السبت، 23 ديسمبر 2017

لا تلوميني ،،،، بقلم الشاعر/وهيب عصافرة

لاتلوميني ........
_________________
لاتلوميني أن تلعثمتُ في كلامي
أمام عينيك ..
فحين تنطقين سيدتي أسمي تخرج
حروفه راقصة بين شفتيك
فتغار باقي الحروف
وتنتحر الأبجديات

لاتتعجبي حبيبتي أن أشتريت يوماً
جريدتك المفضلة .. دون أن أعي مانشر فيها
فأنا لستُ قارئاً جيدا سيدتي
كما يظن البائع المبتسم
أنا فقط ياسيدتي أداعب سطورها وأغازل صفحاتها
وألهو مع أخبارها
وأنت ياسيدتي لاتدرين مدى تمتعي حين أوقن
بأن تلك السطور التي لامست عيناكِ
هي نفس السطور التي تلامس عيناي الأن

حبيبتي ..... وكياني ...
لاتثوري سيدتي عندما يوقظك هاتفي قبل الفجر
فقد حرمت أن تكوني أمامي هذه الليلة
أو أن أرتل معك حروف هوانا في تلك الليلة

لاتغضبي حبيبتي أن اسدلت الجفون
على عيني وأنت تتأمليها
فعيني خائنة لاتحفظ سري
ونظراتك أقوى من صمودي أمامك
لاتبادليني أفعالي التي لا أظن أنها حماقات
ولكن أريدك أن لاتلوميني ....

لا تصرخي في وجهي أن رسمت القلوب الملونة
وحروف أسمك المزخرفة على أوراق عملك الهامة
وقد أتخذت من دفاترك سيدتي لوحاتي
أخط عليها ملامح طفولتي منك

لاتلوميني
أن تأملت وجهك سيدتي
وانا في قمة الأفق المستفيق .
وعلى رصيف الطرقات استعيد ذاكرتي
وأفكاري ...؟
تخرج من فم الحقيبة فوق السجايا البريئة
كلمات ليلية
لأتذكر نهاراً خجولاً
كوجة فتاتي حين تلقاني
علقت بها التمائم ايام عمري
وحوار عميق على أرصفة الطرقات

يالوعة طالت علينا
عطرالورد مهووس في بقاعها
وتطير فراشة الغدائر تجلي حزنها
تكشف عن شوقُها المبلل
فيخرج عبيراً منها يناجي السماء

لاتخافي يا صغيرتي فأنا مازلت جالساً
في مكان صبانا
ومازالت أوجاع الليل تعاني
أطارد الأطياف حين تتشبة بك حبيبتي
وأنا مازلت أمسح دموع الأشجار
بمنديل عشبي
لم يبقى من العمر كثيراً
حتى يُقرع جرس الدرس الأخير
أخرج راكضاً مسرعاً نحو العبير
وهواك يداعب شوقي حين
أغدو طفلاً بين شفتيك وبين الحرير
وسمفونية شوقي لك تداعب وجنتيك ِ
في كل حين
حتى يأن الله تعالى لي ولك على مر السنين
__________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق