من أرشيف حبيبتي
أين مني ليلة ـ يا حبيبي ـ
مات فيها الزمان ،
وكان فيها الوجود لنا
، دنيا فتحت أبوابها
بنينا فيها من العشق قصورا
ومن حبنا المارد جـدرانها
وأنبتـــنا فيها
من عــواطفنا جنائن
..دانيـــة قطوفها
وصغت لك ، من خدّي وردا
ومن عينيك صغت لي النرجس
ومنحتك شفتيّ أقحوان جــوى
ومن لساني ولسانك الشهد
والعسل المذاب ريقنا ، بينهما
فيه الانتشاء وفيه الشفاء
يـا أنت ...يا رجل أذابـني
بين يــديه أنوثة سكـرى ،
وفي حضنك أنشأت لي
متكأ سحري الهــوى
وبسطت لي المضجـــع
رأفـة بي ، فأنـــــا
ما زلـت طفلــة غضة
فـلا تكن الطـــفل الذي
يذبـل الزهرة لثــــما
وتشمّما ، وتمرغا ، بها معجبا
خـذني ، الى غيبوبة عنـدك
أحـسّ اللمس فيها ، تلـذّذا
وابداعا ، وفناّ ، فوق النـهى
وانثـرني ، أحلام لذّة حمقاء
على قـمة نشـــــوة
لا تعـرف الانتــــهاء
أنا ، نسيت نفسي
نسيت من أكون ، نسيت من أنا؟
ما عـــدت أعي ، أيان أنا؟
كل ما أعلـــم ـ يا حبيبي ـ
أنك أخذتـني ، ثمّ فيك أذبتني
خلايا في جسمك ، وفي
عروقـك نبضا ، ودما قانيا
الروح فيه أنـت ، ودنياه أنا
سعيد الشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق