الجمعة، 14 يناير 2022

حين يؤسس الشعراء لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين يؤسس الشعراء لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة..

-هذا المقال مهدَى حصريا إلى الشاعرين التونسيين : د-طاهر مشي وجلال باباي-
كيف يمكن ايجاد مصالحة بين الإنسان والفرح،في خضم التداعيات المؤلمة التي يشهدها الوطن العربي في محنته "الإغريقية"..؟
وكيف يستطيع الشاعر صياغة هموم وتطلعات أمته شعريا ؟
أليس بإمكان الشاعر الآن..وهنا تطريز المشهد الشعري بزلازل من الأسئلة الحارقة والمقلقة لهذا الواقع الممجوج والمتخم قلقا وألما،وذلك عبر لغة شعرية صافية تعتمد الأصالة والإضافة،وتنأى عن المحاباة والوصولية..تصالح ذهنية المتلقي وترتقي بحسه في هدأة الطريق إلى عوالم النص ؟
ألسنا إذا وضع يتسم بالقتامة والإنكسار،أفرزته ظروف تاريخية ما فتئت تمر بها هذه الأمة منذ أمد بعيد،وقد شهدت خلالها متغيرات حثيثة،في القيم الرئيسية لمسيرة التاريخ الإجتماعي-الثقافي للعرب،بما من شأنه أن يوظف الأدب،توظيفا واعيا بجدلية الصراع بين الكائن وما يجب أن يكون،ويجعله يقاوم التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،ليصوغه في شكل جدل بين الهزيمة والمقاومة..!
ألم يواجه أدباء العالم في الحربين الكونيتين الأولى والثانية،وما استجد من حروب صغيرة هنا وهناك،ظروفا لا تقل وجعا عن التي نحن فيها،غير أنهم سَمَوا بأفكارهم إلى مستوى التحدي،فظهر أدب المقاومة ضد النازي،وهو الأدب الأمريكي و-السوفياتي-والفرنسي،بين العشرينات والخمسينات من القرن الماضي،وبعد أن خلقت الحربان آثارا حضارية قاسية،وآلاما نفسية جريحة وموجعة،انبجست الموجة الوجودية في أدب الغرب،كاحتجاج وتمرد بارزَين..؟
أفلم يكن من الأحرى بنا نحن العرب،الذين خضنا حربا مهزومة عام 67 وثانية بديلة عام 73 وأخرى أهلية عام 75،علاوة على مآسي أخرى،وتراكمات تاريخية مؤلمة،أفضت إلى إنتقاضة جاسرة،مازال يخوضها أطفال فلسطين بالنيابة عنا في أرجاء الوطن السليب والمستَلَب،أن يكون أدبنا موسوما بالرفض والمقاومة،ويؤسس في مضمونه للآتي في موكب الآتي الجليل.؟
أليس للنص الشعري دور ريادي في تفعيل واقعنا،والإرتقاء بحسنا الإبداعي إلى مراتب البلاغة والإبداع،بما يمنحنا سخاء في الرؤيا يتجاوز الذاكرة الحبلى،والحلم العذري،حس المأساة في خاتمة المطاف،وهي تصاغ في حوار مجلجل مع الجيل الشعري الرائد ؟!
إن تجاوب الأدب مع كل هذه التداعيات،وتحويلها لمادة للإنتاج،من شأنه أن يقوي الشعور بالوحدة،وبالرابطة القومية،ويذكي الوضع النفسي المتلائم مع القربى،والإنتماء الواحد،والمصير المشترك،ويضعف بالتالي الشعور الإقليمي،الذي يتكوّن تلقائيا في ظل أوضاع التجزئة،ويفتح ثغرة في جدار الحدود الإقليمية..
وقد جسّد شعراء بداية النهضة العربية هذا الدور على أفضل مما يقوم به شعراؤنا اليوم،ولعل في الأبيات التالية -للرصافي-عن تونس ما يؤكّد هذا القول :
أتونس،إن في يغداد قوما***ترف قلوبهم بالوداد
ويجمعهم وإياك انتساب***إلى من خص منطقهم بضاد
فنحن على الحقيقة أهل قربى***وإن قضت السياسة بالبعاد
إن حالة التردي التي يتسم بها واقع الأمة العربية بكل أقطارها،جعلت الراهن متخما بالمواجع،تتكالب عليه قوى الشر وتتحالف فيما بينها،بهدف اجهاض نقاط الضوء الثورية،التي نجحت في تخطي تخوم الإنكسار،واستطاعت بجهد غير ملول أن تجد لها طريقا بين جدران هذا الظرف،مما حدا بهذه القوى إلى احتواء تلك النقاط المشرقة لتصفيتها نهائيا،ولإشاعة جو اليأس والإحباط والتشاؤم بين أبناء الأمة..
وفي خضم-هذا الهم النبيل-وفي ظل تداعيات الوجع العربي بكل أبعاده الدراماتيكية،يقف-الشاعر-يستبطن أبعاد هذا الهم في الواقع الخام والمادة الأدبية،يتابع نبض الهزيمة وإيقاعها المأسوي،ويؤسس في ذات الآن للإنتصار،راسما في أشعاره علامات الزمن الخائب،واعترافات الجيل الضائع،من غير أن تكون الخيبة أو الضياع عنوانا أساسيا أو محورا متعمدا،بقدر ما هو قراءة للذات الراهنة،واستحضار للذكريات الماضية،واقامة جدل موضوعي بينهما في ضوء المدى المنظور..
هذا الضوء،هو-الجانب الجمالي-الذي يصوغ الأزمنة ويقيم الحوار معها،وفق-رؤيا-جديدة تؤسس لللآتي الجليل بأفراحه المرتجاة،وتجسد التخاطب الحي بين الهزيمة والمقاومة،وهذا يعني،أن للشعر فعلا موازيا للدور السياسي والعسكري في تضميد جراح هذه الأمة،واستشراف ضوء شموسها الآتي..
ومن هنا،تكون قضية ايجاد المعادلة الصعبة بين الهموم والتطلعات،وخلق المعادلات المعبرة عنها شعريا ضمن القصيدة،احدى نقاط الإرتكاز الأساسية التي يبحث عنها الشعراء،أثناء "المكاشفة الشعرية "فحالة الإنكسار التس يشهدها الوطن العربي من ناحية،وقضية الشعب الفلسطيني من ناحية ثانية،هما قطبان متلازمان في الخطاب الشعري الحدبث.
ومن البديهي أن تكون الهوية الفلسطسنية من جهة،والأرض المحتلة من جهة ثانية،مصدرا ملهما للشعر،فتتجلى المأساة عريا بوجه عام،وفلسطينيا بوجه خاص.
وقد لا يكون الأمر مفاجئا حين ينخرط الشعراء في البحث الدامي الدؤوب،عن مواقع الضوء في زوايا الواقع العرب،لأن الرؤيا التي أفرزتها-الإنتفاضة،هي الرؤيا المضادة لواقع الهزيمة،إنها الإستيعاب التاريخي لمعاناتنا جميعا،وهي العلامة الرئيسية لأدب المقاومة في مختلف تجلياته..
هذا الأدب الذي بات عليه أن يسبح ضد التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،بإعتباره سيصارع تيار الهزيمة،ويتجاوز بذلك واقعها المترجرج،ويبحث في أدغالها وجذورها العميقة،عن تفاصيل وأسباب هذا-الواقع-المهزوم..
ومن هنا جاز القول،أن-الإنتفاضة الفلسطينية-بالأمس..واليوم..وبإسناد من المقاومة الباسلة،بدأت تؤسس للون شعري جديد ومتجدد،يتماهى مع الواقع،ويصوغه على نحو يجلو قيمه الجمالية،ويبرز أبعاده النبيلة التي هي مطمح كل فنان أصيل.
غير أن ما نرومه،هو أن لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخمة بالمواجع،بقدر ما هي مشعة بالفرح،تجسد الإنبهار بالحياة حد الشهادة،وتؤسس لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة،في تاريخية اللفظ والتركيب العضوي للكلمة،فيبوح النص الشعري بما يتضمنه من مفردات إبداعية،وبما كان سرا مستغلقا على الفهم ومستساغا للأذن في ذات الآن،بما من شأنه أن يحرر رقعة واسعة من الذوق التقليدي المتحجّر،ويكتسح مواقع الكلاسيكية عبر رؤيا تتفاعل مع عالم القصيدة الداخلي في ارتباط وثيق بالثورة الحضارية،وأن يتوصل في النهاية إلى ايجاد معادلات معبرة عن همومنا شعريا،بما يحقق تلك المعادلة الصعبة التي تربط،دون قسر،بين الذات والموضوع بصورة شعرية واعية....
محمد المحسن

منح للحقوقي عمر دغوغي الإدريسي جائزة الدولية للإبداع على الصعيد الإفريقي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 منح للحقوقي عمر دغوغي الإدريسي جائزة الدولية للإبداع على الصعيد الإفريقي

نظرا لجهوده الحثيثة والمتميزة والمؤثرة و لنجاحه المتواصل في مسيرة العطاء الإنسانية وعملية و وتعزيز نشر مبادئ الحقوق الإنسان والسلام على الصعيدي العربي والدولي،قامت المنظمة الأممية الهولندية لحقوق الإنسان بتوشيح الحقوقي عمر دغوغي الإدريسي بميدالية الذهبية للإبداع على الصعيد الإفريقي.
وهدا يندرج في عدة معايير التي تحددها المنظمة بدقة في إختيار شخصيات مهمة راكمت وساهمت في أنشطة كثيرة لإدراجها في ملفات الترشيح لهده الجائزة الدولية.
كما عرفت هده المسابقة منافسة أزيد من مائة شخصية عبر العالم،ليتم إختيار خمس شخصيات من كل قارة،ليكون هده المرة عبر القارة الإفريقية من نصيب الحقوقي عمر دغوغي الإدريسي.
ويعتبر الحقوقي عمر دغوغي الإدريسي شخصية معروفة بحسه الاجتماعي ومساعدته لطبقة الهشة،وكدلك شخصية نشيطة في عديد من الهيئات والمنظمات والمؤسسات المجتمع المدني التي برهن فيها على تفانيه في خدمة الوطن والمواطن في جميع المحافل الوطنية والدولية لديه مرافعات قوية في الشأن الإجتماعي،وغير منتسب لأي حزب سياسي،مما يجعله شخصية تشتغل بكل إستقلالية،في الساحة الحقوقية.
الحقوقي عمر دغوغي الإدريسي حاصل على إجازة مهنية وكدلك ماجيستير في تدبير وله عدة شواهد التكريم من مختلف المنظمات الدولية ،له إسهامات عديدة من ضمنها جائزة التميز من لدن منظمة ألمانية،وكدلك حاصل على أزيد من أربع مائة شهادة تكريم،ووسام من لدن المنظمة العربية وله مشاركات في مؤتمرات وطنية ودولية بإسم هيئات المجتمع المدني،وله بصمة داخل العديد من الجمعيات التي ينتمي لها،الأمر الذي جعل منه شخصية حقوقية بامتياز بالمملكة المغربية.
محمد المحسن


أحاور صهيل ريح..يعبث بتاريخ وَجدي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أحاور صهيل ريح..يعبث بتاريخ وَجدي

"تعرف أنّك عاشق..عندما تبدأ في التصرّف ضد مصالحك الشخصية.(برنارد شو) "
الإهداء:إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..
..إنّ قلبي بيت لكِ
ولكنك تغمضين عينيك عنّي
وتنسين اختلاط الورود،
وشهقة كل هذي الحروف
على تلّة في الجنوب
كيف تعبرين كل هذا الجمال
ويعْلق الحزن بي..
كيف تشيحين بوجهك عنّي..
وتصغر هذي البلاد بعيني
وتصهل الرّيح بقلبي..
وقرب بقايا الركام
أصغي لأجراس صمتك
أحاور رياحا تعبث بتاريخ وجدي
كأنّي السراب...
كأنّي تعبت..قليلا
كأنّ ثلج الدروب قد نال منّي..
كم أحبّ إرتباك الفصول..
كم أحبّ سماء الخريف
متخمة بالغيوم..
كم أحبّ خيول السنين..
وهي تركض صوب الأقاصي
ولا شيء يربك هذا العبور..
وخلف خطاك بقايا صدى مؤلم
هنا أحتفي بالرذاذ
ها هنا أداعب غصن زيتونة
جرفته السيول
ولم يبق لي غير عطرك
لم يبق لي غير حضن عتيق على شكل ذكرى
وبي شهوة لإحتضان الغيوم بصمت
أحاورها
أسائل فيها سر هذا الرذاذ
وليس لي غير حلم نما دافئا
قبيل انبلاج الصباح
وبعض قصائد عن سيرة العاشقين..
وشهقتهم قبل مجيء الغروب
أنا لا أريد الرحيل
لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا
لا أريد أن يهجع البحر على كفتي
أو أن يسرج أفلاكه للرحيل
فقط ما تبقى سوى عزف غيم
تعاويذ ضد الفراق
ونجمة صبح تضيء هذي الطريق..
تمهلي..
ولا تتركي الغيم يبكي
تمهلي ودعي منك شيئا
يرتّب موعدا لفجر يجيء
علّ تجيء الفصول بما وعدته الرؤى
لكن..
ترى ما سأقول..
إذا مرّت غيومك جذلى..
تداعب نرجس القلب
أو لاح لي بين ثنايا المدى.. طيفك
يطرّز وهْمَ المسافة..
وشاحا للذي سوف يأتي
ربّما أظل أداعب صوتي
أحاور روحي..
أرتّب حزني
كزهرة لوز أهملتها الحقول..
كغيمة في الأقاصي..
أربكتها الفصول..
-محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

لغة راقية [ 32 ] يحيى محمد سمونة/جريدة الوجدان الثقافية


 لغة راقية [ 32 ]

مقال
اللغة الراقية لا تحدها أرض أو تظلها سماء، إنها تخترق مسافات الزمان والمكان و تعبر القارات من غير أن تحمل رؤوسا نووية مدمرة، إنها تجتاح القلوب برقتها و عذوبتها و جمالها و نقائها و صفائها و رشاقتها و رونقها و بهائها و موسيقاها الهادئة و إيقاعها.
□□□
أيها الأحباب:
لا تكاد السياسة تخالط شيئا حتى تفسده و تجعل منه نقمة في حياة الإنسان، و لقد امتدت يد السياسة اللعينة إلى لغة العرب فهشمتها و جعلت منها طلاسم و أحجيات و رموزا تخدم أجندات الشيطان
[ طبعا أقصد بذلك الكلمات العربية التي تشكل أساس العلم و الفكر و المعرفة لدى الإنسان العربي ]
□□□
أيها الأحباب:
كيف لنا أن نعيد لهذه اللغة أمجادها ؟
هذا السؤال دار في خلدي و غاص في كبدي بحثا عن إجابة تطمئن بها نفسي و يطيب معها سلوكي [ باعتبار أن اللغة السليمة تطيب معها الحياة و يستقيم بها السلوك ]
□□□
أيها الأحباب:
لا بد لنا بداية، كخطوة أولى على طريق استعادة أمجاد هذه اللغة، من: /صناعة كاتب ممتاز، و قارئ ممتاز / يلتحمان معا لتشكيل لوحة لغوية بديعة مؤطرة كأجمل مايكون !!
□□□
فما مقومات الكاتب الممتاز ؟
انتظروا الإجابة في منشوري اللاحق بعون الله تعالى
- وكتب: يحيى محمد سمونة -

ست البنات/أيمن البكري/جريدة الوجدان الثقافية


 ست البنات

كلمات/أيمن البكري
لا ياحبيبتي ما تبكيشي
أنا أموت وإنتي تعيشي
ماكنش قصدي أجرحك
ولو البعد هيريحك
أنا ماشي
وأوعدك مهتشوفنيش
فاكره زمان لما كان
فيه بينا حاجات
وكنا بنسهر طول اليل
نحكي لبعض حكايات
وكنتي تقوليلي إوعا ياواد
تكون بتعرف عليا بنات
عدي بسرعه الوقت وفات
والحظه إل هنتفرق فيها
أهي جات
يا أول حرف من إسمك س
قلبي إختارك من بين ملايين
ياروحي وعمري وعنيا
أنا بعدك أحس بشوق وحنين
لا قلبي يدق لواحده تانيه
أهون موتي عليا
مش عايز أشوف دموعك
هفضل عايش علي أمل ف رجوعك
لحد أخر نفس فيا
إذاي عايزاني أنسي كل إل فات
أحلي وأجمل ذكريات
أهون عليا لو قلبي مات
علي عيني فراقك ياست البنات
طب ألاقي ذيك فين ملاك
ياخد ب إيدي ويطبطب عليا
ومين هيمسح دموع عنيا
مين إل من غير ما أتكلم
هيحس إيه إل بيا
ويقولي إطمن أنا معاك

جدلية العلاقة..بين الثورة التونسية المجيدة وآفاق الحرية/محمد المحسن/جريدة الوجدان الثقافية


 جدلية العلاقة..بين الثورة التونسية المجيدة وآفاق الحرية

أيا تونس الصابرة نحتاج قليلا من صبرك الرباني..فالرّوح محض عذاب “ليس بين الدم والدمع مسافة..هذه تونس التي تتحدى..وهذا الوعي نقيض الخرافة” (مظفر النواب بتصرف طفيف)
تقتادك الثورة التونسية من يد روحك،وتمضي بك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض.فأنت إزاء هذا الفعل الإنساني الجبّار،حائر على غير مستوى،ثمة دم أريق ولم تكن تملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الدّم.وحتى حين يمور الدّم في جسدك باحثا عن مخرج،فإنّك حينئذ ثائر لا شاعر.وليس معنى هذا أنّ الثورية تنافي الثقافة،أو أنّ الثقافة متعالية على الميدان،ولكن لابد من تفادي خلط الأوراق،فلا يمكن للمارسة أن تتحوّل إلى حكم قيمة أدبي،مع أنّ الحبرَ عرضة لإختبار دائم-لقد خلصنا من ترف الكتابة للكتابة وهي ذي الثورة،بوهجها وضرائبها البشرية،تعيد إنتاج السؤال التقليدي عن جدوى الكتابة،وإذا كان السؤال قاسيا أو عصيا على الجواب،فلنبحث عن صيغة ثانية :” هل من عزاء في الكتابة؟”
ويرسلك هذا السؤال إلى مستوى آخر من المشكلة،يتصل هذه المرّة بكينونة المثقف المتورّط بوجوده في زمن ملتهب:” هل قدرك أن تلبس هذا اللبوس الماسوشي،مقرّعا حيّزك الفيزيائي المحدود،بدعوى عدم صعوده إلى لحظة الإشتباك؟..
وحين يدخل المثقف العضوي-مع الإعتذار من غرامسي-على الخط،فإنّك في مستوى ثالث من الحيرة:كيف أمارس كمثقف وكيف أكتب كثائر؟ وفي كلتا الحالتين:ألست (بضم التاء)مثقلا بأسئلتي الوجودية،أنا المفرد في فضاء محذوف؟ فكيف أتحوّل إلى خليط فعّال في نسيج الجماعة؟ولك أن تعتبر،في طفرة يأس أو ضجر،أنّ ماسبق ليس إلا دلعا لغويّا،وأنّ عليك أن تعود إلى سؤال الأسئلة عن دورك،مثقفا في هذه الملحمة.وساعتها لا مناص من مستوى جديد يدعم حيرتك الأولى،هو أنّ الثورة هي نشيد الجماعة ومرآتها،وليس الفرد إلا نبرة في إيقاعها الجمعي المتكاثر. بهذا لن تكون ذاتك إلا بالحد الذي تسمح به الثورة،فهي تهدّد الثقافة بالتنميط. وحين تنأى عن الإمتثال للثقافة السائدة،فمعنى ذلك أنّك اخترت الغربة-أمغترب ومثقف ثوري في آن؟كيف تلتئم المعادلة؟
حين هبّت عاصفة السابع عشر من شهر ديسمبر 2010 لتخترق سجوف الصمت،وتنير درب الحرية أمام شعب ظل يرسف في الأغلال عبر عقدين ونيف من الظلم والظلام،في تلك اللحظات الخالدة تملّكني إحساس باللاجدوى.ماذا يمكن للمرء أن يفعل..؟
كيف يمكن أن يكون عمليا وهو لا يتقن غير الكلمات؟ !.
حتى الكتابة عن حدث جلل بحجم الثورة التونسية لا ترقى إلى منصة النضال. كنت أدوّن جميع ما أرى،-مكتفيا- بالتفرّج على الدّم التونسي مراقا،وعلى الجنائز تسير خببا في اتجاه المدافن.. هو ذا الموت فرجويا متوحّشا قاسيا فظّا بدائيا ساديّا همجيّا عاتيا ضاريا فاجعا.
هو ذا القتل على مرأى من الدنيا وحفاة الضمير.
الأرض التونسية لم تصَب بقشعريرة ولا بإندهاش.
إنّها تأكل بنيها.جميع التفاصيل التي اجتذبتني إليها دوّنتها.معي الآن من التفاصيل ما يكفي لتأليف كتاب.كيف يرتقي المرء إلى مستوى ما رأى،كيف يكتبه محاطا بهالته الأسطورية دون أن يقع في نقل الوقائع أو وصفه وصفا إخباريا مسطّحا يفقره ويلغي كثافته؟
كيف يكتب جانبه السحري الأسطوريّ المروّع..؟ الحياة أقدس من النص،والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات،لا سيّما إذا كان الفعل أسطوريا رسوليا على النحو الذي رأيت..
ولكن..لا يجب أن تنتهي الحياة إكراما لشبابنا الذين تسابقوا إلى الموت إعلاء للحياة وتمجيدا للحياة. أنا على يقين من أنّ الإستبداد سيظلّ يدحرج -غلاته وصانعيه-بإتجاه الهاوية حيث لا شيء غير الموت وصرير الأسنان.
يا تونس الصابرة نحتاج قليلا من صبرك الرباني فالرّوح محض عذاب.قصر قرطاج ينوح في السرّ على “أمجاد”من سكنوه ذات زمن موغل في الدياجير.وطائرة المخلوع تحلّق في الأقاصي في اتجاه المنفى البعيد.والحرية تتمطى في اتجاهنا عبر الدموع.
ولنا أن نفرح.لنا أن نهلّل.وطوبى لأمهات الشهداء لأنهن عند الله يتعزين..
غريب أمر هذا الشعب التونسي لا يكتفي بالخبز بديلا عن الحياة والكرامة.
مدهش أمر هذا الشعب التونسي الذي ارتقى بقراره إلى منصة الإستشهاد.
ومدهش أيضا أمر هذا الشعب الذي اتخذ قرارات مصيرية يهون دونها الموت.
ومدهش كذلك أمر هذا الشعب الذي جسّد الديمقراطية في أبهى تجلياتها وغدا نموذجا تحتذى به الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج..
ومبدع أنت -يا رئيسنا الفذ-في عربيتك العذبة..ونرجو أن تكون سياستك أكثر عذوبة..تأكّد فقط أنّ حالة تونس تبقى متطورة وناضجة..إنها جسد مدني سياسي تمايزت فيه الأعضاء،ويكاد يكون مكتمل النمو..وكن أيضا على يقين أنّ الثورة التونسية المجيدة مبثوثة في الأنساغ كلّها،وعلى من يبحث عن موقع بجوارها،أو في مدى توهّجها أن يعثر على ثورته،لغة ورؤى،وأن يستغيث بها للتحرّر من المديح الذي تورّطت به الثورات العربية كلّها خلال نصف قرن..
وإذن؟
هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم،سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا..
وقد أبدع الشاعر الراحل نزار قباني حين قال عنها (تونس):
"ياتونس الخضراء جئتك عاشقا ***وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى*** فاخضوضرت بغنائه الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي***إن الهوى ألا يكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسر*** قطع فعمري الموج والأخشاب
لم أنس اسماء النساء ..وإنما*** للحسن أسباب ولي أسباب
ياساكنات البحر في قرطاجة***جف الشذى وتفرق الأصحاب
محمد المحسن

سبحتي /عزاوي مصطفى/جريدة الوجدان الثقافية


 ---سبحتي---

أحمل باليد سبحتي
وأحمل ذرات قمح
ومنديلا لمسح الدمع
وأسعى هوينا ببلدتي
وإن رأيت مايشين غضضت الطرف
وأخلصت في الخفاء نصيحتي
من تطاول أقصرته الكلام
ووفرت طاقتي وأطروحتي
وزكيت وقتي من أجل القويم
من أجمل ماضمت بحبوحتي
أمشي واقفا مستقيما
لم أداعب يوما أرجوحتي
أجبت دعوة البر والنهر
حتى البحر أبدى الرضا
وقال مرحا لولا ملوحتي
عزاوي مصطفى

أُحبُّك جِدّا/منيرة الحاج يوسف /تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 أُحبُّك جِدّا

منيرة الحاج يوسف /تونس

 أُحبُّك جِدّا

وكنتُ اِعتزلتُ الحروفَ التي عنْ
شعوري تْعبِّرْ...
فَقلبي به ألفُ جُرحٍ وأكثرْ
وروحي بَرَاها عَذابُ التَّكَبُّر
فقرّرتُ الّا تجاربَ أخْرر...
أُكرِّر
كَرِهت لعقليَ أنْ يَتبعثَرْ
وفوقَ جليدٍ منً اللّامُبالاةِ يُقهَر
فقدْ نلتُ ما نلتُ من شهريارَ المُوَقّر
حَفظتُ دروسيَ عن ظهرِ قلبٍ
كأنثى...
عَليّ توجّبَ ألَّا أُعيدَ التّهوّر
فقلبي رَهيفٌ
سريعُ التّعثّرْ
علَى الغدِر لا ليس يَقدِر
ولكنْ ...فما أنْ رأتكَ عُيونِي
نسيتُ قَراري
غَرقتُ... ودرسي تَبخّرْ
فما قُلتُ كان...هراءً...
مجرَّدَ سَطرٍ بِدَفتَرْ
أحبُّك جِدّا وسَوفَ أكرّرْ
وكلَّ الوجودِ سأخبِرْ
فَمن دون عشقٍ
أكانت لتُمطرْ؟

في هدأة الليل/مصطفى محمد علي/جريدة الوجدان الثقافية


 في هدأة الليل

عند سكون
القمر
كلام جميل
وحب عظيم
يذيب
الحجر
روح تنادي
تعال الي
طال غيابك
طال السفر
شعور جميل
على صفحات
حياتي
ولحظات عمري
عطر
بكل الزوايا
انتشر
طال الغياب
حبيبي
وانا اغازل
خيالك
اناجي
القمر
اغمض عيني
انام واحلم
فيك
شفاه نهود
وشعر
كلام جميل
يذيب
الحجر
واغفو واغفو
وانهض
ويدي تعانق
روحك تناديك
تعال الي
فلقد مللت
السفر
وداعا لحبك
بعد الغياب
وداعاا.وداعا
يانجوم الليل
فلقد
اطل الصباح
وضوء النهار
قد انتشر
صحوت بحلمي
وانا انادي
وداعا حبيبي
وداعاا
لاغلى البشر
بقلمي مصطفى محمد علي

الصمت هو الموت/محمد علقم/جريدة الوجدان الثقافية


 الصمت هو الموت

........................
خُـذْني فــي فــم الزمـان لسـانا
واروي بــه لأمتــي الأحــزانـا
فـأنا الحـادي وقـافلتي المـأسي
نـاخـت نيـاقـي أحملهـا الهـوانا
فجـرح الجسـم قد يحظى ببرء
والسقـم منـه قد يغـادر الأبدانا
وجـرح القلــب للنفــس شقــاء
وإن تـوارى لـن يكـون نسيـانا
أصحــو والهــم منـي قــريــب
كلمـا تذكـرت الأحبـة والخلانا
مسّنــا الأذى بـأيـد لنــا حمــاة
وأدنى الأنــام شمّتـوا بنا عدانا
ما أقبـح الظلـم مـن أخ منـافـق
وأنه للعهـد وفيّ وحامي حمانا
وأسأل الكون هـل العـدل بـاق
أم وأدتمـــوه وأضحــى دفينــا
وردّ الكون لاتُخدع العدل وهم
يحظـى بـه القـوي وإن عـادانا
فأنتم أمّة لم تبصر النور دهرا
منـذ أن تولى أمـركم العـابثونا
كـم دم قـــد سال بأيديكـم ظلما
وكم مـن الأحـرار بـات سجينا
فالموت هـو الصمت عن ظالم
لا يـرعـى فيكـم ذمّـة ولا دينـا
محمد علقم/13/1/2015

ما لدمعك أسترق الندمَ /يحيى نفادي سيد /جريدة الوجدان الثقافية


 م القصص الشعري صور هي ف الحياة

((( ما لدمعك أسترق الندمَ )))
أزف ما كان ف خبوا نفسي عالقا
........ صحوا ريعان وشباب فيها ألقا
من طلاق حسنها بدوت ثائر
.......... كحمي النار تصلي قلب نافقا
هيهات من أكاذيب صدقتها
.............ما راودت أشيب لينعم واثقا
إن هو الا حلم جال بالعمر
................ ووهم أسرى بخيال ناطقا
أيها الراقد ف دواسر الأحلام
............ إيلاما يسلمك الركود لمفرقا
قم وآت للصبا طيب أوجه
.......... واحجم لامتطاء الرزيل تسلقا
ان العمر ليسكب سنونه
.... وتظل أنت لمجون الصراع غارقا
إنك ان توافي للعمر شباب
...... ف صغيرة تعود م لحظك مشرقا
أيا ليت ما صادقتني الأكاذيب
...... وهزأت م خصلي الابيض البارقَ
إذا الظنون تلحفني ف كل ساكنة
........... والشك يبات مني بيات مرافقا
وعصب الضجيج استصرخا عناء
....... فأين منها ما يطمئن ظني الحارق
لتهجرني ف ضجع الليل هاربة
...........وأمكث على ذهول الغفل حانقا
ونبأها ف الغيب يغيب عني
........ وصورتها بالفكر تجحدني مارقا
وأسكن من ليل وحشتها غاربً
...... ليس مني الا أغمس شرود طارقا
وكأني لهاتفها اسمع نداء
.......ايها الواهن م عصبا الشباب تنافقا
ما لدمعك أسترق الندمَ
..ما يثمن الشباب الا مثاله فكيف تسرقا
********** يحيى نفادي سيد
ف 14/1/2022