الأربعاء، 1 أكتوبر 2025

ماذا يعني أن تكون شاعرًا. بقلم خالد البطراوي

 ماذا يعني

أن تكون شاعرًا...


يعني أن تتألم أكثر، وتبكي أكثر،

أن ترى الأشياء من زوايا مختلفة،

أن يتجسد إحساسك في كل شيء، ولا تصغّر أي أمر.


أن تمتلك أكثر من قلب،

قلب للحب، وقلب للحزن، وقلب للوطن،

أن لا تعرف الكراهية ولا الحقد،

وأن تنفر من النميمة والكذب،

أن تميل للوحدة والتأمل،

وتعشق الطبيعة، وتقدّس الجمال.


أن تكون شاعرًا...

هو أن تحمل الكون في قلبك،

تسمع صوت الصمت، وتقرأ ملامح الغيم،

تقتنص المعاني من بين أنفاس اللحظات،

وترى ما وراء العيون، وما خلف الكلمات.


أن تكون إلى الله أقرب،

تدعوه في جوف الليل بلا رقيب،

تسكنك الدعوات النقية،

وتبكيك كلمة، وتسعدك نظرة،

ويغمر قلبك فرح لو كنت أنت مصدر سعادة لغيرك.


أن تكون شاعرًا...

يعني أن تكون الوطن كل الوطن،

والحب كل الحب،

والألم كل الألم،

والخير كل الخير...


هو أن تنزف حروفًا بدل الدموع،

وتبتسم وأنت تحترق لتنير دروب الآخرين،

أن يكون الحنين وطنك، والذكرى خبزك،

واللغة سلاحك، والجمال إيمانك.


أن تكون شاعرًا...

هو أن تعيش صامتًا، لكن بداخلك ضجيج العالم،

أن تبحث عن الأمل في ركام اليأس،

وترى في كل جرح قصيدة، وفي كل دمعة نهرًا من الإلهام.


أن تكون شاعرًا...

هو أن تكون سفيرًا للإنسانية،

تصالح بين المتناقضات،

وتوحد بين الحلم والواقع،

وترفع راية الحب حتى في ساحات الألم.


..............

خالد البطراوي 


---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق