حوار بين زوجين
الزوجة
لم لا تقول أحبك
أو تستحي من أن تقول أحبك
قل لي أحبك كي أراني جميلة
متدفقة كالماء حين يضخه الشلال
قلي أحبك كي تضج مسامعي
بطبول أفراح المجرة كلها
ويلين خصري طائعا متمردا
فتهزه دقات قلبك راقصا
كالدف تنقره أصابع عازف فنان
قلي أحبك كي أرى الكون فضاء واحدا
لا فرق فيه بين أرض وسماء
تتحرر الألوان فيها جميعها
فتشكل الكون فصاء سرمدي
وأصير فيه نجمة متلألئة
قل لي أحبك كي أعود إلى الوراء
بسنين عشر أو بأكثر ربما
قل لي أحبك كي تطول جدائلي
وأشكل بظفائري أرجوحتي
قل لي أحبك يا حبيبي فتنتفي
كل الحدود الواهية ما بيننا
فنسافر ونحلق ونغوص في الأعماق في الزمن السواء
فكأنني وكأنك من كائنات خارقة
وكأننا تحت زعانفنا نخبئ اجنحه
قل لي أحبك كي نعود إلى جنان الخلد
وأصير حواء الجديدة المتجددة
وتعيد خلقي من جديد
من بين نبض القلب ودقات الوريد
قل لي أحبك كي تزيد سعادتي
فبغير حبك لا أكون سعيدة
فالاعتراف يزيد لهب مشاعري
ويغير تاريخ يوم ولادتي
قل لي إذن إني أحبك دائما
والحب بيننا ثابت ويزيد
رد الزوج ....
لم لا أقول أحبك؟
أو تمزحين؟
أو تطلبين الحب في زمن الوباء؟
لا لم يعد للحب معنى في متاهات الحياة
فمتى أقول أحبك؟
حين أعود متعبا من مكتبي
مترنحا متثاقلا أو سابحا في اللاشعور
أوحين أركض لاهثا خلف السراب
ومتى أقول أحبك؟
وسط زحام خانق
أو في غبار أسود يتراكم ويلبد كبد السماء
ومتى أقول أحبك؟
حين أشاهد نشرة الأخبار؟
وأمر من بلد إلى بلد وخوذتي فوق رأسي
كي أحتمي بها من شظايا قنابل الأعداء
متسللا فوق رؤوس أصابعي
كي لا أدوس الموتى والأشلاء
ومتى أقول أحبك؟
حين أصافح شاشتي الزرقاء؟
وأرى فنون اللهو والإغراء
وأخال أنني يوسف بين النساء
وأرى الدماء شهية تتقاطر
بين الأصابع تعلن أن لارواء
ومتى أقول أحبك
حين أرى العمر يمر خلف ظهري هازئا
ببقايا أحلام الصبا
كيف أقول أحبك؟
وأنا تلطخني الخطايا
وأنا تكبلني القيود
كيف أقول أحبك زمن التصنع والجحود؟
بقلمي أنا سهام الجويلي تونس