أيها السَّاكنُ في نبضِ القلبِ
النازحُ ورَاءَ الشوقِ والعِتق
الرافضُ تجاهَ الشكِ والزيفٓ والريب
الراقصُ في دائرةِ التوقِ والبرق
المُسافرُ في وجدَانِ الشوكِ والعِشق التاركُ خرائطَ الزمَن بالسبق
لمن يرتعونَ في ويلاتِ الشجَن
أعبرْ خطَّ حائطِ حاجزِ
جِسرِ المستحِيل
ولا تتقيدْ برؤيةِ المِحَن
أنتَ هنا ببنَ حروفي النابغة
النابعةِ من الوجدِ الرزينِ الجليل
أنت هنا بينَ المشاعرِ التائهةِ
لا تصدقْ من أرادوا بنا السوءَ
والبهتانَ والحرقَ والغرَق
بأشعةٍ نابهةٍ ذَابلة
بأروقةٍ باهتةٍ قاحلة.
أيها القادرُ على زحزحةِ الحُزنِ
من جواهرِ اللقاءُ المثير
لا تكنْ قابعًا في الرحِيل العسير
تخشى دفاترِ الإحَن
المتوقةِ بمُزنِ الفرَاق والأثير
بينَ التكايَا وفي المرَايَا صورتك
تتناغى وتتماهى بالعبير
تحكي ما طابَ من أخبارِ الشقاء
كل السجايا المعتقةِ بالعِنَاق
الملونةِ بشظايَا عَبقِ البَقاء تُرسلك
يا ميزلابَ قداسةِ الحبِ والنقاء
يا كعبةَ الوصالِ بالحقِ والدعَاء
لمَ كلُّ هذا الاغترابِ في العمق
وفي النفسِ ورعُ حنينٍ
للحنايا والضلوع؟
دربُ ردهاتِ الوصولِ أيقظك
وأوقد فينا الضياءَ والشموع ؟
فَأينَ الارتواءُ والاحتواءُ
والأرتخاءُ والبراءُ والولاءُ
من فجرِ عينيكَ الناعسة ؟
كتبنا لا حدودَ بيننا للفواصل
والقطوفِ بالأملِ والنغَم
لا تخومَ للتأملِ والتعلقِ والتعمقِ
والكسوفِ بالعلل والألم والعدم
كلُّ هاتيكَ الكلمات المتناثرة
بالعملِ والمعانَاةِ والمُثَابَرَة
وجدناها معًا .. عشناها معًا
لففنَاهَا حول بيارقِ العلم
بكلِّ درجات تفاصيلِ الخسوف
من حنينِ النجاةِ لأنينِ منافذِ الحيَاة
أحبكَ يا وطن
فلماذا يؤجج مخيلتي العمى
وبذكرياتٍ وعثراتٍ لا تدوم
إلا في بيادقِ معقلك
قبل أن تجفَ وتذوبَ العبارَات
وترتمي في مَوتِكَ ومَسكنِكَ؟
........................................
معروف صلاح أحمد شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.