الأربعاء، 10 يوليو 2024

( شجن الهلال) بقلم د. رنيم رجب

 ( شجن الهلال)  بقلمي 

د. رنيم رجب 

.........


سأبحر في سكون الليل كي لا

أكون وحيدة في نور فجري

.........


وأرسم بين أجفان الهلالي

 صداقة أنجم  بنظير دهري 

.....


أعانق كل يوم ألف خل 

وبلبل لم يزل يعتاد قصري 

.......


تعاتبني المواجع عن شجوني 

بغصة أحرفي وعناق صبري..


....

ألملم  ماتبقى في خيالي 

وأحفظ عابرا من شمس ظهر 

.....


يروق بي الحنين لكل زمن 

لأن الشوق كالإدمان يسري. 

....

لا تتركيني بقلم الكاتبة سعيدة شبّاح

 لا تتركيني


بالغياب لا تجرحيني

ذبلت روحي من تباريح الحنين 

و شربت علقم الخيبات 

و توسدت اشواك الهوان و الشجون

كدت أفنى 

أصبحت الأيام  سجنا 

بل إنك كل السجون

كنت روحي ، كنت أنفاسي و نبضي

كنت صبري و رجائي و يقيني

و أفقت فإذا أنت فقاقيع هواء

و أفقت و استفاق جرحي و ظنوني

غير أني لم أزل أهفو إليك 

أسمع دقات قلبي تصرخ لا تتركيني


سعيدة شبّاح

الثلاثاء، 9 يوليو 2024

أين يكمن الإشكال ؟..هل في الثقافة أم المثقف؟من أين البداية؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 سؤال يقضّ مضجعي:


             أين يكمن الإشكال ؟..هل في الثقافة أم المثقف؟من أين البداية؟!


تصدير:إن ثقافة "كن بين يدي شيخك كالميت بيد مُكَفنه"هي نفسها ثقافة "نفذ ثم ناقش" 


بعد عقد ونيف من اشراقات ما يسمى-تعسفا على الذكاء الإنساني- ب”الربيع العربي”وانتشار عبق الثورة في أرجاء عديدة من الوطن العربي،تصح الاسئلة المتوالدة عن الثقافة والمثقفين في الوطن العربي،إذ ربما أو يمكن أن تكون مفتاحا لحل صحيح لما بعد تلك التضحيات،وتوضيح أبعاد الثقافة والمثقفين العرب فيها.

أين تكمن المسألة؟هل في الثقافة أم المثقف؟من أين البداية؟

هنا لابد من قراءة ما آل إليه المشهد الثقافي ودور المثقفين العرب فيه.وهو أمر لا تغطيه بالتأكيد مقالات ولا دراسات وحسب،وإنما يحتاج إلى ورش/ هيئات/ لجان عمل ثقافية أكاديمية لوضع الأصابع على الجروح الغائرة فيه،لاسيما بعد هبوب نسمات الحرية وانكسار بعض حواجز الخوف في المشهد السياسي العربي،والتأكيد على أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ثقافة أساسا.

ابتدءاً من القرن الثامن عشر برز المثقّف كموجّه وصانع للرأي العام متحرراً من سلطة الدولة والكنيسة،مكتسباً مشروعيته أمام الرأي العام من خلال دفاعه عن القضايا العامة.هكذا يمضي جان بول سارتر في القرن العشرين حاملاً لواء الالتزام ومنظراً له من خلال مجلّة”الأزمنة الحديثة”التي أطلقت عددها الأول في سبتمبر/ أيلول 1944.وسرعان ما انتقلت قضية الالتزام هذه إلى مثقّفينا العرب،فأعلنت مجلة “الآداب” البيروتيّة منذ عددها الأول في كانون الثاني 1953 عن أنّ الأدب “نشاط فكريّ يستهدف غاية عظيمة هي غاية الأدب الفعّال..أدب الالتزام”.

وبدعوى الالتزام،وجد المثقّف نفسه أكثر فأكثر متورطاً في السياسيّ فكراً وممارسةً،مدفوعاً بحسن النوايا وبالرغبة في التأثير في الرأي العام والتغيير الاجتماعيّ،ومتمترساً خلف الشعارات الكبرى لمختلف الأحزاب والتيّارات السياسيّة.وربّما كان للإنتماء إلى خط سياسيّ تنظيميّ وحزبيّ معيّن دور كبير في رواج عدد من الأسماء الثقافيّة وتصديرها إلى شريحة واسعة خارج دائرة الثقافة النخبويّة.

لكن هذا التداخل بين المشروعين الثقافيّ والسياسيّ كان على حساب الأول،إذ أصبح الثقافيّ رهناً بالسياسيّ لا يتحرك إلا من خلاله وبتوجيه منه،مما أدى إلى سيطرة حالة من السياسوية التي لا ترى في أي نشاط إنسانيّ بما فيه الفكريّ والثقافيّ إلا بعداً وحيداً هو السياسيّ نظرياً وعملياً،ما أدى إلى بروز أزمة مزدوجة على الصعيدين المعرفي والسياسي،تمثلت هذه الأزمة سياسياً بحالة من الرومانسيّة أدّت إلى العجز عن ممارسة السياسة كفنّ للممكن،وبتلك الدوغمائيّة التي أوقعت التنظير السياسيّ في الأيديولوجيا من حيث هي وعي زائف عجزت عن التأثير الفعليّ في واقع الأشياء.

أمّا معرفيّاً،فقد أفصحت الأزمة عن نفسها من خلال فكر لم يعد قادراً على إدراك العام في الخاص،وعجز عن امتلاك البعد الفلسفيّ اللازم لتكوين المفاهيم الضروريّة للقبض على الواقع نظريّاً.وكانت النتيجة،أشباه من المثقّفين وأشباه من السياسيين أسهموا في فشل ذريع سياسيّاً وثقافيّاً.

واليوم..بعد ثورات وحراكات”الربيع العربي”،بانتصاراته وهزائمه،تدخل الدولة العربية ومعها المثقف العربي،حقبة أخرى بالغة التعقيد والمخاطر.بعد الحقبة التي همش فيها المثقف العربي واستسلم للعب دور المتفرج،وأحيانا الانتهازي الزبون،تطرح هذه الحقبة الجديدة على المثقف العربي سؤالا لجوجا لا مفر منه:أي دور يجب أن يلعبه المثقف العربي إبان هذه المرحلة التاريخية المتخمة بالغموض والمفاجآت والآمال والإنكسارات..؟

هناك توجه جديد لدى الكثير من الدول العربية للإعتماد في الخارج على شركات ومراكز العلاقات العامة،خصوصا الغربية منها،وفي الداخل على شبكات إعلامية رسمية أو خاصة مشتراة،من أجل تسويق شرعية وصحة إيديولوجياتها في السياسة والإقتصاد.وهي في هذه الحالة تشعر بأنها ليست في حاجة للمثقف كما كان الحال في الماضي.مما جعله (المثقف العربي) خارج السلطة وخارج الشعب،وهو وضع بالغ السوء بالنسبة للعب دوره التاريخي في نهضة مجتمعه.

ومن هنا،فإن هناك حاجة ملحة لتأسيس علاقة جديدة متينة بالشعب،خصوصا بشبابه وشاباته.وهي علاقات تحتاج أن تبنى على أسس إبداعية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الإفرازات الشعورية والتغيرات النفسية عند الجماهير التي حملتها نسائم "الربيع العربي" منذ عقد ونيف..

في الماضي كثر الحديث عن تجسير الفجوة بين المثقف العربي والسلطة،أما الآن،فبعد ما طرحته جموع غفيرة من الشعب العربي في ميادين أكبر العواصم العربية من شعارات وأحلام وتطلُعات،فإنّ تجسير الفجوة بين المثقف العربي والشعب يجب أن تكون له الأولوية.

ومن هنا،وعلى ضوء تجارب الماضي يحتاج المثقف العربي أن يحتفظ بمسافة معقولة بينه وبين السلطة،تسمح له قدرا ضروريا من الاستقلالية في التحليل والنقد والمساهمة في إنتاج فكر يتطور باستمرار.

هذه المسافة لن تعني العيش في صراعات ومماحكات مع سلطة الدولة،وإنما لممارسة الحرية التي بدونها لن يوجد فكر إبداعي مفيد..

إن كل ذلك يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع وجود فئة خاصة من المثقفــــين التي تركز على توليد وحمل المعرفة اللازمة لصياغة رؤية عربية جديدة للعالم وللمجتــــمع العربي وللإنسان العربي تقترح بديلا عن الوضع القائم المتردي الذي تعيشه الأمة حاليا بســــبب تكالب المحن على مسيرة “الربيع”الذي أرادته لنفسها منذ خمس سنوات.إنها انحياز للحقيقة بدلا من الانحياز لمطالب القوة والعبث السياسي.إنها حمل لمهمة خلق المستقبل وليس فقط الإكتفاء بتحليل ونقد ما يجري في الحاضر.

لن تكون مهام المثقف العربي في المدى المنظور سهلة،ولكنه قدر يجب أن يقبله ويحمل مسؤولياته..

وهنا أختم: لم يسبق للمثقف العربي أن وضع على المحك كما يحصل الآن،في خضم الربيع العربي،ولم يسبق لمقولاته وقضاياه وآلياته أن تعرضت للإختبار وامتحان المصداقية المرير،كما تتعرض الآن،فمنذ إنجاز مشروع التحرر العربي،من الاستعمار،برزت وتبلورت مهمة جديدة للمثقف العربي،وهي النضال مع الجماهير العربية،التي وجدت نفسها مقصاة،ومحرومة من نصيبها في-كعكة- المغانم،التي ترتبت بعد الاستقلال.ولقد ارتبط مشروع المثقف بالنضال من أجل التغيير،ومقارعة السلطات المهيمنة المتسلطة على رقاب الناس ومقدراتهم،غير أن الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل-الربيع العربي-لم تكن مصنوعة أو موجهة من قبل مجموعات من المثقفين، حتى إن جلهم بقي حائراً ومذهولاً أمام التداعيات الخطيرة،والمتسارعة للشرارة الأولى،ويبدو أن المثقفين لم يكونوا جاهزين لهذه اللحظة التاريخية،التي طال انتظارها عقوداً.ولقد أوقعت هذه التداعيات المثقف في أزمة هي الأعنف في تاريخه،وخلقت تناقضات ما زالت تتناسل في الساحة الثقافية،وتعرض نجوم الثقافة العربية للمساءلة والنقد عن دورهم،بل وعن جدوى مشروعهم الثقافي،في ظل التطورات الأخيرة،وتم توجيه أصابع الاتهام لهم بأنهم لا يفعلون شيئاً سوى التنظير المجرد،البعيد عن هموم الجماهير وطموحاتها،ولم تعد الجماهير تقبل أي دور لهم أقل من النزول إلى الشارع.

على هذا الأساس يمكن القول،أنّ المثقف-اليوم-في ظل ما يسمى ب”إشراقات الربيع العربي”بحاجة إلى أن يكتشف ذاته من جديد،ولن يكتشف هذه الذات من خلال تلك الإيديولوجيات التي جعلته غريباً عن ذاته ومحاولة التقرّب إلى المواطن والشارع والناس متناسيا الضغوط التي تمارسها عليه السلطة،وأن يطرح ما بجعبته من فكر حديث وحقيقي يتناغم مع ايقاع -الثورات العربية-و يساعد في الآن ذاته على النهضة والثورة والتقدم.


محمد المحسن



متى تنقشع السحب الرمادية..من سماء تونس..!؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 سؤال لجوج يحيرني :


متى تنقشع السحب الرمادية..من سماء تونس..!؟


"إن السياسي الجيد هو ذاك الذي يمتلك القدرة على التنبؤ،والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق نبؤته.

(ونستون تشرشل)


سنوات عجاف من عمر الثورة التي ضجّت بها هتافات المحتجين في كل الولايات التونسية بدءا من سيدي بوزيد المنسية،مرورا بالقصرين التي يئنّ شبابها تحت نير الظلم والحيف والبطالة، وليس انتهاء بتونس الكبرى وأحيائها الشعبية المفقرة،ما زالت على ثقة بأن السؤال الذي طرح نفسه بين أطياف واسعة منذ فترة طويلة لا يزال يبحث عن إجابات: تونس إلى أين؟

تونس اليوم في مفترق طرق.لا هي قادرة على الصمود في وجه العنتريات التي يخوضها رجال السياسة،ولا باستطاعتها لملمة جراحها للنهوض من شبح الأزمة الاقتصادية الساكنة ولم تتزحزح من فرط المهادنة وتعطيل الإنتاج في أكثر من مكان.ليزيد سأم الطبقات الاجتماعية نتيجة السقف العالي للمطلبية من إرباك الدولة وتقييد تحركاتها على جميع الأصعدة.

لا حاجة اليوم للتونسيين لإحياء شعارات رنانة تختزل تظاهرهم في يوم ظنوا أنه كان فاتحة ليتخلصوا من إرث نظام جثم على قلوبهم لمدة 23 عاما بالتمام والكمال ولم يجترح فيها حلولا لمشاكلهم ويحقق مطالبهم في التنمية والتوازن الاجتماعي.فهاهم يقفون اليوم بعد مرور عقد ونيف على رحيل “الرئيس/الراحل” ولا شيء تحقق مما تركه هو لحظة هروبه خارج تخوم الوطن.

واليوم..

تسيطر-اليوم-حالة من الضبابية على المشهد العام في تونس بعد ثلاث سنوات (25 جويلية 2021) من قرارات الرئيس التي ادخلت تونس التي تعاني من ازمة اقتصادية مستفحلة وكارثة وبائية غير مسبوقة في منعرج جديد لم تتبلور ملامحه السياسية بعد..! 

اختلفت الاراء وتباينت فيما يتعلق بما شهدته تونس من القرارات وتداعياتها خاصة على الجانب الاقتصادي في البلاد التي تعيش بدورها ازمة اقتصادية ومالية خانقة منذ انتشار فيروس كوفيد 19 الذي اودى بحياة ما يزيد عن 18 الف شخص واصابة آلاف اخرين.

في هذا الشأن يقول الخبير والمحلل المختص في الشأن المالي والبنكي سفيان الوريمي “لنتفق اولا ان من ابجديات المعادلة الاقتصادية والنظرية المالية ضرورة توفر حد ادنى من الاستقرار السياسي والأمني لدعم الاستثمار وتحفيزه،هذا الاستقرار الذي لم يتحقق في تونس حتى قبل تاريخ 25 جويلية2021 وتحديدا منذ سنوات ما بعد ثورة 14 جانفي، حيث شهدت البلاد ازمات سياسية واقتصادية متلاحقة بالإضافة الى سوء الحكم وتداعيات جائحة كورونا والازمة المالية العمومية التي لم تعرف لها البلاد مثيلا في تاريخها المعاصر،مما زاد في تعميق الوضع الاجتماعي واحتقانه وادى مباشرة الى تراجع الاستثمارات المحلية والأجنبية وضعف النسيج المؤسساتي والبنية الاقتصادية التي قاربت على الانهيار بسبب القرارات المرتجلة خلال فترة كوفيد-19”.

وفيما يتعلق بالانعكاسات المحتملة لإعلان الرئيس التونسي عن الإجراءات الجديدة خاصة،وتخوف البعض من تأزم الوضع وتأثيره على الاقتصاد التونسي، يقول الخبير سفيان الوريمي ان تونس اليوم “تعيش حالة من الترقب تسود تعاملات المتعاملين الاقتصاديين خاصة في حجم التعاملات المنخفض بالبورصة التونسية،في المقابل،فإن عدم تعطل اي من المؤسسات الاقتصادية أو المرافق العمومية هو مؤشر ايجابي لاستمرارية الدولة ولتوقعات بتجاوز الازمة في اقرب الآجال.”

متى تنقشع السحب الرمادية ؟

العيديد من التونسيين يعتقدون في أن النظام البرلماني في تونس ادى الى كوارث سياسية عطلت تقدم البلاد والخروج بها من ازماتها المتلاحقة السياسية والاقتصادية وبالتالي حان الوقت لوضع حد للعبث السياسي واتخاذ قرارات جريئة،في حين يرى اخرون انه انقلاب عسكري وجبت مواجهته والدفاع عن الديمقراطية في تاريخ تونس الحديث وهو ما يرفضه انصار الرئيس على اعتبار ان من ينادون بالمحافظة على المسار الديمقراطي هم أصلا لا يعرفون قيمته..!

.وسواء اتخذ قيس سعيد هذه القرارات أو لم يتخذ فإن انفجارا كان سيحصل في تونس لأن الاحتقان من الطبقة السياسية بلغ مداه،وهي التي بدت مستهترة بمعيشة وصحة المواطنين التونسيين ولم تقم بمجهود يذكر إزاء الأرقام المفزعة للوفيات ( زمن محنة كورونا).لقد جنحوا الى التسول من بلدان العالم فيما لم يعرف مصير مبالغ كبيرة ضخت الى تونس من الاتحاد الاوروبي وغيره لمجابهة جائحة كورونا.!

إن ما قام به قيس سعيد-في تقديري-والذي استحسنه بعض التونسيين ورفضه البعض الآخر هو تأويل لنص دستوري من رئيس منتخب ديمقراطيا يحتمل الخطأ والصواب.فلا أحد بإمكانه الجزم بصحة قراءته للنص الدستوري في غياب المحكمة الدستورية العليا التي عطلت تشكيلها الأطراف التي تشتكي اليوم من القراءة التي قدمها قيس سعيد للفصل 80 من الدستور.

أما أنا فأقول:

مرّت اللحظات والدقائق والساعات والأعوام أيضا وهرم التونسيون والكثير منهم أخذه قطار الانتظار إلى غير محطة النزول التي كان يأمل ويمنّي النفس بالنزول فيها. ولكن لا شيء تحقق غير الأمنيات والوعود التي لم يعد يأبه التونسيون لها ولا ينتظرون سوى أن يمضي يوم ويأتي مثله أو أسوأ منه ربما.

هذه النظرة يلحظها أي مراقب لمشاكل تونس من الداخل وأي متابع للأوضاع عن كثب،في الصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم والنقل والخدمات العمومية بجميع صنوفها. 

تونس اليوم من أكثر البلدان فقرا بشهادة المنظمات العالمية والتقارير الدولية.

 تونس اليوم من أكثر البلدان التي يهاجر أبناؤها هربا من الوضع البائس وقلة الموارد وضعف الرواتب في جميع القطاعات.

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع:

ما الذي جناه التونسيون (وأنا واحد منهم) بعد عشر سنوات ونيف من المهاترة وضعف الأداء السياسي والتعصب في الرأي وغيرها من الأيديولوجيات المقيتة التي حكمت الطبقة السياسية المراهقة في هذا القطر الذي كان في يوم ما مقصدا لعدة شعوب وحكام يتباهون بزيارته لسبر أغواره وكشف إرثه التاريخي العميق.

كان لتونس أن تسلك غير هذا الطريق الذي أريد لها أن تسلكه وأن تكون الاستثناء فعلا لو توفرت الإرادة القوية لسياسييها ووقوفهم صفا واحدا خدمة لشعار “تونس أولا”. لكن ما بدا واضحا أن تونس تركت في الصف الثاني وغلبت أنانيةُ البعض وطنيتهم وظلت تونس ثانيا وربما أخيرا.

ولذا..اتخذ الرئيس قرارا جريئا ومؤلما في ذات الآن..ومع علينا جميعا والحال هذه،إلا الإنتظار فالأجواء تعبق برائحة الوليد القادم على مهل..سيما ونحن على مشارف استحقاق انتخابي مفصلي.( الانتخابات الرئاسية 6 أكتوبر 2024)

لا أمزح..لكنه الإيمان الأكثر دقة في لحظات تاريخ-تونس السوداء-من حسابات راكبي سروج الثورة في الساعة الخامسة والعشرين..


 محمد المحسن



تمهلي..ولا تتركي الغيم يبكي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تمهلي..ولا تتركي الغيم يبكي


"تعرف أنّك عاشق..عندما تبدأ في التصرّف ضد مصالحك الشخصية.(برنارد شو) "


..إنّ قلبي بيت لكِ

ولكنك تغمضين عينيك عنّي

     وتنسين اختلاط الورود

وشهقة كل هذي الحروف

      على تلّة في الجنوب

كيف تعبرين كل هذا الجمال

ويعْلق الحزن بي..

كيف تشيحين بوجهك عنّي..

    وتصغر هذي البلاد بعيني

وتصهل الرّيح بقلبي..

            وقرب بقايا الركام

أصغي لأجراس صمتك

أحاور رياحا تعبث بتاريخ وجدي

كأنّي السراب

                         كأنّي تعبت

كأنّ ثلج الدروب قد نال منّي..

كم أحبّ إرتباك الفصول..

        كم أحبّ سماء الخريف

متخمة بالغيوم..

كم أحبّ خيول السنين 

وهي تركض صوب الأقاصي

ولا شيء يربك هذا العبور..

وخلف خطاك

 بقايا صدى مؤلم

               هنا أحتفي بالرذاذ

ها هنا أداعب غصن زيتونة

                ز جرفته السيول

ولم يبق لي غير عطرك

لم يبق لي غير حضن عتيق

               على شكل ذكرى

وبي شهوة لإحتضان الغيوم بصمت

أحاورها

أسائل فيها سر هذا الرذاذ

                   وليس لي غير حلم نما دافئا

قبيل انبلاج الصباح

وبعض قصائد عن سيرة العاشقين..

       وشهقتهم قبل مجيء الغروب

أنا لا أريد الرحيل

لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا

لا أريد أن يهجع البحر على كفتي

أو أن يسرج أفلاكه للرحيل

فقط ما تبقى سوى عزف غيم

تعاويذ ضد الفراق

ونجمة صبح تضيء هذي الطريق..

تمهلي.. 

   ولا تتركي الغيم يبكي

تمهلي ودعي منك شيئا

                يرتّب موعدا لفجر يجيء

علّ تجيء الفصول بما وعدته الرؤى

لكن..

ترى ما سأقول..

إذا مرّت غيومك جذلى..

                     تداعب نرجس القلب

أو لاح لي بين ثنايا المدى.. 

                           طيفك

يطرّز وهْمَ المسافة.. 

              وشاحا للذي سوف يأتي

ربّما أظل أداعب صوتي

أحاور روحي..

أرتّب حزني

كزهرة لوز أهملتها الحقول..

كغيمة في الأقاصي..

                 أربكتها الفصول..


محمد المحسن



حاملةُ الجُنُودِ "النِّمْرُ" بقلم الشاعر محمود بشير

 حاملةُ الجُنُودِ "النِّمْرُ"


نِمْرٌ" يقالُ بأنَّها تحصينُ

          تحمي الجنودَ ولا تئِنّّ تلينُ


قد فاخرُوا فيها العوالمَ وانتشَوْا

            ركَنُوا بأنَ من امْتَطاهَا أمينُ


جاءُوا وقد غصّتْ بهم مزدانةً

    "ياسينُ" قد فتكت بها " ياسينُ"


نفَقَ الجنودُ ومُزِّقتْ أجسادُهُمْ

        لا "نِمْرُ" تحميهِمْ ولا تحصينُ


محمود بشير

تموز 2024



حبك اليل الطويل بقلم : د/ شهاب عثمان بشاتنيه

 الإسم : د/ شهاب عثمان بشاتنيه

حبك اليل الطويل

رحلة بذات الرحلة

جنون ممتد على

خفقات القلب

ها أنا بليل القصيدة.

أحرث بالحروف

أحبك.

الا لا حبك موج.الخيل

بموج.عطرا 

نبضا حلما 

إرتجالا شعرا

كنت لك دوما الحبيب

الأول.

لا أخون عهدي.

كفاك.غياب كفاك عتاب

أسكنتك بين ظلوعي

مدى الدهر.

الحب ليالي الأنس

ألف ليلة وليلة

ينثر الفرح والحنين

بنواحي البحر يفوح

مسك وعنبر



[في متاهات الرؤى] بقلم الكاتب. بسام_الشرعبي

 [في متاهات الرؤى]

***

ضَيَّعْتُ في هذا المساءِ دفاتِري 

                     وركنتُ قلبي كالمتاعِ البائرِ

ومضيتُ ابحثُ في متاهاتِ الرؤى 

                      عن خيطِ آمالٍ يلمُّ مَشاعِري

انا لستُ أقوى والسنونُ تذرُّني 

              ويحزُّ في نفسي تسربُ حاضري

وأسيرُ في دربٍ توخَّتهُ الخطى 

                     وتغرَّبتْ في ضفتيهِ مآثري 

أيّامُنا السوداء تمُرُّ بطيئةً

                 لا شيءَ يُرجى أو يشيئُ بآخرِ

لو كان وهمٌ ما سيمنحُنا الهوى 

                 فَلِما تصِرُّ وتقتفيهِ خواطري؟ 

يا أيها الحظُ المُعفَّرُ بالأسى

              حتى متى سحقا، تسوءُ دوائري؟

قُلّي.. فَإِنَّ قَليلَ صَبْري نافذٌ

            وتعددتْ ترجو الخلاص خسائري

 كي استريحَ ويستريحَ متيمٌ

              قلبي الذي تُخفي أساهُ مَظاهِري

***

بسام_الشرعبي

8/7/2024

أنا الشاعرة بقلم الشاعرة نعيمة مناعي

 أنا الشاعرة 


أنا يا سيدي القاضي من ادعى ..

من اعتلى  الركح ،شدوا وإلقاء 


فهل كذب كل من استمتع فصفق

 أم صدق خيرة من نججم و انتقى 


أنا الشاعرة أنا الهيام والإلهام 

أنا الغزل القباني و شفرة الرثاء 


أنا لحبال الوصل   خنساء  

وحفيدة المتنبي أنفة وكبرياء


 


أنا البون والبيان  والنوى  

والقصيد غائر  المحتوى 


 


أنا العروض  الكامن وما ارتوى 

وعازف الناي في البراري  ما خبا  


 


أنا الشاعرة :


وقد ماهيت  الفراش ،  حرة سامقة 

تلتقطها  الأضواء والحرف منها سارية 


نزلت سيدي القاضي ،فانتبهت :


 إن السارق، قد سرق مني نشوتي ...

سحب بريق  صحوتي ولهفتي 


استكثر عليا المصدح ...


لام قصائدي اللاجئة خلف  المسرح 

الساكنة الخيام ،المهججرة عبر المدى 


فلا قصور ياسيدي القاضي تأوي نبضي 

خلاء يغمر  نظمي  ،فيغشاه نبيذ  الصحو

 


يتوجني أميرة على  العرش 

أنصف غروري سيدي القاضي 


قل أنني شاعرة من رحم الألم 

من لجوء قسريي من نبذة  للخلد 


أنصفني سيدي القاضي ...


فأنا المحتلة في عقر داري 

 يغزوني الإلهام بغطرسته  إذ زارني . 


ألوذ منه فرارا  فيلوذ بي مستنجداا

أخفي  معانيه   عنوة ،فيكشفني ...


أنا التي تركته  تائها في العراء 

ولم أبتني له قصور  بهرج في  العلياء 


وكم راهنت على طمسه 

فأقسم ،رهانا  على نصرتي  

.


و في قد  إستيقظ  نبيا  فحررني .


بقلم نعيمة مناعي 


.



الاثنين، 8 يوليو 2024

على هامش السنة الهجرية بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 على هامش السنة الهجرية


إخوة؛

رغم اختلاف الحامض النووي

مهاجرون و أنصار!

                  ☆☆☆

في طيبة؛

ذات المتاع متاعك

هجرة نبوية!

                   ☆☆☆

سابقة لا لاحقة لها؛

بين مهاجرين و أنصار

حبّ في الله!

                    ☆☆☆

منذ فجر التاريخ؛

الحلال على الإطلاق

طلع البدر علينا!


ذ.داود بوحوش تونس

المدينة الخضراء بقلم الكاتبة فاطمة بن سالم

 المدينة الخضراء  

 متعكرة الأنفاس 

بدخان نوايا نتنة.....

كثيرة النتوءات و الشقوق

بفعل أيادي قذرة.......

شلال تتدفق منه دماء عطرة

تجرف جذوع نخل باسقة

لا ترهب الموت...،.

المدينة الخضراء....

و ان اضحت رمادية .....سوداء.....

لا تكترث باقدام همجية

تزاحم خطوات الحياة على ارضها.......

خوذات قش

تصنع الموت في كل مكان

 تقطع السبيل على العابرين

الى ضفف الحياة

و تمنع فيضان الأنهار......

و زقزقة الاطيار..

و تبرج الازهار

بكل الألوان.....

امنيات الاحرار  تكومت

أمام أسوار باسلاك شاءكة في تلك المدينة الخضراء....

نعم خضراء.،..

رغم الرماد الكاتم أنفاس البياض في الياسمين........

و الخضرة في الزيتون .......

و الصفرة في الليمون.....

سلام على الياسمين و الزيتون و الليمون......

سلام على أبواب الأمل المشرعة على مصراعيها.......

ستنبعث ألحان الكناري الشجية...

ستؤنس المقابر و الزنازين........

و تبعث املا مسنا في قلب مدينتنا الخضراء

رغم السواد الكامن في قلب قابيل.

بقلمي فاطمة بن سالم


أبو يعقوب ــــــــ عبد المللك العبادي




 ((أبــــــــــــــــو يــــــعـــــقـــــوب))

فــي الـعـارف بـالـلّه الـشـيخ الـعـلامة
إســحــاق بــــن يــوسـف الـصـردفـي
الـمـتوفي سـنـة ” ٥٠٠ “ه رحـمـه الـلّـه
رحــمـة الأبـــرار وغـفـر لــه وأسـكـنه
فــــــســـــيـــــح جــــــنـــــاتـــــه :-
عــــــلا قـــــدرًا ومــنــزلـةً وجـــاهــا
ولــيـسَ لـــهُ مِـــنْ الأُخـــرى سِــوَاهَـا
تــهــيــمُ بـــذكّـــرهِ الأرواحُ شـــوقًـــا
وتُـــزهِــقُ فــــي مـحـبَّـتِـهِ حَــشَـاهَـا
فـــتـــرحَــلُ لـــلّـــقــاءِ ولا تُـــبَــالــي
وفـــــي مِــحــرَابِـهِ يــحــلـو نِــدَاهــا
عــلـى ظــهـرِ الــرِّيَـاحِ وفــي الـبـراري
لِــتَـنـثُـرَ مِـــــنْ مــحـاسـنِـهِ حَــلاهَــا
تــطــيـرُ بــحـرفِـهَـا فـــــي كــــلِ وادٍ
وتــســكـبُ فــــوقَ تُــربـتِـهِ شَــذاهَــا
هـــــوَ الــشــيـخُ الـمُـعَـلِّـمُ والــمُـربِّـي
أبــــو يـعـقـوبَ مَـــنْ يَـبـنـي عُــرَاهَـا
ســمــا بـالـعـلـمِ كـــلَ فــتـى وكــهـلًا
وأصــبـحَ فـــي الـفـرائضِ لا يُـضـاهَى
إمــامٌ فــي الـحِـسَابِ وفــي الـمَـعاني
ويــبـلـغُ فــــي الـشّـريـعـةِ مُـنـتَـهَـاهَا
ومــتــنُ كــتـابِـهِ ”الــكـافـي“ دلــيــلٌ
لـــكـــلِ مُــعَــلِّــمٍ يَــبــغــي عُـــلاهَــا
مـــدارِسُــهُ بـــهــا الأيـــــاتُ تــتــلـى
وفــيـهـا الــعِـلـمُ مَــــنْ ذا لا يَــراهَــا؟
لإســحــاقَ بــــن يــعـقـوبِ احـتـرامًـا
وعــلــمًـا واســـعًــا، أدبًـــــا، وجــاهــا
لــــهُ صــــرحٌ تَــشِـيـدُ بــــهِ الــبـرايـا
ومـــئـــذنــةٌ تُــعَــانِــقُـهَـا سَـــمــاهَــا
لــــهُ فـــي الــنَّـاسِ مـنـزلـةٌ تـسـامـت
بــهَــا كـــلُ الــصَـرادِفِ.. مـــا وراهَـــا
لِـــسُــبــحــتِــهِ دويٌّ لا يُـــــجـــــارى
بــأحــجـارٍ، ومـــــا أحــــلا صَــداهَــا!
لِــسُــبــحـتِـهِ بــــذكّــــرِ الــــلّـــهِ وردٌ
وسِـــــرٌّ يَـسـتـفِـيـضُ بـــــهِ عــطـاهَـا
فــدعـنـي يــــا عــــذولُ ولا تَـلُـمـنِـي
فَــحِـلـيَـةُ أحـــرفــي ربّـــــي بَــراهَــا
تــصـوغُ مِـــنْ الـجَـواهِـرِ كـــلَ عِــقـدٍ
وَتُــعــلِـنُ فـــــي صـيـاغـتِـهَا ولاهَــــا
تُــوالِــي مَــــنْ يُــوالِـي الــلّـهَ جــهـرًا
ومَــــنْ زلّــــت بــــهِ تُــبــدِي عِــدَاهَـا
تـــجـــوبُ الــعــارفـيـنَ بـــكــلِ أرضٍ
وتــطــمـعُ فــــي الإلــــهِ وذا مُــنَـاهَـا
وصــلــى الــلّــهُ ربــــي كــــلَ حــيـنٍ
صــــــــلاةً لا نــــفـــادَ لِــمُــحـتـواهَـا
صـــــلاةً تــشــمـلُ الـــهــادي نــبـيـنَـا
رســـــولَ الــلّــهِ مــــا بــــانٍ بَــنَـاهَـا
تـــعـــمُ الآلَ والأصـــحـــابَ جــمــعًـا
ومَـــنْ فــي رحـلـهم يـخـطو خـطـاهَا
عـــبـــدالـــمـــلــك الـــــعـــــبَّــــادي.

زكام ـــــــ يحيى حسين


 زكام ( رباعية)

ياللي أشتريتوا الخسة
بعتوا الكرامة بكام
وساهمتوا بحصار غزة
بسور يحيط بركام
مريضة شعوب العرب
من حمى سرقاهم
نتنة ريحة الخيانة
وصايب شعوبنا زكام
يحيى حسين القاهرة
6 يوليو 2024

هروب من الحب ـــــــــ د. علياء غربال


 *هروب من الحب*

أقنعتُ نفسي أني استقلتُ من العشق
و رحلتُ إلى مدينة
لا ألتقيكَ فيها
لا تشرق الشّمس فيها
من شفاه الشّوق
فوجدتُ كل الشوارع بتلات زنبق
مبللة بالنّدى
تتهجّى اسمكَ
فتعبق ذكراكَ في المدى
و تنبثق أبجديّة الجوى
من دفتر الرّدى الممزّق
أطفأتُ أضواء الاشتهاء
فصارت كل النّجمات التي قطفناها
و نثرناها على ثغر الصّمت
رماد كلمات تحترق
و ظل الليل كالعجوز العذراء
تنزف من تجاعيدها ذكرياتنا
فيشهق الخوف
و يقطر الفجر
على عباءة غسق قد أزف
لتولد الأحلام مخضّبة بالأرق
يا حبيبا كلما ابتعدتُ عنه
صار مني أقرب
كيف في كأس زماني تنسكب
كلما قرّرتُ أن نفترق
فأشرب الحب المستحيل
بلهفة نورس في بحر العطش
قد غرق
و أسبح ضد تيّار الأقدار
و على كتفي كفن مطرّز بمحار
أبى من صدفاته أن ينعتق
ها أنا أراكَ في غربتي
تسدل ستار الأماني
و تلقاني على شرفة الشّوق
و كأنك لم تبتعد لحظة عن أحضاني
فأقفل بالنبض غرفتي
و أرسم على صدرك خريطة عشق
تمتد من مهد حياتي
إلى قبر بحجر الغَد بنيناه
و رسمنا عليه كل عهود الهوى
و أقسمنا أننا لن نفترق
د. علياء غربال (تونس)

مزامير الروح ـــــــــ محمد أبو ياصف


 مزامير الروح

ـــــــــــــــــــــ
حيّرتني
ويُحارُ في قلبي هواكْ
وملكّتني
والمُبتغی أحظّی رِضّاكْ
لولاكَ لمْ أبسمْ
علی خدِّ الزمانِ
وما كوی ثنايا الرُّوحِ
إلّا مُشتهاكْ
وعلی شفاهيَّ
نارُ شوقٍ
ولظّی احتراقٌ
يُخمدُ من شِفاكْ
ومدارُ خصرُكَ
يسبحُ في فضائي
ونجومُ ليلي
تأفلُ إنْ تراكْ
وعبيرُ وردُكَ
في رياضِ حدائقي
سحراً وعطراً
يُعصرُ من شذّاكْ
يالهفةَ الشّوقِ
وأنسام الصباحِ
فيكَ ملاذيِّ
وتسكُنني رُباكْ
يالذةَ القهوةِ
وأنغام فيروز
حينَ تصدحُ في سماكْ
هو بعضُ الحبِّ يُمطر
رونقَ الحُسنِ
الذي تجلی في بَهاكْ
أنتَ ياكُلي وبعضي
نارُ شوقي
مُبتداكْ ومُنتهاكْ
محمد أبو ياصف / سورية

التمني مايفيد القلب ــــــــ أبورأفت إبراهيم الشعراني


 ..........(التمني مايفيد القلب)..........

ليت المحبه تجي على حسبه الكيف
لعيش ايام عمري وحياتي كلها سالي
لاأخشى ظروف الوقت بكل تصنيف
و لا أخاف من وحشة وضيق الليالي
ولاأظل أتمنى أمنياتي وأراقب الطيف
و ألاحق سراب المودة بزواايا خيالي
بس التمني ماهو يفيد القلب ياحيف
ولايغذي الروح الوهم ورسم المحالي
درب المحبه واضح مايحتاج تعريف
من يسلكه مايعيش من الهموم خالي
الحب رأس المصايب لاصابه تحريف
و اتبدلت معانيه أو صفاته الفضالي
انا اشهد انه شر مغلف بالوداد تغليف
و لغم موقوت يشعل فتيله التعالي
باروته العناد والشك و كثر التخاريف
وضحاياه الخواطر والارواح الكسالي
من خاف عقباه سلك طريقه بلاتعنيف
واختار له شريك يستحق القول ذا لي
شريك واعي يفهم بأن الحياه تكليف
تقوم على اساس التعاون بكل مجالي
✍أبورأفت إبراهيم الشعراني

قلت أيوه ــــ الشاعر محمد عبد العزيز رمضان


 قلت أيوه

بقلمي الشاعر محمد عبد العزيز رمضان
قلت أيوة قلت لأ
مهما قلت مصدقك
أصل أنت غالي عندي
باعترف أنا بعشقك
والليالي مهما عدت
حبي ليك راح يسبقك
نفسي أخبيك جوا قلبي
عن عيونهم واسرقك
قلت أيوة قلت لأ
مهما قلت مش هخون
لو بعدت تاني عني
صعب أبقى أو أكون
سهل تنسى كل حاجة
واللي بِنا عليك يهون
آه وآه قاسي وأناني
كنت فاكرك راح تصون
عهد حبي والأماني
لا خلاص طلعت ظنون
قلت أيوة قلت لأ
أيوة صعب الأختيار
تهت منك تهت مني
لما طال الإنتظار
كنت محتاجك تقرب
بس بعدك كان قرار
قلبي قاللي لأ كفايه
قالها أيوه بانكسار
قلت أيوة قلت لأ
لا مافيش ابداً رجوع
كنت فاكر إني هقبل
أبقى ليك رغم الدموع
رغم ظلمك رغم كدبك
مش راح أقبل بالخضوع
ألف حاجة بِنا ماتت
وانطفت كل الشموع
قلت أيوة قلت لأ
مش هقول ابداً وداع
قلت إني غالي عندك
ليه رمتني في الضياع
لا يا قلبي هو خانك
دوقك قسوة وخداع
مش هآمن مره تانيه
للي سبني للي باع

طيفك يرتقي ــــــــــ عصام أحمد الصامت


 طيفك يرتقي

طيف الهوى يستقي حبه **في قلبي ألق الغرام يطفي**

يحمل بين يديه الشوق **وبين العينين عن قلبي يرتقي**

كم زهرة تسوقها شهوة الرياح **وكم نجمة تزرع في سحاب الليلِ**

يا رفيق في كلِ الدروبِ **ما أجملك ما بينَ الفؤادِ يُفتي**

إذا ما ألارواح نادتُك ألا **كان مرادي كما الصدّيقِ يُفدي**

منك غابت الحروفَ **مخرجتْ أعقاب الخَدَود**

وحين تلمسَت أصابعك النقاء **رأيت الزمان يتوقّف**

في كل لحظةٍ تزورني **أو في كل حلمٍ تني**

ودمت يا حبيبي **طيف الهوى يستقي حبه منك ينتفي**

بقلمي عصام أحمد الصامت

وصيته ... رواية / رضا الحسيني

 


وصيته ... رواية / رضا الحسيني ( 17 )

.. ( الوصية )
_ واللي مش هيتقبَّل الكلام ده ؟
_ مش هيستفاد حاجة من عدم تقبُّله ياوجيدة ، لأن زهران عمل إجراء تاني احتياطي يحمي نجلاء ويضمن تحقيق رغباته ، والإجراء ده هيظهر في وقته المناسب طبعا وأنا وأمجد والحاج عبد الوهاب عارفينه وكنا معاه فيه
هكذا كانت الأمور واضحة أمام من سيحاول الجدال والرفض ، ثم تحدث أمجد ليردد أغلب الكلام الذي قاله حمامة ولكن بأسلوبه ، وكلاهما معروف لدى الجميع بالتدين والمصداقية ، وتربطهما علاقات قوية بحكم القرابة الشديدة بكل أسرة زهران من زوجته لإخوته لعديله ، فزهران ابن عم حمامة وابن خال أمجد
_ يعني نفهم من كده إن أخونا زهران لم يترك ميراثا ، وأن تركته توزع من بعد نجلاء
_ تمام كده ياوجيدة ، ومن بعد نجلاء رزقها الله الصحة والعافية ستوزع كل التركة المتبقية منها مناصفة بين ورثة زهران ونجلاء
_ ونجلاء لها الحق تتصرف زي ماتحب في التركة؟
_ أيوة ياست نونا هتعيش حياتها زيها زيكم ومتنسيش إنها شريكة زهران في كل شيء خلال رحلة سفرهم وتجارتهم وتعبهم سوى
_ مش عشان وجيدة ونونا بيسألو يبقى معترضين ، لا السؤال للفهم وبس ياأمجد
_ ده مفهوم يامُدَّثِر
كانت الجلسة في هذه اللحظات تتأرجح بين التوتر والاندهاش من تفكير زهران ، ورغم أن إخوته كانوا قد سمعوا من زهران نفس الكلام من قبل إلا أنهم كانوا على أمل أن تكون مجرد مقلب من مقالبه أو خديعة واختبار منه لهم ، فلم يكن يخطر ببالهم أبدا أن تصبح هذه هي الحقيقة ، وهنا قفز من وجيدة سؤال
_ ومين هم الورثة اللي هيكون لهم نصيب من بعد نجلاء من عندنا ومن عندها؟
_ ياوجيدة ورثتكم الشرعيين اللي عايشين وقت وفاة زهران بناء على إعلان الوراثة اللي هتعملوه من بكره ، والورثة من عند نجلاء برضو نفس الأمر ورثتها الشرعيين وقت وفاتها بناءا على إعلان الوراثة
_ استنى يا أمجد ، زهران وصى بالتبرع بكل مكونات بيته لجمعية خيرية ، يعني مفيش حد هياخد شيء أبدا من مكوناتها
أذهلت العبارة التي قالها حمامة الجميع ،
وغدا نستكمل الوصية