الأربعاء، 13 نوفمبر 2024

صحْو الضّمير بقلم عماد فاضل(س . ح)

 صحْو الضّمير

رسمْتُ غدي وواجهْتُ انْكساري
وقابلْتُ الأسى حيَّ الضّميرِ
سقاني وابل الأيّام مُرّا
وعلّمني الرّضا حسْم الأمورِ
خبرْتُ منَ الأنامِ رفاقَ درْبٍ
فكان الغدْر في الدّنْيا مصيرِي
وصادقْتُ الكثيرَ منَ البرايا
فأدْركْتُ المحِبّ منَ الغيورِ
ولمْ أرَ للْوفاءِ قليل شكْرٍ
ولمْ أر في الورى صحْو الضّميرِ
فصنْتُ كرامتي واخْترْتُ درْبي
وصنْتُ النّفْس منْ دنْيا الغرورِ
فما الدّنْيا سوى دار اخْتبارٍ
وما الأحْياءُ إلّا للْقبورِ
بقلمي : عماد فاضل(س . ح)
البلد : الجزائر
Peut être une image de 1 personne, brogues et lunettes

عودة حنظلة * للكاتب الأستاذ نورالدين المباركي تقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تقديم محمد المحسن

تنويه : أدعو قراء الوجدان الأكارم قراءة هذه اللوحة الإبداعية الموغلة في الوجع والتفاعل معها وفقا لسياقها السردي الإبداعي.
أما أنا،ومن خلال كاتبها الأستاذ نورالدين المباركي ( مراسل فرنسا 24 France ) فإني أوجه تحية من خلف الشغاف إلى " الفتى حنظلة" الذي رافقنا في الأزمنة المفروشة بالرحيل،وواكب هزائمنا ونكباتنا،وكل خيباتنا،وكل ثوراتنا،واحتجاجاتنا الصارخة،وكلماتنا المخنوقة في قمقم السلطة..
حنظلة الطفل الذي لن يكبر،لأنه استثناء كما هو فقْد الوطن..
حنظلة الفتى الذي لن يستطيع مواكبة الزمن طالما كان خارج حدود أرضه.ومن لا يكون على أرض بلاده لا يمكنه أن يشعر بمرور الزمن،ويظل أسيراً لذكرياته التي تكونت حين كان يشم عطر الأرض..
شكرا ناجي العلي..وشكرا نورالدين المباركي.الأول رسم بالريشة والثاني بالكلمات وكلاهما أيقظ فينا جراحا لن تندمل..
نورالدين المباركي الذي أبدع في التصريع،بمعنى اثخان الجرح ورش الملح عليه كأني به يدعونا إلى لملمته وتضميده ( الجرح) في زمن مثخن بالجراح..
نورالدين المباركي الذي لم يكتب هذه الكلمات من عبث عاد بنا-قسر الإرادة-إلى زمن جميل يوم كانت للبطولة معانٍ وقيم، ليلى خالد،وبندقية،فيروز وأغاني زهرة المدائن،ويا جبل ما يهزك ريح..
الآن ألف ريح وريح تعصف بنا وبالحكام العرب..عاد من جديد بحنظلة كي نخبره عن عذاب الأسرى الفلسطينيين في سجون المحتل،وعن الجوع الحافي والقهر الدامي والظلم السافر في غزة..عن أمهات الشهداء الثكالى،عن الموت الذي يتجول-دون خجل أو وجل-في فلسطين في هيئة قطيع من غربان..وعن الجدار العازل وعن أطفالٍ بلا منازل..
عاد بحنظلة من جديد كي نخبره كيف يتحول اسم المقاومة إلى إرهاب،ونعلمه موع عاصفة أن القدس لم تعد عربية،وربما الأقصى والعصافير والشجن..!
عاد حنظلة من جديد،فأفرشوا له أرض فلسطين دموعا كي يستريح..
شكرا نورالدين..وكفى..
عودة حنظلة *
من تحت الركام الثقيل نهض،حافي القدمين، مكشوف الرأس ..
همٌ أن يعقد يديه خلف ظهره لكنه تراجع ، بحث عن عصا بين الركام ،مسكها بيده اليمنى ثم حولها إلى اليسرى وتقدم يستكشف الطريق..
37 عاما وهو غائب بالحضور ، تعرفه المخيمات من غزة و الضفة إلى لبنان و الاردن وسوريا و العراق .
تعرفه جدران العاصمة تونس و الجزائر و الرباط ..تعرفه لندن التي سال فيها دم من كتب شهادة ميلاده ..
تعرفه البلاد وصفحات جرائدها ...
تقدم بين الركام حذرا وليس خائفا من قذيفة قد تسقط أو رصاصة تأتي من خلف ظهره أو عبوة تنفجر تحت قدميه الحافيتين..
أمامه ركام وعلي يمينه و يساره ركام والطريق مازال يحمل آثار الدبابات و الشاحنات و أقدام الأحذية العسكرية ...أين يتجه ؟
اتكأ على عصاه،أطلق عيناه للنظر بعيدا..ثم تقدم في اتجاه أصوات آدمية بعيدة..كاشفا وجهه..
قال : ما عدت طفل العشر سنوات،لماذا أدير ظهري من جديد؟ ..كبرت ولن يعرفونني ..
اقترب من الأصوات الأدمية وبدأ يميز بينها ، أطفال يبكون ، نسوة يتضرعن إلى رب السماء ورجال يتوعودن...ثم بانت له خيام اللاجئين ...
توقف ...
_ يا الله ، بعد غياب 37 سنة ،أعود لأرى اللاجئين في الخيام والاطفال حفاة عراة ...
تذكر شهادة ميلاده قبل أكثر من 60 عاما " اسمي حنظلة.اسم أبوي: مش ضروري. أمي اسمها نكبة،وأختي اسمها فاطمة.،نمرة رجلي: ما بعرف لإني دايما حافي" .
مسح بهدوء دمعة نزلت من عينيه وتقدم الى عمق الخيام المنتصبة ..
ألقى التحية على سيدة،ردت دون أن ترفع رأسها
مسح بكف يده على رأس طفل صغير،فأجابه : عندك أكل يا عم ..
واجه كهلا ،يحمل خبزا قليلا ، سأله :
- ألم تعرفني ؟
- لا ، والله ..بس يمكن أن اقتسم معك الخبز ..
- أنا حنظلة ، عدت
رفع الكهل رأسه أكثر وتأمل الوجه الذي أمامه ...
- متى غاب حنظلة ليعود ...كلنا هنا حنظلة..
نورالدين المباركي
* حنظلة : أيقونة فلسطينية وهي أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته،وقدمها سنة 1969 بجريدة "السياسة الكويتية". ويمثل حنظلة صبياً في العاشرة من عمره. أصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية،حتى بعد موت مؤلف الشخصية. ظلت شخصية حنظلة باقية لأنها تجاوزت قضية محدودة إلى دلالات إنسانية أوسع. ولم يقتصر في انتقاداته على إسرائيل وأمريكا، لكنه انتقد العرب بل حتى بعض الفلسطينيين.

قصيدة لن تنتهي بقلم الكاتب لطفي الستي/ تونس

 قصيدة لن تنتهي

لطفي الستي/ تونس
أطفئ سيجا تي الثانية فالثالثة
لا أقدر على الكتابة ...
الكلمات تفر مني و الأفكار لا تطاوعني
لا شيء يستحق الإهتمام...
كلها صدى آهات راجعة
هل الكتابة عن الحرب ستوقف الحروب
هل الكتابة عن الفقر ستنقذ البطون الجائعة
هل صحافتنا ...بجرائدها و مجلاتها
ما زالت سلطة...سلطة رابعة ...
وهذا القلم الذي أمسك
أما زال سيفا باترا
أم مجرد خرقة تافهة بالية ...
هل الثقافة ما تزال تؤثر...تغير
أم مجرد سحابة انفعالية عابرة ...
و ذاك المثقف
يعيش غربة على غربة
يعد اللحظة ...الدقيقة اليوم
ينزوي بين القطعان الرابضة...
ما عاد يشعر بالزمن...بالوطن
لا يختلف عن الأقوام الصابرة ...
سجون...سجون...سجون حياتنا
كل سجن تحكمه سلالة ...طائفة ...
قبور ...قبور ...قبور أوطاننا
كل قبر كتبت عليه لافتة
تحمل تواريخ ملفقة ...مزورة
مصائر الأيام القادمة ...
لا فرق بين السجان والسجين
لا فرق بين ميت و حي
كل لايدري...لا يعرف ما العاقبة ...
قد لا تكتمل القصيدة
قد تكتمل بحبر ...بدم ...
بدمع عين تائهة ...
بقلمي : لطفي الستي/ تونس
03/11/2024

حاولت أمسح غيابك..بالدمع.. بقلم النافد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حاولت أمسح غيابك..بالدمع..

إلى تلك التي أطلقتني نورسا مهيض الجناح..فوق صفحات المواجع..
بين جرحين كنا..
وكنت وجدا كحزني
أيا مهجة الروح المرقشة
بالشوق..
لست أبكي
فإنك تأبين بكاء الرجالِ
ولكنك في غمرات البنفسج
ذرفت أمام الصمت عيونك
يطافُ بقلبي
كرأس الحسين فوق رمح
لماذا سمحت لمن يعشقون حقول العشق
لمن يكرهون شذا الحزن بأن يفرشوا
الأرض شوقا..
أن يرسموا فوق جدار الروح
أحزانهم وألوانهم
ونشيج السنين الخوالي..
أيا مهجة القلب..
لقد كنت ظلي
إنها تمطر الآن مثل قلبي تماما
وفي نشوتي أتهجى خطى القادمين
خلف ذاك المساء البعيد
وأرسم ملامح وجهي
واتركها في الضباب الكثيف
وأعرف أن موعدي في غد عندك
كنت هنا قرب قلبي
تكتبين تواريخ مجدي..
ووجدي
وتدلين بمواعيدنا
خلف شرفات الغروب
سيبقى النشيج القديم
يهدهد الروح
والذكريات البعيدة
كحدائق عمرنا..
بكيت كثيرا لبعدك
للهثك خلف السراب
حاولت أمسح دفتر عمري
حاولت أمسح غيابك بالدمع
كي لا بخدشوا منك شيء
منحتهم كل شيء
وإني أراهم وقد وقفوا
على بوابة العمر
يتهامسون سرا
بسر علاقتنا بالبدر
يتسلون بمرأى دموعي
لكن عطرك ظل بثوبي
وسيظل بين ضلوعي
أنى ذهبت..
وغبت
يلامس نرجس الروح..
وقد أبكي غدا من القلب..
حين أراك في دربي
ملتحفة بالغياب
ويوما..فيوما..
تعاتبك الذكريات
فأن أمير الزمان العتاب
محمد المحسن

السبت، 26 أكتوبر 2024

هنا كنا ــــــــــــــ رفيقة بن زينب


 هنا كنا

أختاه ذكريني
بألعاب صبانا
و نسني في دمار دنيانا
هنا كنا نملأ الدنيا ضجيجا
و هناك نتسابق بين ربانا
ذكريني قبلات أمنا
و دلال أبينا
أيام أعيادنا
و أراجيح طفولتنا
و شقاوة خصوماتنا
و مذاكراتنا
أيام امتحاناتنا
و زيارات ضيوفنا
رغم تشتت صفوفنا
ذكريني رفاقنا
الذين قضوا في حربنا
و لنترحم على أرواحهم
و أرواح أجدادنا
الذين علمونا
حب أرضنا
و تحدي أعدائنا
و الصبر على ابتلاءاتنا
تعالي نحلم بغدنا
الأفضل كما وعدنا
رب العزة باستحالة عسرنا
إلى يسر و لو طال عهدنا
بفتن أجارنا الله مما ظهر منها لنا
أو بطن و خفي عنا
إلى يوم لقائنا
آمين يا عليم بسرنا
و جهرنا و تفاصيل حياتنا
و مقدر أقدارنا
ببركة نبينا وشفيعنا
عليه وعلى الآل والصحب سلامنا
و أصدق صلواتنا
و بالله عوننا
و عليه اتكالنا
مدى حياتنا
دعي الدمار واهتفي معي
بالنصر و لو طال تشردي
وبالسعادة بشريني
سنلعب ونلعن قساوة الحرب
و قذارة مشعليها
و لؤم مؤججيها
أغمضي عينيك وانسي
ماحولك ...ولو في الحين
و بأنواع الوجع أبدا لا تذكّريني
أتذكرين حيَّنا في العيد ؟
والأرجوحة التي كنت
عليها تسابقينني..
لنعيد الكرة من جديد
فنعدو بشقاوتنا في كل اتجاه
ويصعب عليك أن تلمسيني...
هيا نعود و لو لحظة
لتلك الأيام الخالية رغم فقرنا
الجميلة رغم ضيق حالنا
و قلة ذات أيدينا
لاتخذليني..
فالوجع خلق لنا...
بالله عليك لاتُبكيني
و بحنانك دفئيني
بعد مرارة سنيني
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

الحب دونك يحرم ــــــــــ يوسف بلعابي


 الحب دونك يحرم..

الهجر كأس مر مذاقه علقم
والشوق نار في ضلوعي تضرم
ارحمي قلبا بات بك مغرم
إني أسير في سجنك محكم
لا تكوني في حق قلبي مجرم
أنا العاشق في حبك متيم
إني أقسمت اليمين معظم
بان الحب دونك يحرم
بقلمي يوسف بلعابي تونس

نبع السعادة ـــــــــــ د. محمد أحمد غالب أحمد


 نبع السعادة.

:"""::::::""''''''":
حبيبتي يا مهبط أحزاني و مرتع راحتي
لولاكِ بعد الله لتهدمت فوقي صروح نوائبي
يا من إليكِ أفضفض جل مشاكلي وتوجعي
وإلى الآله دوماً نشكو تفريجها وكل النوازلي
يا أعدل الناس إذا جارت عليَّ سنيني
و أكرم الأهل حين تجود يمينها ليميني
يا فيض نبع السعادة يا من سلاكِ سلاتي
وإذا لمحت باسم ثغركِ ترنو إليكِ شجوني
و لما أرى دموعكِ على الخد تذرف دموعي
و أسعد إذا شفتكِ سعيدة و أملك الكوني
و أحزن إذا طارئ حزن جاك وجن جنوني
و افرح أنا من فرحتك يا مسكني وسكوني
يامن سقيتيني الشهد حتى ملكت صبابتي
جودي إليَّ بكأس من حنانكِ حتى أرتوي
حتى إذا ثملتُ جودي إليَّ بكأس مستوي
ممزوج بالاشواق وقطر شهدكِ ونخب محبتي
و لتتركيني هائماً ثملاً جسداً بكل جوارحي
و لعلني أصحوا على ذكراكِ بكامل طاقتي
بقلمي. د. محمد أحمد غالب أحمد، الجمهورية اليمنية.

طيف الحاقدين ــــــــــــ عماد فاضل

 


طيف الحاقدين

ليْلٌ بطيْفِ الحاقدين تمرّدَ
واسْتوقف الدّنْيا عليَّ وأقْعدَ
أرْخى على جسدي المحطّم وعكةً
وأذاقني مرّ الكؤوس منَ الرّدى
بيْن الأنين ولوْعتي أنْعى الهوى
وأسامر اللّيْل الطّويل مُمددّا
تحْت المتاعب تسْثغيت مفاصلي
والدّمْعُ في رمْش العيون تجمّدَ
حتّى المنام رمى الغطاء وخانني
وعلى الوسادة في الظّلامِ تبدّد
في خلْوةٍ بيْن الصُّداع وحيرتي
يقْتادني الموْت البطيءْ إلى المدى
كلُّ الأماني هدّها حرُّ الجوى
وأبى الرّحيل وبالعنادِ تقيّدَ
أهٍ منَ العُسْرى ومنْ أهْل الهوى
وقساوة الدّنْيا ومنْ كيْدِ العدى
ربّاهُ قدْ ضاق المكان باهْلهِ
فاضْرب لأسْباب السّعادةِ موْعدا
وارْحمْ قلوبا قدْ براها جائرٌ
وافْتحْ لنا باب السّلامةِ والهُدى
بقلمي : عماد فاضل(س . ح)
البلد : الجزائر

عطر خالط المطر ــــــــــ مصطفى عزاوي


 ---عطر خالط المطر--

إِنِّي كَبِرتْ وَبِالْغَرِامِ صَغِيرُ
مَا ذَنْبُ حُبُّكِ إنْ جَنَى التَّعْبِيرُ
أُصُوغُكِ عِطْرًا مِنْ قَلَائِلِ أَحْرُفي
كَأَنِّي إذَا حَضَرَ اللِّقَاءُ خَبِيرُ
أَوْهَامُ طَيْفِكِ تَسْتَكينُ بِخَافِقي
كَالرِّيحِ تَعْصِفُ لِلرَّمالِ تُثِيرُ
الشَّوْقُ مِنْ أَلَمِ الْفُؤَادِ أَضَرَّنِي
وَالنَّوْمُ مِنْ جَفْنِ الْعُيُونِ يَطِيرُ
وَيَسْأَلُنِي سَيْفُ الزَّمَانِ إلَى مَتَى
تَبْقَى عُيُونُكِ لِلشَّجونِ تُدِيرُ
عُذْرًا فَقَدْ عَدِمَ الْغَرَامُ سَبِيلَهُ
ذِكْرَى تُعَايِنُ مِنْ هُنَاكَ تُشِيرُ
أصْغي وَأَجْرِي قَدْ أفُكُّ رُمُوزَهَا
الْعَيْنُ تُبْصِرُ وَالْفُؤَادُ ضَرِيرُ
بقلمي: مصطفى عزاوي