الجمعة، 26 فبراير 2021

(زَمَنُ الغُثَاءِ) بقلم د. شفيعه عبد الكريم سلمان/ سوريا

 (زَمَنُ الغُثَاءِ)

لوغادَرَالنّحلُ ،انْتَفى مِنّا الوحِي
احتلَّ الجرادُ مَكَاْنَهُ لنْ يَستَحي
للشّهدِ يُتْلِفُ بَعْدَ سَلْبِ خَزِيْنهِ
كي يَمْحُوَ الآثارَ مِنْ ذَاْكَ الوحِي
يَدْعُو الذّبابَ ، وأحْمَرَ النّملِ معاً
يتوافقون لفعلِ شيءٍ فاضِحِ
ويمارسُونَ السّلْبَ تَحْتَ عُيُونِنا
ويُجَوّعون َ من الشّعوبِ الكادِحِ
ماهمّهُمْ طِفلٌ يَمُوْتُ، وأَمُّهُ
حلّ الدّمارُ بعقلها ، والجوارحِ
حتى اليَعَاسِيْب، تَعيِشُ تَشتّتاً
أيْضاً يَطَاْلُ الجَورُ جُلّ الشّرائحِ
لَوغَرّبُوا، فالنّملُ أسْرعَ نَحْوَهُم
يُبْدِيْ خَسَاسَتَهُ بِشكلٍ جارحِ
يَسْطُو الذّبابُ على أَرْزَاقِهِمْ عَلَناً
زمَنُ الغُثَاءِ.. فيْهِ تلكَ المَلامِحِ
وستخْرَسُ الكلماتُ ضِمْنَ حُلُوْقِهِم
والعِلْمُ لنْ يبقَ صَدِيْقَ المَسَارحِ
حتّى الأمَانةَ تَغْدُو شِبْهَ مَهْزلةٍ
والسّرُّ أبْكَمُ ، لَنْ يجدْ مِنْ شارِحِ
والمُوجُ في البحرِ يُغَيَرُ طَبْعُهُ
والرّيحُ تَغْدُرُ، بِالسّفينِ السّابحِ
يَغْزُو التّحوّلُ كُلّ شَيءٍ حَوْلَنا
بلْ نحْنُ يَغْزُوْنا بكلّ المطارحِ
نرجوكَ ياربّ الوجودِ، ومابه
إرْأَفْ بنا أرْشِدْنا لدَرْبٍ واضحِ
----------
شرح بعض المفردات:
النّحل: رمزلكلّ فعلُ صمدي، لايتخللهُ مايُنافي الخير.
الشّهد : رمز للبناء السليم / إنسانياً، وحضارياً،
و لجميع النتاجات الإنسانية الخيرة.
الجراد، و الذباب، و النّمل الأحمر:
جميعُها تشترك بالسّلب ، والسّطو، وترمز لمختلف أعمال ،وممارسات الشّرّ.
زمن الغُثاء: رمزٌ لتحوّل مختلف أنواع المعايير،والمبادىء
الإنسانية إلى عكسها.
والعِلْمُ لمْ يبقَ بِتِلْك المَسَارحِ:
بمعنى أنّ العلمَ الأصيْلَ: يُرْفِعَ ، أو يُحجبَ بوفاة الكثيرين من العلماء الأفذاذ،أو محاصرتهم بطرائق عدّة .
حتّى الأمَانةَ تَغْدُو شِبْهَ مَهْزلةٍ:
مؤشّرعلى اقتراب رفع الأمانة من الأرض، عبر عدّة ممارسات
منها تسليم المهامِ لمن ليسوا أهلاً لها..
السّرُّ أبكمُ ، لَمْ يجدْ مِنْ شارِحِ:
بمعنى أنّ هناك سرّ خفي وراء ماقدْ يحدث للإنسانيّة.
السّفِيْن: جمع سُفُن.
الباحثة التربوية الإعلامبة:
د. شفيعه عبد الكريم سلمان/ سوريا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق