ميلاد القصيدة
شرفة في طابقها الرابع، هناك جلست ورفيقتي، قهوة بعطر الياسمين، وسيجارة تحترق، لم تصرخ من ألم النيران، لم تتأوه بين الأصابع ، لأجلي تنتحر على شرفة في الطابق الرابع صاغرة مطواعة، وصدري زفراته في إزدياد وعيني مرشوقتان هناك بعيدا، حيث لمحت غرب المكان، سحابات سوداء ترتحل، أعدت فتح الدفاتر من جديد وسيجارتي لا تزال تضحي تساير نفَسي الملتهب. هنا بين ذاتي وبين تلك السحابات الهائمة في السماء، تربعت في المخيلة نقاط استفهام عجيبة، فهذا صباح لكن شمسه تتأخر بل تختفي وراء ستار وراء غيوم لمحتها ترتحل فازددت شرودا،
تاه الخيال وصال الحنين اليها وجال، انها بسمة ترتسم فوق الشفاه، لمحتها جالسة في السماء على أريكة مرصعة بالذهب، تناجي السحابات تلك وتتوسل للغيوم أن تبوح بهمس الصباح، وها قد أطلت تداعبها نسمات الشتاء، بها بعض برد وبعض من الدفء بين السطور، وسيجارتي تدفن بذاك القاع الصغير في انتظار اخواتها المختبئة بجيب سترتي.. متى ستضحي؟ متى تحترق وتلهمني من جديد، وتعلن موعد حصاد الخواطر، تُصفر الريح بين حين وحين، وزخات من المطر تغمر الأجواء، إنه ميلاد القصيدة يا سيدتي، لعلني أنهي رشفات أخيرة من قاع كأسي، لعل سيجارتي ترفض أن تضحي لأجلي ولا تحترق، لكن هيهات لقد كثرت النفايات بذلك القاع وأنا لا أزال هائما في البعيد وشرفة الرابع ما تزال على حالها ركام من الذكريات، وذاك السحاب ما يزال بعيدا فقط قطرات من المطر، تباشير فموعد الحصاد قد قرب،
طاهر مشي
الأربعاء، 29 نوفمبر 2017
ميلاد القصيدة★*★*★ بقلم الأستاذ// الرائع طاهر مشي ★*★*★
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق