربة أرضي متاعا
به في البعد أعيشُ
كلَّ يوم ألفَ ساعه ،
فهو لي نور مضيءٌ
وهو لي حصن مناعه ،
كلّ يوم في اغترابي
ساعةٌ تتلوها ساعه ،
أَلْثُمُ الرّمْلَ الحبيبَ
فأعيش الذكرى ساعه ،
بين أهل ورفاقٍ
عَيْشُهُمْ صَفْوُ الوداعه .
اسمحي لي
احمل تربة خير بيدي !
إنّها لي ذكرى خير
بين يومي وغَدِي ،
كلّما عشتُ وحيدًا
في ظلام أسْوَدِ ،
أحلم بالذكرى دوما
واقتراب الموعدِ ،
فأعيش بين أهلٍ
في لقاءٍ أْسْعَدِ .
عفْوَك
يا تربة الأرض اسمحي لي
آخُذُ منكِ نصيبًا في رحيلي !
أنتِ لي في البعد حُبّي ودليلي ،
وشفاءٌ لغليلي ،
أنتِ لي الأُنس بعيدا عن صِحابي ،
وعزاءٌ لي في بُعدي
كلّما زاد عذابي ،
أنتِ لي الذكرى وأحلى الذكريات
بها ينسى خاطري ضنْكَ العذاب ،
فأعيش وكأنّي بين أهلي
ليس يضنيني ابتئاسي
واغترابي .
أنتِ لي - يا حفنة الرّمل - أنيسي
في ليالِيَّ التّعيسة
كلّما ضيّعتُ في الدّرب انيسي
كنتِ لي نورا مُضيئا
وأنيسا .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق