الأحد، 19 أكتوبر 2025

حين يُطفئ الظالم الفجر بقلم الكاتب سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك

 حين يُطفئ الظالم الفجر

في أقصى الأرض،
يختبئ النور خلف خوفٍ قديم،
وتؤذّن الريح بدل المآذن.
تُطفأ الفُجرات قبل أن تُولَد،
ويمشي الضياء على الجدران مطرودًا من التاريخ.
رجلٌ يُصلّي بعينيه،
يُخفي ركوعه في صدره،
ويخشى أن يسمع الجدار دمعه.
امرأةٌ تُخفي المصحف تحت وسادة طفلها،
وتقرأ في ضوء القمر المسروق،
كأنها تُمسك بالحروف قبل أن تُنفى.
طفلٌ يسأل:
"أمي، ما معنى الله؟"
فتبكي،
وتقول:
"هو الذي يرانا، حين لا يرانا أحد."
يُدرَّبون على نسيان سجودهم،
ويُجبرون على الركوع لغير السماء.
تُمحى الأسماء من الجدران،
والأبواب تهمس:
"كان هنا إنسان."
العالم يمرّ،
يمسح الأخبار ببرود،
كأن الصراخ مجرّد ريحٍ عابرة.
وأنا...
لا أملك إلا قلمي،
أنزف به وجعهم،
وأكتب في سفر الغياب:
يا ربّ الفجر المخنوق،
أذّن من جديدٍ في أرواحهم،
لعلّ المآذن الممنوعة
تُصلّي يومًا... بصوت الحرّية.
✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق