الخميس، 11 فبراير 2021

بُهتان بن جامين ستورا ___بقلم السيد ::خلايفية بلقاسم

 ""بُهتان بن جامين ستورا""

على رفوف المكتبات الجزائرية تستلقى سير عظيمة لشخصيات عظام ومؤرخين جهابذة كرسوا حياتهم وروضوا قلمهم ليمخر عباب التاريخ وينفض عنه غبار السنون ويخرجه من أقبية النسيان وينقيه من شوائب المنتصرين الذين عاثوا فيه فساد ،وسوقوه كمادة جافة تخدم أجندات وشخصيات بأم عينها ولنا فى الدكتور ابو القاسم سعد خير مثال وواحد من الأقلام النيرة التى أسرجت خيل الحقيقة وإمتطت صهوة البحث والنبش فى سراديب الأزمنة والأمكنة التى حوت تاريخنا الملئ بالتجاذبات والتناقضات فكانت كتاباته حبلى بكثير من الأسرار والتدقيقات التى يبحث عنها الظمأن فى الصحارى القاحلة ،ولكننا غضينا الطرف عن فطاحلنا وجرفتنا تيارات الإستشراق والأدلجة فتهنا فى زيف وبهتان المؤرخ اليهودى بن جامين ستورا الذى يحن إلى سابق عهده وإقامته بأرض الجزائر فهو يكتب وهو مقيد بين مطرقة سيده ماكرون وسندان عرقه اليهودى الذى يفرض عليه التشبث بالحنين إلى الأرض الذى ولد وعاش فيها
_المخاض المزمن لموضوع الذاكرة بين الجلاد (فرنسا )والضحية (الجزائر) مازال يقض مضجع الكل فالجزائر تحاول إسترداد كامل حقوقها المادية والمعنوية جراء إكتوائهابلهيب القسوة الكولونيالية طيلة مايربو عن القرن وربع القرن من الزمن ضاقت فيها جميع صنوف العذاب والتشويه والإختراق ،ومن الجانب الفرنسى يجاهد ويكابد من اجل تغطية الشمس بالغربال والتهرب من افعال الاجداد ومحاولة إستدراج الجزائر للقبول بالفتات وتقبل الامر الواقع
_عقد العزم كل من الرئيسين الجزائرى عبد المجيد تبون والفرنسى إيمانويل ماكرون على إسناد أمر الذاكرة وشجون التاريخ إلى المؤرّخين عبد المجيد شيخى وبن جامين ستورا من أجل تذليل الإختلافات وتقريب وجهات النظر ومحاولة طى هاته الصفحات بما يخدم تطلعات البلدين ومراجعة حقوق الضحية وإجبار الجلاد على الإعتراف بشنيع فعله وتعويض المتضررين ماديا ومعنويا وبأثر رجعى
_العصارة التى تمخضت عن تقرير المؤرخ اليهودى الذى يمثل المستدمر الفرنسى اصبح حديث العام والخاص، ولقد جُهز على مضض من طرف مؤرخه ولم تحمل مطوياته الجديد بل مجرد اضغاث احلام لهذا اليهودى الذى خاض فى أمور لا تسمن ولا تغن عن جوع وراح يساوى بين حق الضحية والجلاد وينسى بل ويتناسى الكم الهائل من الجرائم البشعة التى إقترفها الجنود الفرنسيون فى حق الشعب الأعزل وحصرها فى فترة الثورة المجيدة (1962_1954) وقفز متعمدا على حقب كبيرة تجرعنا فيها الويلات من لدن المستعمرين (1830_1954)وبذلك يضرب بالموضوعية والنزاهة عرض الحائط
_طريق هذا المؤرخ محفوف بالزيف والبهتان والمكر لماذا لم يعرج على ملف الأنساب الذى حول الأسماء الجزائرية من الإسم الثلاثى إلى ألقاب مشينة تشمئز منها النفوس ليقضى على البنية المجتمعية الصحيحة ويقتلع دابر نسل الجزائريين الصافى والنقى
_ يتجاهل قانون كريميو عام 1870 الذى بفضله تمكن اليهود من إيجاد موطأ قدم لهم فى الجزائر وذلك بمنحهم أسماء جزائرية صرفة وتجنيسهم بالجنسية الفرنسيةلكى يذوبوا فى النسيج المجتمعى الجزائرى ويغلِبوا العنصر الفرنسى فى المجتمع
_ قانون الأهالى ( الأنديجينيا )عام 1871 وتطويع الشعب الجزائرى وجعله عبيد عند المعمرين وتحويل سلطة القضاء إلى الإدارة وما تحمله هاته البنود من تعسف وجور
_يتضمن تقريره تخصيص يوم للجنود الفرنسيين المشاركين فى حرب الجزائر وتمجيدهم على حسن فعالهم حسب نظره هو طبعا وفكره القاصر
_رد الإعتبار للخونة أوما يسمى إفكاً( الحركى ...لأن المقصود الحقيقى بهذه الكلمة يعنى شئ أخر صراع جبهة التحرير وحركة إنتصار الحريات الديمقراطية ) والسماح لهم بزيارة الجزائر وحرية التنقل بين البلدين
_ نزع حقوق الأقدام السوداء (المعمرين) من عند الجزائريين الذين إقتحموها غداة الإستقلال حسب زعمه وإعادة النظر فى حقوقهم المسلوبة
_ إقامة تمثال للأمير عبد القادر على الأراضى الفرنسية وهذا الامر يعتبر من الأشياء التى دبرت بليل وهى غير بريئة وتفتح عدة تساؤلات عن حقبة الأمير وطريقة الإستسلامو
_الإعتراف بجرائم فرنسا وقتلها ملايين الأبرياء وحرقهم وتشويههم وإغتصاب النسوة وحرق قرى بأكملها وجعل الجزائريين خماسة عند نظامهم الإقطاعى المقيت
_ التجارب النووية فى الصحراء الجزائرية واثارها على الإنسان والبيئة هذا لا يمكن غفرانه على الإطلاق مهما طال الزمان
_ سرقة مدفع بابا مرزق وسيف الأمير عبد القادر ومقدرات ثمينة لا يمكن حصرها فى هذا المقام
_ إعادة وثائق مهمة تكفل البحث عن المفقودين والمهجرين الى الجزر البعيدة على غرار كاليدونيا الجديدة .
_إعادة ماتبقى من جماجم الشهداء الى أرضهم وإرجاع كل ما هو جزائرى إلى حضن بلده واصله
_إعادة الأموال المدانة بها فرنسا قبل 1830 والتى كانت سبب لغزو الجزائر فقيمتها أنذاك كانت تعد ثروة وميزانية دول فيجب ان يسترد المال المسروق من قبل العاهرة فرنسا
_ ما هو السبب الذى يجعل من فرنسا توكل مهمة كهاته والتى تعتبر مصيرية إلى مؤرخ فرنكو يهودى ليسبح عكس التيار وينجز مهمته بما يخدم مصالح فرنسا واليهود والجوانب التى لم يتطرق لها فى تقريره هى مربط الفرس فى الموضوع كله مشروع الهوية فى الجزائر والتمزيغ التى تعتبره فرنسا حصان طروادة لإخضاع الجزائر وجعلها ولاية تابعة لها ،وكذلك ملف الأنساب الذى يفضح الجالية اليهودية التى تحمل أسماء عربية لهذا تنكر هذا المؤرخ لشيئين مهمين يمكن ان يقصمان ظهر بعير فرنسا وحليفتها الماسونية التى اعانتها ذات يوم على إستعمار الجزائر وهى سبب الثورة الفرنسية ومازلت تتحكم فى معشوقتها الأبدية بلاد الغال او غالية كما يسمونها وهذا الإلتحام المقرف بينهما يجعلنا نحن بين طرفى الكماشة
_فرنسا والجزائر بينهما انهار من الدماء ومجازر رهيبة يندأ لها الجبين ولا يمكن إختزالها فى وثيقة بالية من بضعة سطور يكتبها معتوه لا يُعرف لأصله طريق بل يجب أن نسترد كل الأرشيف الفرنسى وما يحويه من وثائق ومخطوطات لكى يتبين الوطنى من الخائن ونعرف من يحكمنا ونصحح التاريخ ولكى يجد مؤرخينا مادة خامة يبنون عليها كتاباتهم ولا يقعون فى التزييف والتحريف ونعيد كرامة من شوههم المنتصر المتعاون مع الديغولية ،ونعيد قراءة إتفاقيات إيفيان ونرسم طريق مغاير لما تم حياكته حسب المقاس ذات يوم من عام 1962
_كل ما قلناه وتفاعلت معه الجماهير بين مندد ومرحب بتقرير ستورا الوهمى مازال عبد المجيد شيخى فى سهاده المعتاد ولم ينطق ببنت شفة على نظيره ورفيقه فى تشريح داء الذاكرة بل كأن الأمر لا يعنيه فهو منغمس فى شأن يغنيه والذاكرة على كف عفريت
_يا جزائر الألم والمعانات لن تبرحى مكانك ولن تبلغى مناك حتى تتخلصى من تلك الرعيل المدسوس من طرف ديغول داخل الثورة الذى يتحكم فى رقابنا ،ولا تنتظرى منه أن يفاوض سيده من اجل إرجاع أشياء تفضح أمره وتكشف خيانته وعمالته، بل وجب تجفيف البحيرة من بقايا أبناء فرنسا وعند ذلك ستجد رجال نزهاء يفاوضون عهر فرنسا بالندية والشموخ ويجبرونها على الرضوخ مكرهة والخوف يعتريها كأنها حُمر مستنفرة من قسورة ، إستفيقوا فلقد طمى الخطب حتى غاصت الركب ،وبلغ السيل الزبى، ونحن ننتظر هلال عبد المجيد شيخى المؤرخ المأجور إن صح الوصف ويرد الصاع صاعين ويضع هذا البنجامين فى حجمه ويعيد الكرامة للجزائريين
_الجرح الغائر الذى تركتها العجوز الشمطاء فرنسا سبية الفوهرر هتلر فى جسد الأمة الجزائرية كبير ومرض عضال صعُب مدواته عبر سنين خلت لأن بقايا فيروساتها تتكاثر فى كل تو وحين وتتكيف مع المقتضى والراهن المطلوب ،حين عجزت فرنسا بكل الوسائل الممكنة من جعل الجزائر امريكا جديدة فى شمال إفريقيا صوبت جل أسلحتها لتجنيد طابور خامس وإعطائه شرعية هوياتية مزيفة وطبلت له كثيرا ونفخت فيه حتى ظن انه الأصل ونحن الفرغ وجعله مطية للبقاء جاثمة على انفاسنا وتأكل كل خيراتنا وثرواتنا
_الحديد بالحديد يفل ويجب سل الصوارم لإسترداد المظالم وجر السهام من جفرة الخنوع والتعلق بوهم الفرنسية كلغة وثقافة ودولة وسحقها إلى مزابل التاريخ ودون هذا الكى لن يعرف لتحررنا طريق والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
______بقلم السيد ::خلايفية بلقاسم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق