خاطرة بعنوان:"أنا و ......"
ممدد في حجر الدنيا و هي جالسة جلسة القرفصاء تُناوبني على رضع ثدييها:أحدهما به حليب سائغ أبيض،و آخر به سائل حنظل أسود،أتوه في سموت دساكر عينيها الباهتة،تُنزل يداها على صدري تروم خنق يقظتي و إحياء سنتي،و إذا بها كالخريف حينما ينزل على الأشجار،تُذبل أوراق أملي فتسقط مترنحة ورقة تلو الورقة،و جسدي يتجعّد إثر ذلك بكفها الخشن،أحس بملح مقلتيها الساخن يرويني،فأروح أسألها ذات الأسئلة في كل مرة:لم تبكين؟إن كنت تبكين نفسك فأنت تعلمين أنك زائفة زائلة.و إن كنت تبكينني راثية،فلستِ الخنساء و لستُ صخرا،و لستُ ممن ترك أثرا يتذكره الناس بعدي.فإن كنتِ قد عزمتِ الرحيل فارحلي و لا تأبهي فسيُرَانُ النسيان على العقول فوق ذاكرة الموت و سيسكن الأهل و العشير و الخلان في دوامتك التي لا تتوقف على الدوام.
لم تنبس و لم تتزحزح بل بقيت تنظر إلي بنفس النظرة الغامضة المبهمة،و قدري مضبب يطل علي من شباكها كالمعتاد،ينتظرني لأخط باقي أوراق كتابي البيضاء الناصعة.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد. البلد:الجزائر
الأربعاء، 29 نوفمبر 2017
أنا و .... ،،،، بقلم الشاعر/بن عمارة مصطفى خالد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق