الجمعة، 7 أبريل 2023

رحلة بين جناحي الجرثومة المستجدّة... (قصة من أيّام الحجر الصحّي) بقلم الأديبة د. زهرة سعدلاّوي كحولي،.

 رحلة بين جناحي الجرثومة المستجدّة...

(قصة من أيّام الحجر الصحّي)

 

     افترش الأرضَ في رُكن من أركان الغرفة يَنتظر مَجيء الطبيب. وَضَع يدَه على خدّه المشْتعل حَرارَة، ومِمّا زاد وضعَه تدهْورا ذلك النَّفَسُ الذي انْحَبسَ في صدره،  وأبى أن  يَخرج إلّا بصعوبة، وألمٍ...وضع صحِّيٌّ يُمَزّق كيَانَه ويزيد في لُهاثه المُتلاحِقِ  فيُشْعرُه بالوَهن، وبالتهَاوِي.

     يتكَوّرُ على نفسه، يسْتجمع قُواه، يُسْند رأسه إلى جدار الغرْفة...تتراءى له صورٌ مُبَعثرة... يَصْمُت ويسْرحُ بذهنه المُشتّت، المسْكون بالمشهد الذي فُجِع به منذ أيّام ...كان ذلك ذات مَساء عندما فتح الباب فَفُوجئ بأبيه العَمّ "مَحمود"  مُنكفئا على بطنه، مُمَدّدا على الأرض، قلَّبه على ظهْره فاسْتجاب جسدُه إلى يديه  عَجينةَ طين ثقيلة، جَوْفاء... رأى  وَجْها صار بلَون التُّراب، وكأنّه مُعَفّر بالرّمَادِ،  رأى عَينين بارِزَتين، جاحِظتين  في الفضاء الدَّائري الضَيّق. العمّ "محمود" يَكَاد لا يَتنفّس، إنّه يَكَاد يَكُون جسْما هامِدا، بلا حركة...

     وقف عند رأسِه وقد غاب صوتُه، وتكدّسَ على جسَده. صاح مُوَلْوِلا، فَزِعا :" أبي..أبي ما الذي جرى" ؟ عجز عن أن يُوقِفَه باعتدال... لقد خانَتْه رِجْلاه ... فلم يَسْتطع أن يَقف عليهما...صُدِم  "فخر الدين"لمشْهد والده على تلك الحال ... تَمْتمَ قائِلا:" يا إلهي !  كيف حدَث هذا؟ لقد تَركَته أوّلَ أمْس وهو في صحّة جيّدة، كان ذلك  عندما استأذنْت  مِنه للذّهاب  إلى المدينة لمدة يَوْمين، لقضاء بعض الشّؤون، على أن  أعود في أقرب وقت مُمْكن، وقد سبق أن تغيَّبت عن المنزل منذ تخرَّجت وبدأت رحْلة البَحْث عن عمل... فكانت تضطرني الحاجَة أحيانا إلى الذّهاب إلى هناك لمُقابلة بعض المسئولين  عن تشغيل المتخَرّجين الجُدُدِ..." أوْمأ بِرأسه على غير عادته مُتمْتمًا:" يومان فقط... عُدْ مُسْرِعا... "

      يا إلهي !هل العلِّة في السّاقين اللّتين كانتا عمادَه، تَحْمِلانه حيْثما أراد؟ لقد جاب بِهِمَا المدنَ والأريَافَ، صَعِد   السّفْحَ وَنَزل السَّهْل، وعبر بِهما النّهرَ، وتسَلّق بواسِطتهِما خلال موسم جني الزيتون الأشجار  بخِفّة الكُهُول، وحُبِّهم للعمَل والعَطاء. وكان يَظلُّ كامل النَّهار يَجني  الحبّات السّوداء دون ملَل، ولا كلَلٍ وهو يصْدَح بصوته الجهْوَريّ الرّخيم  مُردّدا أغنيته الشَّجيّة "على  أحبابي الِّي رحلوا... وما رجعوا، ولا زاروا..."

كان العمّ "محمود" نشيطا، رغم ضعف جسده، لم يشتكِ مرّة من علّة، ولم يستسلم لوعكة عابرة... وكان بشوشا، وكان خدوما، كان مَحبوبا من جميع أصدقائه، فلم يعرف منذ مجيئه إلى قريتنا أنّه أغضب أحدا، أو أساء إليه.

     هكذا فُوجِئ بوالدِه ملقى وراء الباب جَاثِما على الأرْض...لقد  ظلّ مُنْكَفِئًا على وجهه مُنذ الصّباح، الوقت الذي كان يغادر فيه البيت للذّهاب إلى عمله كعادته...والدّليل على ذلك أنّ قفَّته التي تعوَّد أن يَحملها على ظهره  لا تزال  مُلقاة إلى جانبه... فتَحها و نظر داخلها فوجد تلك الآنية الدّائريّة الشَّكل والتي يَستعين بها لحفظ طعامه الذي  كان يُصرّ أن يَكُون من صنع يديْهِ، ثم رأى بعض الأدْبَاش الأخرى التي  كان يَحْتاجها في عمله مُبعثرة في قاع القفة.

     يا إلاهي ماذا أرى:" هذا عمّي "محمود" الذي أصبح لي بمثابة الأب  منذ اقترن بأمّي. أذكر أنّها قالت لي مساء دخل بيتنا:" لا تخَف يا بنيّ ... لن يكون عمّك غريبا، بل قريبا... وسوف يُعوّضك عن فقْدان الأب ، فلا تجزع ولا ترتعب".

       ومنذ ذلك اليوم أصبح العمُّ "محمود" لي بِمَثابَة الأب... كان  يَحْمِلنِي بين يديه ويُداعِبني ويُضاحِكني... هذا أبي لم يتزوّج، ولم يُغادر بيتنا  منذ فارقتْنا أمِّي. ضَمّني إلى صدره يَوم ودّعَتِ الحياة على حين غفلة وبكى قائلا:" اليوم فقط أصبحنا يتيمين، فليس لنَا إلّا بعضنا البعض، لا تَبك، يا ولدي ولا تجْزَع سوف نكون بخير، وسوف نعيش باطمئنان، وسوف يرعى كلانا الآخرَ بحبٍّ ووفاء...هذا وعْدٌ منّي فلا تَخف...

     فشَلت في إسْعافه، وتخفيض درجة حَرارته المُلتهبَة،  أخذْته بأسْرع ما استطعت إلى مستوصف القريَة، وهناك أخبرني الطبيب بحقيقة وضع  والدي الصِحّي ...يا إلهي ! لقد  تسرّب إليه سُمّ الأفعى عبر قُماشٍ حمله من المدينة ّ، وهو التّاجِر الجَوّال ما بين بيوتَات القَرية، ولم يعلم أنّه يَحْمِل سُمّا، وأنّه داء اكتسح جسَده في غفلة منه، وفعل فعْله في الصَّدر والرّئتين... تلك الرّئة الصغيرة التي تتمَوْقع  في الجهة اليمنى، ومثيلتها التي تؤنسها في الجهة اليسْرى ... لقد ضربَهُما الفيروس  في العمْق، في قلب الهِلاَل ... في شرايين الحياة... قرَضها بأسنانه الحادّة استعارة عن التّكَهّنات العِلميّة وتأويلاتها. قواطعُه لا تُرى، ولكنّها تقدّمت فحامت حول الرّأس فزعْزعت هدوءَه، وأصابَتْه  بوجَع جُنُونِيٍّ لا يُحْتمل.

     بقي مُسَجَّى، وكنت قد عايشت وضعَه الصحيَّ وقد ارتفعت درجة حرارته وصارت نارا تلتهِمه، وسُمًّا زُعَافا يَنْخُر رئتيه بسَبب ذلك السُّعال الشَّدِيد المُتَوَاصِل... كان والدي ضَعيفَ الجَسَد، وإن كان نشيطا،  قليلَ الأكل، وكان يُكْثِر من التَّدْخين ولا يُبَالي... وعندما عاينه طبيبُ القَرية، شَهَقَ من الصدمة وخاطبني منذ متى كان هذا.؟؟ !! اشتدّت العلّة بوالدي، وعجز الأطبّاء عن نجدته،  ولم تمهلْه العلّة وقتا طويلا ، فرحل عنّي إلى الأبد.

         دفنت والدي بحضور شرطة القريَة لأنّ  أهلنا رفضوا أن يُوَارَى زوجُ أمّي التُّرابَ قرْب قبرِها وهو الذي أخْلصَ في حُبها، وظلّ وفيًّا لها فلم يتزَوّج، ولم يغادِر بيتنا.... مات زوج أمّي منذ أيَّام ... فشعَرْت باليُتْم فعلا لقد كان أنيسي و سندي ومُضيء دربي...  رحم اللّه زوج أمّي لقد أكْملَ  رسالَتها فعلّمني وأحْسَن تربيتي...  تخرّجْت حاملا شهادةً تخوّل لي تدريس الأجيال ، ونشْر العلم في قريتي. كان أبي، هكذا كان يَحْلُو له أن أناديَه... ينتظر أن يبدأ معي حياة جديدة فيتلذّذ أنْسَها ويستنيرَ بنورها، ويَقطف ثمارَ نجاحاته...

تأجّل تعييني فصبر، وطالت بطالتي فكان يُعزِّيني بأنّ الأجمل آتٍ لا مَحَالة...كان يَمُدُّنِي وبإلحاح بمَصرُوف جيبي تسديدا لحاجاتٍ لم أكن أعتبرها ضَروريَّةً، وكان يُفَكر فيها ويعمل لها ألف حساب، كأنْ أدفع ثمن قهوتي إن صادف وتناولتها مع أصدقائي فلا أتَوَاكَل عليهم، بل كان يوصيني بأن أقُومَ أنا باللاّزم معهم، ألم يكونوا مثلي عاطلين عن العمل؟ !

     مات أبي منذ يومين واقْتِدْتُ على عين المكان إلى حيث يَجب الاعتناءُ بي  وشرَعَتْ  لجنة رعاية الصِحَّة لوباء الــ"كورونا" تقتفي  الثنايا التي عبَرَها والدي، والبُيُوتُات التي طرق أبوابَها، والأصدقاءَ الذين اعترضوا سبيله، إنّه البحْث المسْتمِيت، والتَّحليلُ العلْميُّ على نطاق واسع، الكلُّ يبحث في قلب القريَة وأطرافِها  عن عدو تسلّل إليهم، وفي غفلة منهم عن طريق والدي تاجرِ الأقمِشَة ومُوزِّعها ما بين العائلات المنتشرة هناك..حمل إليهم  أبي عدوّا غازيا ولم يَعْلمْ... جلبه إليهم من المدينة، ولم ينتبه إليه... لقد كان أبي يحِبّ قريَته، ويرْجو لها الخيرَ والاستقرار. كان يُردِّد في وجْهِ كُلّ مُتألِّم من وضعه الاجتماعي غدا سَتشْرق الشّمْس، ويَمْلأُ نورُها دربَنا، ثم يَمرّ في حال سبيله مُحِبا لدوْرِه في خدمة سكّان القرية حتّى ولو كان ذلك  بالنَّصيحة والكلمة الطيبة.

     أحدث البابُ وهو يُفتَحُ صريرا مُزعِجًا، ولكنَّه لن يكون مُزعِجا بالشّكل الذي يُمزّق طاحونة رأسِه ...الوجع الذي يبدّدُ جسَده، ويُفتِّت داخِله. مدَّده الطاقم الطبيّ على السّرير...حاولوا القيامَ بما يلْزَمُ لنجْدته...ظنُّوا أنَّهم يُعيدون إلى جسده رونقه، وإلى رِئتيْه حَيويّتهما... غاب عن الوعي...سمعهم   يقولون بحيرة وقد سلك درْبًا مُظلما لا يُشبِه دَربهَم..كيف لنا أن نُوقِفَ هذا الزّحفَ المدَمّر؟ !

     فُتحَ بابٌ أمامه... أطْفِئ النُّور...نزل الدّرَج، زَحف على ساقيه، نَادى ببقيًّة من صوت، أيا أبي؟ أين أنت؟ أعِنّي على حَمْل جسَدي كما أعَنتني في حيَاتك على ترْبِيتي، وتعليمي، ورِعايتي، وحِمايتي حتّى اشتدّ عُودي، وصرْت أعَوّل على نفْسي ... إنّني الآن في حاجة إلى مَعُونَتِك أكثر من أيّ وقت مَضى... مُدّ إليّ يدَيْك؟لقد تعوَّدت عليهما دائما مبْسُوطتَين، لا تتَأخّران. عن نجدتي ...ما لهذا الدّرْب صَامِتٌ؟ طوٍيل لا ينتــــــــــــــــــــــــــهي... الصَّمت ثقيلٌ... الصّمت يَلبَسُني... يهجُم على صدري فيُكَبّلني ... الصَّمت يَزنُ كامل سنوات عمري الثلاثين ! إنَّني أحاول أن ألحق بك ولا أقدر... رجلاي أصيبتا بشَلل... فلم تعودا قادرتين على حمْلي...لقد أصبحْت كَسِيحًا يا أبي...أرجوك أغثني...لقد باد جسدي ومَزّق  السُّعال الشّديد  رِئتيّ... وفَتّت الصُّداع خلاي رأسي... إنّني  ومنذ افترقنا صرْت أشْكو علّة تفترسني بصمْت ثَقِيلٍ، أحسُّ أنَّ جَسَدي قد تعرّي من لحْمه، إنّ كائنا غريبا يستوطنه ويَمتصّ بشَراهة  الدّم الذي يَجري في عروقي... النّجدة يا والدي، يا مَن كنت لي أبا حقيقيا...فأنا لم أعش مع أبي البُيولوجي  إلا بضْعة أعْوام، جئْتَ  بيتنا يا أبي فمَلأتَه حُبًّا...ومَلأته وِفَاقا ورضا وسَعادة.

 أحسّ وهو يزحف في سِرْدابِه الطّويل الثَّقِيلِ أنَّ جسَده يَعْلقُ بطين لَزِجٍ يَشدّه إلى الأرْض...البللُ الطِّينيُّ في ذاك الممرّ يجْعله ينزلق ولا يَتقدّم.. يتخبّط في نفس المكان ...أهو دائريّ؟ أم مستطيل؟ أهو مسطّح؟ أم عميق؟ ثم يعود ليدور حول نفسه كتلة من اللَّحم  تتدحْرجُ إلى الأسْفل، إلى الهاوية... فيجْمع قواه ثانية ويَئنّ أنينًا مُتَواصِلا وبلا انْقطَاع :"إنّني أراك يا أبي ، فهل تراني".؟؟

     أغْمِيَ عليه...استقرّ في قاع الهُوّة السّحِيقة، اشتمّ رائحة التراب النّديِّ، تنفّسه بملء رئتيه...أحسّ أنّهما  قد استعادتا وظيفَتيهما  لتسْعِفا البدن العليلَ الذي استباحته جُرْثومة الـــــ"كورونا" منذ أيّامٍ، أحسّ أنّه يُحْمَلُ بين جناحَيها  إلى الأعْلى...سمٍع صوت والده يناديه:" افرح يا ولدي إنّك تقترب من لقاح التِّريَاق الذي زُرِعَت نبتَتُه في هذا المكان القصيّ دون غيره... النَّبتة السّحريّة ذات السّيقان البلوريّة لا تنبُت إلا هنا ... إنهَا لم تنزل بعد إلى العالم الأرضيّ ، عالم القريَة المَوْبُوءَة التي تئنّ تحت زحف المارِد الذي خرج من سجنه العُلْوِيّ ليعيث وَجَعًا وعدْوى قاتلة يُصيبُ بها العِبادَ قبل الكائِنات الأخرى... فيَتحلَّل جسَدُ المُصَاب ويبدأ  في التّمَزق والتلاشي...

     ويواصل أباه مواساته:"سوف تَتحرّرُ  يا ولدي من ثقل الجسَد... وترتَدِي ثوْبَ الرّوح فتتنفّسَ الشِّفَاء...سترحلُ الدُّودَةُ التي تنْخر جسدك العليلَ، وتستَعيدُ عافية أبديّة...إنّك هنا في طريقك إلى الحياة الأبديّة، فاستبشر بغبطة فيّاضة...سترْكن إلى الهُدوء، ولن يُعَاوِدَك الألَمُ المبرّح، ولن تواصِلَ الجرثومَةُ الخبيثةُ قرْض لحْم رئتيك، وإنهَاءَهما على مهَل، وبقسوة..."

     ومرّة أخرى رأى والده قريبا منه...يكاد يَلتصق به، وهو ينادِيه: "هل خَفّت العلَّة  يا ولدي، هل أرعَبَتك الجرْثومة، وهي تطارِدُ  أجْزاءَ  من جسَدِك  لتُنهْكَه وتسْتولي على نبْع الحياة في عمْق الحياة التي تستظلُّ بها؟

     يَتوارَى الصَّوت، ويَغيب بين مَمرّات النّفق الطويل ذي التربة اللَّزجة، تلتصق بسَاقيه فلا تعِينُه على التقدّم، وتُبْقيه يَتخبّط في دائرة مُستطيلة نَدِيَّة، مُظلمة... ويُعيدُ النداءَ:" أغثني يا أبي...إنَّنِي لا أستطيع أن ألتحق بك...ألا تأخُذُنِي إلى أمّي، ألَم تقل لي يوم رحلت، وكنت أبكي فَقْدَها بمرارة "لا تبك يا ولدي سوف يأتي يوم ونلتقي بها لقاءً أبَدِيّا...سوف يَجْتمِعُ شمْلنا هناك في مَكانٍ قصي، أبديّ."

      فتح عينيه ليَتحسّس صورة والده... تعرّف إليه ولم يتعرّف...كانت الصُّورة غائمة... انْحَنى عليه وحمَله بين يديه، رأى يديْن، رأى أصابعَ طويلَة، رأى ضفائر من اللَّحم المُمَزّق... اقشَعَرّ جسدُه... ارتعدت فرائصُه، أحسّ بخوف رهيب... أحسّ بفظاعة المشهد... ردَّد في صمت "لكن هذا ليس والدي...هذا شبحٌ... هذا ظلٌّ... هذا وهمٌ... واصل الشّبحُ العمْلاقُ  الرّحلة...تارِكًا وراءه عويلا يَتعالى من النّفَق...سَمع أصْواتًا مُتداخِلة...ورأى دُخانا يُنفث في العَتمة فتشتدّ ظلمتُها وتعُمّ المكانَ  لتصبح جدارا سَميكا...يبسط جناحيه على امتداد الطّريق... استسلم إلى ذراعي والده المهْترِئتين،   وهو يردِّد بصوت خافت مُتقطِّع العتمة...!  العتمة... !  العتمة… !

وفي طريقه رَأى كوّةً من نُورٍ، فتَمنّى لو يَقدِر والدُه أن يدْلَف منها إلى عالم أرْحَبَ...وإلى ضياء أشمل...

 

د.  زهرة سعدلاّوي كحولي، تونس في 1  ماي 2020، من يوميّات زمن الــ"كورونا"...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق