الأحد، 4 فبراير 2024

ثورة الحب ـــــــــ زهور ربيحي


 ثورة الحب

قالت سأهرب منك
وحين لمست يدي
عينيك أخدتني
سرقتني خلسة
بلحظة ثورة
شوق الحب
أمطرتني غزل
غرام
وقصائد عشق
حروف يثاقل
النهوض منها
بعثرتني شردت
معك
سقيتني الهوى
حتي الثمالة
فوق بحر
الحب والصبابة
توجتني أميرة
في جوهر قلبك
أسكنتني
لا ينضب حبنا
زهور ربيحي
2024.02.04

ليل طويل ــــــــ عبدالمنعم عدلى


 ليل طويل

ساقع ومخيف
وأنا بالليل لاأنام
حتى يأتينى
طيف الحبيب
أيا ليل ألا تنجلى
ويأتى صيف
طويل الأمد
وشرفتى مفتوحة
حتى يأتينى الحبيب
فأتملى من حبه
وأسقيه وأشرب
من ترياق الحياة
وأعيش معه
أنغام الغرام
بليل ساهره مناجيه
والغرام فيه
شقاء بالعطش يرويه
فإسقينى منه صبرا
وعشقا بالحب يرويه
فشتاء العشق مظلمة
للعاشقين بالنوم سهارا
بقلمى عبدالمنعم عدلى

شذرات ــــــــــ قاسم الخالدي


 شذرات

______
لا أملك
مفتاحا للذي بداخلك
فكيف لي أن أطرق عليك
الباب ؟
...
جميلة
أنت ولا شيء فيك
مصنعا حتى الشفتين منك
خالية من النفخ !
....
الدرب
وإن كان طويلا
سأصل به إليك وأنا حافي
القلب !
قاسم الخالدي / العراق

مؤسف ـــــــــ وليد سترالرحمان


 مؤسف

...............................
ما عدت أعلم عن حقيقة معطفي
كل الفصول مشرقة
في كل يوم بذلة ميزاتها تأتي على حسب المشاعر يومها
لا مبدأ
لا قاعدة
دامت فتحلو المائدة
الكل يركض خلفها و بدون أدنى شمائل
إبليس أقسم أنه سيقود جمعا لا يرى
غير الحياة بمنزل فيه الأرائك فاخرة
رغب العبيط بدارها
و الدنيا تفنى فانية
..........................

لست أكبر من حياتي ـــــــــــ الأستاذ عبد الستار الخديمي


 **لست أكبر من حياتي**

عالق بين جذعي الأعرج
وجذع نخلة حلقت رأسها
لم ترقها تلك الخيوط المنتحرة على أعتاب بقايا خريف
ملعون أنت يا زمن!!
أنت أشدّ فتكا من الوباء!!
بل أنت جميع المعاصي
ومخطّط أشرس المآسي
لماذا تترك آثار جراحك في كل مكان؟
لماذا تسكنني خيباتك المتكرّرة؟
صرتُ كسمكة تئنّ بوطأة اليابسة
لم تزرْها
ولكنّها حلمت بأنّها على أكتافها كابسة
الماء صار زئبقيا ثقيلا
استنهضَ دوّاماته الجامحة
واستنجد بخرائط الحروب القديمة
أتحدّاك
وأعلم انّي فداك
ولن أخسر حربي
أسواري المدمّرة عنقاء بألف روح
ومدني حصينة رغم الطوب المهشّم في كلّ الزّوايا
ولوحات الإشهار فقدت جاذبيّتها
مجرّد خردة تسكنها القوارض
ورغم الغبار الذي عفّر بقايا أحذية دفن أصحابها وأدا
ورغم الوجوه التي فقدت ملامحها
فأضحت لوحات سرياليّة قابلة لألف تأويل
مازلت أحيا
واتنفّس بحشرجة الشهيق
وألملم شتاتي المبعثر في فقاقيع الماء
الزّبد يغطّيني في لحظة اندهاش
لن أموت اختناقا
ولن أذرف دمعي اشتياقا
ولن أذوب كالجمر حرقة وعناقا
أنا أتنفّس في اللّغة وباللّغة
تكتبني ولا أكتبها
وحين تنتابني رعشة الخلق
أنهض على عكّاز أيوب
ولدت في خضمّ المعارك
انا من رحم العناد
صلب العزيمة
قليل العتاد
يا زمني الأغبر
عن مقارعة دسائسك لن أتوب
سأنشر فضائحك على حبل غسيل
واكتب تفاصيلك السّمجة في قصيد بلا نهاية
حين تعانقني اللّغة في لحظة وجد
يسكنني الكون
وأرى عوراتك في نظرات طفل جائع
وفي انكسار امرأة بلا سند
وفي خيام تشدّها الريح بلا عمد
ولكنّك قزم بحجم عود ثقاب
تخاف حتى نيّة الاشتعال
ولن تبقى حرّا طليقا بلا عقاب
عقارب الساعة هجرتك
فانت لست أكبر من حياتي
ولا مسؤولا عن مماتي
بقلم: الأستاذ عبد الستار الخديمي -تونس

كفاها السجن ثوابا ـــــــــــــــ علي مباركي

 


كفاها السجن ثوابا /// بقلم علي مباركي

يا راتعا في ملكوت الفؤاد فما
تجني من الأحمض خمطا ندي غفر
قد فاتك الدهر حينا ثم انحنى جاثما
في معبد للأسى ساج يدين القدر
أرتع كما شئت يوما لا يفيك الحذر
قد تطرح في متاهات النوى تنسعر
كم لذت للغدر تخفي عاصفات الضجر
مزقت أوصال قلبي حقبة تفتكر
في فطنة كنت أم اغوتك تلك المنن
حتى انتهى دربك إكرام حبس ألعمر
يا ماسكا أمر قلب غبته فاحتضر
يا عاشقا ما بعين نظرتني بالسحر
هل كنت في فتنة دجال محضرا
أم خانك طبعك أخذلتني بالندر
صغت المصائب وأردفتها نغرة
حتى تسليت بمالي مدى منكر
أنفقت نقود غرمي في ربى منحري
اترفتني علة سو نبا واندثر
حتى الدموع اللتي سييلتها شفقا
فيها الريا إن فضت بالأمق لها المقر
علي مباركي
تونس في 03 فيفري 24

أنذرتك ــــــــــ زينة شريف


 أنذرتك

....
....
....
ألا تزرع الشوك
بين أغصاني
حتى إذا عدت ثانية
وجدت الود حين تلقاني
فما زرعته يوما ستجنيه
من قلب أصبح لا يبالي
ليتك أغمضت عين الشك
لربما...
أنارت دروب الأمن
عصياني
وليتك أكرمت
من كان بالأمس قريبا
فسبحان الذي أحياني
فلن تدرك ف عزة نفسي
أكرم
فليتك رويت كل ودياني
ما كنت يوما أبحث عن الحب
وماكنت أهوى أنين الأحزان
ملكة حرة ....
تاجي عفافي
ورنين ضحكتي
أعذب الألحان
فكن أو لا تكن
فما عدت كسابق
الزمان
مغرور يا أنت
تدور في فلكك
كل الغواني
لو أشرت بإصبعي
لذاب كل قلب يهواني
كم كنت أبحث يوما
في صحرائك عن ذاتي!
فمحيت كل ماضيك
وأصبحت لك الآتي...
زينة أنا..
بروحها تتزين كل القوافي
زينة أنا ..
بطلّتها تتلالأ
كل نجوم السماء
وتذوب كل الغواني !!
مزاجي الهوى
كلما وجدت بديلا
عزفت بقواك عني ولا تبالي
اذبلت زهور ربيعي
بخريف يجلب الأشجان
وكأني لم أعرفك
فأصبحتُ من عالم ثاني
فالهو كما شئت
فلقد أبدلت صحراءك بجنانِ
بقلمي
(قِطَر الندى)
زينة شريف

الجمعة، 2 فبراير 2024

لنعود للتصحيح ـــــــــ صلاح الورتاني


 لنعود للتصحيح

إرحلي عنا
تنهداتنا
حسراتنا
نكباتنا
كفانا ما عانينا
من ظلم الأعداء
تفقير وتهجير
قتل وتطهير
الكل صاح هنا
لا يعرف المصير
إلى متى يا رب
لا نعرف المسير
ليتنا نعيش مثل الأمم
كفانا هما وغم
العالم بنا لا يهتم
هيا لنعيد التصحيح
وما فعلوه بنا قبيح
زيفوا تاريخنا المريح
الكل هنا يصيح
سنحيا كما كنا نحيا
وننسى الآلام والأوهام
إلى الأمام إلى الأمام
صلاح الورتاني / تونس

أكتب عنك بصمت ـــــــــــ ربا رباعي


 أكتب عنك بصمت

أكتب إليك وقد بت أهواك
والليل بصمته يدغدغ
أبجدية سطور غرامك
أحبك مؤنسي
فأنت كل الحكايه
يا أيها الليل...الصمت
يداعب مشاعر هواه
وأعود لروح ألفت سطور ذكراه
ياعيني
فردوس أحلامي تاهت
فطيفه يناجي رواية الكلمات
أحبك .....
وأكتب بصمت يغلف
كلمات الهوى إني استيقنت
حنين نبض قلبك وأسأل
تراتيل جدار
قلبي ما درب الهوى
الذي استوطن
لهفة الأشواق
أحبك.....
وأكتب بصمت
يغلف حنين الأشواق
أيقنت أني أشتاقك
فأنت خارطة الغرام
واسمك بات كوشم
زين ربوع فؤادي
أنت من كسر صمت كبريائي
إني أناشد غرامك...فأنت من سكن
الروح وأيقنت بك روح مشتاق
أحبك يا من سكن الفؤاد دون
استئذان ..أكتب عنك بصمت
وأبعث رسائل غرامي
والهوى سرى بوجداني
أعشقك...
ربا رباعي

حين يختفي القمر ـــــــــ يوسف بلعابي


 حين يختفي القمر

حين يختفي القمر
لا ليل يحلو ولا السمر
فإذا غاب نديم كأسي
هو أنيسي في عز السهر
تبكي الشموع ويحزن الوتر
تسيل الدموع وتنهمر
أبيت ليلي في كئابة وكدر
أحتسي وحدي كاس الخمر
خمر معتق يقطع شرايين الروح
..ويخمر الرأس ليصاب بالوسواس
.. . تتكاثف الهموم..
تتكلس الغيوم في سماء أحزاني
ما أمر فرقة الحبيب
وما أشقى ليالي الهجر
لا صبح يليها ولا فجر
بقلمي يوسف بلعابي تونس

جاءَ طفلٌ ـــــــــــــ د.عامر المرسومي


 جاءَ طفلٌ مُبتسماً بينَ الأطفال

ومِن بسمتهِ علمتُ مَن تكون أمه
فلما حضنتهُ وفي حضنيَّ مال
شَممتُ ريحها من أطرافِ ثوبهِ وكُمه
بذمةِ غيري اصبحَت من الرِجال
لا أدري اندب حظي ام اني أذمه
فنادت عليه من بين الأطفال
علمت ان اسمهُ على اسمي تسمى
د.عامر المرسومي

نفحات وتجليات ــــــــ د/علوى القاضى

 


**نفحات وتجليات**و**رقائق إيمانية**

«فى تزكية النفس وتقويم السلوك»
د/علوى القاضى.
... أخى الكريم هل أنت من «السعداء» حقا
... إن كنت من هؤلاء فأنت منهم
... هم الذين إنشغلوا بأنفسهم عن الآخرين فحرصوا على إصلاح قلوبهم وتقويم إعوجاجهم ، فحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا يوم القيامة
... السعداء هم الذين عرفوا حقيقة الحياة وأنها دار ممر وليست بدار مستقر فاغتنموا أوقاتهم فجعلوها في طاعة الله
... السعداء هم الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، ويستغفرون الله على ذنوبهم وتقصيرهم في جنبه سبحانه وتعالى
... السعداء هم الذين لايعرف الحقد والحسد طريقاً إلى قلوبهم ، فإن وقع شيء من ذلك إجتهدوا في مدافعته ورفضه
... السعداء هم الذين لايتكلمون ولايسمعون إلا أطيب الكلام وأحسنه فينتقون ألفاظهم كما يُنتقى أطيب الثمر
... السعداء هم الذين يسيرون على منهج النبي عليه الصلاة والسلام ويتبعون سنته قولاً وعملاً
... السعداء هم الذين يتفاءلون دائماً ويؤمنون بأن ماأصابهم لم يكن ليخطئهم ، وماأخطأهم لم يكن ليصيبهم ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) ، { الصابرين ، الراضين ، الحامدين لقضاء الله وقدره }
... السعداء هم الذين إطمأنت قلوبهم بذكر الله ، وأنست أرواحهم بالقرب منه فتجدهم في سعادة وسرور وإن كانوا في ضيق من العيش ! اللهم اجعلنا منهم
... أخى الكريم لكى تكتمل سعادتك ، يغنيك عن الدنيا مصحف شريف ، وبيت لطيف ، ومتاع خفيف ، وكوب ماء ، ورغيف ، وثوب نظيف
... واعلم أن العزلة مملكة الأفكار ، والدواء في صيدلية الأذكار ، وإذا أصبحت طائعاً لربك ، وغناك في قلبك ، وأنت آمن في سربك ، راضٍ برزقك ، فقد حصلت على السعادة ، ونلت الزيادة ، وبلغت السيادة
... واعلم أن الدنيا خداعة ، لاتساوي هم ساعة ، فاجعلها لربك سعياً وطاعة
... أخى الكريم أتحزن لأجل دنيا فانية ؟! ، أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية ؟! ، أتضيق والله ربك ؟! ، أتبكي والله حسبك ؟!
... إعلم أن الحزن يرحل بسجدة والبهجة تأتي بدعوة
... واعلم أن العافية إذا دامت جُهلت ، وإذا فُقدت عُرفت ، فاشكر الله دائماً ، فالجلوس بعد السلام من الصلاة المكتوبة من أعظم الأوقات التي تنزل فيها رحمات الله عز وجل ، ولاتستعجل بالقيام واستغفر ، وسبح واقرأ آية الكرسي ولاتنس بأنكَ في ضيافة الرحمن عز وجل ، ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب )
... من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا
... هذا الرجل عندما سمع خبر وفاة إبنه لم يؤثر عليه ذلك بجزع ولاسخط !
... ولكن عندما وصل الجثمان وذهبوا به إلى القبر ، ورأى جثمان إبنه يُدفن أخذ يبكي بكاءًا شديدًا ، فسألوه بعدها [ لماذا لم تبكي عند سماع خبر وفاته وبكيت وقت دفنه ؟! ] ، فأجاب : « والله ماأبكاني إلا أنني شممت رائحة القرآن تعطر قبره ! »
... قاصدا بهذه الجملة أن إبنه من أهل القرآن ، الذين وصلوا لمنزلة عظيمة في العلم بالقرآن عملا وآداءا وتحبيرا ، فهو من العلماء الذين بفقدهم خسرت الأمة شيئا ثمينا !
... « رحم الله الشيخ صديق المنشاوى وإبنه الشيخ محمد صديق المنشاوى »
... صلوا على من بكى شوقا لرؤيتنا
... تحياتى ...

صفو القلوب ـــــــــــ عماد فاضل


 & صفو القلوب &

أدِيرُوا الطّرْف عن كلّ العيوبِ

وفوزوا بالعفاف  من الذًنوب 

تطيب لنا الحياة برغْد عيْشٍ

إذا بُنِيَتْ على صفْو القلوب

نشيّدُ بالجدّ والإتْقان مجْدًا

ونرْفعُ شأْننا بيْن الشّعوبِ

وننْعم ساعةً بنسيم صبْحٍ

وأنْفاس الضّحى بعد الغروب

على صدْق الرؤى نسْعى سويّا

إلى درْب العلا بيٍن الدّروبِ

ونصْنعُ بالعزائم  دار عزًٍ

بإذْن اللّه علّام الغيوب

فتبّا للْجهالة والتّجافي

وتبّا للْدّمار وللْحروب

بقلمي : عماد فاضل (س . ح)

البلد : الجزائر

ايها الجبناء ـــــــــــ المنصوري عبد اللطيف


 ********أيها الجبناء****

ايها الجبناء
ارحلوا
ارحلوا
هيا اسرعوا
فلامكان لكم بيننا
فاليوم طرد
وغدا امر
هيا ارحلوا
فلا تتركوا خلفكم
اثر
فلا الارض ولا الشجر
ولا البر ولا البحر
ولا الطير ولا الوبر
جميعهم ادركوا
انكم عدو
هيا ارحلوا هيا ارحلوا
لقد تشابه علينا البقر
بقلمي المنصوري عبد اللطيف
إبن جري 2/2/2024
المغرب

الخميس، 1 فبراير 2024

أٙوٙاسِـيـنِي ـــــــــ الشاعر محمد الشدوفي الربادي


 أُوٙاسِـــــــــــــيــــــــــــنِــــــــــــي

أٙوٙاسِـيـنِي وٙفِــي قٙلـبِـي هُـمُـومُ
وٙحُـسـنُ الــحٙالِ حٙتــمٙاً لٙا يٙدُومُ
وٙلٰٙكِـــنْ هٙلْ لِـسُـوءِ الــحٙالِ يٙومٙاً
زٙوٙالٌ ؟ هٙلْ مٙآٙسِــيــنٙا تٙصُــــومُ؟
فٙمٙا عُــدنٙا عٙلٙىٰ الأٙهــوٙالِ نٙقــوٙىٰ
وٙفِـــيــنٙا كُـــــلُّ نٙائِــــبٙةٍ تٙعُــــومُ
يٙضِـيـقُ الــكٙونُ بِـالإِنسٙانِ حِـينٙاً
وٙتٙنــقٙشِــعُ الــمٙوٙاجِـعُ وٙالـغُـيُـومُ
عٙدٙا نٙحـــنُ الّٙذِيــنٙ بِــلٙا انْـفِـرٙاجٍ
نٙعِـيـشُ وٙعٙيـشُـنٙا فِـيـهِ الـسُّمُومُ
يٙسُـــوءُ الـــحٙالُ يٙومٙاً بٙعــدٙ يٙومٍ
وٙتٙزدٙادُ الــــمٙجٙاعٙةُ وٙالــخُـصُـومُ
إِذٙا خِــلـنٙا الـــصّٙبٙاحٙ غٙدٙا قٙرِيـــبٙاً
أُعِـيـدٙ الـلّٙيـلُ وٙاسْــوٙدّٙتْ تُـخُـومُ
الشاعر محمد الشدوفي الربادي

ظلّ من الماضي قصة لــ ليلى المرّاني


 ظلّ من الماضي.. / قصة قصيرة

ليلى المرّاني / العراق
حين وضع فنجان القهوة أمامي، ارتعشت يده؛ فانسكب شيء منها على مكتبي، سارع في مسحه وهو يعتذر متلعثمًا، رفعت رأسي إليه، رأيته ينظر إلى ( اليافطة ) التي كتب عليها - المدير العام - وإسمي، ثم إلى وجهي.. ذهلت، فقد عرفته، وأظنّ أنه عرفني أيضًا، هو ب ( الوحمة ) المرتسمة على خدّه، والتي كنّا نتفنّن في تشبيهها ونحن تلاميذ في الصف الخامس ابتدائي، حتى توصّلنا أخيرًا إلى أنها تشبه العرموطة ( الكمّثرى )؛ فأصبحنا نطلق عليه ( أبو عرموطة )، وهو عرفني من أنفي الطويل الذي يكاد يسقط في فمي! ومن اسمي المميّز الذي كان يسبب سخرية التلاميذ؛ فأعود إلى البيت ساخطًا أسأل أمي
- لماذا أطلقتم عليّ هذا الاسم؟
- أبوك اختاره لك لأنه اسم جدّك
فألعن جدّي في السرّ..
نظرت إليه بإمعان: هات لي فنجان قهوة آخر، واغلق الباب من خلفك يا....
- ياسر سيّدي.. إسمي ياسر
لم أكن بحاجة أن يذكر لي اسمه؛ فقد عرفته.. فتحت النافذة التي خلفي، أشعلت سيجارةً واسترخيت على كرسيّ الوثير. حلّق بي جناحا ذاكرتي وأنا أنظر إلى حلقات الدخان التي أنفثها بتلذّذ.. كثيفة وكبيرة، ثم تصغر وتصغر إلى أن تتلاشى. كنّا معًا في صفّ واحد طوال المرحلة الابتدائية، والدي شرطيّ بالكاد يلقم سبعة أفواه جائعة، أذهب إلى المدرسة ببنطالٍ قديمٍ ممزّق يثير سخرية الآخرين، ولكن ما يشفع لي ويجعلهم يكتمون ضحكاتهم هو تفوّقي عليهم جميعًا في الدراسة، والمقالب الكثيرة التي أعملها، وتعاطف المعلّم معي. ياسر متخلّفا في دراسته كان، لا يحضر معظم الدروس إذ يقف في الحانوت المدرسي الذي كان والده الغني متعهّدا له. لم نره يومًا دون أن يكون فمه يجترّ ( سندويچا ) أو قطعة حلوى؛ فتئنّ معدنا الفارغة!
دخل المعلم يومًا إلى الصف وخلفه ياسر
- مَن منكم أضاع درهمًا ؟
وللدرهم في ذلك الوقت قيمة وقامة لم يحلم به واحد منّا، سرعان ما رفعت يدي وصحت بأعلى صوتي،" أنا.. أنا أستاذ. "
التفتت الرؤوس جميعها نحوي غير مصدّقة، ذهل ياسر وصاح وهو يكاد يبكي، " بل أنا.. أنا أستاذ أضعت درهمي، مصروفي اليومي. "
نظر المعلم إلى كلينا باستغراب، " مَن يجيب على سؤالي هو صاحب الدرهم. ماذا يوجد على أحد الوجهين للدرهم؟ "
سرعان ما صحت، " نخلة أستاذي.. توجد نخلة. "
نظر المعلم إليّ مندهشًا وضحكة ساخرة تتراقص على فمه، " صحيح، تعال خذ الدرهم.."
وأسقط بيد ياسر، وزاد حقده عليّ، لم تكن هناك أيّة نخلة على وجه الدرهم، ولكن معلّمي كإن معروفًا بتعاطفه مع التلاميذ الفقراء، وازدرائه لتشدّق ياسر ومفاخرته بوالده الثري وعدم التزامه بالدوام. لم أنسَ تلك الحادثة طوال حياتي، خاصةً بعد أن خرجنا من الصف وأوقفني المعلّم بعد أن ابتعد التلاميذ، شدّ على أذني بكلّ قوّته، فتساقطت دموعي
لا تفعلها ثانيةً، وإلاّ قطعت أذنك.-
أحبّ معلّمي، يحكي لنا حكايات كثيرة لا نفهم معظمها عن الذين يمتصّون دماء شعوبهم؛ فنرتجف خوفًا من اولئك مصّاصي الدماء، ونحلم بهم ليلًا! يحكي عن الاستعمار، فنتساءل ما هو الاستعمار؛ فيستفيض في الشرح، ونرى مدير المدرسة يتلصّص من النافذة، يسكت المعلّم ويصيبنا الذعر، حتى كان يومًا لن أنساه ما حييت.. داهمت الشرطة مدرستنا واقتادوا معلّمنا الذي نحبّه، رأيت والدي أحد اولئك الذين اقتادوه، هجمت عليه وأنا أبكي؛ فسدّد لي ضربةً قوّيةً على رأسي ألقتني أرضًا وعيناه تقدحان شررًا.. ولم نرَ معلّمنا ثانيةً..
يااااه.. كم تمرّ الأيام والسنون بسرعة مذهلة، وها هي تعود الآن تحمل معها زميل دراستي الذي كان يكرهني. طلبت استبداله بعاملٍ آخر كي لا تتكرّر تلك الذكريات، لي معه ذكريات كثيرة مؤلمة. في اليوم الثاني سمعت نقرًا خفيفًا على الباب، حين دخل بادرني والدموع تكاد تطفر من عينيه، "
- لماذا يا أستاذ ( چلّوب )؟ لماذا أمرت بطردي؟ خمسة أبناء وأمّهم في رقبتي، كيف أعيلهم؟
أحسستُ أنه ينطق إسمي بتلك الطريقة الساخرة حين كنا في المدرسة، تجهّم وجهي، قلت وأنا أضغط بقوة على كلماتي كي لا أخرج عن هدوئي
- لم آمر بطردك يا ياسر، ولكن بنقلك إلى غرفة الموظفين، أريح لي ولك .
خرج وهو يتمتم.. وأنا متأكد بأنه كان يشتمني!