الاثنين، 26 فبراير 2024

حَكاياَ قبرهاَ العُيون بقلم الكاتبة عائشة لنور

 ***حَكاياَ قبرهاَ العُيون ***

وَلي...
في عيونك َمرافىء شوقٍ...
وحُلم قدْ تَعثرْ...
وَلي...
في عيونكَ انكسار ٌ...
وصُبحٌ قدْتَأخرْ...
يَجمحُ القلبُ مُهراً.
بَراقاً قدْ تَحررْ...
تَشهدُ الرمالُ حرارة.
خُطاها قدْ تَرملت...
بين ثَنايا الحِسّ.قدْ أَطفأت جَمرها.
يَرقصُ الفكرُ جَناحهُ ولهانٌ.
قدْ اعتراهُ انبلاجُ الدُجىَ...
بأبهىَ الرُؤى قدْ تَدفق...
يَثملُ من حوض الخيال بحانة العرف
قدْ ثار وكفرْ...
يجمعُ الحلم من نبض الشمس.
جدائل الشموخ.
قدْ أرخى وضفرْ...
وَلي...
في عيونكَ ظلالُ أملٍ.
و ماضٍ قدْ تَصحرْ...
بقلمي عائشة لنور
Peut être une illustration

دراسة تحليلية لبعض جوانب قصيدة (يابنت قلبي) للشاعر /إبراهيم الدسوقي يقدمها الشاعر الناقد /سامي ناصف.

 دراسة تحليلية لبعض جوانب قصيدة (يابنت قلبي) للشاعر /إبراهيم الدسوقي

يقدمها الشاعر الناقد /سامي ناصف.
يقول :عبد القاهر الجرجاني.
إن مهمة الناقد: هو معرفة ضرورة الكلام وخفاياه جملة وتفصيلا ،والذوق الخبير هو ..
هو من إذا وجهته إلى فهم الجيد ،عرفه، ومن عرضت عليه شيئا رديئا ،رفضه، ولم يقبله.
وإن الناقد والدارس والباحث يقف أمام كلام الله (القرآن الكريم) باحثا مستكشفا لكنوز بيان القرآن الكريم التي لا تُحصى ولا ينضب معينها ٬ولا ينظر الناقد والباحث إلى النص المقدس بعين التعديل أو التقديم أو التأخير ،لأنه كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
إلا أن نصوص البشر يعتريها النقص ،مهما بلغ أيٓ نص مبلغا من الإجادة .
لأن كلام الناس الذين هم موضع نسيان وسهو .
ومن ثَم : فلا بد أن يبالغوا في البحث والتفتيش وألَّا يتغاضوا عن شيئ يمكن أن يؤثر في سلامة الكلام وبراءته من المطاعن..
.ونعقد سفرا عبر الخريطة النصية لهذه القصيدة (يابنت قلبي) للشاعر /إبراهيم الدسوقي.
القصيدة تلتحف بثياب الشكل التقليدي للقصيدة العربية القديمة، من خلال، وحدة الوزن ووحدة القافية، ليمنح القصيدة نغما آثرا تطرب له الآذان، ولما اعتمد على اختيار روي، اختار حرفا له دلالات تتناغم والحالة النفسية التي تلبست الشاعر - الراء المطلقة- التي علا جرسها، وكانت مصدرا جاذبا للحس، وآلة السمع، بل زاد عليه بنغما آثر أيضا ألا وهو، عنصر التصريع الكامن في البيت الأول، وكأن القصيدة محفلا ماتعا بمصادر المواسيقى المتنوعة.
يقول الشاعر: هل هاتف المحبوب قلبي أم تُرى.. قد أُنبتت في جوف أحزاني القِرى.(ترى… والقرى)
اعتمد الشاعر على التنويع بين الأسلوب الخبري، والأسلوب الإنشائي، وذلك خاضع لتحكم التجربة الشعرية في ذلك.
وكانت البداية، بالأسلوب الإنشائي من البيت الأول عن طريق الاستفهام، فضَمَّنَ البيت استفهامين في قوله: هل هاتف المحبوب قلبي. أم. ترى، بين هل. وأم ، لينقلنا من أول لحظة إلى ساحات الدهشة والتعجب والاستغراب، ويثير فينا عوز البحث عن إجابة مقنعة ، وذلك مقصود.
ثم بعد ذلك يردف بأسلوب خبري للتقرير ثم يردف بأسلوب إنشائي عن طريق النداء ، ليفرغ من خلاله طاقات كامنة في جيوب الوجدان قائلا: يابنت قلبي ليس قلبي منزلا.. إلا لحب لا يباع فيشترى.
ثم بعد ذلك يكثر من الأساليب الخبرية لأنه يكشف عن واقع يحتاج إلى وصف وتقرير
رغم أن القصيدة قصيرة إلا أن هناك حرفا ، صار للقصيدة سيدها، في عمومها لم يحدث تنافرا بل كان مصدرا من مصادر الموسيقى ألا وهو (حرف الهاء) تكرر حوالي ثماني عشرة مرة في البيت الأول نرى الهاء آثرة في قوله : هل هاتف رغم قربهما إلا أنهما لم يكونا مصدر إزعاج، كذلك قوله: سحره، كأنه، همّ، بعشقه، ثراها، عاشقها نورها يدانيه ، بعطرها حبه، نهر فطامه،
لكن في أخر بيت قصد الشاعر التلاعب الزائد بهذا الحرف الذي كان له الأثر في مصدر الموسيقى فقط ، لكنه كان ثقيلا مملا جرجر المعنى إلى الهشاشة ، وكأنها علبة فارغة لا نسمع منها إلا طنينا، انظروا معي في قوله:
(إن هَمَّ هَمّ هُمْ وهاموا فرفرة) كسى هذا الشطر الصنعة المفتعلة الغير مناسبة لتيار الفكرة، ومناخ الوجدان.
هناك بعض الصور الابتكارية الآثرة التي تنم عن شاعرية الشاعر في قوله:
(قد أنبتت في طوق أحزان القِرى) وقوله:(يابنت قلبي) وقوله: (فتبتل الجزع المقيد بالثرى) وقوله:( نهر يلملم شمسه في جَعبة)
هذه الصور الشعرية التي تنعم في مجملها بالابتكار منحت القصيدة حالة من الإمتاع للقاريء والسامع، الذي يحمل ذائقة عبقرية.
أما باقي الصور لا فضل للشاعر في نسجها إلا أنه استدعاها من معين تراثه، فأحسن توظيفها.
واهتمام الشاعر بالبحث حول التفرد في قصائده فيبحث دائما عن معجم لفظي مهجور ليبث فيه الحياة من جديد مثل مفردة (الصَّرى) أكيد تحتاج من غير المتخصص، البحث في المعجم ليسد فجوة فقد فيها المعنى المطلوب ليستقيم عود النص عنده، وكان من الأجدى أن يستبدلها بمفردة مطروقة قوية أيضا غير مبتذلة.
إلا أننا نرى شاعرا مجاهدا يحاول أن يكون له قدم في دنيا الكلمة الشاعرة.
تحياتي كتبها لكم سامي ناصف.
وإليكم النص…
قصيدة بعنوان (يابنت قلبي)
للشاعر /إبراهيم الدسوقي.
....................
هل هاتف المحبوبُ قلبي أم تُرى
قد أُنبتت في جوفِ أحزاني القِرى
أستغربُ الدقَ العنيف وسحرَه
همَّ الفؤادُ كأنه خيلٌ جرى
يابنت قلبي ليس قلبي منزلا
إلا لحِبٍ.... لا يباع فيشترى
من فرط يأس كان يبحث عن سخي
إن البخيل بعشقة "شرا يرى"
ترى ثراها من عقيقٍ أحمرٍ
من عين عاشقها الذي قد دبَّرَ
فالشوقُ نارٌ قد يؤَججُ نورُها
أما اشتياقي لا يدانيه الصَّرى
مرَّت بساحة من تغني بعطرها
فإذا البلابل بعضُ بعض الثرثرة
وارتاح حبه عند ساقٍ من رضا
فتبتل الجذع المقيد بالثَّرى
نهرٌ يلملم شمسَه في جَعبةٍ
طفل يراد فطامه فتحضر
أما المرور لحظة في حينا
إن همَّ همً هُم وهاموا فرفرة.

Toutes les réactions

لقاء ــــــــــ لوقاف مليكة


 لقاء .

وأنا جالس أرتشف سوادها لعلها تزيل ألم الرأس وأجد حلا لصعاب أهلكتني . وإذا بي أراها جالسة تتأمل هاتفها وكأنها بدر أو نجمة أنارت عتمة الليل .تسارعت نبضات قلبي وكأنها صعقة أصابته فأحيته من جديد .شعرها المخملي كعناقيد تدلت على كتفيها وعيناها مرج البحرين أو كسرب مليء بالحجر و اللؤلؤ .كنت كمصباح منطفئ أضاءت شعلته ابتسامة لم تكن لي بل لما تنظر له في هاتفها .كانت طوال الوقت ترصد الوقت وأنا أنظر إليها كمرصد فلك سماوي .
فكلها إشراق على أرض أصابها اكتئاب الشتاء أو كبلسم يزيل تعب النهار بملامحها وقدها الجميل وأحسست وكأنها ولدت روحي من جديد، طاقة إيجابية وهندسة إلاهية .
أحرجتها بنظراتي فتوهج وجهها خجلا أصابتني غيرة لحمرة لامست وجهها وداعبته فزاد جمالا، كانت تنظر لساعة تارة وللهاتف تارة كأن الوقت حان ،وأنا أنتظر رحيلها بل رحيل روحي من جسدي لأن الروح والقلب أجمعا أنها لي وكيف لها أن ترحل وهي ملك لي فليت الخيال يصبح حقيقة .
أحس وكأن روحي ضاعت مني وأنها عالم كله جمال وكمال أريد الولوج إليه.لكنها لم تبالي بكل هذا العالم الذي رسمته روحي لها ولا تعلم ما وصفته عيناي في تلك اللحظة من لذة الواصف للموصوف.
هاته الفلسفة الروحية التي عاشها هذا العاشق كانت لي
لقد حدثني عن تلك الجميلة التي صادفها في ذاك المقهى وأنها حلم مستحيل وهبها القدر له بأي شكل من الأشكال بل في لحظة إغماء حيث كان هو مسعفي،ويقول أنها لحظة التقاء الأرواح وكان يصف بلسانه مارأت عيناه وما أحست به الروح وكيف كان المستحيل حقيقة وكيف أن القدر دوما دوره في لعبة الحياة منتصرا.
لوقاف مليكة
الجزائر

إشراقات صورة الوطن..في قصيدة :"يا تونس الأحداق"..للشاعرة التونسية السامقة د-آمال بوحرب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إشراقات صورة الوطن..في قصيدة :"يا تونس الأحداق"..للشاعرة التونسية السامقة د-آمال بوحرب


يا تونس الأحداق 

يا تونس الوله الجميل

 إني سابحة في مقل الشوق

رفعت في بحر عينيك أشرعتي 

غصت حتى  أضاء الدمع 

في لغتي وتكويني

 أعشقك فأشرب نخبا في صباحك 

والمساء

تستوحشُ حروفي بعدك

ويتوه مني الادمان 

اذا غادرت دمي 

انت التوهج وانت ملاذي

فريضة عشقي وسكني أنت

كيف أختزل الشوق في عينيك

حين تراني وأراك  في ظلمة 

ليالي الغربة 

أنت وحدك معي 

متكئ أسند عليك 

أوجاعي 

كل مساء أبوح بما يعتمل

في خلاجات روحي 

تربت على قلبي 

فيشعر بدفء لصوتك

لحواس اناملك في السحرُ

لأنك في أعماقي تسكن

جمرة اشواقي أنت

وحلمي الأكبر 

 بداية دروبي ونهاياتها أنت 

وهذا قلبي يناجيك يا وطني

الابهى

شعري يرنو لنجمة 

 في سماء مغربك 

تزينه حركات تهفو وتنادي 

يا عراق يا مِصْرُ يا شَامُ 

يا تاجي وأوسمتي

بلادي المجد أوطاني 

تونس يا حاضرة الروح 

ويا بوح الخاطر 

تعبت أبحث عن تفاصيلك 

تعبت اسأل زوايا البيت

عنك وعن أحلامك 

متى يفك أسري الليل 

متى  أقطف ثمار الحب 

وافض غيم الحزن وانثر 

حنيـن شوقي بدارك 

(الأدبيه التونسية  د-آمال بوحرب)


لعبت تيمة الوطن دورًا في تشكيل الشعرية التونسية،وأحدثت بين الشّاعر والوطن تبادلًا وتكاملًاوتماهيًا،نشأت عنه معادلة هي نفسها العلاقة التي لا انفصام فيها بين الإنسان وروحه، عبّرت عن تلك الرّغبة الكامنة في عمق الإنسان الّذي يظلّ دائمًا مولعًا باكتشاف الوطن في ذاته ورؤية نفسه في تجليات الوطن من حوله،وهو شكل التماهي الوجودي الذي يعكس علاقة الإنسان بالوجود،ويصبح هذا التماهي مضاعفًا حين يجلّيه الشعر الذي هو وجود الشاعر،فيوقفنا الشعراء عند المثلث الذي لا انفصام لأحد أضلاعه عن الآخر والمتمثلة في الشاعر والشعر والوطن.

ومن هنا،فالشعر هو السكون الروحي وهو كذلك الجنون الماسوشي،إنه رحلة نحو الحقيقة التي لا تكشف عن قناعها أبدا غير أنها تُظهر بعض ملامحها في صورة شعرية حالمة أو جملة شعرية خاطفة.وفي قصيدة "يا تونس الأحداق " للشاعرة والأديبة التونسية د-آمال بوحرب   سيجد المتلقي من الشعر روحه ومن الموهبة أصالتها ومن الجمال سرّه الخفي..

التجربة الشعرية للشاعرة التونسية المتمرسة-د-آمال بوحرب-غنية وحافلة بالعطاء الإبداعي والتنوع الموضوعاتي،كتبت عن الوطن (تونس) وعن الوَجد والحب بأبعاده الإنسانية والحياة والوجدان والقصيدة..ولكن قبل أن يخوض المرء في الحديث عن صورة الوطن في شعر د-آمال بوحرب-يجدر به أن يحدد تعريفاً لهذه المفردة التي لم تكن ذات حضور كبير في الشعر العالمي،والشعر العربي(1) كذلك.ويبدو أن بروزها أخذ يطفو على السطح،ضمن فهم جديد،في مرحلة نشوء الدول ذات الكيان السياسي المحدد جغرافياً.«والوطن بالمعنى العام منزل الاقامة،والوطن الأصلي هو المكان الذي ولد به الانسان،أو نشأ فيه.

والوطن بالمعنى الخاص هو البيئة الروحية التي تتجه اليها عواطف الانسان القومية.ويتميز الوطن عن الأمة (Nation) والدولة (Etat)بعامل وجداني خاص،وهو الارتباط بالأرض وتقديسها،لإشتمالها على قبور الأجداد»(2).ونقرأ في المعجم الفلسفي المختصر،تحت مفردة «الوطنية»،ما يلي :«مبدأ يعبر عن حب المرء لوطنه وعن استعداده لخدمة مصالحه.انها انشداد المرء الطبيعي نحو مسقط رأسه،نحو اللغة الأم والتقاليد الوطنية،واهتمامه بمصير البلاد التي ترتبط حياته كلها بها». 

ونقرأ أيضا : « ولكن المشاعر الوطنية لا تأتي عن أسباب غيبية،من «صوت الدم»أو «العرق» كما يزعم المنظرون البرجوازيون.فهي تظهر تاريخاً،بتأثير ظروف حياة الناس الاقتصادية والاجتماعية،ولذا فان مضمونها يتغير تبعاً لتغير تلك الظروف” وتحضر تيمة الوطن في قصيدة يا تونس..الأحداق للشاعرة التونسية المتميزة -د-آمال بوحرب موضوع الدراسة،بشكل قوي ومهيمن،حيث تحتفي فيه الشاعرة بوطنها تونس،وتجعله في قلب الشعر والخيال والتفكير وفي قلب الأحداث،هو المحور المركزي وفي فضائه الأنا والجماعة روحا وجسدا. 

“يا تونس الوله الجميل

 إني سابحة في مقل الشوق

رفعت في بحر عينيك  أشرعتي 

غصت حتى  أضاء الدمع 

في لغتي وتكويني

 أعشقك فأشرب نخبا في صباحك 

والمساء

تستوحشُ حروفي بعدك

ويتوه مني الادمان 

اذا غادرت دمي.."

ما يميز أسلوب ولغة الشاعرة/الأديبة د-آمال بوحرب،لغتها "الجبرانية"،وثقافتها الواسعة العميقة،هذا الأمر يتجلى في شعرها ونثرها ودراساتها الفكرية،كذلك هي تفلح في احداث صداع إيجابي للقارئ،مصحوب بعصف ذهني،يحتم على القارئ طرح الأسئلة العميقة والهامة والتي تتفاعل بقوة مع النص،تترك طعم النص تحت حافة اللسان لفترة طويلة..

وهي يستخدم مخزونها الثقافي الواسع والمتشعب الذي يرتوي من الحضارة الإسلامية ومن حضارات المعمورة على مر العصور وتستند على القيم الإنسانية الخالدة التي لا تقبل المساومة أو التبديل،وما يلفت النظر في جل قصائد-د آمال-اللغة الشعرية الراقية والمميزة، "د-آمال"لا تكرر كلمات الغير ولا تستعير عذب الشعر من فحول الشعراء،بل تجتهد حين تغزل لنا الجمل والصور الشعرية المبتكرة والجديدة،ومن هنا،فلغتها أقرب الى لغة الشاعر الكبير "جبران خليل جبران"،حيث تتوافق الصور الشعرية مع الفلسفة العميقة،ونصرة المظلوم والدعوة الى السلام والحق والطهارة والصدق.

وحينما قرأت هذا النص توقفت عند عتباته المهمة من حيث التشكيل في الصورة والسينوغرافيا والألوان واللغة والمشاعر من جهة،والابداع والتألق والانطلاق في عالم كتابة الشعر..لغة الشاعرة التونسية اللامعة-د-آمال بوحرب-تتميز بالدلالات المتغيرة (غير ثابته) لوصف الصورة التي تتشابك في ذهنها وخيالها،وتعصف لنا صورا شعرية متحركة..لأن الصورة الشعرية وبحجم الشاعرية التي تحملها تكون جوهراً للشعر،كما هي روح القصيدة التي تمتد من أول عتبة الى آخر عتبة لتثبت للقارئ الصلة بين الواقع والتأثير المهم جداً،لذلك تأتي الصور قوية ! كل مفردة لها خصوصية في حواس القارئ وشعوره،لأن فن الصورة مرتبط بمفهوم الفن لدى الشاعرة -د-آمال بوحرب-والناقد بطبيعة الحال يبحث عن الجمالي في الصورة وعن التجربة الفنية والحالة النفسية للشاعر..وأيضا يبحث الناقد في مستويات الشاعر المتميز من حيث كيفية تجدد الصورة ونشأتها في فكره وخياله وعكسها للقاريء لأن الحواس وحدها غير كافية بتوصيل ما نصبو اليه،بالاضافة الى بحثه عن الانزياح اللغوي وتحديث اللغة عند الشاعر،وبين الذاتية والموضوعية نتوقف كثيرا،لأن حجم الشاعرية والانزياح اللغوي،وتشكيل الصورة الجديدة،وسعة الخيال والمخيلة وسائل نكتشف بها معايير مهمة لجمالية الصورة الشعرية عند اي شاعر،وهي بصراحة مفاتيح للناقد مهمة لتفكيك أي نص شعري،حتى نصل الى جوهر النص وجمالياته الفنية..

إن النظر للقصيدة (يا تونس الأحداق )كوحدة كاملة يعني أن لها منطقا خاصا تقوم عليه وتنهض به فعلها الإبداعي،والقصيدة-هنا-هي صورة الشعر العليا لأنها تعبر عن أعلى حالاته وتطلعنا على روح الشاعرة ومواقفها وخلجات نفسها ونماء فكرها..كما تعكس إيماءات المكان والزمان والأحداث.

إن هذه القصيدة ليست لحظة شعرية وحسب،بل لحظة تاريخية تختزن في أعماقها مخزونا حديثا هائلا من مجريات الحياة،وهذا زاد من تألقها الشعري ومن دلالاتها انصهار الشاعرة د-آمال بوحرب انصهارا كليا مع الوطن.(تونس)

ورفع ذلك الانصهار درجة الانفعال اللازمة للشعر.وقد أشار حازم القرطاجني*إلي ذلك بقوله: "إن الشاعر يحدث الانفعال ويؤثر"وهذه السمة من أولى عناصر القول الشعري،فالقارئ حاضر في ذهن الشاعرة د-آمال واضعة له حسابا يسهمه في الإحساس بالانفعال،وهكذا تبدو القصيدة صورة متحركة بين ذات الشاعرة والوطن،وبين ذات الشاعرة والقارئ.

 الشاعرة التونسية-د-آمال بوحرب-لم تأتي بالصدفة أبدا،إنما هي ثمار تجارب عديدة حاولت أن تمزقها لكنها كانت قوية من الداخل،حيث تمتلك الذائقة الشعرية لتبوح نتتكلم وتصرخ،لها الشغف الكبير والمعرفة في حب الوطن،لذلك جعلت اهتمامها في الشعر في قلب اهتماماتها،وجعله صوتها المنحدر من أي مكان يسكنها صوب الوطن..وليس رجع صدى.

الصوت والكلمة والطاقة التي يمتلكها الشاعر ضمان كبير في تركيبة الصورة وانعكاسا لحياته، وبنفس الوقت انعكاس لمفهوم المكان-الوطن -لأن الزمان ماعاد يشكل شيئاً الآن ..فالذاكرة تعتمد المكان أولا ًثم تخوض في الأزمنة لاحقاً لتثبت من قبل الأسماء كدلالات معروفة للقاصي والداني،ومن اهتم بشأن الادب والتاريخ.

وهذا التقابل الفني بين واقع الشعر المعيش وبين ركام التاريخ يؤسس لوعي ولاحساس الشاعر في فكره ووجدانه بحب الوطن ومتابعة معاناة الناس.. 

نص شعري تتدفق منه مشاعر خليطة من قوتين أساسيتين هما الفكر الانساني الذي تحمله الشاعرة،ونبضات قلب حساس رهيف شفاف،يشكلان قوة نابضة في دعائم النص،وهما في نفس الوقت الجسر الذي تعبر به الشاعرة-د-آمال-إلى الإنسان القاريء وبالتالي تضيف تفاعلاً عضوياً في المجتمع،وبالمحصلة يتحول النص الى ثمرة جميلة فيها من التكامل الروحي والانساني..وتسكن في مخيلة القارئ ويتدفأ بها وبأحضانها ! كعاشقة،كحبيبة

كمعشوقة،كمعشوق !" أنت التوهج وانت ملاذي/فريضة عشقي وسكني انت/كيف أختزل الشوق في عينيك/حين تراني وأراك  في ظلمة /ليالي الغربة /أنت وحدك معي /متكئ أسند عليك..أوجاعي"  فالنص يسري على المذكر والمؤنث بنفس التوجهات،لأن الجميع يعيش داخل الاسوار..أسوار حب الوطن (تونس)..وأنا هنا بصراحة لا اتساهل في مسؤولية الكتابة النقدية من حيث المحاباة في الاصدقاء،كوني ولسبب بسيط لا أعرف الشاعرة-د-آمال بوحرب-عن قرب أبدا..إنما أعرفها عن بعد لمتابعتي أعمالها الشعرية وما تكتب بالفن والأدب وهذا من تخصصي انا ! وقد استحوذ علي هذا النص لأن أسجل له ما يستحق من حق واستحقاق وكنشاط ابداعي له ولتجربتها الشعرية وفي قصائدها المتعددة وهي إبنة تونس-مهد الثورات العربية-ابنة الشعر وابنة السرد والحكايا ومكامن الوعي الجمالي في العلاقة بين السحر في اللغة والشعر وما بينهما من انتاج للوعي المتجدد في فضاء وروح الشاعرة السائرة على درب العالمية بخطى ثابتة..

قبعتي..يا د-آمال بوحرب.


محمد المحسن


المراجع: 

1-لم تتكرر كلمة وطن كثيراً في الشعر العربي.وفي لسان العرب المحيط للعلامة ابن منظور،وهو معجم لغوي علمي قدم له الشيخ عبد الله العلايلي وأعده وصنفه يوسف خياط ونديم مرعشلي.ورد التعريف التالي لمفردة وطن : موطن: اقليم يتسم بخصائص طبيعية تلائم أحياء معينة.بيئة: مكان له ظروف خاصة يستوطنه بعض الأحياء مثل ساحل البحر والغابة والمستنقع. الموطن الأصغر: هو الموطن البيئي الخاص الذي يعيش فيه كائن ما. موطن الأصل : موطن الشخص عند ميلاده. 

2- انظر:جميل صليبا،المعجم الفلسفي،بيروت 1982. ج2 ص 580.

*حازم القرطاجني :هو أبو الحسن حازم بن محمد بن حازم القرطاجني كان شاعرًا وأديبًا أخذ عن أبي علي الشلوبين وعنه أخذ جماعة منهم العبدري.قدم إلى تونس (مدينة) ومدح السلطان الحفصي أبي عبد الله محمد المستنصر،وأشهر قصائده له القصيدة الطائية.له تآليف منها: منهاج البلغاء وسراج الأدباء في البلاغة.كان من أهل قرطاجنة (شرق الأندلس) تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وأشبيلية،وتتلمذ لـ أبي علي الشلوبينثم هاجر إلى مراكش، ومنها إلى تونس فأشتهر وعمر،وتوفي بها عام 684 هـ\1284م.



جُوعُ غَزَّةَ بقلم الشاعر محمود بشير

 جُوعُ غَزَّةَ


الجوعُ كشَّرَ أنياباً ولا عَجَبُ

  قدعَضَّ(غزَّةَ)مااهتَزَّتْ لهَا(العَرَبُ)


من قبْلِ جُوعٍ أتَىٰ كانَ الدَّمارُ طغَىٰ

        صارَالكريمُ شريداًجوعُهُ نَصَبُ


فوقَ الدَّمارِ أعاصيرٌ تَمُوجُ بِهَا

    الجوعُ مِنْها بهِ القامَاتُ تضْطَرِبُ


والقتْلُ جارٍ وأرقامٌ تُواكِبُهُ

   مِنْ زَحْمَةِ القَتْلِ صارَ العَدُّ يُجْتَنَبُ

 

أينَ(العُروبَةُ)من هذاوهلْ حشَدَتْ

             ما قد يُعِينُ كِياناً أهلُهُ نُكِبُوا 


أهلُ(العُروبَةِ) بعدَ الغَزْوِ قد نَطَرُوا

        موْتَ المُقاتِلِ كيْلاَ إنْ نجَا يَثِبُ


يرمِي الطّغاةَ بنارٍ سوفَ تحْرِقُهُمْ

 يطْوِي صُرُوحاًبهامِنْ سُوسِهَا عَطَبُ


يمضِي ويُعْلِنُ أنَّ (العُرْبَ) قد وهَنُوا

              أنَّ الكرامةَ مَلُّوهَا فلا تَجِبُ 


أنَّ التّضامُنَ وهْمٌ لا خلاصَ بِهِ

       أنَّ المُرُوءَةَ عِبْءٌ عافَهُ(العَرَبُ)


أنَّ الخلاصَ وفاءٌ لا يُعَادِلُهْ

             عندَ المُقاتِلِ لا دُرٌّ ولا ذهبُ


محمود بشير

2024/2/26



أنا واقعية جدا بقلم الكاتبة زبيدة كرديم - تونس

 أنا واقعية جدا

أرى العالم من ثقب أسود في رأسي

كالثقب الهائل الذي يأكل المجرات

و هواء الأرض كله لا يكفيني

لتنتعش شراييني

لكن

كل ما أعرفه...كل يقيني

أنه في الضوء و في النور

تأخذ أشباح الليل التي تطاردني

بعدا آخر...  شكلا آخر

شكلا قابلا للفهم.

                 *****

"حلم عابر"


انتفض طائر أزرق

 في عينيه

لبس أجنحة السماء 

 و طار

حلق فوق الأبراج العالية

لم ينتبه

 أن عين الشمس حامية

تنفث صهد مواجعها

قيظت ريشه

تقلص ...تقلص

تكور في عينيه

فأطبق عليه جفنيه

و نام


زبيدة كرديم - تونس

ايوه حبيتك غنوه من كلمات الشاعر السيد الشهاوى

 ايوه حبيتك 

غنوه من كلمات

 الشاعر: السيد الشهاوى 


       ايوه حبيتك 


من قبل  ما اقابلك بزمان 

وشفتك املي اللي اتمنيته ورسمتك

 من صوره في فكري

 وزرعتك ورده في بستان 

واستنيتك    


 عمري كله.... كل عمري 

من قبل ما اقابلك بزمان 

******

         ايوه حبيتك 

في كل حب صادفته قابلك 

شدتني ليه حاجه فيك 

لو خدني جماله القاني

 شايف جماله واخدني ليك 

وفي نظره عنيه بالقاني

 هايمان في نظره من عينيك 

حتي الحنان... حتي الامان 

وف اي حضن يضمني

 القي فرحه  عمري كله 

في قربي ليك 

*******

            ايوه حبيتك 

يا ساكن قلبي والوجدان

 من قبل الزمان بزمان 

ياللي انت مالك حياتي 

ما بين العشق والحرمان 

عمري  ما صدقت اني اقابلك 

او  اشوفك ولا في الاحلام 

الليله بس ضحكت ايامي 

بالصدفه  لقيتك قدامي 

ولقيت احلامي بتسبقني

سبقتني اليك سبقت عمري 

يا عمر العمر يا عمري   


       غنوه من كلمات 

 الشاعر السيد الشهاوى



الناي بقلم د. انعام احمد رشيد

 الناي

لست أدري يا حبيبي

إن كنت أبكي أم اغني

آه ٍيا حبيبي

في الغربة أني

صوتي المبحوح

وجيتاري المكسور أخذلني

والناي ... آهٍ من الناي

فقلبي أصبحَ ياحبيبي

اليومَ نايا

مرةً يعزف أماني

ومرةً هموم وشكايا

آهٍ يا حُبَ عُمري

آهٍ من الغربة آه

لاتسألني عن آلامي

أو عن يومي وأحلامي

فأنا أصبَحتُ كالطفل الرضيع

لايعرفُ أن يشتري

ولا كيف يبيع 

ياحيرة قلبي أنا

د. انعام احمد رشيد



غزلان الحب...! بقلم الكاتبة ناهد الغزالي

 غزلان الحب...!


إلى كل امرأة تربي غزلان الحب

على جفنيها،

لا تأبه لصفير القاطرات المغادرة 

وهي تطعن في شرف المسافة!

احزمي طهر الصباح 

واحمليه بشغفٍ،

و حيث باغتك نبيذ الوقت

السائل من كروم العشق،

نصِّبي خيام الضياء!

لا تتبعي هراء الريح

إن جادت بعطر الراحلين،

كيف لغادرٍ أن يحضن

دون أشواكٍ!

وكيف لستائر الحب 

أن تهتز دون رياح!

شمري عن ساعد

الجنون

و ارسمي لوحة

لهفة 

بألوان

قلبك،

اع

ش

قيه

محاربا 

يقتل المسافة

ليقبل صباحا

أضاء

من طهر عينيك!


ناهد الغزالي



بين المدّ والجزر بقلم الكاتبة سهام مصطفي الشريف

 بين المدّ والجزر 

وبين الجزر والمدّ

أساطير تحصى و لا تعد

 بين غمغمة المياه الباردة

 وبريق الرمال النديّة

غيمات تبتهج لصوت الرعد

 وانا اتحدث إلى فانوسي

 في ليلة سكنها الضّجيج    

ولم ينم  فيها احد

بين أنفة القلم ولزوجة الحبر

 طروس  الشعر والسرد

 وأنا لا أعرف بما أبدأ 

يمتدّ السيل أمامي

 وتهرول كل الأنهار نحو نفس الدلتا

 فأتساءل عن الآماني التي انجرفت 

 تراكمت أسئلتي  ولم يجب أحد 

 يمتد هذا الساحل

 الذي خلّف كل المرافىء البالية 

قي قلبي     

 يخاف أن يسقط في حفر هذا القلب

 الذى اعتاد ان يبتسم للوجع .

بين رقصات الموج في عينيك

 وبين ندف الثلج في السماء 

أسرار أخفتها النجوم التي  تهمس وتستعدّ

 لليلة يغيب فيها القمر

 بين هسيس أوارق دفاتري 

 لا تزعجهاالسّيول  

 ولا اندلاق مياه السّد 


  أعيش على ذكرى رحيلك  

  وزفير أجنحة النّوارس المهاجرة

 نغمات الناي الحزين في يد راع 

مازال ينتظر ان يعطيه البستانى وردة قرمزيّة 


لا  شيء يؤنسني غير طقطقة 

الحروف في كتاب تناسته الأيادي على  رف بيت مهجور .@سهام مصطفي الشريف



قطة غزاوية بقلم الأديب شعبان البنا

 .                          قطة غزاوية

               سفيح دمعك يطفو من مأقيك

               لو كنت أملك ردعا كنت أكفيك

               لكننى من  أسى عينيك أنحته

               حرف  طفا بخيالي ليس يجديك

                النار حولك كل الخلق تضرمها

               والشر روى خطايا طيشهم فيك

                            *****

               يا أخت روح الفتى يرتج عاطفة

               يراك فى الريح  لا تحنو فيأويك

               وليس سلطانه الجبار  يدفعه

              شعبا  أضاع رؤاه  فى معاليك

              وأنت فى القوم لا تدنو اليك يد

              ولا الضروع سخت منهم  لتغذوك

                            *****

              هد الأخاء جدارا كنت أحسبه

              يا خفقة القلب يحميهم ويحميك

             ديست كرامة أم لا وجود لها

             سوى على الأطلس الممسوخ يعنيك!

             فرى إليه سنا فجر يطل وفى

             عينيه بعض حروف من أغانيك

                          *****

             أصبو إليك وأصبو كلما عبرت

             منى عليك وقد  ولت أماسيك

             زمان كنت خلال الدار فى مرح

             تجرين عل بقايا الطعم تكفيك

             من كف حر براه الحب؛ علمه

             أن يخرج العطف منه كل ما فيك

                          *****

             يا قطة الحب يا عنوان قصتنا

             ماذا جنيت فكان الحزن حاديك

             مني عليك سلام المرتجى أملا

             ومن قضى ليله يبكى ويعنيك

             عيشى على أمل المصفود معصمه

             وأن ثم خلاص سوف تأتيك

....  

شعبان البنا

مصر

                 *****



شواطئ الأمل بقلم الشاعر رشيد بن حميدة-تونس

 شواطئ الأمل

*******************

رغم الأسى ورغم النّشيج والأنين

تراود أسراب الأمنيات بسمتي

ورديّة جذلى مثقلةحنينا

فتتعلّق حالمة بأهدابي 

تتسكّع بين رموشي

وبين الجفون


لا شيء يثني السّنديانة من شموخ

لا العواصف السّاخطة الهوجاء

ولا الموج العنيد المزبد

فعلى شواطئ الأمل

تتحطّم الأحزان

وكلّ الشّجون


وربّ العزّة لأدوسنّ بصبري الأسى 

ولأخوضنّ غمار أعتى الزّوابع

وأخرق عتمة الأفق المدلهمّ

ولأبنينّ بعزمي الّذي لا يني

إشراقة يومي وغدي

وأطرد كلّ الظّنون... 

********************

رشيد بن حميدة-تونس

في25-2-2024



وصيّة إمرأة..تعبق بعطر الجنوب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 وصيّة إمرأة..تعبق بعطر الجنوب


(.."لا تخف يا محمد"..لك مقعد على بساط المـــــدى..ووتَد تلتفّ من حوله كل الثنايـــا..)


حين تجوع..

                 يا إبني وتبكي

   وينساب الدّمع على خديك

 غضوب

لا تشدّ بجرحي وتشكو

            حيفَ الزمان..

وقحط الدروب

وترنّم بعشق الليالي..

وعشقي

لإنبلاج الفجر.. 

             على ربوع الجنوب..

***

حين يهجع الثلج

             تحت جفون المساء..

وينمو عشب الشوق..

       فوق العيون الدامعات..

يفتح الوجد للغرباء

 أحضانه

ويعزف القلب للصبح أوتاره..

الخالدات

     وتشرق في فيض القصيد..

الدياجي

وتحتفي القوافي..

                بعطر هذا البهاء

وتزهر من حولك 

       الأمسيات التي قد توارت

وتصحو الرّوح 

                  من غفوة الحلم..

والأمنيات

لملم شتيت الرؤى..

      وأرنو بشوقك إلى الشامخات

وأطلق يديك..

تلامس أطياف ذاك المـــــــــــدى

                حيث الهدى والتجلي

ولا تبك دهرا..

                 مضى وتولّى

فما بالتنمني..

                يصاغ القصيد

وينساب عطرا..

                 على القافيات..


محمد المحسن




الأحد، 25 فبراير 2024

أنا على عهدي بقلم عماد فاضل (س . ح)

 & أنا على عهدي &

واجهْت أتْعاب الحياة بمفْردِي
وَضُربْتُ بالقهْر اللّعين على يدي
قدْ صابني سوء الظّروف بسقْطةٍ
فأقامني الإصْرار دون تردّدِ
خُيّرْتُ ما بيْن الكرى وعزيمتي
فاخْترْتُ في عزْمي السّبيل إلى غدِي
يا صانع البلْوى كفاك تمرّدا
وكفا ركوضا في الطّريق الأسود
عدْ منْ ضلالك فالحياة قصيرةٌ
واحْذرْ مغبّة ثوْرتي وتَمرُّدي
آهٍ وآهٍ منْك يا دنْيا الهوى
يا سرّ أوْجاعي وضيق تنهّدي
غنّي كما غنّى هواكي وارْقصي
فأنا على عهْدي ولسْتُ بمنْشدِ
أساير الحظّ التّعيس بمرّه
ويصارع العيْش المريرا تجلّدِي
بقلمي : عماد فاضل (س . ح)
البلد : الجزائر

كيف لي بقلم الكاتب جاسم محمد الدوري

 كيف لي

جاسم محمد الدوري
كيف لي
وأنا حين َ أُبحر ُ في عينيك ِ
ياخذني الجنون ُ عاشقا ً
فعودي إلي ٌ
إني الآن َ في وجع ٍ
يشطرني نصفين ْ
فلا تسالي عن ألمي
فأنا أستعر ُ بالعشق ِ
ولهيب ُجمرك ِ يلسعني
وهواك ِ يزرعني قنديلاً
في الطرقات ِ
كيف َ لي أن اشتري
أو أقتني قليلا ً
من الصبر ِ
لكي أقتل َ الحزن َ
ذاك َ المعمر َ في نفسي
وكيف َ لي
وأنا الأيام ُ تأخذني
على حين غفلة ٍ
وتغور ُ بعيدا ً
وكأني الهث ُ خلف َ سراب ٍ
وقد ْ تأخذني العزة ُ بالأثم ِ
فقطفي من ضياء ِ القلب ِ
فأناملي ما عادت ْ قادرة ٌ
على أن تضيء َ الطريق.
ذبلت ْ أوراق َ قلبي
وحروفي أمست خرساء ٔ
لم تعد ْ تراودني الرغبة ُ
كي اكتب َ لك ِ شيء ٌ ما
صارت ْ عاقر ا ً
منذ ُ ان شح َ الغيث ُ
وانطفأت ْ قناديل ُ شوقي
لم أعد ْ أملك ُ
ذاك َ الحنين ُ الذي
يكفي أيامنا
ماتت ٰ مشاعري
منذ ُ هجرتي مضجعي
ورحلتي بعيدا ً
دون َ أي خبر ْ
رغم أن قلبي
ما زال َغابة ً من الورد ِ
فكيف لي أن أدجن َ
حروف َ أسمك ِ
في حضيرة َ أفكاري
كي لا تهرب َ مني
مثل َ كل ِ مرة ٍ
فتموت ُ قصائدي
عطشا ً وشوقا ً
فوق َ سواقي الأسى
كيف َ لي
لو ماتت الكبرياء ُ
بين أضلعي
وصار َ البوح ُ عويلا ً
واستوطن َ الحزن ُ قلبي
وراح َ القلق ُ
يطاردني وجعا ً مزمنا ً
وانا ذاك َ الذي
تأخذني اللهفة ُ اليك ِ
ساعة َ اشتياق ْ

تَعْرِفُ بقلم الشاعر عزالدين الهمامي

تَعْرِفُ

***
تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّهَا
وَبِشِعْرِي.......
.......... أُجْبِرُهَا
أَنْ تَعَضَّ عَلَى شَفَتَيهَا
.......... حَتَّى
لَا تُظْهِرَ تَوَتّرَهَا
***
تَعْرِفُ أَنِّي أُعْشَقُهَا
ولِكَلِمَاتِي .......
.......... القُدْرَةَ
عَلَى إخْجَالِهَا فَيَحْمَرُّ خَدَّاهَا
.......... وَتَرْتَجِفُ
خَجَلا شَفتَاهَا
***
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس