الأحد، 5 مارس 2023

بلوى وراء بلوى /بقلم: السفير الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي


 ....بلوى وراء بلوى..

🔥
بلوى وراء بلوى تحملها العمر
جروح أثخنته بطلها الدهر
موحشات كأنها جمر تستعر
لا تنطفئ إن إنطفئ الجمر
في أعماق الوجدان إستقرت
مع نوازل أبي الورى لها ذكر
نذوب الأوجاع وشم بالروح
كراحلة بالبيداء خلفها الأثر
في أفق الذاكرة تلوح ناطقة
وإن طوى صمتٱ سرها الثغر
لا تنسيك فيها إلا مستجدات
لها من جديد القلب ينكسر
رحماك رباه أكرمني بعفو
به هذه الآلام تخبو و تنحصر
قد إختلط الحابل بالنابل ربي
جبة الخير مكرٱ إرتداها الشر
معها لا تدرك الخل من الغريم
ولو أوقد كل شموعه الفكر
رباه يلاحقني ظل المنغصات
لا ينقذني منها لحين إلا الذكر
تعود للكر و بعنف من جديد
بساط الطمأنينة يسحبه البشر
بجاه المصطفى إرحم ضعفي
إني بحماك الكريم أستجير
كن لي سندٱ و أشدد عضدي
أوجاع البلوى ضاق بها الصدر .
بقلم: السفير الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي
آسفي... المملكة المغربية... 🇲🇦.... 5....3....2023

لعلًني أخبرتك بما جرى /سهام مصطفى الشريف


 لعلًني أخبرتك بما جرى

لعلًني أخبرتك بما جري
فاهتز موجك وارتدى
ميدعة بيضاء في لون الدجى
لعلك عرفت أن ابي رحل
و لم يرتشف قهوتي
و لم يقل لي فاح طبيخك
يا سيدة النساء
أهتز الفيض في أحضانك
يا بحر يا وتر الغياب
يا كل الغضب و الثناء
غابت قوارب
صيادي تلكم القرى
أين سكنت احدى الآماني
و انتحرت الاغاني يا بحر يا وتر الغياب
لعلك علمت أن أخي
لن يرى الربيع و لا الخريف ولا الشتاء
و حتى العصافير حلقت نحو السماء
فجاء الصيف أعشى
لعلك تعرف أن من بسط جناحيه
لاقتصر الرحلة
غمس جناحيه في برك الثلج و اختفى
أمام عيني تهاوى زبد البحر
و من مياه لقاك ما ارتوى
لا أعرف لعلٌني اخبرتك
ان لونك فقط من نسج هسيس الكرى. @سهمة#سهام مصطفى الشريف3مارس 2023

الهاتف/د. انعام احمد رشيد


 الهاتف

يا شـــاديا باللـحن قل لي ... شــدوك من اي الفنـون
بالسمــع قد اسـكرتني ... كيف اذا تلاقت فينا العيون
ياشاديا يا عــازفا على اوتار ...قلبي بصمت وشجون
قد جعلــت حياتي زاهرة ... بعد ان كانت ليالي وظنون
يافرحي أنا
د. انعام احمد رشيد

بقايا إنسان في المحك /قصة /د.سلوى بنموسى


 بقايا إنسان في المحك /قصة

د.سلوى بنموسى
المغرب
أجسام منهكة تتبعها تنهدات قاتلة ؛ تتصاعد الزفرات
وتنخفض في جب مظلم
أرتال بالية ؛ ووجوه صفراء ؛ وأمعاء تتضور جوعا وأعين دامعة وأرواح عطشى لربها طمعى في تحقيق نوع من الارتياح
والبحث عن القليل من فثات الأرض فهل تراها تطلب الكثير ؟
إنها مفتاح صديقنا أحمد المسكين وحاله يحكي الكثير ..
يتعب بحثا عن عمل ليحضى بلقمة العيش في شمش محرقة لهيبها وبين ضجيج المارين والسائقين ؛ الهدوء منعدم في السوق يتعالى الضجيج وينفث السموم بالغبار والدخان الكثيف
ينظر للجميع ..يطلب خدماته ..
لا أحد يكترث لوضعيته
هناك فتاة في الجهة المقابلة تطلب العون يهرع إليها ..
ويضع القفة مملوءة عن آخرها بما تشتهيه الأنفس من مأكل وشراب ..
تسأله : مهنتك حمال أليس كذلك ؟ ينحبس الكلام في حلقه ويوميء لها بالإجابة برأسه الثقيل بهموم الحياة ولذغات القدر وغذر الأصدقاء
تقول له بلهجة الأمر : اطلع معي للسيارة
يتعجب : لماذا سيدتي والله أنا لست بسارق
تنفجر ضحكا وتأمره بإشارة من يدها.
يلبي طلبها وعدة أسئلة في خلده تنقش ولم يجد لها أجوبة
تسأله: هل تريد أن تعمل عندي كبستاني
يجيب بدون تردد : نعم سيدتي نعم .. أشكرك.. أشكرك..
تقول له : إذا سي أحمد مرحبا بكم في الوظيفة الجديدة
يتعجب ؛ أتعرف اسمي ؟!
تجيبه : نعم أنا جارتكم وفاء أتذكرني كنا أطفالا نلعب معا ..
يجيب أجل : الدنيا قرية صغيرة
والحمد لله رب العالمين على كل حال
فهل سيقبل الزواج أحمد من الأرملة سعاد ؟
ليعيد التوازن لحياته ويعيش عيشة تلاءم أحلامه
وتزكي صبره وتريحه من العمل الشاق ؟

ماذا لو ... ؟ بقلمي/أ.ناديةغلام


 ماذا لو ... ؟

____
على حافة احتضار
الساعات
تتمايل عقارب
الأشواق و التنهيدات
حين يطول ليل الانتظار
فيخوننا الإحساس و التفكير
و تهذي الأرواح في صمت
و يبقى الكلام عالقا و العقل شاردا ..
فماذا لو تقاسمنا
ندى الحروف و لوعة الكلمات
ماذا لو انساب القلم
على بياض الورق و صفحات الأيام
و رسمنا بنبض القلوب
أجمل اللوحات و أعذب الهمسات
ماذا لو لامست أيادي الأماني
خدود المشاعر
و مسحنا من قاموسنا
كل خوف و حزن أو ملام
كسر ضوء القمر
في ليالي الغياب ..
فلازالت لوحة العمر
لم تكتمل بعد
و قلوبنا مكتظة بالحنين
و في جعبتنا الكثير من الكلام
أظنه يستحق أن يقال .
____
من _همس_الحروف
بقلمي/أ.ناديةغلام

حَرْبَتِي/ محمد التوني


 حَرْبَتِي

حَمَلْتُ عَلَيْهَا جَدْوَلَ المَاءِ حتَّى بَلَغَ عَنَانَ السَّمَاء
وهَشَشْتُ بِهَا علىٰ غَنَمِي حتَّى وَجَدَتْ بَيْتَها صَحَرَاء
وتَسَوَّرْتُ بِهَا مِحْرَابَ رُوحِي حتَّى أَنْفَذْتُ فِيهِ السَّخَاء
ونَادَيْتُ مِنْ بُوقِ قَصَبَتِها حتَّى سَمِعَنِي الدَّواء والدَّاء
لَكِنَّنِي مَا رَفَعْتُهَا في وَجْهِ عَدُوٍّ مِنْ الأَعْدَاء
حَرْبَتِي بَقِيَتْ مَحْضُ رِدَاء
خَرَقَتْهُ أمَانٍ لَمْ أٌنَلْهَا ولَطَّخَتْهُ أَحْبَارُ الخَوَاء
محمد التوني

السبت، 4 مارس 2023

حول حركة الأدب الوجيز، بداياتها ورهاناتها .... الأدب الوجيز خيار العصر، عن هيئة صالون الأدب الوجيز بسوسة

 حول حركة الأدب الوجيز، بداياتها ورهاناتها

الأدب الوجيز خيار العصر،
الأدب الوجيز هو التعبير عن عديد المعاني بالقول القليل مستعملا تقنية التكثيف. فالبلاغة في الإيجاز. وخير الكلام ما قلّ ودلّ يغنيك قليله عن كثيره، والبليغ هو الوجيز أي من بلغ مقصده فتمكن من استمالة غيره دون أن يطيل حتّى لا يملّه السامعون. وهو أدب يساير حركة عصره إذ لا يأخذ من القارئ إلاّ دقائق معدودات لكنّه في المقابل يترك أثرا بالغا ومعاني متوالدة في نفسه قد تلازمه أيّاما وفي كلّ مكان. ولأنّه زمن السّرعة وزمن البحث عن الإنسان وعن وجوده، برز الأدب الوجيز أدبًا جديدًا فرض نفسه حلّا كي لا تموت القصيدة والأنواع الأدبيّة ذات الأطول والأحجام الكبيرة والعاجزة عن التّفاعل مع متطلّبات المرحلة.
حركة الأدب الوجيز التجاوزيّة، نشأتها ومؤسّسها،
الأدب الوجيز حركةٌ أدبيّة نقديّة، تجاوزيّةٌ. تأسّست في لبنان عام 2016. وانطلق تأسيسها مع الشّاعر الراحل أمين الذيب مع أعضاء ملتقى الأدب الوجيز ببيروت من إيمانهم بضرورة مواكبة التّقدّم الإنسانيّ، ونقل النّصّ الأدبيّ إلى شكلٍ جديد، ويعني ذلك الاختزال اللّغويّ من حيث الشّكل، والتّكثيف من حيث المضمون. واتّسعت دائرة هذه الحركة لتشمل دول المشرق العربيّ، العراق، وسوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين المحتلّة. وصار لها امتدادٌ أيضًا في دول المغرب العربيّ، وهي تونس، والجزائر، والمغرب، إضافةً إلى ليبيا. وعُدّت هذه الحركة تجاوزيّة لأنّها ترتكز على مُنطلقات فكريّة جديدة لتؤسّس نوعًا أدبيًّا جديدًا، يقوم على مقوّمات فنّية تجعل منه جنسا، على غرار الإيجاز والتكثيف والدهشة والمفارقة، الرّمز، التوظيف الأسطوري البعد الفلسفي، الاستشراف، الإيقاع الداخلي.. وقبل رحيل الديب نجح في خلق روحيّة العمل الجماعي وتظافر الجهود بين كلّ المهتمّين بالأدب الوجيز من منظّرين ومبدعين ومتابعين من العرب. لم يكن أمين الذيب ذاتيّ النزعة في هذه الحركة بل آمن بروح الجماعة في تأسيس المشروع وسعى جاهدا إلى التنسيق بين مختلف الجهود مشرقا ومغربا وهو ما بوّأه هذه المكانة الرمزية في هذه الحركة لما يحتلّه هذا الرجل من مكانة الرّيادة في حركة الأدب الوجيز عربيّا. ومعظم المقالات النقدية للمنتمين إلى هذه الحركة منشورة في جريدة البناء اللّبنانيّة.
ومن المهمّ جدّا أن نبحث في جانب التكامل بين جميع الفنون وجمال التعالق بينها دون أن نقع في مغبّة المقارنة والمفاضلة العبثيّة بينها. فالحركة الأدبيّة السليمة شأنها كشأن الحركات العلميّة لا تعصف بالقديم بل تبني مع الماضي وتسعى إلى تطويره فتكون دائما للمبدع المعاصر مزيّة الاستكمال.
صالون "الأدب الوجيز بسوسة تونس" وأهدافه،
الأدب التونسيّ يسعى اليوم إلى الانفتاح الإيجابي على الثقافات الأخرى رافعا شعار التعدّد والتنوّع والتكامل،
وفي إطار هذا التكامل وانخراطا في حركة الأدب الوجيز التجاوزية، جاء صالون "الأدب الوجيز " الذي تعود فكرة إنشائه إلى الأستاذة الروائية إلهام بوصفارة مسيوغة التي حرصت على تشكيل هيئة مع مجموعة من الأساتذة والمبدعين المهتمّين بحركة الأدب الوجيز وهم الأساتذة سهام شكيوة، جمال مسيوغة، زهرة النابلي ثابت، عفاف الشتيوي، وبدعم من المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بسوسة، تمّ افتتاح الصالون يوم 08 نوفمبر 2019 حيث انطلقت الهيئة في إنجاز ورشات نقديّة تتناول النصوص الوجيزة شعرا وسردا بالنقد، وصولا إلى تنظيم ملتقى علميّ دوليّ في الأدب الوجيز يومي 25 و26 فيفري 2023، ملتقى سيرتقي بالمشهد الإبداعي في آفاق أكاديميّة وعلميّة رحبة في ولاية سوسة وخارجها. ولأنّ الشاعر الراحل "أمين الذيب" كان خير داعم لأنشطة الصالون وورشاته النقديّة تمّ الإعلان عن التوأمة الأدبيّة والثقافية بين صالون الأدب الوجيز بسوسة وملتقى الأدب الوجيز ببيروت.
وقد ارتبط هذا الصالون بعدّة أهداف نروم منها المساهمة في تأصيل حركة الأدب الوجيز وتوجّهاتها وطموحاتها والتنسيق بين الجهود العاملة على الأدب الوجيز مشرقا ومغربا للالتفاف حول حركة الأدب الوجيز ودعمها بتعميق تجربة مُطْلِقها الأستاذ أمين الذّيب وتعميمها والانطلاق من خلالها لتأسيس ملتقيات للأدب الوجيز في البلدان العربيّة، وتنظيم مؤتمراتٍ تؤسّس لنظريّةٍ نقديّةٍ ولنقل لمذهب أدبيّ يتناول الأدب الوجيز من حيث المصطلحُ وخصائصه المميّزة له كالتّكثيف والاستشراف والدّهشة والمفارقة الشّعريّة، والتقنيّات والخصائص والحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبيّة استنادًا إلى مفاهيم النّقد الجديد وآليّاته. ويطمح الصالون أن يجد الأدب الوجيز مساحةً ومجالا في الدراسات والبحوث الجامعيّة مستقبلًا.
• تنظيم ورشات نقدية بمساهمة نقّاد من الوطن العربي حرصا على الانتماء إلى هذه الحركة الأدبية الجديدة
• التعريف بأهمّ الإصدارات الأدبيّة الحديثة في هذا النوع من الأدب وتقديمها بقراءتها ونقدها
• تنظيم ندوات ومعارض للإصدارات الأدبيّة الجديرة بالاهتمام
• تنظيم ملتقيات وطنية ودولية
• تنظيم مسابقة وطنيّة في الأدب الوجيز تمّ إطلاقها في دورتها الأولى 2023،
• تنسيق الجهود العاملة على الأدب الوجيز مشرقا ومغربا لإنجاز موسوعة اصطلاحيّة ضخمة خاصّة بهذا الأدب الجديد تضمّ مفاهيمه ومصطلحاته المستحدثة فيتمّ حصرها لتوحيدها
• العمل على إنشاء كتاب جماعي نقدي مختصّ في الوجيز يتضمّن المقالات والمداخلات العلميّة التي أثّثت الورشات النقدية داخل الصالون والملتقى العلمي الدولي في الأدب الوجيز في كلّ دورة. ومن المهمّ ان نشير إلى صدور أوّل كتاب جماعي عن حركة الأدب الوجيز بعنوان (الأدب الوجيز هويّة تجاوزية جديدة) عن دار جليس الزمان للطباعة والنشر. عمان. الاردن. وفيه دراسات نقدية لعدد من الأساتذة الدكاترة النقاد العرب، من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين والعراق وتونس والمغرب، شاركوا في (مؤتمر الأدب الوحيز) الذي عقد في بيروت في شهر جوان 2019 برئاسة الشاعر الراحل أمين الذيب.
حول الملتقى العلمي الدولي والمسابقة الوطنية في الأدب الوجيز دورة 2023،
كان الصالون يعتزم تنظيم هذا الملتقى الدولي في 28 و29 مارس 2020 وتمّ تأجيل هذا الملتقى بسبب الكوفيد إلى
يومي 25 و26 فيفري 2023 بالتعاون مع الجمعيّة التونسيّة الإنجليزية للتربية والسياحة So CuTe ورئيستها السيدة روضة بن هنيّة حسيون، وكنّا قد أعلنّا عن المشاركة في هذا الملتقى منذ نوفمبر، فوردت على إدارة الملتقى 33 بحثا علميّا حول الأدب الوجيز وإشكاليّة التجنيس، تمّ تحكيمها لاختيار 15 بحثا فقط من 5 دول دول عربيّة.
هذا الملتقى سيرتقي بالمشهد الإبداعي في آفاق أكاديميّة وعلميّة رحبة في ولاية سوسة وخارجها. سينعقد بحضور مجموعة من المبدعين والنقاد التونسيين والعرب المهتمّين بهذا الفن الوجيز من لبنان والجزائر والمغرب وليبيا وسوريا ليجتمع أهل المشرق مع أهل المغرب إيمانا بضرورة التّلاقي والتّفاعل بين الثّقافتين المشرقيّة والمغربيّة ما يساعد على تشكيل حركةٍ أدبيّةٍ فاعلةٍ تستفيد من التّجارب المتنوّعة للخروج من حالة التفرّق والجمود الفكري والأدبي والحضاريّ لأنّنا نحتاج إلى تأصيل هذا النوع من الكتابة الوجيزة بتراكم النصوص وتكوين مدوّنة جيدة وجهاز اصطلاحي نقدي يخوّل لنا التمييز بين الغث والسمين من هذه الكتابات.
أمّا المسابقة الوطنيّة فقد تمّ إطلاقها في دورتها الأولى ضمن فعاليات الملتقى العلمي2023، برعاية منتدى حلم الأرز التونسي اللّبناني، تشجيعا للكتّاب في الأدب الوجيز، ودعما للمبادرات الإبداعية الفرديّة، وحرصا على مواكبة الإنتاجات الإبداعيّة الوجيزة وتوجيهها، وإرساء معايير نقديّة عمليّة.
وحركة الأدب الوجيز تؤمن بدور النّقد في تصويب مسار هذا الأدب الجديد، لتفادي الهفوات وغربلة الإنتاجات الحديثة.. وقد خصّصت هذه الدورة للقصّة الوجيزة (القصة القصيرة جدا) وفق شروط مذكورة في بيان المسابقة، وشارك 55 متسابق من مختلف الجهات، وأرسلت النصوص إلى لجنة التحكيم مرقّمة دون أسماء ولا جهات ضمانا للمصداقيّة. وأعلنّا عن القائمة القصيرة المتكوّنة من 10 نصوص استدعينا أصحابها لمناقشة نصوصهم ضمن أشغال لجنة التحكيم في الملتقى قبل الإعلان عن النصوص الثلاثة الفائزة يوم 26 فيفري.
الأدب الوجيز وإشكاليّاته،
ما من منكر أنّ الأدب الوجيز في مرحلة مخاض وعسر ولادة: هذا العسر طبيعي وسابق لكلّ تيّار جديد أو ظهور جنس جديد يريد أن يصبح موضوعا للدراسة (التذكير بالمسار الذي مرّت به قصيدة النثر في الشعر والأقصوصة في النثر)
والأدب الوجيز هو ليس فقط مجاراة للعصر بقدر ما هو حالةٌ معرفيّةٌ مُكثّفةٌ وقوّةٌ فكريّةٌ وفلسفيّةٌ تطبع المجتمع وآدابه. والتكثيف فيه دليل بلوغٍ معرفيٍّ يُتقن التّواصل بين الشّاعر والذات والحياة، بأقلّ الكلمات وأوسع المعاني فكان "أدب المعرفة بامتياز" كما يقول أمين الذيب لأنّه يعتمد التلميح والاقتضاب ويجنح نحو التجريب والتصوير البلاغيّ. ومن هنا يقرّ النقاد بصعوبة الكتابة في هذا الجنس لأنّه أدب المعرفة يختزن في نصوصه عصارة التجربة الثقافية والفلسفيّة واللّغوية الجماليّة للكاتب شعرا أو سردا.
يقول البعض إنّ الأدب الوجيز أدب نخبويّ. لكن لا يجب أن يُفهم، في هذا السياق، أنّ الأدب الوجيز يتعالى ويستغلق على قارئه. كلاّ، الأدب الوجيز يُنادي بالتعالي لكنّه لا يتعالى، إذ يؤمن كتّاب الوجيز بأنّ المتلقّي على درجة من الإبداع مثل الكاتب، والارتقاء بالشّعر إلى مصاف التّخيّل المحض والابتكار الصّرف والرّمز المغري المشترك بين الكاتب والقارئ، من شأنه أن ينهض بالمجتمع الذي يُعاني وطأة التسطيح إلى جانب ما يُعانيه من الجهل والتّخلّف والرجعيّة.
ولم يسلم الأدب الوجيز ممّا أصاب الفنون الأخرى من استسهال وإسهال فيتراءى لغير الفاهم أنّها كتابات وجيزة سهلة الصناعة والإنشاء. لذا يحتاج هذا الأدب الجديد الوجيز أن ينظّر له النّقد الحديث وأن يواكب هذه الإنتاجات الإبداعيّة المعاصرة وأن يرسي لها مناهج نقديّة عمليّة. وحركة الأدب الوجيز يؤمن بدور النّقد في تصويب مسار هذا الأدب الجديد، لتفادي الهفوات وغربلة الإنتاجات الحديثة.
إذ أنّ بعض المهتمّين وجدها نصوصا ضئيلة، محدودة الأسطر، فراح ينشئ في اليوم أكثر من نص!!! فهل هذا فخر أم شرّ؟ وخاصّة أنّ المدوّنات والمواقع الالكترونية المتعدّدة والمتنوعة فسحت مجالا فسيحاً للكتابة والنّشر السريع فظهر الغَثّ والسّمين وساعدت على الإنتاج الرّديء. وأفضى كلّ ذلك إلى فوضى في الإنتاج، الذي لا تحكمه قواعد أو تضبطه سنن. فكتابة الوجيز عملية صعبة، لا ينبغي استسهالها بالشّكل الذي تُعرض به في مختلف المنتديات الأدبية عبر النّت أو حتّى في بعض الكتب المنشورة.
طبعاً إنّ غياب النقد أو عدم قدرة النقد على تطوير مفاهيمه انعكس على معظم إنتاجنا الأدبي وأبقاه في حالة من السكون والركون واجترار الأفكار. فمعظم كتاباتنا إعادة صياغة لما سبق وكأنّنا مفصولون عن حركة العصر ومفاهيمه وقيمه الجديدة. وبعبارة أخرى، المشكلة لا تكمن في المتلقي بقدر ما تكمن فيما يُقدَّم له. ونحن نرى أنّه من واجبنا في هذه المرحلة التي بلغت فيها مجتمعاتنا أن نعيد إحياء الحركة النقدية الفاعلة التي مثّلتها أسماء رفيعة حال الجاحظ والجرجاني وطه حسين والعقّاد وخليل حاوي وغيرهم..
عن هيئة صالون الأدب الوجيز بسوسة



الملتقى العلمي الدولي للأدب الوجيز (الدورة الأولى) موضوعه "الأدب الوجيز وإشكالية التجنيس" تصوير الأستاذ فاروق بن حورية مراسل مؤسسة الوجدان الثقافية ومجلة حورية الأدب ومتابعة الأديبة أحلام بن حورية مديرة مجلة حورية الأدب ونائب مدير مؤسسة الوجدان الثقافية

 الملتقى العلمي الدولي للأدب الوجيز (الدورة الأولى) موضوعه "الأدب الوجيز وإشكالية التجنيس"

انتظم الملتقى العلمي الدولي للأدب الوجيز في دورته الأولى بنزل سوسانة بسوسة يومي 26/25 فيفري 2023 تحت إشراف صالون الأدب الوجيز بالتعاون مع الجمعية التونسية الإنجليزية للتربية والسياحة والثقافة الاجتماعية (So CuTe) ومنتدى حلم الأرَز وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة وبحضور نقاد ومحاضرين ومشاركين من تونس ولبنان وسوريا والجزائر والمغرب وليبيا. وقد حقق الملتقى نجاحا باهرا على مدى اليومين وعلى مستوى المداخلات العلمية والمسابقة الوطنية للأدب الوجيز (القصة القصيرة جدا) والقراءات الشعرية في الادب الوجيز وعلى مستوى الإعداد والتنظيم والإنجاز. الجلسة العلمية الأولى يوم 25 فيفري كانت برئاسة الأستاذ رضا الأبيض من مدنين المداخلة الأولى للدكتور علاوة كوسة من الجزائر (التأريخ بالشعر، فن الشعرية التأريخية، الوجيز وخصائصه) المداخلة الثانية للأستاذ الأسعد العياري من القيروان (من الفوضى إلى الومضة، لا غالب إلا اللغة) المداخلة الثالثة للأستاذ الجيلاني بومكحلة من الجزائر (جذور القصة القصيرة جدا عند العرب) المداخلة الرابعة للأستاذ شفيع بالزين من نابل (القصة القصيرة جدا بين السردي والشعري من خلال نماذج لإبراهيم الدرغوثي ويونس السلطاني) الجلسة العلمية الثانية يوم 26 فيفري برئاسة الأستاذ شفيع بالزين من نابل المداخلة الأولى للأستاذ عبدالله أوغرب من الجزائر (حلم التغيير في وجيز التعبير الجزائري، تاءات التأنيث ومعالم التأثيث) المداخلة الثانية للدكتور أحمد المهدي المنصور من طرابلس ليبيا (ملامح الشعرية في قصيدة الومضة عند الشاعر علي صدقي عبد القادر، دراسة في نماذج مختارة) المداخلة الثالثة للأستاذة سعدية بن سالم من تونس (الشعرية في قصص محمد بوحوش القصيرة جدا) الجلسة العلمية الثالثة برئاسة الأستاذ بلقاسم مارس من مدنين المداخلة الأولى للأستاذ محمد محقق من المغرب (هل يهدد الأدب الوجيز فن الرواية بالذات؟) المداخلة الثانية للأستاذ رضا الأبيض من مدنين (في الوجيز شكلا ونوعا) المداخلة الثالثة للأستاذ محمد علي السالمي من سوسة (في الأدب الوجيز: بلاغة الممنوع وآفاق تأويلية مختلفة) المداخلة الرابعة للأستاذة نزهة الغماري من المغرب (الإرادة التمردية في الكتابة والحلم بالتغيير في القصة القصيرة جدا، علي بنساعود أنموذجا) والقسم الثاني من اليوم الثاني انطلقت به أشغال لجنة التحكيم للمسابقة الوطنية في الق.ق.ج برئاسة الأستاذ الأسعد العياري من القيروان مع الأستاذين علاوة كوسة من الجزائر وسعدية بن سالم من تونس. المشاركون في القراءات الشعرية والقصصية في الأدب الوجيز: حسن برطال ، سهام شكيوة، خالد الرداوي، إيمان الفالح، رحيّم جماعي، رضا ديداني، أمان الله الغربي، ذاكر بن حمودة، أحلام بن حورية، توفيق بن الصغير، داود بوحوش، فايزة الوشتاتي، سامية بن عسو، ألفة كشك بوحديدة. اختتام الملتقى كان بقراءة البيان الختامي وإعلان وتتويج الفائزين بالمسابقة الوطنية للأدب الوجيز في الق.ق.ج وتوزيع الجوائز المالية والأوسمة من قبل راعيها العراب الدكتور منير تابت والفائزون هم: 1/ بسيمة حاج يحيى من قابس عن ق.ق.ج الموسومة بـ (وما يسطرون) 2/ هاشمي هرابي من القيروان عن ق.ق.ج الموسومة بـ (أسماك السردين البشرية) 3/ مريم بعزاوي من القيروان عن ق.ق.ج الموسومة بـ (عطف تمثال) ثم توزيع شهادات الشكر والتقدير لكل المشاركين الشكر الوارف لكل هيئة الملتقى العلمي الدولي للأدب الوجيز في دورته الأولى على ما بذلوه من جهود لإنجاح الملتقى وهم الأساتذة الأكارم دون استثناء: إلهام مسيوغة جمال مسيوغة منير تابت زهرة النابلي تابت روضة بن هنية حسيون سهام شكيوة عفاف شتيوي ضحى نويصر وإلى اللقاء في الدورة الثانية إن شاء الله تصوير الأستاذ فاروق بن حورية مراسل مؤسسة الوجدان الثقافية ومجلة حورية الأدب متابعة أحلام بن حورية مديرة مجلة حورية الأدب ونائب مدير مؤسسة الوجدان الثقافية