الجمعة، 3 أكتوبر 2025

أميرة الضباب بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس

 ♣︎♣︎.   أميرة الضباب  ♣︎♣︎


تخبطت الأنامل بين أمواج الحروف

تجدف الحبر الهائج سيولا 

يشق سواقي الأشواق 

يسرق دمع المطر من آهاتي 

 ومن زجاج مرآتي 

لمحت شعاع ضجيج 

يطلب مني تأسيس عاصمة للضياء ...

تغدغ سهادي 

وإن أكون أميرة الضباب ..

بيدي الحكمة وفي فمي مفتاح الصابرين ...

♣︎♣︎

على صدري تنهيدة الرضيع 

أبحث عن بصر لكفيف

أطلق قيود العبيد 

في حديقة المستحيل 

أصنع ابتسامة للشقاء ..

بين كثبان الرمال أعد المواسم 

بلهفة اللقاء ، بحضن ارتعش عند الفراق..

في آخر مساء موعد للرحيل

 تناثرت فيه كل الأوراق 

صفراء اهتز غصنها قبل الوداع ....

تبا لهذا الخريف الرمادي 

تمضي الصورة تغرد كالحمام 

♣︎♣︎

في أحلام اليقظة أسكن العراء 

وكفي ملطخة بدماء الحناء

والوشم الأخضر لا يفارق موائد الذكريات

يتسلل عبيره على أعتاب الضباب 

يعلو كبخور الأحزان 

يشتهي السفر وضميدة للآلام ..

كل تراتيل الغياب اندست تحت لحاف الغصة الماطرة 

ضمت وشاح القبور 

وجفاف السعادة في قاع التراب 

تشققت الأرض وتعذبت سنابل الغبار 

♣︎♣︎

نامت الفرحة بلا وسادة وصار الفراش أطلالا 

انقطع حبل الوصال خلف الأبواب 

حديث صوت يربك الفراغ ..

تأملتْ القصيدة جبلا   يملأ المدى يشاهد السماء 

أنظر من هناك .  . ..؟

انها النجمة البعيدة .. التي ضاعت ..

ترسل إشارة لكنها لا تنزل الأرض..

إنها ليست سعيدة وهي في أعلى مكان .....

♣︎♣︎

غريبة أنت أيتها العواصم  ليس لديك عيد ولا صيام

اذن كيف سأشتري البالونات ..والنجوم لا تبيعها ..؟

علقت كل الحكايات بين اللسان والقلم 

سخر الحرف  من الورق 

دار السؤال في الروح والشفق 

زارني الغروب في المنتصف يبحث عن جواب في الأفق 

أين صور العيد يا أبي . ؟

لقد صاحت الديكة قبل الفجر 

قبل حلول أيام العشر ..

اصابتها الدهشة في وقت الاذان 

♣︎♣︎

كل الفساتين باهضة الثمن 

الا فستانا واحدا احمر اللون 

وقصيرا جدا رفضته دميتي الشقراء 

تبحث عن آلة تصوير وأين يسكن ساعي البارد 

هل ضاع في المنعرج أم إلتقط الصورة وهرب ..

وعجزتَ أنت عن الطيران 

هل فاضت الأنهار.  .

كل الأجوبة تعطبت وذابت كالضباب 

على عتبة الطرق القديمة تحتفل بالكعكة الصفراء ..

♣︎♣︎

إنقضى العيد وتصلبت الأيام 

واقتنيت فرحة بحجم الأحلام 

غمرني عزاء الزقاق 

أصيد الفراشات أجففها بين أصابع الأطفال 

وفي خلوتي أغرس وردة بيضاء 

انشرها بعدد اللحظات ..

وانتظر ساعي الباريد في المحطات ..

إنه يسير خلفي يلعب كالصبيان 

كلما اتفتُ ورائي.. إختفى ..يخاتلني ..

وجدتُ الصورة في المحفظة بلا عنوان 

♣︎♣︎

أخذت لحلمي المستساغ ..

فضاع الكلام من غير وداع 

صار لحنا وفيا يصفق للعابرين بجناح واحد 

جلست الصورة من الأمام مخلصة بهية 

حين يدركها المخاض ترشف معي 

العزف الموجع في غسق اليل ..

فرنا الطير بين رذاذ الطريق يشتهيان ظل السهر 

يستفيق النوم بين جفنيه وحلق في الصباح 

يبحث عن شهرزاد وكيف نام شهريار 

وكيف صاح الديك ؟ 

وكيف عشقت الأميرة الحياة 

واختفت في الضباب 

ونسيت الدمية والفستان .....

♣︎♣︎

بقلمي زينب عياري / تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق