الاثنين، 8 سبتمبر 2025

((حسنك خطف الأضواء )) بقلم الشاعر/شاكر الياس

 ((حسنك خطف الأضواء ))


بقلم/شاكر الياس 

شاكر محمود الياس 


العراق/بغداد 


بتاريخ/٧/٩/٢٠٢٥

أحب قسمات وجهك 

حسنك يخطف الأضواء 

كأن النور يسكن 

هذا الوجه الجميل 

براءة تطغى  

حاضرة في أروع 

الخصال وحلو الصفات 

يرفرف خافقي 

حين يراك ولو طيفا 

يكتب في الفؤاد 

أحبك من الياء للألف 

فلا يتغير المزاج مغرم 

بك دون قلق 

أنا من وضع الأساس 

وجل كلمات الوداد 

غيرك لن يغريني 

حملتك جرحا وأه 

أنت الثمين العزيز 

نقي مثل بلورات الزجاج 

شفاف القلب والروح 

تجاوزت معك جل الصعاب 

وهيأت لك الفرص 

حبك كان لي أرث 

أيها السموح اللذيذ 

أريد أن أصرخ 

الله ساق العوض 

ذهب ذاك الفراغ 

تجملت الصورة 

وأبرقت اللحاظ 

مجنون بك لو 

هجرت غفوتي والفراش 

وتواريت عن البرية 

أعتزلت قبل نهاية الشوط 

نقي مثل اللؤلؤ 

يا وجه القمر 

مغرم دون شك 

أتنفس لست مومياء 

ولا كساني الكفن 

حي قلبي الأصيل 

والفرح بان وطغى 

سحر غزى تلك الربوع 

يرسم أجمل اللوحات 

هنا تجلت سعادتي 

حضرت الأن جسدا وروحا 

أقترب ذاك الموعد 

المؤجل للأسف 

عطر وشوق وهيام 

وزهوا عانق الأفق 

الأن تعلمت فهم الدرس 

فحوى الحديث الممهد 

عيناك أراها تغازلني 

والروح تحتضن ألف أه 

جوارحي لها أهتزاز 

برهة يحل بي أحراج 

احضنك أبكي وانوح 

حضر القمر فلا غياب 

قد نلت أحلى الفرص 

أنا لك لا نصف ولا ثلث 

جلب النسيم عطرك رذاذ 

تجاوز القصور والأكواخ 

سكن أجمل أرض 

جلب الربيع حبك مستساغ 

غالية مثل البلورة 

والله خير حافظ 

سأبقى أهواك لو 

 أصبحت طريح الفراش 

يا زهرة القلب الندية 

وضعت على الحروف النقاط 

نامي بين الجفن والبؤبؤ 

تجمل المساء ولاح البدر 

نزعت الوهم والشك 

أنت أجمل الأشياء 

حقيقة تمحوا الظنون 

تجلت شمسك لا محال 

أخترتك دون الورى 

وأبصرتك وسط الجموع 

حقآ كأن لك أجمل الصفات 

حبك أراه سرمديا 

نور يضاهي بريق الأنجم 

يكتب شهادة الميلاد 

يخطها بأجمل الحروف 

أحبك دون خوف أنا مغرم 

وأفكاري تسرح بين شفق وغسق 

يمر الليل شبه أفاق متغطرس 

يسلبني الطمأنينه 

يخلط أوراق الوهم 

المعتق في الذاكره 

صور وأطياف تحركها أصابع 

الخداع المقيت 

وأنا أبحث عنك في 

أدق التفاصيل 

أنت الحضور الألق 

وفي الفؤاد لك ألف رمز



أُحاوِلُ أَنْ أُغادِرَكَ بقلم الشاعرة سمية المشتت

 أُحاوِلُ أَنْ أُغادِرَكَ انْعِزالا

فأَغْرَقُ فِيكَ، لا أَلْقى مَجَالا


تُلاحِقُني خُطَاكَ بِكُلِّ دَرْبٍ

كَأَنَّكَ في دَمي صَوتٌ تَعالَى


نَسِيتُ جَمِيعَ مَنْ أَحْبَبْتُ يَومًا 

وصِرْتَ بذِكْرِكَ العَذْبِ اخْتِزالا


فإِنْ غابَ الهَوَى عَنِّي قَلِيلًا

وَجَدتُ نَدَاكَ يَنْسَابُ انْثِيالا 


كأَنَّكَ في فُؤادي لَحْنُ حُزْنٍ

يُعانِقُ لَوعَةَ الرُّوحِ اشْتِعالا    


ومُنْذُ الهَجْرِ صَارَ جَمِيعُ دَرْبي

ظَلامًا يُوْقِدُ التِّيهَ احْتِفالا 


أُطِيلُ الصَّمتَ في لَيلِ اغْتِرابي

كأَنَّكَ كُنْتَ لي حُضْنًا  وَزَالا


أَمُرُّ على الحَنينِ كأَنَّ وَجْدي

يُرَدِّدُ مُقْسِمًا : أنْ لا أَنالا 


تَغِيبُ فَتَسْتَبيحُ الدَّرْبَ رِيْحٌ

وتُطْفِئُ في دَمي الصُّبْحَ اغْتِيالا 


كأَنَّكَ حِينَ تَرْحَلُ لا تُبَالي

بِمَا يَطْوي الغِيابُ إِذا تَوَالى    


فَعُدْ، فالكَونُ بَعدَكَ مَوجُ وَهْمٍ

يُفَتِّشُ في المَدَى عَنِّي احْتِيالا

سمية المشتت


المطر بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 المطر

المطر في ظاهره، ظاهرة طبيعيّة تتكرّر في فصول محدّدة من السّنة، لكنّه لدى العديد من النّاس، يكتسي حالة نفسيّة مفعمة بالأحاسيس والمشاعر الدّفينة.

 وهو موعدٍ سرّيّ بين الأرض والسّماء في صورة قطرات ناعمة تطرد الغبار عن الوجوه وتتطهّر بها الأرواح. 

ينزل المطر ، فتتبدّل ملامح الوجود: الأرصفة تغتسل فتكتسب بريقًا يجعلها تلمع، الأشجار تلبس حلّة خضراء بديعة كأنّها تستعدّ لحضور حفل مهيبب، والهواء يكتسب أكثر نقاء فيبعث في الكون والنّاس روحا جديدة لبدايات مختلفة لكلّ حسب غاياته وأحلامه .

أن تستمتع بالمطر، ليس فقط في مشاهدة قطراته وهي تنساب على الأرض وعلى زجاج النّوافذ، بل أيضا بتأثيره العميق في النّفوس. إذ هو مزيج من الطمأنينة والبهجة، يذكّر الإنسان بأنّ الحياة بكلّ صعوباتها تحتفظ دوما بلمسات يختلف أثرها من شخص لآخر، وتمنح القلوب فسحة من الصّفاء والأمل. 

أثناء هطوله، تختلج في داخل المرء مشاعر قد يخالها غريبة أو جديدة عليه؛ فالأصوات المألوفة للمدينة تغيب، لتحلّ محلّها موسيقى السّماء، وإيقاعات متناغمة لا تحدثها آلات موسيقيّة، ولا أصوات فنّانين بل قطرات المطر الّتي ترتطم بالأرصفة أو الأشجار أو النّوافذ، وأسطح المنازل وهو مايجلب للعديد من النّاس الانشراح الدّاخلي، والرّاحة النّفسيّة، كأنّ كل قطرة تسقط تحمل رسالة تطمينيّة: لا شيء يدوم على حاله، ولا يأس مادامت الحياة متواصلة وما دامت هناك غيوم فسوف يصعّد النّاس لينفّسوا عمّا في دواخلهم. فالخصب والحياة مرتبطان بالمطر ، إذ لا ينبت الزّرع ولا تزهر الحقول إلّا بعد أن تتشبّع بهذا التّساقط العذب والعجيب.

في بعض الأحيان ترى من يتركون أنفسهم تحت المطر دون مظلّة، فتلك لذة أخرى: شعور بالتحرّر من الأعراف اليوميّة، وخروج عن المألوف وتحرّر من القيود. أي نعم قد يتبلّل هؤلاء النّاس، لكنّ أرواحهم تتخلّص من أعباء كثيرة وضغوطات جثمت على صدورهم، ويتصالحون مع ذواتهم في لحظة صدق.

 فتنطّ إلى أذهانهم أفكار جديدة ويصبح المطر بوّابة للفرح إذ هو قد يأتي من  الأشياء البسيطة: كوب شاي ساخن بجوار نافذة تقرع بأنغام المطر، أو في السّير البطيء في شارع هادئ تغمره رائحة التّراب المبتلّ، أو في محادثة قصيرة مع النّفس وهي تصغي إلى دقّات المطر وكأنّها رسائل علويّة.

المطر يغيّر المشهد الخارجيّ نعم، ولكنّه أيضا يوقظ فينا الطّفل الّذي طالما أحبّ الرّكض فوق البرك الصّغيرة، وصناعة القوارب الورقيّة، والإيمان بأنّ العالم مكان أجمل كلّما غسله الماء وابتسمت له السّماء بتساقطاتها.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


قصيدة رسالة إلى امرأة ما .... بقلم الشاعر على السيد محمد حزين

 قصيدة 

رسالة إلى امرأة ما ....

      بقلم/على حزين 

أشعر بفراغ عطفي 

فراغ داخلي, 

لا نهائي ، 

*

أشعر بفراغ هولامي 

فراغ يتمدد 

بداخلي ، 

*

يملأنِي, من رأسي

حتى أخمص 

قدمي , 

*

يقتلني بعدكِ يا امرأة

يقتلني جبنكِ, 

صمتكِ,  

وهذا التجاهل الغبي

*

بداخلي فراغ لا نهائي 

فراغ كبير جداً 

أسطوري 

*

فراغ عاطفي,

فراغ يتمدد بداخلي, 

يشبه صحراء قاحلة 

غول غير مرئي  

ومدى مظلم 

لا نهائي 

*

فلِمَ لا ترجعين إليّ

لتستقر الروح, 

وتهدأ النفس, 

ويسعد القلب 

الشقي

*

أيتها الفراشة الجميلة , 

هلَّا رحمتِ قلبي, ورحمتينِ 

وعدتِ إليّ

***********************

على السيد محمد حزين – طهطا  - سوهاج – مصر 

تمت مساء الأحد/٧ / ٩ /٢٠٢٥



'من هنا أكون' بقلم الأديب المختار المختاري

 'من هنا أكون'

بين السّماء وبيني فراغ

وكتل بأحجام تناسب ظلّها على الأرصفة

تمشي بضجيجها متطاوسة

... وخائفة

ونار تلبس حمرتها

تكبّ اللّهب في صدور نازفة

يا هذي الأرض كوني سطرا

... جملة 

في كتاب الأخبار الجائفة

فكم لقيت من غضبي

وما في الرّوح من تعبي وصخبي

و ما في قلبي من آيات حبّ قاصفة

هذا البحر شاسع 

يصل ولا يصل 

ويصل إلى غاية مرتبكة.. ناسفة

هذي غزّة أرض القيامة

وهذي عروقنا تنبض موت

والموت في شرعتنا 

كلمة سافلة 

من قاموس لغة عارفة

وليست بعارفة

فكلّ أرض لها ربّ 

ولنا ربوبا غائطهم قرآن أمة ميتة القلب

دمها نبيذ أعدائها

وروحها قصّة منفوخة فيها 

من وحي سيوف لرقاب ناسها قاطفه

وهذي جامعة الإوزّ الذليل 

ترقص على جثث أهلها

لتندّد 

وتشجب

وتبول في سراويلها قيادات راجفة

ومناكفة

ذي صورة من واقع أبله أعيش تفاصيله

وأخطّ على الدّمع ملح جرح

كم أهملته في أيّام القحط 

ما وهبتني سمائي من عاطفة

وأقرّ بهزيمتي

لكن من هزمني هو منّي

يلبس إسمي

وفي جوهره أباليس على فعلتها عاكفة

هموا الرموز التي يشكيها التاريخ

لحقيقته

فلا هو يذكرهم بغير جريمة

ولا هو يعيرهم فكرته

ليكونوا سوى قحاب تتراقص في محفل ليل أحمر

في صحراء تراها على همومنا متحالفة

أي قرود 

وأي أصنام 

يعبدها أزلام المناصب والمكاسب

وأي ضباع على شعوبها عاكفة

وها أقيد سيجارتي من نار القلب

وألهب كأسي بأوتار حزني العازفة

رحابة روحي

وأفكاري التي تسري في هشيمها وارفة

وأرى عمري يمرّ قدّامي

في بلاد ليست منّي

ولا أنا منها

مادام تقودها عقول ناشفة

أما كان لي حلم وطن

أما كان لي حلم شعب

أما كان لي حلم أمّة

تقود الكون قاطبة لمقامة العاصفة؟

ها أنا اليوم أراها على هزيمتها متراصة متكاتفة

فيا سيّدا بيانات التنديد

إعلم علم اليقين أنّ وجودك كلّه

بين السّماء وبيني فراغ

وبين كتل بأحجام تناسب ظلّها على الأرصفة

تمشي بضجيجها متطاوسة

... وخائفة...

08/09/2025

المختار المختاري



الأحد، 7 سبتمبر 2025

حراك يوليو وصحوة الحناجر الصامتة بقلم الكاتب جلال باباي (تونس )

 🚩 حراك يوليو وصحوة الحناجر الصامتة 


               🚩جلال باباي (تونس )


🔹إلى كل الجياع والفقراء والمستضعفين في الأرض◾

 


كل الحناجر على اهبة الوقوف في وجه الطغاة والأثرياء 

 هم العمٌال تحت الشمس

يقتفون رائحة الغضب 

يتأجٌج القلق فوق الإسفلت 

تنتشر الصيحات في المفترقات:

" أيها الفاشلون أنتم مَن جوّعوا البشر..!!"

تلك الساحاتُ حاميةُ

والصهيل يغمغم في اجساد المساكين 

لمَ التلكؤ يا ابطال حراكنا!!

انتم تموتونَ جوعاََ في غرف القشٌ 

وَهُم يتحصٌنون بابراجهم شقيقة السماء 

نريدها هبٌة واحدة

نريدها ثورةِِ حمراءَ صاخبةِِ

ديدنها غضب سحيق للمظلومين واغتراب تغلغل أفئدة  الأشقياء

تنتفض الايادي

يحتضر الشعب زمن الوباء 

قد جوّعه من يدٌعي مخافة الله

بلا ذنب يُجرٌَمِِ في وطني كل النزهاء 

 قد تفشى،

 في صفوف الناس الموت الرحيم... فاين الشرفاء؟

انهضوا ايها الناس من سُباتكمُ

حلٌت ساعة رحيلهم هؤلاء الغرباء

 لا نريدها هبّة أخيرة 

 الى الساحات المفتوحة

 لا نخشى وعيد السفهاء 

واقتحموا صرح الطغاة ومن والاهم 

من الظالمين الأشقياء 

لا نخشى المنايا ولا نستصعب الخطر

نسحقهم بأيدينا وأرجُلِنا

نحن الشرفاء 

لن نبقي لهم اثرا

فالشعب يريد....إسقاط خفافيش الشتاء

إنها ثورة الشوارع الساخنة

 سيولد من رحم الحراك

 نصر قريب لمعشر النبلاء .


           تونس/🔹٢٥ يوليو ٢٠٢١



جديلة الريح بقلم: الكاتبة هدى حجاجي أحمد

 جديلة الريح


رأت نفسها تمشي في ممرّ طويل بلا أبواب.

الجدران من زجاج، خلفها وجوه كثيرة تحدّق بها، لكنها لا تسمع سوى الصمت.

كانت تحمل بين يديها جديلة شعر، طويلة، تتماوج كأنها حيّة.

شدّت عليها بقوة، تخاف أن تنفلت منها… فهي آخر ما تبقّى لها من حياةٍ مضت.


فجأة، انفتح سقف الممر، وهبّت ريح عاتية.

انتزعت الجديلة من يدها، رفعتها عاليًا، ثم بعثرتها في الهواء كغبارٍ ذهبي.

صرخت بكل ما أوتيت من وجع: “انتظريني… لا تتركيني!”


لكن الريح ابتلعت الصوت، ولم يبقَ سوى صدى متكسّر.

سقطت على الأرض، احتضنت الفراغ، ثم ابتسمت بمرارة:

حتى الريح تعلّمت كيف تسرقني.


وقّعت أسفل الصفحة:

بقلم: هدى حجاجي أحمد



من الذاكرة المثقلة بالرحيل بقلم الكاتب حسين عبدالله جمعه

 من الذاكرة المثقلة بالرحيل

بقلم حسين عبدالله جمعه 


ألو... ألو...

خانته العبرات، وانفجر بالبكاء. انبرى خلف آهة مكبوتة، وخلف خوفٍ مما ينتظره.


في بلادنا، علّمونا أن الرجال لا يبكون، وصوّروا الرجل غريندايزر أو طرزان. لكن... أليس الرجل إنسانًا؟ أليس للإنسان أن يبكي؟ عجبًا لمجتمعٍ يعيب على رجلٍ دموعه في فاجعة!


راح يختبئ وراء صمته الحديدي، بينما أحاول أن أواسيه، أن أخفف عنه معاناته مع المرض العضال، ومع الحرب التي هجّرته من بيته.

قال لي: "كم أنا مشتاق إليك يا أبا علي، إلى جلسةٍ معك، ولو لساعتين فقط. لقد طالت الحرب، والمرض أنهكني... الحمد لله على كل حال."


بكيت لبكائه. أبكاني الحنين وأشياء أخرى: رائحة النارنج والياسمين، المشي ليلًا في شوارع دمشق، دمشق التي سلبت روحي ونثرتها على قمة جبل قاسيون.


لا أدري على ماذا نبكي أنا وصديقي ابو عمر... ربما على الحنين، على الأحلام، على العجز والمرض. وربما على ابتلاءاتٍ لا تشبه ابتلاءات الآخرين.

حتى أن مصادفة مولدينا في اليوم نفسه كانت تشبه القدر، مثل زهرة قرنفل وردية في دمشق القديمة، مثل تناول الفته في الشيخ محيي الدين والمشي في باب توما.


أتذكر زيارته لي يوم مولدي في بعلبك، قبل أن يسقط الأمان في لبنان، وقبل أن تنهار سوريا. قلت له: "كن قويًا، وانتصر... فالحب والأمل سلاح المؤمنين."

لكن صوته انكسر بين شهقاتٍ ودموع.


لم تمضِ أيام كثيرة على تلك المكالمة، حتى جاءني صباح بارد يشبه الرحيل، والقهوة الباردة على الطاولة. فتحت هاتفي... فإذا بخبر وفاته يملأ الشاشات. رحل صديقي، كما رحل الأمان من مدننا.

تناثرت القرنفلات أرضًا، وانهمرت دمعة أخرى.


لماذا كل الذين نحبهم... يرحلون سريعًا؟


حسين عبدالله جمعة

سعدنايل - لبنان

نـداء الأمـة بقلم الـــشــاعــرة نـــســريــن بــدر(مــصــر)

 نـداء الأمـة

********* الـكـامـل

يـــاأُمَّــةَ الإِسْـــلامِ هُــبُّــوا واسْــمَـعـوا

جــيْـشُ الأعـــادِي فـــي بِـــلادي يـرتـعُ


قَــــدْ دنَّــسُــوا أرْضَ الـعُـروبَـةِ جَــهْـرَةً

فَـتَـكـوا بِــنـا فــعـلَ الـطُّـغاة وأوجَـعُـوا


فــإلــى الــجِـهـادِ تَـجـمَّـعوا وتَــوحَّـدوا

بـالـسَّـيْفِ نُــرْغِـمُ مـــنْ أسَـــاء ونَـدفَـعُ


إنَّ الــنَـجـاحَ لِــمَــنْ يُــجَـاهِـدُ صــادِقًــا

فـامْـضُوا عَـلـى نَـهْـجِ الـكِـفاحِ لـتُبْدِعوا


إنْ لــــمْ نُــفـجِّـر بــالـرُصـاصِ عِـصـابـةً

سَــتَــظَـلُّ أوطَـــانــي تَــئِــنُّ وتَــجْــزَعُ


هـــــذَا نِـــــداءٌ صَـــــارِحٌ فِـــــي أُمَّــــةٍ

إِذْ لَــــــمْ تَـــعُـــد لــكِـتـابـهـا سَــتُـقـطَّـعُ


أبْـــنــاءُ غـــــزَّةَ سَـــطَّــرُوا أمــجـادَهُـمْ

دَمُــهُــم عَــزيــزٌ فـــي الـمَـعـارِكِ يَـنْـبُـعُ


فـانْـظُرْ إِلــى الأطْـفـالِ كـيـفَ تـجـمَّعوا

وحِـــجـــارةُ الأرضِ الـسَـلـيـبَـةِ تَــلــمَـعُ


فــالــنَّــصْـرُ آتٍ لا مَــحــالــةَ ســـاطِـــعٌ

والــوَعْـدُ أقــربُ مــا يـكـونُ فَـأَسْـرِعُوا


سَــيُـزَلْـزَلُ الـطُّـغْـيَـانُ حَــتْـمـاً ســاعَــةً

ويُــــــرَدُّ مــنْــهـا غـــاصِــبٌ يــتَــصَـدَّعُ


هـــــذَا الــكِــفـاحُ سَـبِـيـلُـنَـا وعَـــزَاؤنــا

فــيـهِ الـقُـلـوبُ عَــلـى الــهُـدَى تَـتَـجَمَّعُ


إنَّ الـــحَــيَــاةَ بِــغَــيْــرِ دِيــــــنٍ ذَلَّــــــةٌ

فـاعْـلُـوا جِـبـاهَ الـعـزِّ دومــاً واخْـشَـعوا


قَسَـماً بأنَّ ال. مَ. وْ. تَ في سَـاحِ الوغَى

شَـــــرَفٌ عَــظِــيـمٌ لِــلْـفَـتَـى وتَــطــوُّعُ


فاللهُّ نــــاصِــــرُ ديــــنِــــهِ وجُــــنُـــودِهِ

وبِــصَــبْـرِنـا لــجُــنُــودِ بَـــغْــيٍ نَــقْــلَـعُ


فــاصْـمُـدْ وثِـــقْ بِـالـلّـهِ فـــي مَـيْـدانِـهِ

إِنَّ الــطُــبـولَ لـــوَعْــدِ رَبِّـــــي تُــقْــرَعُ


الـــشــاعــرة نـــســريــن بــدر(مــصــر)



نصان تانكا بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 نصان تانكا 


1


ملامح الصباح 

أول شعاع يضيء 

وجه مولود جديد 


من النافذة نور يعانق 

وجه الملائكة 


2


ملامح الصباح 

تغريدة العصفور ترافق 

بكاء رضيع 


بعد لحظات من الإنسجام 

هدوء تام 


ألفة كشك بوحديدة 


ألفة كشك بوحديدة


عتبة الحياة بقلم الكاتب الإعلامي محمد بن سنوسي

عتبة الحياة 

الواحد بعد الآخر و بلون العبرات وندى جبين متصبب وجهد مضني وقت السحر وقبل الشروق في عز سبات النيام تلوح في الأفق مصابيح الخلاص وتنكشف الظلمات على صباح أبدي يجني الساعي فيه ميراث أهل الفلاح بعد التسلح بالإستجابة لنداء الحصانة الالاهية.

هي خطوات متتابعة تمليها تعاليم مسيرة طلب القمة والتميز بعيدا عن سرداب الفشل وسهام اليأس القاتلة وهي تبث سمومها على مواقع الشرفاء فمن خضع لوهمها تكبد حياة الحفر طول البقاء ومن توشح لواء النصر سطعت بجوارحه لوحة الخلود بأقصى مكامن التاريخ بذاكرة ساكنة البسيطة ولو بعد حين متلذذا بالمناسبة بعطر الذمة الإلاهية تماما كالذي التزم بعطر السيرة وشذى الآيات نال التخليد من أهل السماء عند مليك مقتدر.

فترى النداء بجوارحك شاقا ظلام الليل بكلمات ذهبية داعية للفلاح قبل توغل أولى خيوط الضياء معلنه ميلاد يوم جديد و بين السطور قراءات متأنية لأولي الألباب بعظم أكوام النعم و ما يقابلها من حمد و شكر  وطلب لاستدامة المشهد الجميل.

فالحروف هنا معدودة تتفنن في خط الرسالة لطرق قلوب غافلة و مقفلة و لترسم بسمة الصباح مع الغسق دون تكلف

 و دون جهد فقط بحب عميق و منارة مرشدة لجنان الخلود

 و رضا العزيز ....ونفض غبار الكسل 

و الخمول و إعدام الذات في حضرة رحيم السماوات

 و الأرض.    

محمد بن سنوسي 

من سيدي بلعباس 

الجزائر



اللّيل بين الرّيف والمدينة بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة / تونس

 اللّيل بين الرّيف والمدينة

يأتي اللّيل على الرّيف متأنّيا في مشيته، كأنّه يتحضّر للقيام بألعاب سحريّة تستدعي التّركيز. يمدّ خطواته متباعدة متناسقة، كي يتجهّز النّاس لمروره، فيغدو كلّ شيء هادئا، كأنّ الطّبيعة وسكّانها دخلوا في صلاة طويلة، أو لعلّ طلاسم السّاحر قد أدخلتهم في سبات عميق.

ثمّ تبرز النّجوم متلألئة في السّماء الصّافية، ويغمر القمر المكان بضوئه كأنّه خيمة نصبت لتحتضن سهرة من نوع خاصّ جدّا. وأثناء ذلك، تنطلق أصوات الحيوانات لتملأ الأجواء: نقيق الضّفادع من البرك، صوت البوم من أعالي الأشجار، وعواء الذّئاب وهي تتنادى لتجتمع حول فريسة ما، أو شأن يخصّها... فكأنّك أمام سمفونيّة تؤلّفها عناصر الغابة، وقائد أوركستراها هو الرّيف نفسه.

ما يزيد من حلاوة اللّيل في الرّيف نقاء الهواء، والنّسائم الّتي تمرّ بين سنابل القمح وأغصان الزّيتون والأشجار المثمرة، فتحمل روائحها عبر الأثير وتوزّعها في الفضاء.

أمّا في المدينة، فاللّيل لا يعرف السّكون. والأضواء الكهربائيّة لا تترك تقريبا مكانا للعتمة، بل تنتشر في الفضاء لتعلن عن حياة من نوع آخر لها طقوسها المختلفة عن طقوس الرّيف. ضجيج السّيّارات لا ينقطع، ويظلّ صوت النّاس حاضرا حتّى ساعات متأخّرة من اللّيل، فمنهم من هو في طريقه إلى سهرة، أو إلى عمل، أو ربّما في طريقه لامتطاء سيّارة أجرة نحو شأن معيّن. 

المقاهي تمتلئ بروّادها، وأصوات الموسيقى تختلط بالضّحكات وأحاديث المارّة الّذين يلتقون بمن استفاقوا  من نوم خفيف ليحلّوا محلّهم، وهكذا تتواصل الحياة، ويتّصل اللّيل بالنّهار، فلا تكاد تفرّق بينهما.

في المدينة لا مجال لسكون تامّ، ولا توقّف عن الحركة. إنّها عالم من الأضواء والدّوام المستمرّ، وكأنّ الزّمن لا يعرف التوقّف. 

ومع ذلك، يظلّ الرّيف في تناسق مع المدينة، ليعطي كلّ واحد منهما للآخر ما يحتاجه منه حتّى لا يتباعدا. وتبقى الطّبيعة والإنسان عنصرين متكاملين، يكتمل بهما المشهد هنا أو هناك.

رشدي الخميري/ جندوبة / تونس

أسطولُ الصّمودِ بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 أسطولُ الصّمودِ والتّضامُنِ العالمي من برشلونةِ إلى غزّةَ لكسر الحصار ومنع الإبادة مكوّنٌ من ثلاثين سفينةًُ وثلاثمائةِ شخصيّةٍِ مرموقةٍ من أربَعٍ وأربعين دولةً مشكورين وفّقهُمُ الله!


قُلْ للعُروبةِ ،إسْمعي وَلْتنظُري

فالنّتنُ يُعلِنُ ماأرادَ…………بِخِسّةِ


كلُّ   البِلادِ  أضمُّها بِكَمالِها

لِتَكونَ كُبْرى العالمينَ،…..دُوَيْلَتي


ِلأُبيدَ كلَّ شعوبِها وأُريهِمو

قطْعَ الرّؤوس ؛ لِكَيْ …نعيشَ بعِزّةِ


ونكونَ شعبَ اللهِ ، حيْثُ اختارَنا

ونكونَ فَوْقَ العالمينَ،…أتَسْكُتِ؟؟


يا عُرْبُ  يا كلَّ الشُّعوبِ تأهّبوا

وَتَحرّكوا ؛كيْ تمنَعوهُ…………بِقوّةِ!


(غزّا)  أُبيدَتْ لَوْ لأَْمْتُمْ جُرحَها

ما كان يَطمعُ بالمَزيدِ ..…، عُروبَتي!


خرجَتْ قَوافِلُ من شعوبٍ (غَيْرِنا )

كُلٌّ يُطالبُ وَقْفَ كلِّ…….. .. ...إبادةِ


كلٌّ على   بُعْدِ المَسافَةِ  قد أتى 

مُتَضامِناً مِنْ كلِّ قُطرٍ  ……….أُمّتي


كلُّ يُطالبُ وقفَ حرْبٍ مَزّقتْ

أجسادَ شَعْبٍ للجَميعِ ……(بِغَزّةِ)


مَنْ لَمْ يَمُت ْبالقنْصِ ماتَ بِغيرهِ

عَطَشٌ وَجوعٌ في العَراءِ ..… بِخَيْمَةِ


هذي الشّعوبُ بذي القوافِلِ أقسَمَتْ

لِتفُكَّ عن (غزّا)الحِصارَ....لِإخوَتي


أوَلا نُشارِكُ ؛ كيْ نُعَزِّزَ  قُوّةً

وَنَردَّ ضيْماً عَنْ بِلادِنَا، ……. عِزْوَتي؟


لا (النِّتنُ) يقدرُ  أن يصُدَّ جموعَنا

لا تْرَمبُ يَقوَى على التّصدِّي لِوَحدَةِ!


حَيُّوا القوافِلَ والشُّعوبَ وردِّدوا

أللهُ ينصُرُ  مَنْ يُعينُ ……….لِنُصْرَةِ !


عزيزة بشير



تحولات العاشق ٠٠ !! الشاعر والناقد والأكاديمي و المفكر المعمر [ أدونيس / ١٩٣٠ م - ] بقلم الكاتب السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 تحولات العاشق ٠٠ !! 

الشاعر والناقد والأكاديمي و المفكر المعمر [ أدونيس / ١٩٣٠ م - ]

بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

" هربت مدينتنا

 فركضت استجلي مسالكها

فنظرت لم المح سوى الأفقي

ورأيت أنا الغائبين غداً 

والعائدين غداً

جسداً أُمزقه على ورقي ٠٠" ٠

-----

" رافقتكِ إلى المدرسة

سرقتْ خطواتنا أجراس العتبة

جلستُ إلى يساركِ في الصف

نمتُ بين أهدابكِ وما رأيتك

ثيابكِ الأقاليم والفصول دربكِ إلي ٠٠ "

٠٠٠٠٠

و أدونيس شاعر معمر مهاجر ،  فقد ناهز من العمر قرابة ٩٥ عاما ، و مازال يعيش الشاعر السوري اللبناني أدونيس حاليًا في باريس، فرنسا، حيث استقر فيها منذ عام 1975.  

و قد كتبت عنه من قبل عدة دراسات و مدى تأثر الحداثة بمنهجه لغة و تعبيرا في توظيف أدواته داخل عملية الإبداع الفني هكذا ٠٠

و ها هو الشاعر العاشق أدونيس يغرق بين أهداب الصوفية حيث يوظف المفردات في دائر الحب و يترنم بين الجسد و الروح في ثنائية تكشف مسار هالات الجمال بمثابة ومضات و مقاطع تختصر المشهد في تجليات تجربته في إطار الحكمة و الفلسفة و استدعاء الرمز في تداخل طبيعي ، و الذي يخلد عبقرية النص و رغبة وجودية نلمحها في خطابه الصوفي الشعري مع حالة إشراقية و إسرافية معا ٠

و يظل يعزف صوب المجهول لعل صدى المطلق يتصدع لحنا شهيا ٠

و مغامرات الحب و مقامات العشق في فواصل و مقاطع تعكس ملامح رؤيته في ملحمة تدور حول التأملات بين مسافات القهر و الغربة و الشعور بالانفلات و بالانفصال يبحث كفيلسوف متعب من البحث حول الحقيقة من جديد شاعر متيم يغازل المرأة كحلم فارس قديم ، و كغواص ليل يجهل الشاطىء فينتظر الصباح عند ظلال متوالياته في دهشة و كبرياء ٠٠


أليس هو القائل :

كتبتكِ على شفتيَّ وأصابعي

حفرتكِ على جبيني ونوَّعتُ الحرف والتهجيةَ

وأكثرتُ القراءات

أيتها المرأة المكتوبة بقلم العاشق

سيري حيث تشائين بين أطرافي ٠٠

= نبذة عنه :

وُلد الشاعر والناقد والأكاديمي 

علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار ( أدونيس)   قي عام  1930م ٠ و هو مفكر سوري - لبناني - فرنسي، ولد في قرية قصابين التابعة لمدينة جبلة في سوريا. تبنّى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948. 

نال الجنسية اللبنانية مع أسرته في العام 1963. 


= مع ثورة أدونيس الشاعرية :

نعم لقد قاد أدونيس ثورة حداثية في النصف الثاني من القرن العشرين، «حيث كان له تأثير زلزالي» على الشعر العربي يمكن مقارنته بشعر تي إس إليوت في العالم الناطق بالإنجليزية.

 ويعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج قط عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية. 


* من مؤلفاته :

تشمل منشورات أدونيس عشرين مجلداً شعرياً وثلاثة عشر مجلداً في النقد. له عشرات الكتب المترجمة إلى العربية تشمل شعر سان جون بيرس وإيف بونفوا، وأول ترجمة عربية كاملة لكتاب أوفيد «التحولات» (2002). 

تم طبع مختاراته متعددة المجلدات من الشعر العربي (ديوان الشعر العربي)، والتي تغطي ما يقرب من ألفي عام من الشعر، أكثر من مرة منذ نشرها في العام 1964.

يعد أدونيس منافسا دائما لجائزة نوبل في الأدب، ووُصف أدونيس من قبل البعض بأنه أعظم شاعر حي في العالم العربي. 


* مختارات من شعره :

مع قصيدة  بعنوان ( أول الشعر ) كتبها أدونيس عام ١٩٧٩ م ، و من ثم يطوف بنا منذ التهجي و الصمت بحروف العشق في صومعة العاشق المتبتل بين شاطىء المجهول المهجور يرسم لنا لوحاته الفنية ببراءة الطفولة و يمضي يحصد من رحلة العمر قصيدته صدى للحياة حيث يقول فيها :

أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى

والآخرون بعضهم يظنّك النّداءَ

بعضهم يظنّك الصّدى.

أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً

للنور والظّلامِ

يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ

والآخرون بعضهم يرى إليك زبدًا

وبعضهم يرى إليك خالقًا.

أجمل ما تكون أن تكون هدفًا

مفترقًا

للصّمتِ والكلامِ .

أول التهجية

 

نقدرُ، الآنَ، أن نتساءلَ كيف التقينا

نقدرُ، الآنَ، أن نَتَهجّى طريقَ الرّجوعْ

ونقولَ: الشواطىءُ مهجورةٌ،

والقلوعْ

خَبَرٌ عن حُطامٍ.

نقدر، الآن، أن ننحني، ونقولَ: انْتَهَيْنا .

قيس

 

كان قيسٌ يقول: اكتسيتُ بليلى

وكسوتُ البَشَرْ

ورأيتُ إليه يُغطّي

وجنتيهِ بنارٍ

ويسامرُ غاباتها ويُطيل السّمَرْ.

ورأيتُ إليه يلمُّ القمَرْ

حُفنةً حفنةً من ضِفافِ السّهَرْ .

أول الكلام

 

ذلك الطّفل الذي كنتُ، أتاني

مرّةً

وجهًا غريبًا.

لم يقل شيئًا. مشينا

وكِلانا يرمقُ الآخرَ في صمتٍ. خُطانا

نَهَرٌ يجري غريبًا.

جمعتْن، باسْمِ هذا الورقِ الضّارب في الرّيح، الأصولُ

وافترقْنا

غابةً تكتبها الأرضُ وترْويها الفصولُ.

أيها الطّفل الذي كنتُ، تَقَدَّمْ

ما الذي يجمعن، الآنَ، وماذا سنقولُ؟!٠


و أخيرا هذه كانت إعادة قراءة لعالم الشاعر أدونيس ، بمثابة أمواج في معالم الشعر  الذي ولج من خلاله دائرة الحداثة بعمق فلسفي صوفي عشقي يغرق في محيط كلمات تختصر لنا ثنائية الروح والحياة دائما ٠



نَصِيحَةُ قَارِئٍ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 نَصِيحَةُ قَارِئٍ : 

................................. 

جَمِيلٌ نَشرُكُم.. شُكرًا عَلَيهِ ... وَلَكِن صُورَةٌ سَاءَت إِلَيهِ 

أَقُولُ لِنَاشِرٍ شِعرًا وَنَثرًا ... أَتَنشُرُهُ وَعُريٌ يَمتَطِيهِ ؟! 

أَتُكرِمُنَا طَعَامًا أَو شَرَابًا ... شَهِيًّا وَالذُّبَابُ وَلَغنَ فِيهِ ؟ 

وَكَيفَ يُحَطُّ شُربٌ أَو طَعَامٌ ... عَلَی عَینِي وَنَفسِي تَشتَهِيهِ 

وَدُونَ القُربِ مِنهُ سَأَلتُ نَفسِي ... أَأَقرَبُهُ وَعَينِي تَزدَرِيهِ ؟ 

جَوَابٌ قَد أَتَى دُونَ انتِظَارِي ... يُجَسِّدُ لابتِعَادٍ يَبتَغِيهِ 

وَلَو حَمَلَ الدَّوَاءَ وَفِيهِ بُرئِي ... وَلَو کَتَبَ الشِّفَاءَ لِأَرتَضِيهِ 

فَلَا تَنشُر قَبِيحًا فِي جَمِيلٍ ... وَلَا تَترُك إِسَاءَتَهَا عَلَيهِ 

وَقَدَّمتُ القَصِيدَةَ مِن فُؤَادِي ... بِنُصحٍ وَاعتِذَارٍ يَعتَلِيهِ 

................................. 

محمد جعيجع من الجزائر  - 25 جوان 2025م



تطريز عبارة "سِراجٌ مُنيرٌ" بقلم الشاعرة منية محمد عفلي

 تطريز عبارة "سِراجٌ مُنيرٌ"

                 

سبحان ما خلـق الإلـه ومــا بــرا

للكـونِ نــورًا طــاهرًا ومُبشـّــــرا


رجــلاً خَــلوقًا ،راجحًا ،متسامحًا

سيفًا على عُنقِ الضــلالةِ مُشـهَرا


أدبًـا يفيـــضُ إذا قـرأتَ خصـالَـهُ

فهـو النبــيُ الهاشمـيُ مــن الورى


جمع الأصــالةَ والأمـانَةُ ، والهـدى

وبما أتــــى زان الوجــودَ وأبهــرا


ما كانت الصحـراءُ تنفـضُ زيفـها

لـــولاهُ ،إذ زرعَ الوفاءَ فَـــأزهــرا


نــورُ علــى نـورٍ يُعــــانـقُ بَعضـه

أرساهُ في الكون الكفـيف فأبصرا


يا أيها المصــباحُ في حلل الدّجى

يا من جعلتَ الكون سهلاً أخـضرا


رفعتكَ أشــرعةُ السـماء مطـــهرا

وبقيتَ في روح الأنـــام مطـــهرا

الشاعرة منية محمد عفلي



دموعي غزيرة..ومواجعي بحجم هذا الوطن..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 دموعي غزيرة..ومواجعي بحجم هذا الوطن..!


(دموع غزيرة بحجم الوجع..تنسكب على خد نحاسي)


إلى روح إبني ذاك الفتى الغض..الذي رحل دون وداع..بعد أن استرددت برحيله حقي في البكاء..


أنا متعَب كزيتونة أحرقها الصقيع..كزهرة لوز تناستها الفصول..كيتيم يسير حافيا على ثلج الدروب..

متعَب.."والزمان ابتلاني..مجوسية قصتي..معبد النار فيها..وقلبي على عجل للرحيل.."

أسافر أحيانا عبر الغيوم الماطرة..وأرحل إلى مدن لا رفيق لي فيها ولا صديق..

وأحطّ رحالي بتلك البقاع القصيّة كطير غريب حطّ على غير سربه..

أحتاج أبي الآن كي ألعن في حضرة عينيه المفعمتين بالأســى غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلوا بظلي في زمن القحط والجدب..لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..

واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي..وحروفَ إسمي..

آه أمّي..كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟!

أمّي التي خاضت تجربة الحياة بمهارة..مازالت ظلالها ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب..

مازالت هنا رابضة على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح..

وما زالت أسمع تراتيلها وصلواتها كلّما مرّت رياح الجنوب بحذوي..مازلت أرى طيفها في الأيّام الشتائية الماطرة حين السحب تترجّل على الأرض ضبابا..أستجدي عطفها أحيانا..فتتسربل بالغيم وتتوارى خلف الهضاب..أبكي قليلا ثم أقتات من مهجة الليل..وأنام..

أما أنت يا-غسان-يا مهجة الروح:

اقتادتك-الموت-من يد روحك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض..ولكن الأبناء البررة يولدون مصادفة في الزّمن الخطإ،ويرحلون كومضة في الفجر،كنقطة دم،ثم يومضون في الليل كشهاب على عتبات البحر..

إبني ومهجة روحي:

منذ رحيلك وأنا أحاول مجاهدا تطويع اللغة،ووضعها في سياقها الموازي للصدمة..للحدث الجلل..إننّي مواجه بهذا الإستعصاء،بهذا الشلل الداخلي لقول الكلمات الموازية،أو المقاربة لرحيل القمر والدخول في المحاق..

ولكن الدّمع ينهمر نزيفا كلّما لاح لي وجهك من شقوق المرايا..

ماذا تعني كلمات أو مفردات:منكوب أو مفجوع أو مدمّى أو منكسر؟

لا شيء..سوى الفراغ الذي كنت تملأه فيما مضى.يتسع بك ويضاء بالبهاء الإنساني والغنى الروحي الحزين جراء فساد العالم وخرابه..

الآن بعد رحيلك-القَدَري-أعيد النظر في مفاهيم كثيرة،ربما كانت بالأمس قناعات راسخة،الآن تبدو لي الحياة بكل مباهجها كأنّها مهزلة وجودية مفرغة من أي معنى سوى الألم والدموع..

وأسأل نفسي :

هل كان الحمام الجنوبي يعبّر بهديله عن رغبته في اختطافك إلى الفضاءات النقية لتكون واحدا من-قبيلته-بعيدا عن الأرض الموبوءة بالإنسان الذي تحوّل إلى وحش ينتشي بنهش الجثث،قاتل للحمام والبشر،معيدا سيرة أجداده القدامى منذ قابيل وهابيل حتى الآن..؟ !

غسان:

الزّمان الغض،المضاء بشموس النصر والتحدي.الزمان المفعم بإشراقات القصيد،ما قبل إدراك الخديعة،بغتة الصدمة ولسعة القدر..

-تطاوين-الجاثمة على التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة ترثيك.فرحة هي النوارس بمغادرتك عالم البشر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..

أنت الآن في رحاب الله بمنأى عن عالم الغبار والقتلة وشذّاذ الآفاق،والتردّي إلى مسوخية ما قبل الحيوان.

نائم هناك على التخوم الأبدية،وروحك تعلو في الضياء الأثيري،طائرا أو سمكة أو سحابة أو لحنا في موسيقى.لقد غادرت المهزلة الكونية للعبور البشري فوق سطح الأرض.

في الزمان الحُلمي،كما في رؤيا سريالية،سأحملك على محفة من الريحان،بعد تطهيرك بمياه الوديان،من مصبات الأنهار والمنحدرات الصخرية بإتجاه البحر..سيسألني العابرون :إلى أين؟

في السماء نجمة أهتدي بها.أعرفها.تشير دوما إلى الجنوب.أنت أشرت إليها ذات غسق وهي الآن فوق-مقبرة تطاوين المدينة-تضيئ القبور بلمعانها المميز عن بقية الكواكب.وهي تشير كذلك إلى المرقد والمغيب فوق أفق البحر في أواخر المساءات.أحملك نحوها لتغطيك وتحميك بنورها الأسطوري لتدخل في ذرّاتها وخلودها الضوئي..

قبل هذا الإحتفال الأخير سأطوف بك حول-شارع طارق بن زياد-الذي أحببته،حيث يرثيك أبناء حيك ومجاييلك من الفتيان أمثالك..بدمع حارق يحزّ شغاف القلب..

يسألني العابرون أو أسأل نفسي:هل محاولة إستعادة نبض الحياة الماضية يخفّف من وطأة صدمة الموت؟..لا أعرف شيئا..!

حين يأتي المساء الرّباني سنلتئم تحت خيمة عربية مفعمة بعطر الجنوب.نشعل النيران في فجوات الصخور اتقاء للرّيح،ونبدأ الإحتفال في لحظة بزوغ القمر فوق تطاوين..

أما أنتم-يا شباب الحي الذي عاش فيه رفيق دربكم-:إذا رأيتم-غسان-مسجى فوق سرير الغمام فلا توقظوه،إسألوا الصاعقة التي شقّت الصخرة إلى نصفين لا يلتحمان.

إذا رأيتم-غصنا-متبرعما في الصمت الأبدي،فلا تعكرّوا لمعانه بالكلمات.

اسكبوا دمعة سخيّة على جبينه الوضّاء،دمعة في لون اللؤلؤ،واكتموا الصرخة المدوية كالرعد في كهوف الرّوح..

وأخيرا إذا رأيتم والده المغنّي الجوّال حاملا قيثارته،افسحوا له مجالا في الدروب لينشد أغنية الوداع للنجم الآفل..

عندما تبهت الأيّام،وتنطفئ في عين النّهار إبتسامة حاولت كثيرا أن أغذيها بدمي،يتعالى صراخ من هنا،أو نحيب من هناك،وتتوالد حول الأحداق أحزان كثيرة وعابثة الشعور،تذكّر أنّ الإنتهاء قد اقترن بكل شيء.

في عمق اللجة-مات إبني-بكل حتمية..مات وهو يتوسّد أحلامه وآمانيه..

لقد تجرّأ الموت وسأل -إبني-لماذا يعيش.. ؟! ولا بدّ أن يكون المرء سخيفا ليسأل الموت عن علاقته بإبني.غير أنّي صرت سخيفا لحظة من زمن..

وفي تلك اللحظة عندما نظرت إليه يستلقي في استقرارة أبدية بلا عيون،سألت لماذا تنكسر البراعم قبل أن تزهر..ولماذا تولَد مصادفة في الزّمن الخطأ،وترحل دون وداع..يترك القلب أعمى.. ؟!

وأدركت أنّ السؤال قدريّ..وأدركت أيضا أنّ الدموع لا تمسح تراب الأسى..إلا أنّ الألحان العذبة التي عزفها لي إبني عبر رحلة شبابية لم تكتمل،ستظل تحلّق في الأقاصي ويتغنى بها القادمون في موكب الآتي الجليل..

.. وهذا عزائي في المصاب الجلل..


محمد المحسن



السبت، 6 سبتمبر 2025

حتّام بالڨيتار تنأى؟؟؟ بقلم الكاتبة هادية السالمي دجبي، تونس

 حتّام بالڨيتار تنأى؟؟؟

لا نبض في التّلّ
و ما في التّلّ غير الرّيح و الصبّار و الصدى .
شجرة البلّوط تستوقفني
تبحث في وجهي عن أبي...
تسألني شجرة البلّوط
عن أختي الّتي
ما خضّبت يدي...
تبحث في أحداقي
عن أمّي الّتي
سقاها الغسق اللّظى ...
أمّي، إلى نخلة مريم تفرّ
و تلوذ بمدادها
وحيدة، أمّي، هناك
تقتري جُذَيْعَ نخلة و تحلم...
حتّى إذا ما طيف داوود لها بدا
سمت بين الأنجم
و أقمحت في معصميْها
أقداح الرّيح و الخواء و النوى...
تبحث أمّي عن رغيف الضوء
في مقلة لقمان و ما تني
تئنّ دوما، و الخريف في مآقيها
مرايا تتهدّم...
كأنّها الجبال ترسو
و الطّيور فوقها ألسنة المدى
تَؤُوبُ فيها و تُؤَوِّبُ
كموج لا ينجزر مطلقا ...
*********************
تسألني شجرة البلّوط
عن قصص شهرزاد و النّدى
و شهرزاد لا تزال
بدمي تروي حروف الأبجدية
كي لا يصوم ذلك النُّهَيْرُ
عن لبن أمّي
حيثما جرى...
فَلِمَ يهمي ڨيتارك نشيجا " أورفيوس " !
و يتشنّج؟!
و أنت، بين زنبق و نرجس
تظلّ بالأنين مُتْرَعا .
أسْكَرَ ڨيتارك بحرا ثمِلا،
في موجه ، تاه و ما اهتدى
و ما فككتَ بصدى الڨيتار قيدا
شدّ "يوريديس" في الرّدى.
ها أنتَ " أورفيوس" بڨيتارك تنأى
عن " يوريديس" و السّرى .
تظلّ بالڨيتار تعزف مواويل العشق
دونما هدى،
اللّيلُ في التّلّ ، يُغَشِّيهِ ،
و بالأنواء يسقيه العلقم...
حتّام " أورفيوس" ! بالڨيتار تنأى
و النَّوى فيك تعلّق ؟!؟!؟
بقلمي : هادية السالمي دجبي، تونس
Peut être une image de 1 personne et écharpe

...عزوا بنو العرب... بقلم فرحي بوعلام نورالدين. المسمى عامري جمال الجزائري

 ...عزوا بنو العرب...

عزوا بنو العرب في أفئدتهم
أضحت كالحديد والحديد يذوب.
أقسى من حجارة أو أشد قساوة
فالصخر يفتت وهي لا تذوب.
ترى الصبيان تجوع وتقتل أمامها
ولا من يذوذ ولا من يجيب.
ألا معتصما بعد المعتصم يبان
ألا خالدا أو عمرا بعد عمر يهاب.؟
كأن الزمان قد حان غروبه
ينذر لصبح ،(أليس الصبح قريب)!؟
تاالله إن الناس قد تاهوا
فلا من يلبي الندا ولا من ينيب.
ياخيبة ما بعدها خيبة ،من
ظن يوما أن نسل العرب يخيب؟!.
بقلم فرحي بوعلام نورالدين.
المسمى عامري جمال الجزائري.
الجزائر ولاية سعيدة يوم 06-09-2025.
Peut être une image de 1 personne, barbe et texte qui dit ’키크 ADa Farhr FarhmBoualem Boualem Noureddine Nou’


مازلت أذكر بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 مازلت أذكر

مازلت أذكر وجهك الوضاء
و النسمة الرقيقة في ذلك المساء
الذي أنعش الفؤاد المستاء
مما يجري في و طن الشرفاء
و كلك أمل في تنامي الخير و الرخاء
رغم النزوح بحثا عن مكان يهدينا
أمنا و راحة و يحقق أمانينا
في راحة تسعد ليالينا
الموحشة لفقدان أهالينا
و اغتصاب حقوق تبكينا
و بالله عوننا على الأعداء
عدد ما كان و يكون إلى يوم النداء
مازلت أذكر أغاني الفلاحين صبحا و مساء
فرحة بصابة تحقق الرجاء
و تنسيهم الشقاء و العناء
أيام القيظ و قسوة الشتاء
و لسانهم يلهج بالدعاء
لحماية الوطن في السراء و الضراء
بعد تخطيط أعدائنا للتهجير أو الفناء
و إذاقة شعبنا صنوف الإبادة و منع الشفاء
و تقتيل الإعلاميين الشرفاء
و بالله عوننا في الدروب المظلمة
أملا في نصر وعد به الله سيد الأنبياء
عليه وعلى الآل والصحب صلاتنا الجامعة
آمين يا واسع العطاء
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

لَملِم بَقَايَاك..! بقلم/هادي مسلم الهداد/

 (( لَملِم بَقَايَاك..! ))

=====***=====
.. لَملِمْ بَقايَاكَ
فالأفقُ مُغبرُ الرّؤى
.. سدمُ
صَاخبٌ صَمتي..وَوَصلي
.. آبقٌ أثمُ !
كلّ الدّروبِ معَ السّرابِ
..تَجسَّرتْ
حتّى غَزَاني الشّيبُ
.. والهرمُ !
........ ........
ظِلّان نحنُ الآن..نَختَصمُ
ظلٌّ ثَقيلُ الوصلِ مُحتدمُ
وظلٌّ مُدبرٌ.. عدمُ !
........ ........
..وعمركَ تَرجو الطّارقُ
.. الكرمُ
حتّى أتاكَ الزّاهدُ الوهمُ
لَملِمْ بَقايَاك..
ذكرَاكَ فيها.. الوهنُ
.. والسَّأمُ !
..
بقلم/هادي مسلم الهداد/
Peut être une image de 1 personne