الأربعاء، 1 أكتوبر 2025

من أرشيف حبيبتي بقلم الأديب سعيد الشابي

 من أرشيف حبيبتي

أين مني ليلة ـ يا حبيبي ـ

مات فيها الزمان ،

وكان فيها الوجود لنا 

، دنيا فتحت أبوابها

بنينا فيها من العشق قصورا

ومن حبنا المارد جـدرانها

وأنبتـــنا فيها

من عــواطفنا جنائن

..دانيـــة قطوفها

وصغت لك ، من خدّي وردا

ومن عينيك صغت لي النرجس

ومنحتك شفتيّ أقحوان جــوى

ومن لساني ولسانك الشهد

والعسل المذاب ريقنا ، بينهما

فيه الانتشاء وفيه الشفاء

يـا أنت ...يا رجل أذابـني

بين يــديه أنوثة سكـرى ،

وفي حضنك أنشأت لي

متكأ سحري الهــوى

وبسطت لي المضجـــع

رأفـة بي ، فأنـــــا

ما زلـت طفلــة غضة

فـلا تكن الطـــفل الذي

يذبـل الزهرة لثــــما

وتشمّما ، وتمرغا ، بها معجبا

خـذني ، الى غيبوبة عنـدك

أحـسّ اللمس فيها ، تلـذّذا 

وابداعا ، وفناّ ، فوق النـهى

وانثـرني ، أحلام لذّة حمقاء

على قـمة نشـــــوة

لا تعـرف الانتــــهاء

أنا ، نسيت نفسي 

نسيت من أكون ، نسيت من أنا؟

ما عـــدت أعي ، أيان أنا؟

كل ما أعلـــم ـ يا حبيبي ـ

أنك أخذتـني ، ثمّ فيك أذبتني

خلايا في جسمك ، وفي 

عروقـك نبضا ، ودما قانيا

الروح فيه أنـت ، ودنياه أنا


سعيد الشابي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق