الجمعة، 29 ديسمبر 2017

طفلة رفح ،،،، بقلم الشاعر/محفوظ فرج

طفلة رفح / محفوظ فرج
------
أسأل عنها يا أحبابي
قولوا لي هل مرّت أحرفُها بين ثنايا الأسطرِ؟
دارَ العبقُ الفرعونيُّ على طينِ الساحل
تلك المغروزةُ في أضلاعي نبضا
يسبقُ قلبيَ في اللهفة
هل مسَّتْ أطرافُ جدائلِها بياراتِ الزيتون؟
فباركه الربُّ
قولوا لي
تلك الغادةُ تهمسُ في سمع الدهر بأنّا كنا وَهَجاً في كأس الكاهن حين سقى عشتارْ
كنا أغنيةً تترددُ تحتَ شفاهِ بناتِ المعبد في الوركاء
تلك المجنونةُ  ألقتني في منحدرٍ ورأيتُ مصيرَ الأكديينْ
في القرنِ الخامس والعشرين
وإذا كنتُ أمَنّي النفسَ بوصلٍ منها فلأنّي أقرأ فيها ما يمليهِ الموجُ الحاضنُ أوديةَ الزاب على التوتِ الاحمر
أقرأ خفق جناح النورس حين يخطُّ بوجهِ الماء
حروفاً يلقيها للفقراء
أقرأ ماتتغنى عينا طفلةِ ( رفح ) ببراءتها المعهودةِ
في حي الفضل وفي (الخمسميل)
أقرأها كالملهوفين على أرصفة المتنبي منهم من تبهرُهُ مجموعةُ قصصٍ (للجنداري )
منهم من يتسمَّر فوق سطورٍ يتملى ماخط بها (سعدي)
والآخر يستوحي من لون غلاف صدئٍ ما حلَّ ببغداد يقارنُ بين الماضي والحاضر ينسربُ الدمع فتخضلُّ الصفحات
ها أنت حبيبةُ روحي تجرين معي بين الجسر وبين عيون المسحوقين على أرصفة الساحات المهجورة
الشعراء الخرّيجون
والفنانون المنسيون
والناسُ البسطاء  كلهم في ( المسطر )منذ الصبح
في ساحات الطيران و سعد وعلى أرصفة الميدان
وفي الكرّادة
وجذوع نخيلٍ  مأوى للنمل الأبيض في أحياء الخضراء
محفوظ فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق