الاثنين، 6 مارس 2023

خَاطِرَةُ المَجَرَّة ــــــ فتحي مديمغ**تونس


 خَاطِرَةُ المَجَرَّة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَتَشَكّـلُ مَلَفّاتُ الوُجُودِ
تَسْتَقْطِبُ النّفُوسَ
تَلْتَهِمُ الرُّوحَ
تَبتَسِمُ للآخَرين
تلْتَقِطُ أنفَاسًا تَائِهَةً
فِي مَجرَّاتِ الحَيَاةِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَشَاعِرُ حَقيقِيَّةٌ
تَاجٌ على رأسِ الورَاء
حَامٍ لدِرْعِ الأنا
نَطْلُبُ يَدِي مِنِّي
'' هَيّا إلى السَّلامِ ''
'' اسْتَنْشِقْ كَـلامي ''
" و بَعْدَ السَّلامِ "
" و بَعْدَ الكَـلامِ "
" أسْقِطْ أورَاقِي "
" ألْقِ أقْلاَمِي ''
" تَقَيّأْ أحْلاَمِي "
" و أَعِدْ مَا حُرٌّ وَعَدَ "...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اِجْلِسْ يَا جَلِيدُ
تَنَفّسْ عَمِيقًا
أَقِمْ مَوْطِنَكَـ
أينَمَا زَلّتْ بكَـ قدَمٌ
و حَلَّتْ أنفَاسُكَـ
فَذَاكَـ قَدَرُكَـ
و مُدَّ جُذُورَكـ
و اسْتَمِتْ
فالأرْضُ هي أرْضُ الله...
و المَكانُ الذي يُشْعِرُكَـ بالدّفْء
اِغْرِسْ جُذُورَكَـ في تُرَابِهِ ...
أنتَ أصْلٌ
و البَاقِياتُ فَواصِلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَسْتَمِيتُ الأوْهَامُ
فِي الوَحَلِ
كالغُصْنِ
كالتّرْبَة
كالأوْراقِ
بلا مَطَرٍ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاَ تَرْفُض الحُبَّ
سَتدُقّ نَواقِيسُ العُمْرِ
ذاتَ ربيعٍ...
و تُشْرِقُ شَمْسُ الغُروبِ
بلا فِراقٍ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**فتحي مديمغ**تونس**
**صَمْتُ الكلام**صَمَتَ الكلامُ على باب الأمنيات**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المدينة السجينة ـــــــــــ سعاد محمودي


 ،،،،،،،،،،المدينة السجينة...

في مدينتي ...الكل مسجون...
الثري حبيس الثروة وعبد اغلال الذهب...يقضي المساء يناجي ملفات وصفقات وربما يفتعل المشكلات...
أما الفقير ...فالدنيا بما رحبت هي كسنم الخياط...رهين هواجس الجوع ...يحس انه في معتقل اسواره الغلاء وحراسه قوانين وابتلاء...
حتى المنتعش في مدينتي... سجين...نعم تكبله اغلال الشهوة فيعاقر خمرة لتنسيه كل شيء إلا همّ يومه فينتصب فوق شيطان الغواية...يدخلان متخاصمان ويخرجان في الهم يتطوحان..
ونسوة بلدتي ... جميلاااات هن ...ولكن هن الاخريات محبوساااات...منهن سحينة عمل يؤرقها نهارا ويستبدّ بها ليلا..ومنهن رهينة الانتظار المرير...واخريات عبدات لشهواتهن..
أما السواد الاعظم من الرجال فهم يحشرون حشرا الى معتقلات المقاهي و يتلذذون حبسهم الممزوج بعبق القهوة وروائح السيجارة والمعسل..وفي المنزل يختزلون الحياة العائلية " أحد سحونهم المؤقتة" في تصفح النات ومشاهدة التلفاز..
حتى مدينتي السجن...هي الاخرى سجينة.: بين الجبال رهينة ...كحمم تتلظى..دخانها سحابات البخارة واتربة المينا والالغام التي تقض مضحعها وتؤرق نوم سجنائها..
و...أنا ...كغيري...اسيرة حرفي...هواية لم تبرح شبابي واتت على مشيبي ...وانني سعيدة بسجني..و بين اقلامي ودفاتري ...وكلماتي امضيت عمرا...وهاو معهم يمضي.
.
سعاد محمودي..
06/03/2022

عينيك والبيان ــــــــــــ محمد لمراحلي


 عينيك والبيان

عينيك والرموش عنوان
أفقذتني الصواب
حركت داخلي
ما يسمى بالبركان
فقذفت بحممي حروفا
وكتبتها بالنعمان
تلك النظرات
المسقية بالدموع
والخدود الحِسان
أخرجتني من النسيان
أدخلتني الجنان
جنان الود والعرفان
أطعمتني عطورها
فتنفس الوجدان
صاح القلب عشقا
بشدى الألحان
والنبضات سايرت
عزف البيان
رقص الجسد ارتعاشا
صمد البنان
وتلعثم اللسان
أتعلمي
أن عينيك سهم
أصاب الفؤاد
نظف المكان
رمم الجدران
زرع الود والإحسان
نعم عينيك
وهكذا كان
لما استقبلتهم بالأحضان
وأنا في أمس الحاجة
عطشان
سيدتي
أنا إنسان
والعشق عندي
من الإيمان

يا أنت يا ذات الخمار ــــــــــــــــــــــ جاسم محمد الدوري


 يا أنت يا ذات الخمار

جاسم محمد الدوري
أنا الموجع مذ زمن
قاسمت صبري وجعه
رغم كل الأسفار
فخلني يا وجعي
أصهل كالمقتول
أتمتم بالحروف
أتنبئ بمصيري
وتحملني الأقدار
لعلي أصحح بعض أخطائي
قبل فوات الآوان
فذنوبي كثيرة جدا
وجرحي غائر بالأسرار
والخوف ما زال يلبسني
رداء لصيفه وشتائه
وأنطفئ كلما اشتعلت
بلظا النار
أنا ربيع قصيدة
لم تكتمل بعد
رغم كل هذا الأصرار
أوئدها الحزن غيضه
راحت تكتم وجعها
فوق وسادة الموت
أو على مائدة الأشرار
فأمسيت للقصيدة
خبب ناقص المعنى
فصار الحزن قصيدتي
بكل ود واقتدار
وضميري حروف مبعثرة
أتشظى كلما فرحت
وأتناثر مثل لؤلؤة المحار
حبة تلاحق حبة
فوق جيدك
يا زهرة النوار
أنا مازلت
اترقب شمسك
ليضيء عتمة حزني
فحلمي ضاع
ورحت أناجي احرفي
ليل......نهار
وأتبع ظلي
من مكان الى مكان
لعل فيه خلاصي
فأيامي موحشة كالقفار
وأنا الذي
اصطفيتك خلا لي
أما يكفيك هذا
وربيع عمري
أمام عينيك ينهار
يحبو في الستين
وأعلم أنها...يا أنت
هكذا تكون الأقدار
فأرضي أمست بورا
فاسقني من غيثك المدرار
واخلعي عن وجهك القمري
يا أنت هذا الخمار
وكحلي بنور عينيك مقلتي
من قبل ان يغتال ليلك
وجه النهار
ودعيني أتغزل فيك تغنجا
وأكتب عنك شعرا
فأمام حسنك.....يا أنت
تنحني صاغرة
قوافل الأشعار

البنت كيرفي ــــــ شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان


 البنت كيرفي

البنت كيرفي
والجسم ملفوف
والهانش وقة
والصدر مكشوف
وعريان ومنفوخ
من كل حتة
وكله معروض من
غير خجل ولاخوف
بطريقة بجحة
والعيلة عارفه وساكته
سيبنها تاكل عيش
البنت ملتزمة
البنت شغاله موديل
بشرفها دعواتكم
للحاج والحاجة
لها فيلا فى الغردقة
وشاليه في مارينا
وفي الساحل شقة
الكل عارف وساكت
ونايم على ودانه
والمزه بقت سايبة
تعمل مابدالها مطلوقة
لا لها حاكم ولارابط
ولا خايفة
دى بنت كيرفي ومزه
ومقسمه بصراحة
من طينة مختلفة
وبلاش كلام عن الحيا
الخشا والعيب
موضة وبقت بايخة
لاعاد خجل ولا كسوف
ولا عاد أمر بالمعروف
وكله متلوف ومهفوف
والعري على المكشوف
والوضع بقى مأسوف
ياما لسه بكره نشوف
شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان

سَأبقى هُنَا ـــــــــ محمد صادق


سَأبقى هُنَا

سَأبقى رَهِيناً لدي رِمْشِك

وأبقى لَدَى هَمسِكْ

وأبقى لَدَى أُنْسِك

أنا الهَيْمَانُ،وانا الغَرْمَانُ،وانا النَعسانُ في گفِّكْ

أَيَا ثَغْرَاً مِنَ المَرْمَرْ

أَيَا نَهْرَاً من الكَوْثَر

هُنَا أشْرَب هُنا أسْگر

هُنَا خَمْرٌ هُنَا چَمْرٌ هُنَا غُصْنٌ أَوَّاهُ قَد أزَهَر

وحُسْنُكِ الفَتَّانُ قد أَبْهَر

هُنَا أغفُو

هُنَا أصحُو

هُنَا أسْهَر

هُنَا أُبْحِر

هنا أغْرَق بِبَحْرٍ مِنَ العَيْنَين

،هُنَا نَهْرٌ مِن السُكَّرْ

هُنَا تَاجٌ مِنَ العَاچِ 

 هُنَا العُشْبُ نَابِتٌ أخْضَرْ

هُنَا عِشْقُ فَاتنةٍ

هُنَا حُلُمٌ مَحَلَاَهُ لَو أثَمَرْ

هُنَا نَغَمٌ گالسِحْرِ بَل أكْثَرْ

هُنَا نَظْرَاتٌ،هُنا عَبْرَاتٌ ورُمُوشُ عَيْناكَ هَفْهَافَةٌ تُسْحِر

هُنَا أنفَاسٌ تَهْفُو بِلَوعَتِهَا

والسِحِرُ والإحسَاسُ في الآفَاقِ خَفَّاقٌ

وعَبِيِرُ زَفَراتُكِ الحَرَّى في دَمِي أمْطَرْ

هُنَا قَلْبٌ دَقَّ في قَلْبي

وأنا أهواكِ يَاحُبِّي 

وچَوَيَ گلَهِيبِ النَّارِ مُسْتَعِرٌ بِچَمَارِهُ أشْعُرْ

هُنَا غَرْمَانٌ بِهِ ظَمَأٌ

والگاسُ مَيَّاسُ يَتَمَخْطَرْ 

هُنَاعَيْنَانِ

گاللَّوْزِ والفُسْتُقْ

وحَبيبٌ هَاهُنَا

بِـِ

بِـِطَيْفِ الهَوَى

أغْدَقْ

هُنَا شَهْدٌ

هُنَا وَچْدٌ

هُنَا سُهْدٌ

هُنَا نَظْرَةٌ

مِن عَيْنَيْنِ

گبَحْرٍ مَوْچُهُ رَقْرَقْ

هُنَا أَنْتِ يَا بِنْتَ قَصِيِدَتِي 

وأَنْتِ

المِچْدَافُ وَالزَّوْرَقْ

محمد صادق

٢٠٢٣/٢/٨

٢٠٢٣/٣/٥

٣٩

o.k.

✨سَأبقى هُنَا✨

قلت لقيثارة ــــــــــ د.محفوظ فرج


 قلت لقيثارة

————-
قلتُ لقيثارة :
ما أسعدني فيكِ وأنتِ
معي مبتعدينَ عن اللغطِ المحمومِ
وراء الجشعِ المقرفِ
مما خلَّفهُ استمرارُ
صراعِ طوائفِ أرضِ النهرين
أجملُ شيءٍ حين حزمنا الأمرَ
بأن نذهبَ خارجَ دائرةِ المحسوسات
نتوغلُ ما أعطانا اللهُ من القوة
خلفَ هوانا
بين شعابِ الدلتا في الشام
نُلْبِسُ ثوبَ التخييل
رمالَ الساحل
نُلْبِسُ روحينا قمصانَ التوحيد
وعلى نقلِ خطانا
مبهورينَ تباغتنا الأنجمُ سابحةً
في تيارِ الماءِ الجاري
نَتطهَّر في ضوءِ الأنجمِ حين يداعبُ دجلة
ونعودُ كما كنا كفاً في كفٍّ
يتقافزُ تحتَ قدمينا السمكُ الخشني
ونأوي تحتَ ظلالِ اليوكالبتوز الحالمِ
يحضنُ أطفالَ الصف الأولً
في مدرسةِ الهادي
وتهَدْهِدُهُ ساقيةٌ
تتأرجحُ في أعماقِ جذوره
قالتْ : هذا ما لا يعرفُهُ العشاقُ
إلا مَنْ دار كما نحنُ الآن نجوبُ
ممرات بساتين الجبل الاخضر
بلا ترويضٍ نتقاسمُ نخبينا
من لغةٍ تسمو فوق الشجنِ المزروع
باعماقِ الحرفِ
من مختبئ العصفورة خلف وريقات النارنج
من أكمامِ القدّاحِ تبثُّ عبيراً
تثملُ فيه حسانُ (المغرب )
قلتُ : دعينا نسبقُ أسراب مشاعرِنا
المحمومةِ قبلَ وصولِ محطةِ هجرتها
في حيفا
دعينا نَحْبُ أطفالاً
بين حطامِ سقوفِ منازل
حاراتِ ( الموصل)
نَتَعَثَّرُ بين خرائب
باحاتِ مساجد ( حلب )
دعينا نبكي (درنةَ )
حسناءَ تغادرُ دارتَها
عندَ ضفافِ البحر الابيض
د.محفوظ فرج
العراق
اللوحة التشكيلية للفنان العراقي المبدع ستار كاووش

السنون تؤزُّني ــــــــــ شحدة خليل العالول


 السنون تؤزُّني

قد كانت الأيامُ حولي سائرةْ // مِن غيرِ حولٍ للعيونِ النَّاظرَةْ
قد أشتهي ألوانَها وبريقَها // وروائحاً تُغري النفوسَ العابرةْ
فأعيشُ في أحلامِها ونوالِها // متأنِّقاً في صحنِ هذي الساهرةْ
كم أحتسي مِنْ لذَّةٍ مأسورةٍ // بجمالِها وبلا شُخوصٍ ماكرةْ
وأسيرُ في أصقاعِها متدثِّراً // بحلاوةٍ مشبوبةٍ كالشاعِرةْ
لا أرتضي غيرَ الذي يهوى الفؤادُ // بحُلَّةٍ تحكي ربيعَ الدائرةْ
وبحظوةٍ موهومةٍ لا تنثني // وببرقعٍ يخفي وجوهَ الغابرةْ
قد أستفيقُ بحسرةٍ محمومةٍ // بأنينِها أسقي دموعي النَّاهِرةْ
فأهبُّ مِنْ أشجانِها وعنائها // وأشقُّ صخرَاً في الدُّروبِ العاثِرةْ
وبهمَّةٍ وثَّابةٍ قد أرتقي // أو تستفيقُ لواعجي والثائرةْ
فأغوصُ في أضوائها وسرابِها // كي أحتمي بعنائها والزاهرةْ
لكنَّ عمري ينقضي وشبابُنا // في سوقهِ الأخاذِ يطوي الذاكرةْ
ويسوقُ كلَّ فضيلةٍ وشقاوةٍ // متمرِّداً في رفضِ عينٍ حائرةْ
لكن ضعفي يعتلي في عِزَّةٍ // والشيبُ يغزو والعظامُ الخائرةْ
متقدِّماً نحو الذي لا ينجلي // بسِماتهِ الحمقى والنُّقوشِ الغائرةْ
والوقتُ يمضي والسنونُ تؤزني // أزَّاً فأرنو بالقلوب الذاكرةْ
صوبَ المليكِ ومنْ سواهُ يضمُّني // حينَ الوقيعة بالصفاتِ العامرةْ
فهو الرحيمُ المرتجى وهو الذي // مِنْ فيضِهِ الرحماتُ تحنو غامِرةْ
ما مِنْ شفيعٍ مُنقذٍ في يومِها // إلا بإذنِهْ والملاكِ أوِ الِوعودِ الباهِرةْ
فألُمُّ أوراقي لأرحلَ واثقاً // من عفوِ ربي مُقبلاً للحافرةْ
شحدة خليل العالول

متنفسي الوحيد ـــــــــــ عبدالحميد بوعمود


 (متنفسي الوحيد)

القصيد
هو متنفسي الوحيد
من بعيد
تعود لي روحي
أنظفها من الغبار
بقايا الألم والصديد
ألا يكفكم ما تركتم؟
تلومونني!!
حتى في القصيد!!
ضاق صدري
ترعرع داخلي قلبٌ عنيد
أكتب لأعيش
أتغزَّل بقصيدي
محبرتي...قلمي....
شاهدٌ يحمل عصاً
يضربني ويبكى بكاءً شديد
يتقمّص دور الضحية
يعيدني لأبواب الحديد
أعود لأكتب جملتي
أسجن معي قصيدي
أسجن روحي
يبقى المتنفس الوحيد
هو....القصيد
عبدالحميد بوعمود 🇹🇳تونس

ضَيْغَمٌ.. رَغْمَ العَلْقَمِ ـــــــ منير الصّويدي


 ضَيْغَمٌ.. رَغْمَ العَلْقَمِ..

***
لمْ أكتَرِث باللّيْل حِين سَألتُهُ:
رِفْقًا بقَلبٍ ضُخَّ فِيه العَلْقَمُ..
يَا لَيْلُ إنّ الحُزنَ طَال مُقامُه..
فارفَعْ هُمُومَكَ وَانصَرِفْ يَا مُؤْلِمُ..
إنّي المُعَنَّى.. قَدْ تَنَاثَرَ دَمْعُه..
والكُلّ يَمْضِي غافِلاً لا يَعلَمُ..
لَوْلا المَرايَا تَسْتَعِيرُ مَوَاجِعي..
وتُحَدِّثُ الأغْرَابَ عَمّنْ يَظْلِمُ..
لتَهَدّمَتْ أحْلامُ طِفلٍ طَيّبٍ..
مُذْ كانَ غِرًّا.. قالَ إنّهُ ضَيْغَمُ..
***
منير الصّويدي
القيروان - تونس

وداعُ الياسمين ـــــــ محمد علي الشعار


 وداعُ الياسمين

لهُ ذِكرياتٌ في الفؤادِ تُجَمِّعُهْ
ونارٌ بصدرِ الراحلينَ تُضلِّعُهْ
ومِن ذا وذا طيفٌ يدورُ بخاطري
بأعلى سماواتِ الحروفِ أسَبِّعُهْ
نُودِّعُ بعضاً خلفَ بعضٍ قوافلاً
ويبقى ورانا الحزنُ مَن سيُودِعُةْ؟
سأتركُ ظلاً واحداً تحتَ نخلتي
يُشيِّعُ أُفْقاً في الغروبِ ويتبعُهْ
وعندَ ٱلتقاءِ الظلِّ والدمعِ بي معاً
سيُدركُ نايُ الليلِ مِن أينَ مَنبعُهْ
أنا نفرةٌ من مِحبَسينِ مَعرَّةً
وقافيةٌ في إصبعيهِ تُوَجِّعُهْ
لقد مات نصفي في غيابِكَ آفلاً
فعُدْ أُنسَ حُلمٍ أنتَ وَحدَكَ مُبدِعُهْ
تُحاصِرُني كلُّ الجهاتِ بوَحَشتي
ولي خيطُ دَمعٍ كي أفِرَّ أُشمِّعُهْ
أنامُ على خدٍّ وأصحو بآخَرٍ
على كلِّ مَيلٍ طفلُ حزْنٍ أُرضِّعُهْ
أما كنتَ لي زاداً وسُنبلَ مُهجةٍ
وعينيَ ترويهِ وقلبُكُ يزرعْهْ ؟
سأنشرُ فوقَ الليلِ أشرعةَ الكرى
وألبَسُها أكفانَ نجمٍ تُرَصِّعُهْ
أمِنْ أدبِ الأحبابِ تَركُكَ بِضعَةً
وحيداً على تلِّ الرمادِ وتُفْجِعُهْ
وخلّفتَ شخصاً ما ٱستراحَ بظلِّهِ
كرايةِ صارٍ بالرياحِ تُتَعْتِعُهْ
تفحَّصْ بقلبي خُزعةً بِمُكبِّر
يبنْ فوقَ جمرٍ أحمرِ اللونِ مَقطعُه
سأرسِمُ نهراً فوقَ سطريَ فائضاً
وأتركُ كأسي بالمرارةِ تكرعُهْ
حبيبي أخي هارونَ رَوَّعني الأسى
ولو جبلاً فوقَ السحابِ يُصَدِّعُهْ
حباكَ بياضُ الثلجِ طُهْرَ نوالِهِ
فظلْتَ بريّاتِ الغيومِ تُنصِّعُهْ
نُرفْرفُ في هذي الحياةِ كطائرٍ
بخيطٍ إلى كفِّ السماواتِ مَرْجِعُهْ
وما طالَ عُمْرٌ فوقَ عُكّازةٍ الصَّدى
ستمضي بهِ نحوَ النهايةِ تصرَعُهْ
وتسقطُ بعدَ الموتِ أقنعةُ الهوى
فدنياهُ كانت في الحقيقةِ تخدَعهْ
فيا * مُنذرَ الأيامِ رٍفقاً بساعةٍ
تدورُ بنا عكسَ الزمانِ وتخلَعُهْ
صبرْتُ كصَبْرِ الوردِ في شوكةِ الندى
وفي القلبِ شِريانٌ بعِطرِكَ أوْسِعُهْ
سأَثني شُعاعَ النورِ فوقَ معاصِمي
لأحملَ نعشاً في الفراقدِ مَوضِعُهْ
سأَنتظرُ الأيامَ بعدَكَ عودةً
وغايةُ أن أحيا غروبَكَ مَطلَعُهْ
إذا كنتُ تُصغي للحديثِ فقُلْ... نعمْ
فهذي دموعي عندَ قبرِكَ تقرعُهْ
محمد علي الشعار
2/3/2023

براءة ـــــــــــ زينب لحمر


 براءة

تكثر الأقاويل و المغالطات و تنتشر الإشاعات بسرعة البرق حتى صرنا لا نفرق بين الحقيقة و الخطأ ، أسهم الإتهام تتجه نحو الجميع دون استثناء و الجميع يفبرك الأخبار كيفما شاء .و صارت وسائل التواصل الإجتماعي عبارة عن محطات أخبار و الكل يستشهد بصورة أو كلمة لينسج على اثرها ألاف الحكايات ، هذا يؤلف و ذاك يلحن و الاخرى تنشر الإشاعات .أصابع الاتهام موجهة نحو الجميع و الكل متهم حتى تثبت برائته.يا له من زمن عجيب ،كثر فيه اللغط و التشهير و الكل يتمتع بفضح عورات الآخر و كأنه يحاول سد أوقات فراغه بالحديث عن هذا و ذاك دون اعتبار لمكانات القوم بين الناس .
أين البراءة التي سكنت وجوهنا سنينا أيام طفولتنا و أين الأخلاق التي وصانا الإسلام بإتباعها و أين نحن من الوعي و المعرفة ،لقد تأخرنا و أقلعت طائرة العلم تاركة خلفها أناسا يقضون أوقاتهم في حياكة المكائد و نصب الفخاخ لبعضهم البعض .أين نحن من التطور الحاصل تكنولوجيا لقد امضينا أعمارنا نستهلك تكنولوجيا حاضرة شغلتنا عن العمل و التطور و جعلت منا مجرد دمى تحركها أيادي خفية .لقد حان وقت إسترجاع برائتنا و العمل بإخلاص و تفان لتسلق جبل المعرفة درجة درجة .
زينب لحمر

ملاعق الذهب ـــــــــــ عبدالحميد بن سعيد الهويشي تونس


 ملاعق الذهب...

سنصوت...
ستبح حناجرنا...
سنهتف ...ليس لك ..
بل عليك...
تنهال جمرات غضبنا...
هيا عجل .
ارسل كلابك...
ترمينا في زنازينك...
لا يذهب ظنك أننا...
هوات ملاعق الذهب...
تجمع الفتات...
من قيعان مواعينك...
لسنا عبيدك...
لسنا أذرعك...
لسنا وشاتك...
لسنا قطيعك...
لسنا من يقبل ظهر كفك...
لسنا من يركع الى حد جزمتك...
لسنا شوكاتك و صحونك...
لسنا من يرتعش خوفا...
من سلطان قوانينك...
يا ايها السياف...
تربع على العرش ...
اعتل الظهور و الاكتاف...
جز أسمال قطيعك...
تدثر بها...
و انعم بدفء الجلود ..
فأغنامك لا تفزع..
لا تستغيث...
لا ينطلق من حناجرها الثغاء...
و أبقارك لا تخور...
و حميرك لا تصدح بالنهيق...
و كلابك لا يدفعها الظلام الى النباح...
عش مطمئنا...
في قصورك...
و انعم بموائد الشواء...
من لحوم خرفانك...
و دق الطبول....
وأنغام مزامير غلمانك....
و رقص مجانينك ...
~ عبدالحميد بن سعيد الهويشي تونس ~