الجمعة، 26 فبراير 2021

رسالة -مقتَضَبَة-إلى -زميل صحفي-لا أسميه..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 رسالة -مقتَضَبَة-إلى -زميل صحفي-لا أسميه..!

على خطى المعري سار طه حسين،أخذ العمى بأيديهما إلى الإبداع،وعبْر مجداف القلم الجارح والمداد الفيّاض سارا في رحلة طويلة من الشغف إلى اكتشاف فسحة الأدب.
لم تكن ظلمة العمى التي جمعت بينهما والشك الذي قارب صفحاتهما الأدبية مانعا من أن يُحلّقا في سماوات زرقاء من الإبداع،كان حسينُ أبا العلاء الثاني،وكان المعري صدى سابقا لصوت طه في زبر الأولين.
لقد..فقد طه حسين بصره وهو صبي يبرعم أشواق الحياة تحت ظلام جهل أعمى فاقدا للبصر دون البصيرة،لقد قام حلاق يمارس الطب بعلاج الطفل الوديع،وكان ذلك العلاج سببا في أن يلتحف الرجل الظلام طيلة عمره،رغم إشراقة وهّاجة لقلم مبدع يضيء مثل الشمعة التي تحرك فتيلتها رياح شك متعددة.
روح متشائمة مشاكسة،وعناد ثقافي عارم،كانت تلك أشباح شخصية سكنت جسد عميد الأدب العربي طه حسين،ورسمت ملامح حياته.
اختلف الناس حوله واختلفوا معه بكثرة،لكنهم لم يختلفوا على شخصيته الأدبية وعلى ريادته العلمية وعلى بريق قلمه الذي كان يفيض إبداعا ومشاكسة وشكّا وبناء وتحطيما.
في مصر وخارجها-يا زميلي-لا يزال طه حسين مسافرا بين ضفاف الألم في سفينة الأيام،ولا يزال بين جفونه وَسَنٌ عميق يثير أسئلة الزمن والفكر والتاريخ كل حين.
فلماذا تستخفّ بقامة أدبية شاهقة بهذا الحجم..وتقارن بينه وبيننا (هنا في تونس وتقول ما لا يقال..بل ما يجانب الصواب ) في زمن ضللنا فيه الطريق إلى الحكمة-بين قرطاج..والقصبة
وأرجو..أن تستسيغ كلماتي جيدا..قبل أن أستلّ قلمي من-غمده-وأكشف المستور..!
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق