الأربعاء، 5 مايو 2021

هواجس بقلم الشاعر سمير الزيات

 هواجس

ــــــــــ
أَرَانِي وَقَدْ هَامَ الْفُؤَادُ مُغَرِّداً
أَهِيمُ وَحِيداً فَوْقَ أَجْنِحَةِ الْيَأْسِ
فَلاَ مِثْلَ قَلْبِي قَدْ رَأَيْتُ مُغَامِراً
وَلاَ فِي النُّفُوسِ الْعَابِثَاتِ هَوَى نَفْسِي
فَأُصْبِحُ مَغْلُوباً أَلُومُ صَبَابَتِي
وَأُمْسِي عَلَى نَارٍ يَئِنُّ بِهَا حِسِّي
***
حَيَاةٌ مِنَ الأَحْلاَمِ فِي غَسَقِ الدُّجَى
وَضَرْبٌ مِنَ الأَوْهَامِ يَسْخَرُ مِنْ هَمْسِي
وَجَرْسٌ – تَهَادَى فِي الظَّلامِ – يُذِيبُنِي
وَبُؤْسٌ يُدَوِّي فِي الْجَوَانِحِ كَالْجَرْسِ
شُكُوكٌ ، وَضَوْضَاءٌ تُحِيطُ بِيَائِسٍ
تَقَلَّبَ فِي الأَهْوَاءِ يَشْكُو مِنَ الْمَسِّ
فَمَاذَا لَو الأَوْهَامُ نَامَتْ عُيُونُهَا ؟
وَمَاذَا لَو الأَحْلامُ تَمْثُلُ كَالْكَأْسِ ؟
وَمَاذَا لَو الأَنَّاتُ صَارَتْ جَمِيعُهَا
أَغَارِيدَ قَلْبٍ لاَ يَملُّ مِنَ الْيَأْسِ ؟
***
فَيَا قَلْبُ – صَبْراً – لَسْتُ بَالِغُ غَايَتِي
وَفِيكَ مِنَ الأَوْهَامِ شَيءٌ مِنَ الأَمْسِ
فَمَا كَانَ أَمْسِي غَيْرَ حلْمٍ عَشِقْتُهُ
وَقَدْ آَلَ يَوْمِي مِثْل أَمْسِي إِلَى رَمْسِ
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ عِظَاتٍ رَأَيْتُهَا
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَنَّ أَكْثَرُ مِنْ دَرْسِ
فَمَا عَلِمَتْ نَفْسي بِمَا كَانَ يَنْبَغِي
وَمَا أَدْرَكَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنَ الرِّجْسِ
غَدٌ سَوْفَ يَمْضِي مِثْلَ يَوْمِي وَقَدْ مَضَى
وَلَمْ أَرَ شَيْئاً قَدْ تَسَرَّتْ بِهِ نَفْسِي
***
لَقَدْ مَرَّت الأَيَّامُ تَلْهُو بِغَايَتِي
وَلاَحَتْ خُيُوطُ الشَّيْبِ تَعْبَثُ فِي رَأْسِي
وَضَاعَ مَعَ الأَيَّامِ حُلْمُ حَلمْتُهُ
وَقَلْبٌ تَغَنَّى بِالضَّلاَلِ وَبِالْهَجْسِ
وَضَاعَتْ سِنُونٌ كُنْتُ أَحْسبُ أَنَّهَا
شَبَابٌ ، وَأَحْلاَمٌ ، وَحَظٌ مَعَ الأُنْسِ
وَفَرَّتْ حَيَاةٌ لَسْتُ أَعْرِفُ كُنْهَهَا
وَفَاضَتْ شُجُونُ الصَّمْتِ تَهْمِسُ كَالْخُرْسِ
سَرَابٌ ، وَأَوْهَامٌ ، وَخَوْفٌ مِنَ الْغَدِ
وَنَارٌ ، وَبُرْكَانٌ يَفُورُ مَعَ الْحِسِّ
أَفَقْتُ مِنَ الأَوْهَامِ لكنْ وَجَدْتُنِي
أَفَقْتُ ، وَقَدْ جُنَّ الْفُؤَادُ مِنَ الْمَسِّ
فَيَا رَبُّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُ ، وَسَاءَنِي
مِنَ الأَزَمَاتِ الْغَابِرَاتِ هَوَى نَفْسِي
كَفَانِي مِنَ الأَيَّامِ أَنِّي أَعِيشُهَا
وَحَسْبِي مِنَ الأَحْلاَمِ سَيْلٌ مِنَ الْبُؤْسِ
فَلَسْتُ أُغَالِي فِي الْحَيَاةِ وَبَأْسِهَا
وَلَسْتُ أُغَالِي فِي القُنُوطِ وَفِي الْيَأْسِ
***
فَأَنْتَ الَّذِي خَلَقَ الْوُجُودَ وَبَارِئِي
وَتَعْلَمُ سِرَّ النَّفْسِ فِي الْجِنِّ وَالإِنْسِ
وَعِلْمُكَ يَا رَبِّي مُحِيطٌ بِحَالَتِي
وَأَبْلَغُ مِنْ شِعْرِي وَجَهْرِي وَمِنْ حَدْسِي
فَكُنْ لي عَلَى الأَيَّامِ خَيْرَ مُسَاعِدٍ
وَكُنْ لِي إِلَهَ الْكَوْنِ عَوْناً عَلَى الْحَرْسِ
***
الشاعر سمير الزيات
Peut être une image de 1 personne et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق