عفوا ..انا مُتعبة ...
عجبا لكِ حروفي ..
ألم تتعبِي من السّرد
ولُغة الحوارِ...
كلّما استأذنتكِ في الرّحيل
تشدّين إزارِي ...و تزرعينَ
التردّدَ في كهوف خيَارِي ..!
لمَ تطلُبين منّي المكوث أكثر
لمَ تلوين العصا
في أيدِي قرارِي
لمَ تقفين َ أمامِي ... كالمسمارِ ..؟
الم تكفكِ عثراتًا أنهكتنِي
طول عمري ... أذابَتني شمعةً،..
لمْ أتبيّن نقطةً بعيدة .. هناك
تقبع عند نهاية
مَسلَكِي و مسَارِي ...
لقد تعِبت خطواتي ... وذاكرتي ترنّحت
هي َ فقط تُريد الهدوء،...
ارتجت إليّ اللّجوء
جمعت لها غَرْفةً من دموع ْ
للاغتسال .. كي تخف ..
أو ربّما للوضوء ..تاقت للصلاة
للحياة ... دون ضوضاء ....
لم تعد لها قدرة على المحاكاة
كما تفعل النساء ...
لذا . . دعيني حُروفي انسحب ْ
كيْ لا أُجادلَكِ بالهباء ..
لا تُجبرينَني أن أكتُبَكِ
مجرّد أسطرٍ .. و أحرُفٍ جوفاءْ ..
اكره الكتابة .. ، وانا لها كارهة
لا تدعيني أمقتُك ... لا تجعلينَني
بكِ أكفُرْ ..
الفصحى لا تهون ..أن تكون تسليَةً
أو تجربة تحت المِجهر ْ
..حاشاها الضّادُ والهجاء
لا تدعي الحبر منكِ يتبعثر ُ
وتجفّ قطراته ..في الهواء
لن يبردَ التوقيعُ به
لن يبطُل الإمضاء ...
الحبّ لا يُؤخذ عُنوة
من قلوب الإماء..
من حياة البُسطاء مثلي
فكيف إن كان حرفا .. إن كانَ نزفا ...
وانتِ كبيرة ...و شاسعة كالفضاء
لا تتركي الضعف ينتابُني
فأبدو أمامكِ ...أصغَر ...
دعيني أرتاح ...
أضمّد لقلبي نزفَهُ والجراح ..
حتّى يتجدّد . ولا يبتعِد َ
عنّيَ فجرِيَ والصّباحْ
دعيني أزيلُ قتامة َ
كلّ اللّيالي...
أنفضُ عنها حُزنها، والسّواد ْ
كفاها العصافيرُ
المُكوث بأعشاشها
يليق بها الطيران، والغناء
لا الكسلُ ..والرّقادْ ...
دعيني أُجمّع أشلاءَ بعضي
وأُوقِفُ نزيفًا طالَ نبضي
رجاءً دعيني أمضِي
لألحق بقيّتِي ..و أُناديها
حتّى أحيا بها ... ومثلَكِ أنْمُو وَ أكبُر ......
فاطمة بوعزيز
تونس ... 20 /11. /2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق