الأحد، 20 يونيو 2021

احتفاء بديوان مَجادل للأديبة أحلام بن حورية بمدينة الثقافة اليوم 20/06/2021

 على هامش معرض الكتاب التونسي في دورته الثالثة وضيافة (مَجادل) للأديبة أحلام بن حورية، كان لقاء متميزا لنزور الساحة من جديد والتجول في رواق الكتب بمدينة الثقافة.

هي دعوة أخذتني للقاء الأحبة فكان لقاء ماتعا ورائعا رغم قصر الوقت وضيقه،
صافحنا ثلة من المثقفين جاؤوا خصيصا لمشاركة صديقتهم فرحتها بمنجزها (مَجادل). هذا المولود البهي الذي كتبتُ فيه قراءة مبسطة حملتها طيات هذا المنجز المتميز وأقدم شكري لأستاذتي وأديبتنا الخلوقة أحلام بن حورية لنشر القراءة في هذا المولود المتميز.
الديوان من تقديم الدكتور جلّول عزونة (عضو بيت الحكمة "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون")
إلى جانب تقديم ثان قام به الاديب الجزائري الطيب عبادلية
نشر دار زينب للنشر والتوزيع.
قراءة في ديوان الأستاذة أحلام بن حورية " مَجَادِلُ"
قال العملاق أحمد شوقي " لا ريب أنّ خُطا الآمال واسعة وأنّ ليل سُراها صُبحُهُ اقتربا “
من هنا عبرت، فكيف لا والأمل يغمر القلوب، سبحت في هذا البحر العميق، تشدني إلى أعماقه لهفة للقراءة وحنين البقاء بين السطور والكلمات،
فقد نسجت في هذه القصائد روح آسرة تبهج القارئ وتحكم وثاقه، فمن الجمال نسجها الممتع، فلا أقول إنه ابتكار ولكنه مولود ثري بما يرشح من لغة سلسة وعميقة، هو مداد وامتداد لمجد اللغة وتبيان فصيح لما تحمله اللغة من مصطلح،
فنحن أمام قلم متمكن وقريحة متوهجة تخط الأدب الجميل والثري لغة وفصاحة،
ولكم شدتني نصوص الأستاذة أحلام بن حورية لما فيها من صيغ بلاغية وتراكيب مدروسة لها إيقاع الإبداع ورونق الحرف ومتعته،
فقد خاضت قريحتها في كل الجوانب الإنسانية، والحياتية، وجسدت هذا الواقع الذي نعيشه بوجدانها المتوهج،
فكتبت على الصداقة في قصيدة "ها صديقي"
عَلَى صَدَى خَطْوِكَ في الْخَيَالِ
وَأَقْدَامِي خَالِيَهْ..
ما كانتْ يومًا غائصةً في الأوْحَالِ
أُنَاغِمُ اسْمَكَ حِينًا
أُشَاجِرُ غَيْمَ حَرْفِكَ بِالْوِصَالِ
أُناسِمُكَ
وقد سجنت مخيلتي بين سطورها العذبة، فقي نبض قلمها حياة وأمل، وبكل حب تنظم اللغة وتسجل الإبداع وتزخرف صفحاتها البيضاء بأجمل الموشحات، هي صورة منحوتة في مخطوطة العمر،
فكتبت على الحب في جل نصوصها، فمنها حب للحرف ومنها حب للوطن وحب في الطبيعة والحرف الأصيل المتميز
وقد كتبت في قصيدة " كرنفال!.."
كرنفال!..والنشوةُ هاجت بمحرابي
وفراشتي العمياءُ تُفسِّخ ألوانَها
يستدير القرصُ الأرجوانيّ على ضفاف قهقهتي
وتَضمحلّ البقايا بين غيمة أيلول ونجمة الذكريات
ما أروع أن نغوص في اللغة ونخيط جلبابا من الكلمات حروف مطرزة باللؤلؤ والياقوت
فكيف لا وهي الحورية وأيقونة أدبية متميزة، ففي رسمها حياة وطبيعة زاهرة فرددت الأطيار من عزفها أجمل الألحان، فقد كتبت للطفل وغنت له ولحنت له ليحضا بدفء المربية الأم،
فهي من قالت " أَنَا الْحُورِيّةُ
وَالأحْلامُ تسْكُنُنِي
فَكَيْفَ أَغدُو أَنَا الْأحْلَامُ وَالسَّكَنُ؟
كتابات من أحسن ما خطت الأقلام العربية، فهي خبيرة اللغة وصاحبة البيان والقلم الفصيح،
وقد تسابقت الأقلام في هذا المضمار، لكنه طريق تعتريه الشوائب، وبعض المعضلات التي يجدها الشاعر و الكاتب، بعضها عائق وبعضها دافع للمسير من جديد، وهذا ما لمسته في نصوص الأستاذة أحلام بن حورية، ففيها عمق أدبي وبيان بحنكة النضج، وقد ميزها هذا الجانب عن بقية الكتاب والشعراء، فهذه الكتابات بها تجدد مع إصرار على أصالة الحرف العربي ورفعته،
قالت في قصيدة " مَجَادِلُ"
متى يكون التّجوال بين السّطور؟
تزوغ الإبرة بينَ الماضي والآتي
تقتطع تذكرة العبور
تنتشر في الثنايا
تقتلع القَرْمَلات
تُعلن مواعيدَ الإفجار
فأحكي..
وقد غاصت بنا الأستاذة، في موضيع عدة وطرحت قضايا المجتمع، منها الوطنية، القومية، الوجدانية الغزلية، .... وقد ساهمت بيئة نشئتها في هذا العطاء المتميز والفريد من حيث اللغة والبيان والصور التي تمخضت في رحم القصائد،
فهي من عائلة مثقفة، وتربعت على المطالعة والقراءة ومجالس الأدب، وهذا ما أثرى قريحتها فاستلهمت من محيطها زادها الباطني، لتكتب وتتميز كتاباتها منذ الصغر وقد قرأت لها نصوص قديمة وهي من "تيراز" رفيع ومتميز،
فمن أهم أسس وعناصر الإبداع الأدبي والفنِّي: الصِّدق في الأحاسيس والمشاعر والتعبير، وفي عُمق التجربةِ والمُعاناة الشَّخصيَّة والذاتيَّة والتجارب الحياتيَّة، إضافة ً إلى توسيع الآفاق والفكر بالمطالعةِ والثقافةِ الواسعة. وهذا كلهُ موجودٌ ومتكاملٌ بشكلٍ ملحوظٍ وشامل عند الأستاذة الفاضلة أحلام بن حورية.
ومن قصيدة "جوال"
واأَسَفِي..!
إنْ هي القذّةُ في شذا الوردِ
قد غُرستْ
فإنّي أهديتُ قلوبَ العشقِ
يُرنّائي
حتّى إذا ما صارتْ لِلقلبِ رائحةٌ
سكبْتُ في الشّرايينِ ألوانِي.. وحِنّائِي.
وقد ارتبط عزف قلمها برموز الطبيعة فازدانت جنائن إبداعها ببلاغة فصيحة وحرف نقي صافي ليتمرد قلمها ويتمادى في عزف الشذا الأخاذ، فنسبح طويلا ونتمنى أن نبقى بين السطور،
ولم تغب القضايا العربية على قلمها المبدع فقد كتبت الحب والسلام وأنشدت أطيارها أجمل الألحان
كتبت في قصيدة "من الألم"
هل أنّت عروبتنا من الألمْ
أم من أمّة عشقت عَقد القممْ؟
ناحت كراسيُّها راجيةً
أن يتركوها في جُبّ العدمْ
لكنهم لم يسمعوها
ولم يعرفوا للعُرْب وزنا
أحلام الحقيقة سرمدية في ألوانها، هي قصائدها التي نثرتها، فبات الحلم مركب أساسي وهو السفين والربان معا، فترحل بنا في مقطورات الزمن الجميل، وترفرف راية الحرف شامخة، ويغمرنا الضياء من جديد ليبشرنا بمولود ولد من ضياء ونوره ساحر حتى يحملنا الحلم على بساطه آملا أن يحتوينا هذا السحر
البياني لتزهر في الوجدان القصيدة ويولد ديوان " مَجَادِلُ"
فالشعر رسالة نبيلة، وقد حملتها سيدة الحرف الأستاذة أحلام بن حورية بأمانة وإخلاص لتختلط بالفنون ويبرز من داخلها الإبداع بعطاء غزير.
فتنتصر المرأة ويولد من بين يديها نتاج متميز متوهجة هي حروفه وبكارة جهد ديوان كامل ومتكامل وثري لغة واصطلاحا فهو رحلة ممتعة في مركبة أدبية بحرف عربي أصيل.
فهاهي سيدتي الكريمة، تمتطي صهوة الحرف لتعلن استقلال القصيد،
ومن هنا بدأت وها أنا أمر فقط لوهلة خالجتني لأرسم لكم قطرة من الجمال مما ستجدونه في هذا البحر والمولود المتميز
تمنياتي بالنجاح والتوفيق لأستاذتي الجليلة أحلام بن حورية وهذا الإبداع المتميز والفريد من نظري.
تحية الشاعر طاهر مشي
ديوان الأستاذة أحلام بن حورية " مَجَادِلُ"
هو مخاض فكري متميز، حروف تلألأت فأينعت كلمات وسطور انسيابية مطلقة ونصوص أدبية بأنامل مبدعة،
مبارك هذا المولود الذي ازدانت به الساحة الثقافية، فهو إضافة أدبية لجهود مثمرةـ
تمنياتي لك بالنجاح الدائم والعطاء المستمر
كما جمعني اللقاء بثلة من المبدعين والمثقفين، منهم المصور الفوتوغرافي الأستاذ فاروق بن حورية، والشاعرة جميلة عبسي والكاتبة منى أحمد البريكي، والشاعر عبد القادر بن صالح والشاعر عزيز جمال عبد الناصر يحياوي والشاعرة رفيقة حمام والأديبة نعيمة الحمامي التواتي والشاعرة حنان عامر،
وقد حضر هذا الإحتفاء مجموعة كبيرة أخرى منهم الرسام الشاعر سامي الساحلي، الطالب القارئ الشاب أشرف قروي، الأستاذة نعيمة بنور والأستاذ محمود منصوري والشاعر عادل الجريدي والصحفي الإعلامي الشاذلي عرايبية والإعلامية الشاعرة سامية المزوغي والصحفي والفنان عبد الكريم اللواتي والفنانة التشكيلية حياة المؤدب القاسمي وثلة أخرى من المثقفين















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق