الخميس، 4 مايو 2023

الربيع ـــــــــ ملك محمود الأصفر


 الربيع

.....................................
هناك في البستان
زهور البيلسان
وسط الحقول تعتلي
شقائق النعمان
.............
وقفت قرب روضة
بديعة الألوان
فيها الجمال يزدهي
والأرض كالجنان
.............
العشب يبدو سندسا
بجماله الفتان
وبراعم مخضرة
تعلو على الأغصان
.............
وبلابل تشدو هنا
تجود بالألحان
والنحل يعمل ناشطا
والحقل كالمرجان
...........
فصل الربيع قد أتى
والسحر في الأفنان
وتراه يبدو باسما
بالفل والريحان
..............
سبحان من وهب لنا
الجمال في الأركان
أعطى لنا هذا السنا
والنور للإنسان
.....................................
ملك محمود الأصفر

طالت الوحشة ــــــــــ أشرف محمودعيسى


 طالت الوحشة بغيابك عني.

بغيابك ضاع الحلم وغاب الحظ عني.
كيف واتتك تلك المقدرة على البعد والتجني.
اوحشتيني ولا أستطيع حتى السؤال عنك لا أعرف أحدا يطمئنني.
وإن عرفت فالخجل يأكلني ويقتلني.
حتى الرؤية عن بعد حرمت منها ان الشوق يقتلني.
أعرف أنك تعرفين أني أعرف ما عرفته عني.
فلاتبالي ولنكسر القيود والحدود انتظرك فلاتجعليني فريسة للانتظاروالتمني..
ها أنتي ستقراين ما اكتب فهل ستردين أم سيزداد بعدك عني
أشرف محمودعيسى

قسوة قلوب بقلم الشاعر قيس الشرايطي بن ابراهيم

 قسوة قلوب

إلـى  أيِّ  حَــدٍ
ســنــبـقـى  نـعـيـش  حـيـاة  الـعــنـاءْ

وقـصـة  قــابــيـل  دومـا
يُكــرِّرُهـا  الأغــبــيـاءْ

بكــلِ  مــكـانٍ
بكـل  زمـانٍ  كـمــثــلِ  الــوبـاءْ

وقــاتِــلُ  نــفــسٌ
يُــريــقُ  بكــلِ  الــدروبِ  الــدِمــاءْ

ويُــزهِــقُ  
أرواحُ  كــل  الــذيــنَ
ولا  مَــن  يــصـونُ  هــنـا  الأبــريـاءْ

يَــهــيــمـونَ  خــوفـا
صِــغــارا  كِــبـارا .. شــيــوخ  نِــسـاءْ

تــدوسُ  عــلــيــهـم
وفــي  كــل  حــيــنٍ
نِــعــالُ  وحــوشٍ  مِــنَ  الأقــويـاءْ

بــقــســوَةِ  قــلـبٍ
وغِــلٍ  دفــيــنٍ
قــلــوبُ  ذِئــابٍ  تُجــيــدُ  العــواءْ

أراهُ  الــرُوَيْــبِــضَــة  فــيــنــا  يــقــودُ
وخــلــفــهُ  تــمـضـي
جــمــوع  الــرِيــاءْ

وفِــتــنَــةُ  إثــمٍ  
أطــلــتْ  عــلــيــنـا
لــتــهــدِمَ  مـا لـلــقِــيَــمْ  مِــنْ  بــنــاءْ

يَــتــوهُ  
وفــيــمـا  يــراهُ  الحــلــيــمُ
ويَــرنــو  بــعَــيْــنــيــهِ  نحــوَ  الــســمـاءْ

كــأن  الـعــقــول  
حَــواهـا  الــشــرودُ
لــيَــطــمِــسَ  داجـي  الــظــلامِ  الــضــيـاءْ

وصَــوتُ  الحــكــيــمِ  
كــأنــسـامِ  صُــبــحٍ
مــعَ  الــعــاصِــفــاتِ  يــروحُ  هَــبــاءْ

وعَــمَّ  الــفــسـادُ
حــيــاةَ  الــعِــبـادْ
وجــاءَ  الــشِــقــاقٌ  لــيَــنــفـي  الإخــاءْ

وكــلُ  الــضَــحــايــا  
إلــى  الله  تــشكــوا
ومِــنــهُ  إلــيــهِ  
يكــونُ  الــرَجــاءْ

وربــي  رحــيــمٌ  
عــزيــزٌ  كــريــمٌ
بكُــنْ  ســيكــونُ الــذي  قــد  يَــشـاءْ
الشاعر قيس الشرايطي بن ابراهيم

 


الشهيد بقلم الشاعر محمود بشير

 الشهيد
(خضر عدنان/ عرابة-قضاء جنين) الذي ارتقى مضرباً عن الطعام للمرة الخامسة طلبا للحرية من سجون الاحتلال.

يا(خَضْرُ)أمْرُكَ أربَكَ السّجّانَا
         يا (خضُرُ) صبرُكَ جاوزَ الأزمانَا

مهما وصَفْنا أو أضفْنا أسطُراً
               لن نستعيدَ بِوصْفِنا ما كانَا

قد كُنْتَ لُغْزاً في الصِّدامِ مُحَيِّراً
          أحْدَثْتَ في عقْلِ الغُزاةِ ذِهانَا

ما أمْهلوكَ فقد وغَرْتَ صُدورَهُم
              قد قيَّدوكَ وأمطروكَ لِعَانَا

آليْتَ إلّا أن تظَلَ مُهَدِّداً
     بالصّْبرِ ، كُنتَ الصَامِتَ الغضْبانَا

فسلكْتَ درْبَ الصَّابرينَ علىٰ الطَّوَىٰ
          وصمَدْتَ تُخْسِرُ آسِرِيكَ رِهانَا

أخْفوكَ بلْ أُودِعْتَ سِجناً مُوحِشاً
      ونَسوكَ في هوْلِ السُّجونِ زمانَا
 
سَدُّوا عليكَ الشّمْسَ تقْبَعُ مُوجَعاً
           قد نافَسُوا إبليسَ والشَّيْطانَا

أسلَمْتَ روحَكَ لم تَفُتْكَ وصِيَّةٌ
              أصْرَرْتَ ألاَّ نحْتَوِي مَنْ خانَا

نَمْ واثِقاً فالزَّوجُ أفشَتْ سِرَّها
                   سَتُعِدُّ مِن أبنائِها فُرسانَا

يعْدونَ خلْفَ عدوِّهم لن يُخْلِفُوا
        عهْداً تَرسَّخَ في النُّفوسِ مُصانَا

أحرارُنا يا (خَضْرٌ)تحْزِمُ أمْرَهَا
             لِتُعيدَ في أحضانِنَا (أقْصانَا)

فاهْنَأ بدارِكَ مُنْعَماً ومُخَلَّداً
           ولسَوْفَ نهزِمُ بعدَكَ العُدْوانَا

محمود بشير
2023/5/4

إستشهادُ الشّيخ ( خضر عدنان) بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 إستشهادُ الشّيخ ( خضر عدنان)في سجونِ الاحتلال أثناءَ إضرابه الخامس عن الطّعام؛ إحتجاجاً على سجنِهِ الإداريّ وطَلباً للحُرّيّة رحمَهُ الله!

لِلّهِ درُّ مُقاومٍ في سجنِهِ
خاض المَعارِكَ خاوِياً ……..بِكَرامَهْ!

قهَرَ اليهودَ بِقضِّهِمْ وقضيضِهِمْ
بَهَرَ الوُجودَ إرادةً……... ….وصرامَهْ

أمعاء ُ خاويةٌ تُزَلزِلُ عرشَهُم
وتُحيلُ حُلماً سطّروهُ…… …حُطامَا!

مرّاتُ خمْسٌ  خاضَ فيهَا غِمارَها
كسِبَ النّزالَ  بِاربَعٍ ………. وسلامَهْ!

رضخَ البُغاةُ أمامَ قلعةِ صدِّهِ
وَأمامَ شعبٍ ثائرٍ………..…وَضِرامَا!

فالحقُّ يغلِبُ مهمَا كانَ عَتادُهُ
جيْشاً عَرَمرَمَ أمْ مِعًى ….. .وَعِظامَا!

( خَضْرٌ ) يُكشِّرُ  للعدوِّ بنابِهِ  
ألأرضُ حقّي والسّجونُ ……علامَهْ؟

سجّانُ إرحلْ لنْ تظلَّ بأرضنا
أرأيتَ ظُلماً قائماً …………لِقيامَهْ؟

قتَلوكَ يا بطلاً نتيهُ بِذِكرِهِ  
قتَلُوا السّلامَ وأشبعوهُ… ….سِهامَا

تسعون يوْماً في مِعاكَ  تصُدُّهم
حتّى الشّهادةَ…….ترجُو فيهَا مَراما!

والنّتنُ شارَكَ بِنْ غديرَ بِجُرْمِهِ
منَعوا الدّواءَ ،وقاصِدينَ …حِمامَا

مِن هذه الوَقَفاتِ تبدُو حقائقٌ
ألحَقُّ  يعلو ما ارتدَيْتَ ……..حِزامَهْ

إغفِر لنا يا (خضرُ )ضعفَ حِزامِنا
فالظهرُ عارٍ خَلفَنا ………….وأماما!

         عزيزة بشير

 





لاترسلي بقلم الأديب د. سيرين يوسف / سورية

 لاترسلي

لاترسلي قصائدك مجددا يازليخة
فلست يوسف الصديق
كي أتمنع عن مراودة حروفُكِ .

ماعدّتُ أقبعُ في غياهب الإختبار ؛ ولن أتحمّلَ جلْدُك لي بسياطِ الترجي
ولايعنيني قلقُكِ عليَّ وخوفكِ .

لمْ تَغْرُبْ شمسيَ بعدُ يازليخة
مازالتْ في كبد السماء ، ولهيبُ حُسْنها يُشْعِلُ جوفكِ .

وأوردتي مراسيل نورٍ ؛ تلمعُ حُباً
وتبرُقُ كبرياءً ليس كبريقِ سيوفكِ .

تُفَجّرُ ينابيعَ العطاءِ وتكسي ملامحك حلةً وبهاءا وأصنافاً لاتحتويها صنوفكِ .

وتُعيرُك شيئاً من الحياءِ يُوقِفُ جموحكِ المميت بحجةِ تسديدِ معروفكِ .

مازلتُ في شرعِ الحروف أميراً
ووالياً ، فَأزيلي غبارَ عنفوانكِ المزعوم عن رفوفكِ.

وهَدِّمي ماتبقى من أصنام عُمركِ المتهالكِ في التصابي وأحسني أمامي وقوفكِ.

وهيئي مااستطعت من ولاءٍ ؛ لعلني حين أُصبحُ عزيزاً أوليكِ اهتماماً ينوفكِ.

الأديب د. سيرين يوسف / سورية

 


الأربعاء، 3 مايو 2023

قصة الغياب العنيد ــــــــــ د. عماد الكيلاني


 قصة الغياب العنيد

٤-٥-٢٠٢٣
كأنّما الجبالُ تضايقت
وتمايلت
واهتزت اركانها
ذُهلتْ كي لا تنحني
لقد مشى في وداعك الصخرُ والحجرُ
كأنما البيوتُ توشحتْ بسوادها
كأنما السماءُ قد اعلنت حِدادها
وتعثّرت نجومُ الليل في خطواتها
وبكتْ عيونٌ عمياءُ كانت
وتفتحتْ ابوابها وهي تبكي مِدادها
كأنما الليالي امتدّ قتامُها
قد غاب عن محيطها الفجرُ
كأنها الريحُ تراقصت في غفونا
والموجُ اثقلهُ وجعُ الغياب
فتعطلت
لغة الكلام وما عاد للحروف الوانها
وافتقرت ضواحي المدينة واشتكتْ
ضياع من كانوا بها وضيّعوا عنوانها
كأنما البحرُ قد جفّت مآقيهِ
وتكاثرت في احشائه مآسيهِ
علّة اصابت شواطئاً كانت
تدخر بالحياة فمن يداويهِ
وتلاطمتْ امواجهُ وتبعثرت
وتناثرت
في ازقة الوهمِ اشكالها !
ما اصعب الغياب
والغيابات تكررت اهوالها
والموتُ افقدنا الصوابْ
والموتُ قد اعلن الحِسابْ
وتطايرتْ عن الرفوف اوراقها
قصصٌ كانت تحتويها الذاكرة
احترقت دفّاتها
وتناثرت اكوامُ اوراقها
وتبعثرت كل المآسي في ازقتها
وانتشرت كبقايا رماد الليل
تشكو عثراتها !
انها قصة الغياب العنيد !
(د. عماد الكيلاني)

أصدق الشِّعر ــــــــ الأديب/ يوسف صافي الجيل

 أصدق الشِّعر

يَـا عَــــاذِلِـــي إِنَّ الَّـــذِي أَرْدَانِـي
مَـرَضُ العُـيُـونِ وَصِـحَّــةُ الأَبْـدَانِ
وَالخُـودُ تُـرْدِي يَـا عَـذُولُ بِنَظْـرَةٍ
وَسِـهَـامُـهَـا بِـمَـنَـاصِـــلٍ وَسِـنَـانِ
تُـدْمِي الـقُـلُـوبَ وَمَا لَهَـا طِـبٌّ إِذَا
أَوْمَــتْ بِـجَـفْـنٍ نَـاعِـسٍ وَسْـنَـانِ
أَشْـتَـاقُ لِلـزَّمَـنِ الجَـمِـيلِ بِحُـرْقَـةٍ
وَخَــرَائِـدِ النِّـسْــوَانِ فِـي زَغْوَانِ
وَمَجَالِسٍ طَابَ الحَـدِيثُ بِذِكْـرِهَـا
وَكَــوَاعِـبٍ أَحْـلَـى مِــنَ الـرُّمَّـانِ
شَـوْقِـي لِـذَيَّـاكَ المَـكَـانِ يَـحُـثَّـنِي
وَيَـقُــودُنِـي لِـمَــــرَاتِـعِ الـغِــزْلَانِ
وَلَـهِـي عَـلَـى وَرْدِ الخُـدُودِ أَبُـثُّـهُ
لِـنَـوَاعِــمٍ كَــشَــقَـــائِـقِ الـنُّـعْـمَـانِ
لَهْفِي عَلَى مَرِّ السِّـنِـينِ وَحَسْرَتِي
لَا تَـنْـتَـهِــي إِلَّا مِـــــنَ الكِـتْـمَـانِ
يَـا لَـلْعَــذَارَى وَالـحَـنِـينُ يَـشُـدُّنِي
كَـمْ دَاعَـبَـتْ كَـفِّــي بِـطَــرْفِ بَـنَـانِ
لَوْ كُنْتَ تَلْقَى مَا أُلَاقِي فِي الجَوَى
لَـعَـــذَرْتَـنِـي نَـارُ الـجَـوَى نَـارَانِ
أَتُـرَى تُـحِــسُّ بِـلَـوْعَـتِـي لَوْ أَنَّنِي
صَـرَّحْـتُ بِاللَّـفْـظِ الفَـصِـيـحِ بَيَانِي؟
أَكْـثَـرْتَ فِـي عَـذْلِـي لِغَـيْرِ جِـنَايَةٍ
فَـاسْـمَـعْ حَــدِيثَ الـنَّـفْــسِ لِلْـخِـلَّانِ
إِنِّـي بِـعِـشْــقِـي لِلـنِّـسَــاءِ مُفَـاخِـرٌ
حَـظِّـي إِلَـى حُــبِّ النِّـسَـاءِ رَمَـانِي
يَـا أَيُّـهَـا الفَـظُّ الغَـلِـيـظُ خَـذَلْـتَـنِي
أَ تَـعِــيْـبُ فِـيَّ مَـحَــبَّـةَ الـنِّـسْــوَانِ؟
وَالـغِــيدُ إِنْ هَـبَّ النَّـسِـيمُ تَمَايَلَتْ
كَـتَـمَــايُـلِ الأَزْهَــارِ فِـي الأَغْصَانِ
نَـظَـرَاتُـهَـا وَكَـلَامُـهَـا وَعَـبِـيرُهَا
بَـيْـنَ الـحَــشَـا كَـمَـوَاقِـــدِ الأَفْــرَانِ
أَ تُـرِيْـدُ أَنْ أَلْـقَـى الجَمَالَ بِجَفْوَةٍ؟
كَــلَّا وَلَـيْـسَ لِـذَاكَ مِـنْ إِمْـكَــانِ
وَالنَّـفْـسُ تَأْنَسُ بِالحَبِيبِ سَـجِـيَّـةً
وَالأَهْـلِ وَالأَصْـحَـابِ وَالجِـيْرَانِ
دَعْـنِي أَقُـولُ لَكُـمْ بِكُـلِّ صَرَاحَةٍ
أَنَـا عَـاشِـقٌ وَالعِـشْــقُ هَــدَّ كَـيَـانِي
حَاوَلْتُ فِي أَمْرِ الهَوَى بِوَسَائِلِي
لَـكِـنَّـمَـا كَـيْـدُ الــنِّـسَــا أَضْـنَـانِي
أَخْلَصْتُ فِي حُبِّي بِكُلِّ عَوَاطِفِي
وَمَـشَـاعِـرِي وَجَـوَارِحِــي وَلِسَانِي
إِنِّي لِأَهْـلِ العِـشْـقِ أَصْـدَقُ عَاشِـقٍ
أَفْـنَـيْـتُ فِـي حُـبِّ الـحِـسَانِ زَمَانِي
وَقَضَيْتُ عُمْرِي فِي الغَرَامِ مُغَامِراً
يَــا لِـي أَنَـا مِـــنْ عَـاشِـــقٍ وَلْـهَانِ
عَالَجْـتُ أَصْـنَافَ الهَوَى مِنْ لَاعِجٍ
وَصَــبَـابَـــةٍ وَمَــذَلَّـــــةٍ وَهَــوَانِ
وَنَـظَـرْتُ فِـي أَمْــرِ الغَـرَامِ مُحَقِّـقاً
فَـعَـجِـبْـتُ مِـنْ نَفْـسِي وَمِنْ أَقْرَانِي
بَـعْـدَ التَّـجَـارِبِ وَالتَّـعَـقُّـلِ وَالحِجَى
أَسْـلَـمْــتُ لِلْـقَــلْـبِ الـدَّلِـيـلِ عِـنَانِي
فَــوَهَـبْـتُــهُ قَـلْـبِـي وَعَـقْـلِـي رَاغِــمٌ
مُـتَـفَـانِـيـاً فِـي الحُــبِّ كُـــلَّ تَـفَــانِ
سَـأُعِـيـدُ لَـوْ عَـادَ الـزَّمَـانُ تَجَـارِبِي
أَوْ كَــانَ لِـلْإِنْـسَــانِ عُـمْــــرٌ ثَــانِ
رَاضٍ بِـمَــا قَـسَــمَ الإلَـــهُ لِـخَـلْـقِــهِ
وَعَـلَـى زَمَـــانِي لَـسْــتُ بِالنَّـدْمَانِ
مَـــا أَرْوَعَ الأَيَّـامَ حِـيْـنَ نُـحِـبُّـهَــا !
فِـيْـهَــا الجَـمَـالُ وَبَـهْـجَـةُ الأَلْـوَانِ
مَـا رَاعَـنِـي خَــطُّ الـمَـشِـيبِ بِلِمَّتِي
يَـا إِخْــوَتِـي ثَـوْبَ الوَقَـارِ كَسَـانِي
لَـيْـسَ الَّـذِي لَـبِـسَ الـوَقَـارَ مُلَازِماً
إِيَّـاهُ كَـالـمَـسْـلُــوبِ وَالـعُــرْيَـانِ
أَدْمَـنْـتُ رُؤْيَـةَ مَـنْ أُحِـبُّ كَقَهْـوَتِي
وَالـحُــبُّ يَـا قَـوْمِـي مِـنَ الإِدْمَـانِ
لَا شَـكَّ أَنَّ الـوَجْـدَ يَـعْـصِرُ خَافِقِي
وَمَـلَامِـحِـي تُـغْـنِـي عَـنِ التِّـبْـيَـانِ
يَـا مَـنْ بِحُـبِّكِ قَــدْ وَجَـدْتُ حَقِيقَتِي
وَعَرَفْتُ مَعْنَى الحُـبِّ فِي وِجْدَانِي
أَشْـفِـقْ عَـلَـى قَـلْـبٍ مُـحِـبٍّ مُـدْنَفٍ
حُـبّـاً لِــرُوحٍ فِـي هَـــوَاكَ تُـعَـانِي
إِنِّـي وَقَــفْــتُ بِـبَـابِ دَارِكِ زَائِــراً
بَـعْـدَ الشَّـقَــاءِ وَطِـيـلَــةِ الحِـرْمَانِ
أَنَـا فَـارِسُ الأَحْـلَامِ جِـئْـتُـكِ رَاجِلاً
قَـدْ كُنْتُ فِي الأَحْلَامِ فَوْقَ حِصَانِ
وَكَتَبْتُ فِي قِصَصِ الغَرَامِ قَصِيدَتِي
فَـعَـجَــائِـبُ الـدُّنْـيَـا بِــذَاكَ ثَـمَـانِ
وَقَـبَـضْـتُ مِـنْ أَثَـرِ الخَلِيلِ بِقَبْضَـةٍ
وَنَـبَـذْتُـهَــا طَـوْقــاً بِـعُـقْـدِ جُـمَانِ
أَحْـبَـبْـتُ أَلْـفَ مَـلِـيـحَــةٍ وَمَـلِـيـحَـةٍ
وَبَنَيْتُ فِي أَرْضِ الهَوَى سُلْطَانِي
وَتَـسَـاقَـطَـتْ كُـلُّ العُـرُوشِ لِدَوْلَتِي
وَالجِـنُّ حَـتَّـى الجِـنُّ مِـنْ أَعْوَانِي
وَعَلَى بِـسَـاطِ الـرِّيْحِ طُـفْـتُ مَمَالِكاً
وَحَـكَـمْـتُ بِاسْمِ الحُبِّ فِي البُلْدَانِ
وَجَلَسْتُ فِي طَـرَبٍ بِقَصْفِ دَسَاكِرٍ
شَـنَّـفْـتُ سَـمْـعِـي أَعْـذَبَ الأَلْحَانِ
وَخَلَعْتُ مِنْ طَرَبٍ عِـذَارِي صَـبْوَةً
وَقَـفَزْتُ مِـنْ فَـرَحٍ كَمَا "طَرَزَانِ"
وَقَـطَـفْـتُ مِـنْ خَـدِّ الجَـوَارِي طَاقَةً
وَشَـمَـمْتُ عِطْرَ الوَرْدِ والرَّيْحَانِ
وَعَصَرْتُ خَمْرَ الحُبِّ شِعْراً صَافِياً
بِـمَـحَـابِـرِي وَمَـلَأْتُ مِـنْـهُ دِنَانِي
نَـقَّـلْـتُ قَـلْـبِي حَيْثُ شَاءَ مِنَ الهَوَى

مَـــا بَـيْـنَ جَــارِيَـةٍ وَبَـيْـنَ قِـيَـانِ
وَأَكَـلْـتُ مِـنْ ثَـمَـرِ الـنُّـهُـودِ قَـطَائِفاً
وَبَسَطْتُ فِي ذَاكَ السِّمَاطِ خِوَانِي
وَرَشَـفْـتُ مِـنْ خَـمْـرِ الشِّفَاهِ سُـلَافَةً
كَـلِـفـاً وَلَـمْ أَشْـبَـعْ مِـنَ الأَحْضَانِ
وَطَـفِـقْـتُ مَـسْـحـاً بِـالـيَدَينِ مُـدَاعِباً
خَـصْـرَ الـفَـتَـاةِ بِـرِقَّـــةٍ وَحَـنَـانِ
وَثَـمِـلْـتُ مِـنْ لَثْمِ الـرُّضَابِ بِثَغْرِهَا
أَ وَكُـلَّـمَا غَـابَ الـرَّقِـيـبُ سَقَانِي؟
وَقَـضَـيْـتُ أَوْطَـارِي وَنِلْـتُ مَـآرِبِي
مُـسْـتَـرْخِـيـاً وَتَـسَـبَّـلَـتْ أَجْـفَانِي
وَرَقَصْتُ حَتَّى بَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ لِي
وَنَـفَـثْـتُ كَـالـتِّـنْـيـنِ بَعْضَ دُخَانِ
وَظَـفِـرْتُ بِالنَّـصْـرِ المُـبِـينِ مُؤَزَّراً
قَدْ صِرْتُ فِي عِشْقِي فَتَى الفِتْيَانِ
وَعَـلَـوْتُ لِـلْـعَــلْـيَـاءِ دُوْنَ مُــنَـازِعٍ
إِنِّـي لِــذَا رَجُــلٌ عَـظِـيـمُ الشَّـانِ
فَـغَـدَوتُ فِـي كُـلِّ الضَّـمَـائِرِ سَاكِناً
كَـالمَـوْتِ كَـالإِحْـسَاسِ كَـالإِيْمَانِ
أَبْحَـرْتُ فِـي بَحْـرِ السُّرُورِ مُسَافِراً
مِـنْ غَــيْـرِ مَـــلَّاحٍ وَلَا قُـبْـطَـانِ
أَسْـلَـمْـتُ لِـلـتَّـيَّـارِ أَمْــرَ تَـوَجُّـهِــي
ضِدِّي الـرِّيَــاحُ وَمِـقْــوَدُ الـرُّبَّــانِ
وَرَسَـوْتُ فِـي عَيْنَيْكِ بِـضْـعَ دَقَائِقٍ
مُـسْـتَـغْـرِقـاً مُـتَـنَـاسِـيـاً أَحْـزَانِي
وَرَأَيْـتُ فِـيْـهَـا مَـرْفَــأً لِـسَـفِـيـنَـتِـي
وَشَـوَاطِـئـاً مِـنْ أَبْــدَعِ الـشُّـطْـآنِ
أَنَا آسِـفٌ فَـالـوَقْتُ يَمْضِي مُسْرِعاً
وَدَقَــائِـقِـي فِـي ذَا الجَـمَـالِ ثَـوَانِ
لَـمَّـا هَـمَــمْـتُ مُـوَدِّعاً وَوَقَفْتُ لِلــ
رَمَــقِ الأَخِـيْـرِ تَـهَـدَّمَـتْ أَرْكَـانِي
ذَابَ الـفُـؤَادُ لِـرِقَّـــــةٍ فِـي قَـوْلِهَـا:
"مَالَتْ عَلَيكَ ، أَخَافُ أَنْ تَنْسَـانِي"
حَـاوَلْـتُ أَنْ أُخْفِي مَشَاعِرَ لَوْعَتِي
شَـفَّ الـحَـنِـيـنُ لِـمَـوطِنِي بِكَـيَانِي
وَرَأَيْـتُ فِـي الـبُـلْـدَانِ تُـونُسَ جَنَّةً
مُـزْدَانَــةً بِـالـنَّـخْـــلِ وَالـرُّمَّــانِ
تَـبْـدُو كَـمَـــا حُـبْـلَى بِآخِرِ شَهْرِهَا
فَـوْقَ الـخَـرَائِـطِ دُرَّةُ الأَوْطَـانِ
كَـمْ أَنْـجَـبَـتْ مِـنْ عَــالِـمٍ فَــذٍّ عَلَى
مَرِّ العُصُـورِ عَلَى مَدَى الأَزْمَـانِ
كَــمْ وَلَّـــدَتْ مِـــنْ فِـكْــرَةٍ بَـنَّــاءَةٍ
وَتَـمَـخَّـضَــتْ خَـيْـراً وَعَـهْدَ أَمَانِ
قَـدْ أَبْـهَـرَتْ كُـلَّ العُـقُـولِ بِحُـسْنِهَا
وَجِـنَـانِـهَــا وَبِــوَادِهَــــا الـمَــلْآنِ
وَتَـزَيَّـنَـتْ مِـنْ كُـلِّ عَـصْـرٍ مَعْلَماً
وَتَـشَـامَـخَــتْ بِـبَـهَـائِـهَـا الفَـتَّـانِ
بَـلَـدُ الـسِّـيَـاحَـةِ وَالتِّجَـارَةِ وَالـمُنَى
مَـهْـدُ الحَـضَـارَةِ ، مُلْتَقَى الأَدْيَانِ
بَـادَلْـتُـهَـا حُــبّـاً بِـحُــبٍّ خَــالِــصٍ
وَعَـشِـقْـتُـهَـا فِـي السِّـرِّ وَالإِعْلَانِ
تَرْشِيْشُ يَا أَرْضَ العُرُوبَةِ وَالرُّؤَى
يَـا قَـلْـعَــةَ الأَمْـجَـــادِ وَالشُّـجْعَانِ
يَـا غَـابَـــةَ الـزَّيْـتُـونِ إِنِّـي مُـغْرَمٌ
يَا مَـضْـرِبَ الأَمْـثَالِ فِي العُمْرَانِ
قَـدْ شُـتِّـتْ بَـيْـنَ الأَمَـاكِـنِ فِـكْرَتِي
فَـوَهَـبْـتِـنِـي سَـبْـعِـيـنَ أَلْـفَ مَكَانِ
وَذَكَـرْتُ عَـهْـدَ الـقَـيْـرَوَانِ تَشَـوُّقاً
جَـسَـدِي هُـنَا وَالقَـلْبُ فِي القِرْوَانِ
شعر الطبيب الأديب/ يوسف صافي الجيل

مدينتك ــــــــــ منى الماجري


 مدينتك التي لا أعرفها

أفكّر في زيارتها ثمّ أعدل
خوفا على الحجر من الذكرى
ومن اللقاء بك
لو هبت نسائم الذكرى على الجبل
سيتشقق قلبه وتتباعد صفائحه
وسيهدد كوننا بالزلزال
في الزلزال الأخير اكتشفت أن الجبال
على عكس مايصف شعراء البادية
على هشاشة عالية، هي فقط تتدثر
بالصّلابة فذلك من قوانين الكبرياء
الكبرياء قد ينقص قد يزيد
ولا علاقة لمخزون الحب بشفرة
القيس في جدول المداراة والاشتباه
اشتباه، يشتبه علينا الحب والرّياء
والإخلاص والغدر
والوحدة والتعدد
تَتَعدّد فيهن، والمضحك أنني أدرك
مدى ماتدير في خِنصرك من خواتم
وماتضع للأمر من تدابير
وتقول هذه المرّة قد يستقيم الشّأن
وأصبح صاحب الأميرة النائمة
والحاكمَ بأمره لا بأمرها
والحاكم بأمره هو الحبّ تحوّله إلى ذرّات
فيذروك ويُلقيك على درب عمرنا
يقول لك قبل أن يغادر
ويتركك في مواجهة الضوء وحدك
لا تعشى سريعا، خذ من الوقت ما يغسل
القلب والبصر وسأعود إليك إذا أدركت
الخيط الأبيض من الأسود
وإذا بان أفق ما في دربك
دربك مدّ وجزر
عَود على بدء
وبدء على عود والمياه جزيرة
تلاطخت أمواجها لأنّ البحر يسلّم
بأمر الريح العاتية
وزوارقك مكسّرة على أسيجتي الثابتة
ثابتة لا تحيد عن الدّرب
ولا تحيد عن الحبّ
تلقي بالسّرج وبأمر الفرسان تخط
دروبا للقلب وخارطة للعاطفة
العاطفة امرأة تقليدية ملتحفة
حدّث التاريخ أنها كانت تخرج بالليل
تسير في الشّعاب تأتيك بالزاد خلسة
خوفا من عيون الحراس
يومها كنت تكاد تكون وحيدا
تقف وجها لوجه أمام العاصفة
وعساكر الدّرب يتربّصون
غدا سيكتب التاريخ أنك قاومت الظلام
وأن الملتحفة امرأة فاجرة
فجور ،أتدري ياصديقي ماهو الفجور؟
الفجور أن تكتب الشعر في الحبّ
وأن تتغزل بنساء عابرات عبور السابلة
ثم تبكي وتخلع على نصك جلبابا عذريا
فذاك من مقتضيات الروي والقافية
قافية ورحلة القصيدة طويلة
فكم يلزمك من أبجدية لتكتب
بطولتك على أفواه النساء؟
عليك أن تهاجر إلى لغات أخرى
فلغتنا ضيقة مهما تكرّمت
ومعاجمنا عل؟قت راياتها
غادرها الالتباس من زمان
فكررت معانيها يقينا لاثرثرة
ولا غادرها ذلك الصفاء ولا ذاك البهاء
بهاء ودربك رمادية
فانفض بعضا من رمادك
قد يحتاجه التراب والنبات
وقد تستجيب لدنياك مزاريب السماء
منى الماجري

إعتذار ـــــــــ الشاعر . رجب الزمــــــــزام

 


الشاعر . رجب الزمــــــــزام

إعتذار .
حبيبتي .لا تغضبي .. لا تزعلي ..
حقك عليا إدللي .أطلبي.. أؤمري ..
أنا أعترف بغلطتي .. أعتذر .. أنا آسف ..
إنت الحنونه إغفري .
سامحي قلبي الذي يعشقك .. وأنت فيه تسكني ...
أطلب رضاك .. ماأقدر أتحمل جفاك .. أنا مجنون ف هواك ..
أستحلفك بضحكة عيونك لاتزعلي ..ريتك ياقلبي تسلمي
خوذي روحي من ضلوعي بس لاتبعدي .. لاتهجري ..
أنا من غيرك أنتهي .أنا آسف ياضحكتي .. أرجوك لا تزعلي .
أطير بيك للسماء .. أكتب إسمك عالسحاب . ألف وشين وتاء .
أرسم وجهك عالقمر .. وضِحْكِتِكْ بلون الفجر ..
وأعمل من نجوم الليالي . لِكْ عقدا حلوا يلَئْلِي .
وأعمل من خيوط الشمس مرجوحه بيها تتمرجحي ..
وأنت كطفلة تضحكي ..
أنت حبيبتي . أنت التي تسكني ..
روحي وقلبي ودمي . فداك روحي لاتزعلي .