الأربعاء، 7 فبراير 2024

الإسراء والمعراج ــــــــــ عبد الملك العبادي


 (( الإســـــــــــــراء والــــمــــعــــراج))

أشــاقـكَ الــوجـدُ أم يـشـتـاقُكَ الـسـمر
أم اصـطـفـاكَ الـــذي ســوّاكَ يــا قـمـر؟
أم أنَّ قـــلــبــكَ مـــشـــدودٌ لــخــالـقـهِ
وفــــي جــوانـحـهِ الأيـــاتُ والــسُـور؟
جــبـريـلُ تـهـفـو إلـــى لـقـيـاكَ أعـيـنُـهُ
والـعـرشُ مِــنْ لـهـفةِ الأشــواقِ يـنـتظر
فـيـكَ الـبـراقُ تـبـاهى وانـتـشى مـرحًـا
لـمـا صـعدتَ انـحنى.. يـا حـبذا الـسفر!
يــا بـخـتهُ فـيكَ - مـحظوظٌ - وحُـقَ لـهُ
يــطـوي الـمـسـافاتِ بـالـمختارِ يـفـتخر
والــقـدسُ لــمـا بـــدت أنـــوارُ طـلـعتهِ
تـــــلألأت أرضُـــــهُ وانــتــابـهُ الــبِـشَـر
فــمـدَّ مِـــنْ حــرقـةِ الأشـــواقِ أذرعَــهُ
ودمــعـهُ مِـــنْ هـــوى الـمـختارِ يـنـهمر
وضـــمَ أحــمـدَ فـــي مـحـرابـهِ شـغـفًـا
وقــال أهــلًا: بـمـن يـصـغى لــهُ الـقـدر
أهـــلًا بــمـن نـــورُهُ فـــي كــلِ زاويــةٍ
وهــديُــهُ فـــي رُبـــوعِ الإرضِ يـنـتـشر
أهـــلًا بــمـن زانـــهُ فــي حـسـنهِ خُـلـقٌ
ومَـــــنْ هــــواهُ بــأمــرِ الــلّــهِ يــأتـمـر
أهـــلًا وســهـلًا بــمـن طـابـت سـريـرتهُ
وطــابَ مِــنْ طـيـبهِ الأعــرابُ والـحَضَر
أهــــلًا بــخـاتـمِ رُســــلِ الــلّــهِ كـلـهِـمِ
ومَـــنْ بـــهِ الـقـلـبُ بـالأشـواقِ يـنـصهر
أهـــلًا وســهـلًا بـــأرضِ الأنـبـياءِ ومَــنْ
سِـــوَاكَ فـــي هـــذهِ الأثــنـاءِ يـقـتـدر؟
أنـــتَ الإمـــامُ ومَـــنْ لـــولاكَ يـأخـذُهَا
فــطـب مـقـامًـا ولا تــأبـهِ بـمـن كـفـروا
هــــذا زمــانُـكَ فــامـضِ فـيـهُـمُ عـلـمًـا
وكـــن شـفـيعًا إذا حـاطـت بـهـم سـقـر
بـــكَ ارتــقـت أُمّـــةٌ ســـادت مـكـانـتهَا
أُزيـــحَ عـنـهـا الأذى والإصـــرُ والـخـطر
وراحَ يـخـتـرقُ الـسـبـعَ الـطِـبَـاقَ إلـــى
أن نــــالَ مــنـزلـةً لــــم يـعـطْـهَا بــشـر
وكــلــمــا زادهُ ربُ الــــــورى كـــرامًـــا
صــلـى الــفـؤادُ إلـــى الـرحـمنِ يـفـتقر
يــقـولُ: يـــاربِ أهــلـي أُمّـتـي.. أمـلـي
ألا تــســومَــهُــمُ نــــــــارٌ ولا شَـــــــرَر
أدعــــوكَ مـبـتـهـلًا فــــي كـــلِ ثـانـيـةٍ
ألا يُــصِــيــبَـهُـمُ شـــــــرٌ ولا ضـــــــرر
يـــارب صـــلِ عــلـى الــهـادي وعـتـرتهِ
وصـحـبـهِ مــا هـمـى فــي دارنــا مـطـر
واجـعـل صـلاتـي عـلى الـمختارِ مـغفرةً
لــكـلِ ذنـــبٍ ومـــا قـــد فــات أعـتـذر
ولا تـكـلـني إلــى نـفـسي فـكـم سـلـفت
مـنـي الـمـعاصي وقـد أوهـى بـيَ الـكِبَر
أتـــيــتُ بــابَــكَ مــكـسـورًا ومُـفـتـقِـرًا
ومــا شَـبِعتُ وهـل يُـغني الـفتى حـذر؟
عـــبـــدالـــمـــلـــك الـــــعـــــبَّـــــادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق