قصيدة: صلاة في محراب عينيك
مكتوبٌ عليَّ
أن أصلّي في محرابِ عينيكِ
عُمراً كاملاً
فأُقيمَ ركعاتِ العشقِ
على سجادةِ الشوق،
وأطوفَ بقلبٍ
يتوضّأ من ماء شفتيك
يا امرأةً
يجري طيفها في وريدي
كما يجري الدم في العروق،
علّمتني أن الليلَ بلا حبٍّ
بلا انتظار
حلم لاطعم له،و لا ذوق
وأن الكرى إذا سكنَ الجفنَ
صار قدراً
كالموت الذي
ينهي كل مخلوق
لا دمع ينفع
ولا آهات تشفي الحروق.
ما الذي يميّز عينيكِ؟
أيُّ أهداب هذه
المعلّقةُ في سوادِهما
كما تعلق الأهداب
تزين البيت العتيق؟
وأيُّ أمواج تسافرُ نحوي
تلطمني،تجرني
كلّما رمشتِ، إلى الأعماق؟
أي سر فيهما
لا يستوعبه العشاق؟
كحلهما الأثمدُ
غير أنهما
يزدادان صفاءً
كلما ابتهل قلبي إليهما،
يشعان من فرط النقاء.
وإذا نظرتِ إليَّ
انهدمَ في صدري
حصنُ الصبر
وتناثرتُ عاشقاً
كما تتناثر بقايا
البلور المكسور
على رمال الصحراء.
يا وجعي الجميل،
قلبي عليلٌ بكِ
لكنه لا يطلبُ الشفاء،
وروحي تسيلُ على طريقكِ
طيناً وريحاً
ولا تملّ المسافة
ولو كانت كما
بين الأرض والسماء.
لا تلومي هزالي
ولا ارتعاشة صوتي
فهذه عادةُ العشّاق:
يموتون قليلاً
كلما مرّ النسيمُ بذكرى،
ويدفنون أحلامهم
بين أضلاع الأماني
ولو كانت احلاما جرذاء.
الحبُّ – يا عمري –
دينُ العاشقين،
وله شهداؤه،
وله مذابحه.
فإن لم أمُتْ
على بابكِ عشقاً
فأيُّ معنى يكون للموت؟
وأيُّ فائدةٍ لقبر
لا يزوره قلب
أحبَّ يوماً…
وكانت شيمته الوفاء؟
فرنسا 18/10/2025حميد النكادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق