الاثنين، 1 نوفمبر 2021

قراءة في نص حنان منك سيدتي للشاعر الدكتور فارس الخفاجي بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 قراءة في نص الشاعر الدكتور فارس الخفاجي

اسم النص ..حنان منك سيدتي
نوع النص عمودي من بحر الوافر
ثيمة النص غزل وحنان
عدد الابيات..١٦ بيت
........
حينما وردتني دعوة من الدكتور علي الطائي للانضمام الى مجلس الدكتور علي الطائي تركت ناظري تجول في صفحاتها الثرة المملوءة بالنصوص الجميلة والتي غلبها الشعر العمودي الذي اعشق ان اتبحر فيه دون النظر الى اسم الشاعر .
الشعر العمودي وقريبه الشعر الحر بدا الكثير الابتعاد عنهما لسبب بسيط هو العروض وللاسف نسي بعض الشعراء ان العمود الشعري هو الاساس للانتاج الادبي واقصد القصيدة الشعرية بعمودها وحرها.من هذا التوجه الذي اسير عليه بسيرتي المتواضعة اخترت نصا عموديا من البحر الوافر الجميل ومن حرف روي صعب المراس لكنه يسر القارىء ويطرب السامع
القصيدة بدات بعنوان شبابيً او ربيعيً، بمفردة تهز الوجدان وتطالب بشيء فقدناه منذ ان رحلت امهاتنا فقدناه ورحنا نبحث عنه في مختلف الاتجاه ولم نجده الا في حبيب مجهول لنعوض ما فاتنا ..حنانك..اي حنان يبتغي حنان ام ام حبيب؟ وجهة نظري انه يبحث عن التعويض لذا قال :- سيدتي
من هي هذه الانثى؟ هي
التي الهمته الشعر حرفا ...فحرفا بكل انواعه
هنا تامل الشاعر طويلا ليستعيد انفاسه اللاهبة..ويتذكر الجمال والبيتين الثاني والثالث وضعت بطريقة الجذب الجمالي المصور للنص والابتعاد القسري عن شفافية الحزن التي تناغمت مع النص وعاد عاجلا الى محور النص..الارق، الالم الناي الحزينْ وهذه الثيمة للنص العراقي لا يخرج عن هذا الثالوث الحزن، الالم، الشوق .فالشاعر جسده بحرفنة المتمكن القادر على تطويع المفردة.
(يُؤَرقُني مع الآلامِ هَمسٌ
على النايِ الحَزينِ أجادَ عَزفا
وجُرحٍ وسطَ قلبي من صُدودٍ
أرومُ شِفاءَهُ فَيَزيدُ نَزفا)
لم يترك فراغا واحدا خاليا من اللوعة والتشكي هنا يبرز المدخل الاول للنص (الحنان)
وكعادة العشاق السهد وعدّ النجوم وهو ملاذ المتشوق الحزين..ثم الديار ..والنقاء
والعفة ..كلها مر بها الاولون واغنوها وصفا الا ان الشاعر ولج فيها بالسهل الممتنع السلس الممتع.وبلحظة خيالية جميلة عاد الى الترجي بالوصال لعذر يعتقد ان الطرف الاخر سيحمله بجد الاوهو الشامت المتربص :-
(سَيَمنحُني وصالُكِ خيرَ رَدٍ
على الواشي إذا مني تَشَّفى)
ثم انقلب الشاعر من حالة العطف الى حالة الشكوى على العشق فما احد يشفى منه حقيقة نعرفها الا ان الانتقال من معنى وغرض يحتاج الى عصا مرنة تمكن الشاعر من عدم التردد والخوف ويجعل النص وحدة متكامله واكثرما يقع فيه الشاعر هو ضغط حرف الروي بالقافية يجعله مضطرا لوض البيت الشعري ليس في موضعه لذا وجدنا ان الشاعر فارس الخفاجي تدارك ذلك بقوله:-
(وإني رَغمَ أعبائي وضَعفي
سأنسِفُ كُلَّ ما يُضنيكِ نَسفا
(فَسيري في أمانٍ واطمَئني
لِمَنْ كانَ الوفاءُ لَديهِ عُرفا)
ويعود بخاتمة جميلة متوسلا:-
(لَعَلَّ مَدامِعي وجُنونَ شِعري
تُقَّربُني إلى عينيكِ زُلفى
سأجتدي الغرامَ بلا شُعورٍ
حَناناً منكِ سَيّدتي وعَطفا)
هنا يعود الى ما بدأ الا وهو الحنان الذي نفتقده جميعا.
النص جميل كتب بتروي وقدرة ادبية خالي من الكسور والاخطاء النحويه غني شفيف يذكرنا بتلك اللوعات ايام الصبا الشباب.
بوركت شاعرنا
النص
.....
حنانا منك سيدتي
يَلوحُ السِحرُ من عَينيكِ حرفا
من التَقريضِ والشِعرِ المُقَفّى
>>>>>
وتُضنيني صِفاتُكِ عندَ بَوحي
ويُعجِزُني جمالُ الوَجهِ وصفا
>>>>>
فَكلُّ المفرَداتِ تَبيتُ خَجلى
أمامَ الوَردِ والعَسلِ المُصَّفى
>>>>>
يُؤَرقُني مع الآلامِ هَمسٌ
على النايِ الحَزينِ أجادَ عَزفا
>>>>>
وجُرحٍ وسطَ قلبي من صُدودٍ
أرومُ شِفاءَهُ فَيَزيدُ نَزفا
>>>>>
تَسَللَ طيفُهُ في جُنحِ ليلٍ
أعّدُّ نُجومَهُ ألفاً فألفا
>>>>>
مَنازِلُنا التي نهوى سَتَبدو
بلا لُقياكَ أشباحاً و مَنفى
>>>>>
جَعلتُكِ أكثرَ الغاداتِ سَعداً
وتَعصِفُ بالوَرى الأحزانُ عَصفا
>>>>>
ولَمْ تحظَ الحياةُ بِكُلِّ عَصرٍ
بِأنقى منكِ سَيِّدتي وأوفى
>>>>>
سَيَمنحُني وصالُكِ خيرَ رَدٍ
على الواشي إذا مني تَشَّفى
>>>>>
وأنَّ الحبَّ يَفتِكُ بالبَرايا
فَلا أحدٌ منَ التَعذيبِ يُعفى
>>>>>
وإني رَغمَ أعبائي وضَعفي
سأنسِفُ كُلَّ ما يُضنيكِ نَسفا
>>>>>
فَسيري في أمانٍ واطمَئني
لِمَنْ كانَ الوفاءُ لَديهِ عُرفا
>>>>>
وعودي نَجعَلُ الأيامَ تَزهو
ونُكثِرُ من ورودِ الحبِّ قَطفا
>>>>>
لَعَلَّ مَدامِعي وجُنونَ شِعري
تُقَّربُني إلى عينيكِ زُلفى
>>>>>
سأجتدي الغرامَ بلا شُعورٍ
حَناناً منكِ سَيّدتي وعَطفا)
Peut être une image de ‎‎‎حميد شغيدل الشمري‎‎ et plein air‎


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق