الخميس، 11 نوفمبر 2021

من هدي النبوة/ الدكتور أحمد محمد شديفات /الأردن /جريدة الوجدان الثقافية


 بسم الله الرحمن الرحيم

من هدي النبوة(دَنْدَنة)
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات /الأردن
يراد بكلمة دَنْدَنة صوت خفيٍّ يُسمع ولا يُفهم إلا ممن يردده في نفسه في حركة شفتيه، وبه يتلفظ أناس كثيرون عقب الصلاة المفروضة وفي ذهابهم وإيابهم ،وفي أمورهم الخاصة،
ومن لطائفه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، أنه قالَ لرجلٍ :- "ما تَقُولُ في الصّلاة "
قالَ الرجل: أتَشَهّدُ *
ثم أقولُ "اللهم إني أسأَلُكَ الجنّةَ وأَعوذُ بكَ منَ النّار"-
ثم قال الرجل للرسول "ولا أُحسِنُ دَنْدَنتكَ ولا دَنْدَنةَ مُعاذ" يا رسول الله؟؟؟؟
ثم قال صلى الله عليه وسلم : "حَوْلها نُدَندِن" أي على مثل دندنتك ندندن، نسأل الله الجنة ونستعيذ به من النار...الحديث صحيح الفتوحات الربانية صفحة 17/3
سؤال لطيف ومحاورة خفيفة من الرسول مع هذا الرجل ،ودرس تعليمي يا ليت أن نتعلم من أدبه وحكمته عليه الصلاة والسلام وتطبيقه،
ثم بصراحة قال الرجل : (أتَشَهّدُ)أي أشهد أن لا إله إلا الله ،وأشهد أن محمدا رسول الله، هذه بداية دندنتيه،
ثم قال الرجل هذه دندنتي :- " اللهم إني أسأَلُكَ الجنّةَ وأَعوذُ بكَ منَ النّار" كلام مختصر مفيد في طلب الجنة، والتعوذ من النار، وهذا هو المقصد من طلب العباد والهدف الحقيقي لكل مسلم،
ثم أظهر الرجل حاله ومآله أنه لا يحسن الدعاء والسؤال والمسألة أكثر مما ذكره للرسول ، فهو لا يعرف كمثل دعائه صلى الله عليه وسلم ودعاء معاذ بن جبل رضي الله عنه وإلحاحهما بالدعاء على الله،
وكأن الرجل يشعر بتقصير في نفسه عنهما قائلا :- (ولا أحسِنُ دندَنَتك ولا دندَنَة مُعاذ) يا رسول الله ،وقال صلى الله عليه وسلم أنا ومعاذ مثلك أخذ لخاطره "حولها ندندن" نسأل الله الجنة ونستعيذ به من النار.
عرض حال في أحسن حوار بمنتهى الجمال والروعة في هذه المحاورة الممتعة الشيقة، بين معلم البشرية ومتعلم يرغب الاستفادة من النبي صلى الله عليه وسلم وقد تعلمنا نحن من هذا الهدي، ثم ماذا نتوقع جوابا لو كان الرد من أحدنا لهذا السائل "لا أحسنُ دَندنتَكَ" أترك الإجابة لكم أصدقائي؟؟؟
ثم نتابع محاورة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يشحذ همة الرجل بعد قوله( أتشهد) فقد أتى على مقصد الرسالة والتوحيد، وهي شهادة أن لا إله إلا الله،
ثم زاده علما وطمأنه صلى الله عليه وسلم انه ومعاذ (حَولهُا نُدَندِنُ)حول الشهادة والدعاء لله فما أحلاها من دندنة هدفها التشهد والتوحيد لله عز وجل،
وكم هي دندنتانا اليوم وهمساتنا ورسائلنا وأسرارنا وإعلاننا فقد اخذت وسائل الاتصال جُلُّ اهتمامنا وكل أوقاتنا وفراغنا وفي مجالسنا وتحركاتنا حتى في سياراتنا وشوارعنا وسهراتنا مع أنفسنا وأهلينا وأولادنا وفي ذهابنا وإيابنا وكل أحوالنا حتى لم تعد تخلوا من ذلك عباداتنا من دندنات مع الصلوات من هواتفنا ومراسلاتنا، هي دندناتنا المزعجة حقا!!!!لنعود إلى دندنة ذلك الرجل؟
ثم كم من سائق عمل حادث وهو يهاتف الآخر بدندناته ، أو فتى جنى على فتاة بتلك الدندنات ، أو موظف عطل مصالح الناس بمراسلاته ،وقس على ذلك كثير من الدندنات على الهواتف والموبايلات كلام في كلام.
قال صلى الله عليه وسلم(مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَالاَ يَعْنِيهِ) الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية 123...وإلى لقاء بمشيئة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق