الأربعاء، 5 يونيو 2024

** ماذا تشربان ** بقلم الكاتب ** محمّد الزّواري ـ تونس **

 ** ماذا تشربان **


كانت السّاعة تشير إلى منتصف اللّيل.. يتعانق العقربان في حميميّة بالغة بعض الثّواني ثمّ يفترقان فراق الأحبّة.. تماما مثل سندرلاّ  الّتي التقت بالأمير الوسيم في حكايات الأطفال.. شعرت بنفسها فعلا كأنّها سندرلاّ في منتصف اللّيل.. تتلاشى منها ثياب التّرف و القصور.. يمحى من وجهها قناع مساحيق التّجميل.. يتبخّر أمامها الحوذيّ الأنيق و العربة الفاخرة.. تعود إلى سالف عهدها فتاة بسيطة بساطة الوردة في خدرها.. لا تمتلك سوى ثيابها العاديّة الّتي أكل عليها الدّهر و شرب..

منتصف اللّيل.. الآن تتساقط الأقنعة.. تماما مثلما تتساقط عن الشّجرة أوراق الخريف.. الآن تتساقط جميع الأكاذيب الّتي تعوّدت على حياكتها ليلا نهارا.. ها هي الآن مجرّدة من كلّ زيف.. من كلّ ما يعكّر صفو الحقيقة العارية..

اشتدّ اللّيل سوادا.. و ارتدى الكون حلّته القاتمة.. لا قمر في السّماء.. وحده الهاتف الجوّال يضيء المكان.. انعكس نوره على وجهها الشّاحب.. أخذت تؤلّف قصصا.. تصوغ ما ستقوله يوما ما..

كانت تودّ أن تقول له.. اسمع يا وائل.. أنا لست شهناز الّتي حدّثتك عنها في ذلك الفضاء الأزرق.. و صورتي تلك الّتي رأيتها ليست صورتي الحقيقيّة.. والدي ليس مديرا للمصنع الّذي حدّثتك عنه.. بل هو يشتغل حارسا لذلك المصنع.. أنا لا أجلس في المطاعم الفاخرة.. و لا أتناول البيتزا و غيرها من الأطباق الّتي يحسبها النّاس رفيعة.. بل أتناول ما تعدّ والدتي من أطباق تقليديّة.. فهي ربّة بيت و لا تعمل مدرّسة مثلما أخبرتك.. كانت تودّ أن تقول له.. أنا لا أهوى ركوب الخيل.. و أسرتي لا تقضي أيّام العطل في الفنادق..

في يوم ما ستذكر له ذلك.. كلّ ذلك.. نعم ستخبره باسمها الحقيقيّ.. ستخبره أنّ قلبها نبض له بمجرّد تلك المحادثة اللّعينة الّتي جمعتهما ذات ليلة في فضاء الرّسائل المكتوبة.. ستخبره أنّها شعرت شعورا غريبا.. كأنّها ولدت في تلك اللّحظة من جديد.. كأنّ الدّنيا أصبحت ملوّنة بعد أن كانت بالأبيض و الأسود.. كانت عيناه في الصّورة لامعتين.. تقولان ما لايستطيع اللّسان قوله.. كانت صورته تبوح بمشاعر غريبة لا تدري كنهها..

و الآن أمست لعينيه أسيرة.. تفرح لفرحه و تحزن لحزنه.. و لكن حتّى متى سيدوم هذا الزّيف و المكر و الخداع.. لقد شعرت أنّه من عائلة ميسورة فتظاهرت له بكلّ ذلك حتّى تقنعه بأنّها من نفس البيئة الاجتماعيّة.. هي لا تدرك لماذا كانت تفضّل دائما الرّسائل المكتوبة.. فلا الرّسائل الصّوتيّة تغريها.. و لا المكالمات المرئيّة تجذبها.. ربّما عندما يرى صورتها الحقيقيّة سيتراجع عن حبّه لها.. و أيّ حبّ هذا.. إنّها لم تره و هو لم يرها على أرض الواقع.. إنّه مجرّد حبّ رقميّ في فضاء رقميّ.. و لكن رغم ذلك كان في تلك الرّسائل المكتوبة سحر غامض يجعل الأشياء جميلة أكثر من ذي قبل.. و لكن ما العمل.. القلب و ما يريد مثلما قال الأوّلون..

فجأة رنّ الهاتف رنّته المحبّبة إلى النّفس.. يا للهول.. كيف تذكّرها الآن بالذّات.. إنّه هو .. أجل هو..

ـ أهلا.. كيف حالك.. ما رأيك أن نتقابل غدا على السّاعة الرّابعة في قاعة الشّاي الجديدة الّتي فتحت أبوابها للعشّاق مثلنا..

كيف ستردّ عليه.. ما هذا المأزق.. و لكنّ السّاعة آتية لا ريب فيها.. سيأتي ذلك اليوم الّذي فيه يتقابلان.. غدا أو بعد غد.. أو بعد شهر.. أو حتّى بعد عام..

ـ أجل.. نتقابل غدا..

مرّت السّاعات ثقيلة متباطئة.. و أخيرا حلّت السّاعة الرّابعة.. ارتدت فستانها الأحمر.. استعانت بمساحيق تجميل باهتة لا تكاد العين تلحظها.. وضعت شيئا من العطر.. و الآن هاهي أمام قاعة الشّاي.. فجأة رنّ هاتفها..

ـ ها أنا في انتظارك.. أ لم تتفطّني إليّ..

و غير بعيد لاح شابّ نحيف غريب الملامح يشير بيده.. توجّهت نحوه..

ـ هل أنت وائل الّذي..

ـ نعم أنا هو.. هيّا لنتّخذ مجلسنا في هذا المكان الرّومنسيّ..

يا إلهي.. ماذا جرى.. ليست ملامحه مطابقة لما تعرفه في صورة حسابه الإلكترونيّ.. أين العينان اللّامعتان.. أين الابتسامة الجذّابة.. أين صورة ذلك الفارس الوسيم الّذي يظهر في الأفلام..

ـ لماذا تنظرين إليّ هكذا.. هيّا اجلسي..

تهالكت على المقعد دون أن تنبس ببنت شفة..

ـ و أخيرا جمعنا القدر لنتعرّف إلى بعضنا عن كثب.. أقدّم لك نفسي.. في الحقيقة وائل هو اسم مستعار خاصّ بالفضاء الرّقمي.. من المؤكّد أنّك في شوق لمعرفة اسمي الحقيقيّ..

كان الشّابّ يتكلّم  باسترسال و هي لا تعي ما يقول.. كانت تشعر بما يشبه الدّوار.. انسدلت أمام عينيها ستارة تشبه الضّباب بينما أقبلت النّادلة على مهل في زيّها الرّسميّ ترحّب بالعاشقين الجديدين..

ـ مرحبا بكما.. ماذا تشربان..


** محمّد الزّواري ـ تونس **



فرح ليٌن لحزن متيبٌس شعر: جلال باباي(تونس)

  فرح ليٌن لحزن متيبٌس


         شعر: جلال باباي(تونس)


أمام فوٌهة غروب مزمن

أحتسي ملح الوقت

أقترب قليلا من اريكة

 بيت مقطوع من الظلّ،

أبدو مثل  السجناءُ،

عاطلا عن الأمل

هناك مرتفعات الدّخان، على درَج 

لا وقتَ لي لأصعد تلٌة السطح

لأشدٌ يسراي الى حبلَ الغسيل

وأعلق مثل غمامة بهذه الرايات

ثمٌ أصلُي حبٌا في الله

حتى ارفع مكر هذا الدخان

كان لا بُدّ من فرح

خفيفاً على صدري 

انا المؤمن المغدور 

قد لُدِغتُ صيفا

 انا وجهَ الضحيّة

أحاول ان استعيدها هويٌتي

قد بيعت في المزادات

بُعيد الخريف الرابع 

بتٌ رهين حزن متيبٌس

مثل طفل زمن الحصار

أو رضيع يشتهي صدر أمٌه

لا وقت لي

حتى تمطر شجرة المشمش

و أحشرني كالفرزدق

في هجاء جرير

صرتَْ الآن كهلا  أرملا 

وحفيدي بات شيخ  يتمه 

كيف تلين وجنتي بالفرح 

وقد أصابتني النوائب؟

سأكون الصفصافة الخصبة

تنكت شذاها على  المقبرة 

سأبدل حجر الرخام 

وسائد بنفسج

سأكون قمراً 

فوق أقبية الصالحين 

لن أُعزّي والد الشهيد

لن اقلب زغاريد أمه إلى مأتم

وبعد برهة ، نهنّئ البيت  بوليدٍ جديد

لا وقت للأحزان 

سادعها لأزلام  الشيطان  

لا بهمٌني سوى ما يسري بدمي

فرحا هشا بطعم الطين القديم

أسندً يدي للجدار الساخنٍ

حتى أفهم سرٌ الولادة ولو لبرهة

من الهزيع الأخير من الليل،

مضى الساهرون في المقاهي

ثم استكملت طقوسَ الملهاة

فرقضت  مع آخر المغادرين 

لخمٌارة المدينة

 غنيت صحبتهم " الأوٌل في الغرام "٦

سانهيها عزلتي

وأعتزل هذا الحصار

أجني ضجري واقفا هنا

على صهوة النشيد الجديد 

برغم اختلافي مع  النساء

واختلاف الفصول

سأكون رجلا صالحا 

متصالحا مع الكتابة 

وكلٌ الكلام الباكي

لا وقت لي

كي يُحاصرُني الوجع بمخدعي

وأنا الفقير 

تطالني المجاملات بلا حساب

ارمق هلالاً على إصبعي

يباعد بيني وبين لؤلؤها 

بنت الشهيدة وشقيقة الشهيد 

لم يبق إلاٌ تمرٌدي في الساحات 

لأعيد الأسماء إلى الخريطة الأولى

أنا الجندي المجهول 

أقتسم مع حمام السلام غربتي

أتناوب مع المتسكٌعين

 فوق الرصيف ،ضجرْي

فسلامُ على ألمُحِبّيْن يغتسلون 

بماء الصبابة

سلام الخطى الخفيفة لا تعادي الطيٌبين

هذا طيف القتيلْ يوزع موشح

جيثارته النازفة آهة  تلو آهة 

لن ارثيك ايا حزني

لن أبكيك

 أيتها المرأة الخالية من القُبل

لم يبق لي متسع من الوقت

حتى أعدٌل أوتار السنبلة النائمة

واخلد مع آخر الأخلاٌء.


                    🚩 خريف ٢٠٢٢



حاسة ثامنة .. ....تنحت نقاوة الأغاني كلمات الشاعر ☆ جلال باباي ( تونس)

 ☆ حاسة ثامنة ..

....تنحت نقاوة الأغاني

   

            ☆ جلال باباي ( تونس)


● إلى الفنان العالمي : "ستيفي وندر" stevie wonder ..تسكن مُحَيْاهُ ابتسامة القلب رغم فضاعة الكون.


كلٌما ضاقت الأبجدية 

على بياض قلمها

أستشعر حاسته الثامنة

تنحت نقاوة الأغاني 

ترتبها ، 

وتنقٌي القلب من غبار ارقه 

ضاحكا عهدته ينقر على أصابعه

يُعيد الكلمات إلى قاموس نجواه

يمرٌرها على كمنجة الليل

ويردٌد ملأ حنجرته الناعمة:"

أهاتفكم ..أخبروا الرفقاء

أني أحبكم.."

حرٌا طليقا رغم الشجن

ُيناور غبار صيحاتهم 

أولئك العابرون غيمات

الصباح ذات خريف

يغافلنا " ستيفي"

عند أقصى لاءاته

يجمٌل العالم العليل

حرٌا.. كما خبٌرنا عند آخر

... ثم ينطوي على نظارته

يُمسٌحُ على ضفاف " الكلارينات"

بآهات خطاه وغليان نبضاته

كان صحبة " ستينغ" 

 هشٌا فوق العادة

يعيد ترتيب فوضى الشوارع

ليقيم مع الفقراء

على رصيف إفريقيٌ

يبادل العالم أنشودة السلام ■


             ☆ ٣ يونيو ٢٠٢٤



صولات بين الشجرات شعر: جلال باباي( تونس)

☆ صولات بين الشجرات


            ☆ شعر: جلال باباي( تونس)


● إلى والدي حسين ..في ذكرى رحيله  الأربعين.

      ( ماي 1984- ماي 2024 )


تظل خطاك منحوتة في " السانية "

تخبرني عن صولاتك بين الشجرات 

مازلت مقيما  بقبوك

لم تبرح مكانك من قلبي

 تقتلع الصخر العنيد

تقطف لي التين صباح أول صيف

تلملم ما ابقته العصافير  من نواة اللوز

تجمع ياقوت الطين

وتسري فجرا إلى البساتين 

كنت شديدا مع يباس الأرض  

ناعما مثل الماء 

وديعا  فوق العادة 

مع أطفال الطريق 

مازلت برغم هشاشتي

أخاتل ريشة الكتابة 

حتى احبٌر مسالك النجوم

بعصارة عرقك الخرافية 

وأخبر أحفادك عن أطراح  البطولة 

ابي... أيها الرجل الطيب  

مازالت عصاك

 التي تهش بها على الدواب

متكئة بزاوية البيت الأول 

شاهدة على عصرها الملحمي 

 أحسبك أبي فارسا 

بمملكة الأرض

 خالدا مثل التفاصيل المنسية

بين زيتونة فوق الحصى

وصفصافة عالية

 تحتك بالسحاب

__________________

اللوحة الرسام : مصطفى الدنقزلي Mustapha Denguezli



الثلاثاء، 4 يونيو 2024

كم مضى من العمر..وجع يتلألأ في تسابيح العيون..!؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 كم مضى من العمر..وجع يتلألأ في تسابيح العيون..!؟


الإهداء:إلى..تلك المنبجسة من اختلاجات العزلة..والمطلة على مهجة القلب..من خلف نوافذ الرّوح


عتمات الغروب،لها صمتها،يفيض به الصبر

حين يحطّ على ليل أوجاعنا..

فنبلّل المدى بالصلاة..

   نعلن عشقنا للرّيح

والإنتماء..

ونردّد لغة لم تبح بسرّها

كلّ المرايا..

***

ها هنا،يمتشق الوجد..غيمة للهدى

      ويرسي على ضفاف المدامع..

                     فتمضي بنا

 على غير عادتها..

الأغنيات

آه من الرّيح تنوء بأوجاعنا المبكيات..

وتسأل الغيمَ..

           عسى يغسل رغبتها..بالندى..

  عسى ينتشي البدر،ويعزف أغنية

يبتغيها الصدى

فيضيء الصمتُ البيوتَ..

         كي ننام عل ليل أوجاعنا..

نبكي الحصار..وما أفرزته..

                                 الخطايا

وما لم تقله المساءات للرّيح..

               وما وعدته الرؤى

برغيف،لم ينله الحصار..

***

كم لبثنا هنا..!

 لست أدري..!

وكم أهملتنا الدروب

وتهنا في أقاصي التشرّد

وكم مضى من العمر..

وجع يتلألأ في تسابيح العيون..

وكم ألقت علينا المواجع من كفن..

كي نعود إلى اللّه 

          وفي يدينا حبّة من تراب.

      وطين يشتعل في ضلوعنا..

     ولا يعترينا العويل..

***

آه من زهرة أهملتها الحقول..

                     وضاع عطرها

               يتضوّع بين الثنايا..

كما لو ترى،العنادلَ تمضي لغير أوكارها..

                                  في المساء

             تهدهد البحر كي ينام على سرّه

كي تنام النوارس على كــــــفّه

              قبل أن يجمع أفلاكه للـــرحيل..

***

ها هنا في هدأة الليل،نلهث خلف الرغيف

نعانق الصّوت والصّمت..

      ويمضي بنا الشوق

والأمنيات تمضي..

   إلى لجّة الرّوح

كي لا يتوهّج الجوع فينا..

لماذا أهملتنا البيادر ووهبت قمحها للرّيح..؟!

   لمَ لمْ تجيء الفصــــول بما وعدتــــنا به

    وظللنا كما الطفل نبكي-حصار المرارة-

-حصار الرغيف-

وألغتنا المسافات من وجدها..

حتى احترقنا

وضاع اخضرار العشق من دمنا

فافترقنا..

 تركنا زرعنا..

   في اليباب

تركنا الرفاق..

ربّما يستمرّ الفراق طويـــــــلا

                                 وربّما يعصرنا الحزن والجوع

والمبكيات..

ألا أيّتها الأرض..اطمئني..

   سينبجس من ضلعك

النّور..

والنّار

ونعمّق عشقنا في التراب..

فيا أيّها الطير..

       يا طائر الخبز تمهّل

ولا تسقط الرّيش من سماء الأماني

سنبقى هنا..

نسكن الحرفَ..

نقتل الخوفَ..

ونبحث فينا عن الشّعر..

ونبلّل قمحنا

بالعنــــــاق

ونرى اللهَ في اخضرار الدروب        

فكم رعشة أجّجتها المواجع في الضلوع

وهجعت على غير عادتها

                 الأمسيات..؟!


محمد المحسن



نصوص استثنائية... بقلم الكاتبة فوزية احمد ألفيلالي

 نصوص استثنائية...

مرة أخرى  نحاول  تلوين صورنا بالفيروز

........


مساءات .. أخرى


هكذا تغادرنا أعمارنا


بين ماض وحاضر و آت


هكذا نتجرد من أحلام الشوق


ومن كينونة كل الكلمات


هكذا نقترح لأيامنا ..


بعض الوجد وبعض السهد وبعض النغمات


نقترح أشياء أخرى ..


نمازج ألوان سكرى


وبعض الصبوات


نبدع في تأويل الصمت 


نرمم اوجاع الأمس


نغادر بيأس الثكلى ثقل الخطوات


لاشيء يتردد من هامش الأسئله


لاشيء نصافحه بعد والتباعد مقصله


ولاشيء بعد


والنار تسعر في كل الجبهات


كيف سأغمض عيني


والفواجع تترى كنثيث 

///


سؤال أعزل


أي حب تجدد به إنحناء الزهر


أي همس تجرد به مامضى واندثر


يا حبيبي ..


شدني إني غريق


ضم أشواقي واحلامي واسفار الطريق


همت شوقا ياحبيبي في هواك


موغل طيفي بأوتار غناك


هل افيق ؟


لست ادري مالطريق :؟


طال يا .... انتظاري


والظنون قائمات جاثيات كالبريق


لم تزل أنت كما أنت تدور


كالنواعير الشجيه


كالتراتيل السنيه


كبرياء كانت الارض


وأنت المرتقى أنى تدور

!!!


كل مابينا ..؟


كل مابيننا طرق موصده


كل مابيننا رسائل باتت اليوم مضطهده


كل مابيننا أحلامنا المبدده


اسميك لي قمرا ..


موعد نشتهي الوجد فيه ..


فهلا يستفيق المساء


وهل تكتفي بزنبقة واحده


خبأ الشوق فيها ، تغريدة مارده


أم إنك ألغيت بين الذي ارتضي


والذي ترتضي ..


فوزية احمد ألفيلالي




الاثنين، 3 يونيو 2024

عالم من ورق بقلم د. حسام محمد خليل

 عالم من ورق

*************
بقلم د. حسام محمد خليل
********************
عالم من ورق
والضمائر في متنى اللغه
ليس اصلها في قانون الورى
بات الامس اسطورة
تحكي في مجلس
بين جيل ضاع وضاع الحلم
والنقش رسم علي حبات الرمل
كيف اكون في الوجود وموجة محت
اصل من نقش
جيل لم ير كيف الفلق
كيف الخلاص وطوق والنجاه
وحلم في المهد قد دفن
من أنا.
انا الذى رسم على جبهته
نقش الخريف قبل الربيع
ولم أر ريعان صورتى
حلم ضاع بين نبضات
دقات الزمن كل من ارانى
رآى غريقا يصارع موجات
الموت والكل غريق بذاك المشهد


قراءة لنص : الغرق على اليابسة للقاص والروائي الأستاذ سامر أنور الشمالي : بقلم الناقدة: زينب الحسيني _ لبنان .

قراءة لنص : الغرق على اليابسة 

للقاص والروائي الأستاذ سامر أنور الشمالي : 

بقلم  الناقدة: زينب الحسيني _ لبنان . 

النص : 

رأيت جموعاً غفيرة من الناس تزدحم على باب السينما, بحثت عن ملصق الفيلم, فرأيت صورة كبيرة  ملوَّنة تمثل سفينة ضخمة تغرق في عرض البحر, وقرأت اسم الفيلم المكتوب باللون الأزرق المتموِّج (إنهم يغرقون الآن ). 

فقرَّرت مشاهدة الفيلم رغم أنني لم أسمع عنه سابقاً. 

إلا أن  الجموع  الكثيرةتؤكد أن له شهرة واسعة , وهذا يعني أنه يستحق المشاهدة .. 

تقدمت إلى بائع البطاقات, واشتريت بطاقة, ثم دخلت الصالة الكبيرة, وبحثت عن رقم المقعد, حتى عثرت عليه بصعوبة من شدة الزحام, وجلست مسترخياً, منتظراً بدء الفيلم , ولم يطل انتظاري وسرعان ما أطفئت الأضواء. 

بدأ الفيلم.. 

.. مشهد يعرض, بحراً هائجاً تحت سماء متلبِّدة بغيوم رمادية داكنة أخفت النجوم وأخذت تحجب القمر وهي ترسل بمطر يشتد غزارة , ثم تظهر من البعيد سفينة تمخر عباب الأمواج المتلاطمة. 

وسرعان ما تهب عاصفة هوجاء, وينفجر هزيم الرعد, فتثور الأمواج الهادرة عالياً, فتتأرجح السفينة على ضخامتها , وتتمزق الأشرعة, 

وتتكسر الصواري, فيتدفق الماء إلى جوف السفينة المترنحة,التي بدأت أضواؤها تنطفىء تباعاً , فيسود الضطراب بين ركابها وتعم الفوضى. 

بدأت أشعر أن  قدميَّ مغموسة بالماء, فظننت أن هذا الشعور ناتج عن تاثري الشديد بالفيلم_ المشغوف بمتابعته_ 

وتجاهلت مشاعر البلل, وحاولت الانصراف كلياً لمتابعة الفيلم الشيق. 

فجأة هتف صوت أجش, انطلق من آخر الصالة, طغى على أصوات الفيلم, 

_الماء في كل مكان في الصالة!

أعقبه صوت نسائي , من الجهة المقابلة: 

_ هل نحن أيضاً سنغرق؟ 

فتصاعدت أصوات لغط مع ضحكات متداخلة, من كل مكان في الصالة. 

حتى صرخ أحدهم بجدية فرضت نفسها على الجميع: 

_ أتكلم جادا!.. انظروا مكان وقوفكم جيداً. 

وأكد آخر بصوت واثقٍ: 

_ لنسرع في الخروج من هنا . أضاف أكثر من صوت. 

فاندفع الناس بفوضى يريدون الخروج من باب الصالة, وهم يتدافعون بالمناكب, ويتبادلون كلمات غير مفهومة , 

ووقع الكثير منهم تحت الأقدام , وأصيب بعضهم برضوض وكدمات مؤلمة عبروا عنها بآهاتهم , ونزف من أنوفهم وافواههم . وبعد ساعات طويلة من من الفوضى باءت كل محاولاتهم لفتحالاب بالفشل, فتداعوا على الكراسي الموزعة بصفوف متناسقة , ولكن ليس لمتابعة الفيلم , بل للتعبيرعن الذعر الغريب: 

_ الأبواب مقفلة بإحكام!

_ لنحاول البحث عن مخرج غير الأبواب. 

_ هل توجد نوافذ؟ 

_ أو فتحات للتهوية؟ 

_ يجب أن نحمل بعضنا على أكتاف بعض ونحاول الخروج بأي طريقة. 

وتتالت الأصوات الؤكدة :

_ هيا .. هيا.. 


فتسلقوا على أكتاف بعضهم, وتساقطوا تباعاً. 

وعندما أنهكت أجسادهم, تهالكوا على الكراسي, يلهثون من شدة الإعياء. 

حتى قال أحدهم قاطعاً الصَّمت المخيف: 

_ لنحاول تكسير الجدران. 

_ طالما لم نقدر على تكير الأبواب , فكيف سنحطم الجدران؟ 

اعترض شخص ما. 

فرد عليه آخر وجد الاقتراح مناسباً : 

_ سنخلع الكراسي ونضرب بها الجدران والأبواب, أيضاً.. علنا نحدث ثغرة ولو صغيرة لنخرج منها جميعاً. 

_أجل .. أجل.. 

تصاعدت الأصوات المؤيدة للفكرة التي جعلت النشاط يدب بينهم. 

فخلعوا جميع الكراسي , وكسروها على الأبواب والجدران, دونما فائدة ترجى, وخارت قواهم, ولكنهم لم يستطيعوا أخذ قسط من الراحة 

بالجلوس على الكراسي, لأنهم حطموها كلها قبل قليل.ولم يقدروا الجلوس على أرضية الصالة لارتفاع منسوب الماء الذي يغمر رأس الجالس بقليل.. 

فظلوا وقوفاً يشتمون المجهول, بكل حقد. 

حتى قال أحدهم: 

الماء يتدفق إلى الصالة دونما توقف ! 

فسألت امرأة, وهي تيكي بصوت مسموع: 

_ وإذا استمر الحال على هذا المنوال .. ماذا سيحدث؟ 

تجاهل الجميع سؤالها, كأنهم على اتفاق مسبق وأنصتوا للقائل: 

يجب منع الماء من التدفق ريثما نجد مخرجاً. 

وأكد آخر: 

_ لنبحث عن منبع الماء قبل فوات الأوان. 

فانتشر الجميع يبحثون في كل مكان, علهم يعثرون على الثقوب التي ينسكب منها الماء. 

وبعد بحث طويل لم يعثروا على أي ثغرة. 

_ فقال أحدهم بخيبة : 

الماء يأتي من مصدر مصدر مجهول !

_ يأتي من ثقوب أصغر من أن تراه العيون أو تحس به الأيدي. 

_ الضوء ضئيل أيضاً. 

_ يجب أن نبحث عن حل آخر

هتف  أحدهم بفرح لا يناسب الحالة: 

_ إذا عرفنا من فعل بنا ذلك.. سنجد الحل بسهولة لم نتوقعها من قبل!

_ من المستفيد من إغراقنا؟ 

_ إن كنا نجهله فهو يعرفنا تماماً !

_ لا بد من وجود مخطط خبيث من وراء كل ما يحدث . 

_ حتماً.. فالمصادفة في ظروفنا مستحيلة ! 

وتداعى الحوار الذي تشابكت تداخلاته بطريقة معقدة, وغير مفهومة للجميع تماماً, حتى قطع أحدهم الحوار بكلمته: 

_ الشاشة!

فالتفت كل من في الصالة موجهين عيونهم المدهوشةبرعب نحو الشاشة التي تعرض مشاهد للسفينة الكبيرة وهي تغرق رويداً رويداً لترسو ببطء في قاع البحر المظلم .. 

ولكن قطع لحظة المتابعة التي كادت تنسيهم التفكير بقدرهم المجهول, ذلك الصوت ذاته مؤكداً: 


_ كيف غفلنا عن ذلك حتى الآن؟

فاخذوا يخوضون في الماء راكضين بأقصى سرعة ممكنة, نحو الشاشة التي ما زالت تعرض مشاهد الغرق, مع أصوات هدير الأمواج المتلاطمة, 

وأزيز العاصفة الهوجاء, واستغاثات الغرقى التي لن يسمعها أحد, والتي تتجاوب أصداؤها في الصالة مع الانفاس اللاهثة والأجساد التي تخوض في لجة الماء. 

وعندما اقتربوا من الشاشة.. انقطعت اصوات الفيلم, فخيم سكون مريب يبدده صدى غزارة الماء المتدفق إلى الصالة بصوت مسموع بكل وضوح, مع اختفاء صورها الملونة, فساد سواد دامس, 

يقطعه نور واهن يخفت تدريجياً من الكلمة الباهتة التي أخذت مساحة الشاشة التي تتصدر الصالة... 

... ( النهاية)!!!  


الموضوع: 

 

 السفينة التي تغرق في الفيلم, هي رمز قد يكون لل " الوطن " أو الأمة أو  حتى " العالم"

  

فعالمنا اليوم"يغرق" في مشاكل البطالة والاوبئة القاتلة والحروب المدمِّرة المتوالية بلا نهايات.... 

 

الدول العظمى   يقتلها "الغرق " في التكالب على اقتسام خيرات  العالم وافتعال حروب عبثية بلا نهايات...

والإنسان متروك لمصيره المجهول وقوداً لها أو قرابين تدفعها الشعوب هباءً بلا أثمان.

   

 القراءة:

الحدث:

 نبدأ من العتبة الأولى/ العنوان: "الغرق على اليابسة" الجملة مستفزَّة فيها مفارقة, فالغرق غالباً ما يحصل في البحر أو في المحيط, أو في أي مكانٍ مائيٍّ, أما أن يحصل الغرق على " اليابسة" فهنا تكمن الغرابة!

"الغرق على اليابسة" جملة اسمية, المبتدأ فيها معرَّفٌ ب"أل" التعريف, وهذا يعني أنه"غرق" بالمطلق ودون استثناء, 

"على اليابسة" جار ومجرور في محل رفع خبر, و"اليابسة" أيضاً معرفة, وهذا أيضاً يدل على غرق جماعي عمومي يطال كل كائن على هذه الأرض.. .


_ نتابع عتبة الاستهلال بشغف بعدما استفزّنا العنوان, ويبدأ الكاتب / السارد بعرض فيلم الحدث الدرامي" الغرق على اليابسة" 


 الذي يبدأ بمشهد إيحائي , فنحس من واقعية التوصيف كأننا نشاهد الحدث  بأم العين, 


" بحرٌ هائجٌ, تحت سماءٍ متلبدة بالغيوم, " تهب عاصفة هوجاء " فتثور الأمواج وتهدر 

  " تتمزق الاشرعة" و"تتكسر الصواري" وما يحمل "التكسر والتَّشظِّي" من تداعيات مجازية وإسقاطاتٍ واقعية...


في الوقت ذاته , يبدأ تدفق المياه إلى الصالة دون انقطاع, تتزامن مع حوارات تدور... لتصل حدَّ التناقض وأسئلة مقلقة,

 محيِّرة  وبلا أجوبة . 

ينتهي الفيلم على" الشاشة" ويستمر تدفق المياه مؤذناً بغرق أو موت الحاضرين جميعاً.. 

 في الخاتمة يبقى الحدث معلقاً , قيد التكهنات والتساؤلات ...

يسير الحدث متصاعداً على مستويين في آن معاً, المستوى التخييلي والمستوى الواقعي, ويحصل بينهما تمازج حقيقي على أرض الواقع, إذ يتزامن صخب الأمواج والأصوات الهادرة على الشاشة مع أصوات الحضور وصراخهم وهلعهم مما يحدث تناغماً حقيقياً في جو القصة العام, ونحسُّ كمتلقّين, أننا في قلب الحدث وأننا معنيُّون بكل ما يحصل, نحس بالحيرة والقلق حدَّ الاختناق بحثاً عن المخارج وخوفاً من الموت المحقق اختناقاً!! وتنتهي القصة, لتبقى معلقة بأسئلة لا تكفُّ عن التوالد وتكهنات 

بلا نهاياتٍ ولا إجابات...

.

الزمكانية :  

المكان هو الصالة ذاتها التي تعرض الفيلم "إنهم يغرقون الآن " في زمن هو زمن عرض الفيلم , لكن هذا الزمن يستمر,  لأن القصة لم تنهِ بانتهاء القفلة. 

 الشخصيات: 

يمثل الكاتب / السارد الشخصية الرئيسية في القصة , فهو العليم بالحدث منذ البداية حتى النهاية. الحضور في الصالة هم الشخصيات الثانوية التي تعرفنا إليها من خلا ل الحوارات وتعدد الأصوات , وقد اختار الكاتب الأصوات  بدل الأسماء  , لأن القصة القصيرة لا تسمح بتعدد الشخصيات, فلم يكن بدٌّ من هذه التقنية للتعبير عن تعدُّد الآراء في أرض الواقع مما يعطي القصة غنى وثراء أكبر. 

الحبكة : 


 حبْكة القصة هي الكيفية التي يتصورها الكاتب ليقدم الحدث للمتلقي بتقنيات كأنها حكاية او نسيج , من خلال أدواته الإبداعية الخاصة وقدرته البلاغية والسردية على جذب وتشويق المتلقي .

 والحِرفية والإبداع يكمنان في الفكرة التي توارت خلف الموضوع  الذي يقصده الكاتب أصلاً , لتعود إلى الظهور في الختام أي في لحظة التنوير أو الانفراج .

حبكة هذه  القصة مدهشة, مشغولة بنسيج محكم , وتوصيف يوظف التفصيلات للإيحاء والدلالة على الحدث/الغرق الذي يحمل 

بؤرة  النص. 

ا

_بؤرة النص / القفلة :  

تكاد تكون بؤرة النص كامنة في "القفلة" التي أرادها  الكاتب أن  تبقى  (مفتوحة)  ليشرك "المتلقي" 

في  طرح تساؤلات وإسقاطات وتداعيات بلا حدود... 

 


وهكذا أقول  , إن النصوص أياً كانت , أكانت شعراً  أو قصصاً أم روايات أو إلخ.. لايحكم على نص ما  بالإبداع , إلا عندما يحمل في طياته هموم الجماعة , هموم الإنسان في كل مكان, أما أن يبقى النص حبيس ذات الكاتب , فلن يحكم عليه بالإبداع بالمطلق , وسيبقى الإبداع فيه نسبياً.. 

بعد كل ما عرضنا , سؤال يطرح؟  إلى أي مدى نجح الكاتب من خلال اسلوبه ,أن يوصل فكرته الرئيسية أو هدفه  من النص , وهل نجحت أدواته ولغته السردية في إيصال ما كان يصبو إليه .. 

يقول "يوسف إدريس" 

"إن القصة القصيرة مثل الرصاصة,تنطلق نحو هدفها مباشرة ولهذا يجب أن يكون العمل متماسكاً في وحدة بسهولة وصدق,ولهذا يجب أن تكون البداية والنهاية والحدث , على درجة عالية من التكثيف والتركيز, وارقى صور الاختزال  وهو الاختزال على مستوى اللغة" 

اللغة السردية:

لن أعيد استعراض اللغة من جديد,فقد استعنت بجمل وتعابير تبيِّن جمالية اللغة وبلاغتها ومجازاتها وتلقائيتها , فالكاتب قد نجح تماماً أن يشحننا عاطفياً وينقل إلينا المشهد المستفز المرعب, لذا أحسسنا اننا نشهد تدفق المياه والضوضاء ونحس اننا نسمع الحوارات والعويل , أيضاً أحسسنا صفير الرياح والعواصف الهوجاء, وتبادر إلى ذهننا أننا نسمع تكسر الصواري وتحطم الأشرعة .. 

وما الفائدة من لغة مشنشلة بالمجازات والاستعارات والخيالات, إن لم يحسن الكاتب أو المبدع توظيفها في خدمة الحدث أو الحبكة , وإن لم يختر من المدلولات والإيحاءات ما يشوق المتلقي , ويحفز احاسيسه وذاكرته الصورية , كي يصبح جاهزاً لتقبل وفهم الفكرة الرئيسية أو الهدف من القصة كلها؟ 

في الختام, أهنىء القاص المبدع الأستاذ سامر انور الشمالي , على هذه القصة الإِبداعية , التي تؤكد أن الأدب الراقي الجميل, والملتزم بهموم الإنسان وقضاباه المصيرية 

ما زال بخير.

النّخلة ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 النّخلة ... 

سُبْحَانَ مَنْ خَلقَ النَّباتَ وَنَوَّعَا

وَحَباهُ طَعْــمًا سَائِــغًا مُتَــنَـوِّعَـا

وَقَضَـى لَهُ فِي كُلِّ فَصْل نُضْجَهُ

وَالشَّمْسُ وَاحِدَةٌ كَذَلِكُمُ الوِعـَـا

فَلِــــكُـلِّ ثَـــــمْرٍ لَوْنُـهُ وَمَـــذَاقُــه

بفَـوَائِد تَكْفـي البَـرِيَّةَ أَجْـمـعَا

وَحَبـا بِلاَدي بِالنَّخِـيلِ مُنَـوَّعًا

وَثِمـارُهُ عَسَلٌ أَفَادَ وَ أَشْبَعَـا

...... 

خَضْـرَاءُ وَارِفَةُ الظِّلاَلِ وَطُولُهاَ

بَيـْنَ المَـزَارِعِ قَــدْ عَـلاَ وَتَـرَبَّعَـا

وَتَمَـايَلَتْ تِيهًـا إِذا مَادَغْدَغَتْ

أَعْطافَهَـا رِيحُ الصَّبـاحِ تَرَفُّعَـا

غَنَّتْ لَهـا تِلْكَ الجَداَوِلُ لَحْنَهَـا

فَزَهَتْ وَزَادَتْ فِي الفَضَاءِ تَطَلُّعَا

وَتَـلاَعَبَتْ رِيـحُ الصَّباَ بِجَدَائِلٍ

مِنْ سَعْفهَـا فَغَدتْ جَمَالاً أَرْوَعَـا

لَوْلاَ عَـرَاجِيــنٌ تُثَــقِّلُ عِطْفَـــهَــا

لَغَدَتْ تُرَاقِصُ فِي الرِّيَـاحِ الأَرْبَعَا

رُطَبٌ إِذَا وُضِعَتْ عَلى طَرَفِ اللَّهاَ

ذَابَتْ وَخَلَّفَتِ اللِّسَانَ مُمَـتَّعَـا

يَبْغِـي المَزِيدَ : فَيَا لَطَعْمٍ ساَئِـغٍ

بِشَذًى كَمِسْكٍ كُلَّ ذَوْقٍ قَدْ دَعَـا

فِيـهِ غِذَاءٌ إنْ عَدَدْتـَهُ خِلْـتَـــــهُ

فِي طِيـبِهِ كُلَّ الوَلائِـمِ مَـنْـفَـعَـا

سُبْحانَ مَنْ جَعَلَ الغِلالَ مَوَائِدًا

لِلْـجِسْمِ تُكْـسِبُهُ نَشَـاطًا مُبْدِعَا...

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)



الأحد، 2 يونيو 2024

أَغَلَا مِنْ الْغَلَا بقلم الشاعر دعصام حمزة بخش

أَغَلَا مِنْ الْغَلَا
غلَاك يَا رُوحَ الرُّوح
با أحلا وَرد و مِسْك
وَبَخُور عَوْد
وَأغلا طِيب
وَأَكْثَر...
وَوَصَالك برَد لِقَلْبِي
دَوَاء لِلْجُرُوح
فكّر ... وَقُلْ تَمّ
أَفْدِيك بِكُلّ غَالي
.. وَبِدَم الْوَرِيد
يَا حَبِيبِي....
لَا تغِيب وَترُوح
د. عصام حمزة بخش

 

من لي سواكِ؟ بقلم الكاتبة نهلة دحمان الرقيق

 من لي سواكِ؟


من لي سواكِ؟

و كيف لا أذوب فيكِ؟

و لا أتطهر من عينيكِ؟

و لا أتنفس شذاك؟

و لا أهواك؟


من لي سواكِ؟

و كيف لا أهواكِ

و أنت من أضأت لي ظلمة ليالي القحلة

و أرديتني نجما يشع في سماك؟


من لي سواكِ؟

و كيف لا أهواكِ؟

يا من لكِ تعطرت مساءاتي الحزينة

و دَفَنْتِ لي أوجاعي و أحزاني الدفينة

و زرعتني وردة عاطرة في جوف المدينة

و جعلتني أسبح باسمك 

و ألهج لذكرك 

و أهواك

 بل و أغرق ...أغرق  في هواك


من لي سواك؟ 

وكيف لا أهواك؟

و أنّى أن  أنساك؟

يا من تأهبتْ كلُّ الحواس لمرآك

و تنافست قصائد الغزل لملقاك

يا من لأجلك عَقدَتْ حروفي موكب زفاف

فكنتُ لكٍ فيه العريس وكنتِ ملاكي


من لي سواكِ؟

و كيف لا أهواكٍ ؟

و كيف أنساك؟

و أنت لي الزوجة و الرفيقة

 و الحبيبة و العشيقة

و خير خير ملاكي

فجلّ من نفخ  من روحه في روحك 

و على أحسن هيأة سوّاك

فكيف لي ألّا أهواك؟

و أنى  أن أنساك؟

وليس لي سواك 

يا ملجئي و ملاكي


نهلة دحمان الرقيق

الأربعاء 29/05/2024



عامية بقلم الشاعر صالح المنذري ابومراد

 عامية


البعض كفه للحسينة باسطة

والبعض يفرش للمعيبات البساط


الصدق يوم الكذب فينا خالطة

زاد الفتن والعيب هو في الاختلاط

صالح المنذري ابومراد


شوقي ليك بينادي عليك بقلم الشاعر / ياسرمرسي

 شوقي ليك بينادي عليك

ليلي طال السهد فيه ياملاك

وقلبي كترت دقاته وبتناديك

مناى نظرة والله واحدة من

*-*-*-*-* عينيك *-*-*-*-*

بقلمي / ياسرمرسي

ترانيــم قلــم لـ \ ياسـو



حاولت أمسح غيابك بالدمع..كي لا يخدشوا منك شيء بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حاولت أمسح غيابك بالدمع..كي لا يخدشوا منك شيء


بين جرحين كنا..

وكنت بقربي كظلي

أيا مهجة الروح الموشح بالشوق..

لست أبكي

فإنك تأبين  بكاء الرجالِ

                 ولكنك في غمرات البنفسج 

                 ذرفت أمام الصمت عيونك

هذا أنا..

  يطافُ بقلبي كرأس الحسين فوق رمح 

لماذا سمحت لمن يعشقون طقوس الغدر


لمن يكرهون شذا الورد

                بأن يفرشوا الأرض شوكا

أن يرسموا فوق جدار الروح أحزاننا

ونشيج السنين الخوالي..

أيا مهجة القلب..

                        لقد كنت دربي

إنها تمطر الآن مثل قلبي تماما

وفي نشوتي أتهجى خطى القادمين

خلف ذاك المساء البعيد

وأرسم ملامح وجهي 

      واتركها جذلى في منحنيات الدروب

وأعرف أن موعدي في غد عندك

كنت هنا قرب قلبي

              تكتبين  تواريخ مجدي..

ووجدي

وتدلين  بمواعيدنا خلف شرفات الغروب

سيبقى النشيج القديم 

يهدهد الروح

والذكريات البعيدة 

                  كحدائق عمرنا..

بكيت كثيرا لبعدك

         للهثك خلف السراب

  حاولت أمسح دفتر عمري

حاولت أمسح غيابك بالدمع

                     كي لا يخدشوا منك شيء

منحتهم كل شيء

وإني أراهم وقد وقفوا على بوابة العمر 

يتهامسون سرا 

                            بسر علاقتنا بالليل

يتسلون بمرأى دموعي

                            لكن عطرك ظل بثوبي

  وسيظل بين ضلوعي أنى ذهبت..وغبت

                            يلامس نرجس الروح..

وقد أبكي غدا من القلب..

                              حين أراك في جرحي

ملتحفة بالغياب

ويوما،فيوما..تعاتبك الذكريات 

فإن أمير الزمان العتاب


محمد المحسن



بين أنثيين بقلم الكاتب جلال باباي( تونس)

  بين أنثيين 


            جلال باباي( تونس) 


☜الإهداء : إلى أميمة..و آية /س


كانٌني غصن شجرة متيبس

فوق هذا الرمل المتحرك 

منغرس، أطوي آخر النهار

وأمتلأ بدخان الغروب 

بنفسجيا، يطوي الشمس

يخفي باقيات أصابعي 

مثبٌتة في الماء

ثمٌة... قمران 

يدنوان حذو كرسيٌ 

يطوفان بالطين

يزرعان حولي الخيزران 

نغنٌي مع  النوارس

العائدة من مدن الملح

تمعن الأنثى الأولى 

في تفاصيل عطرها

منبعثا على تلال مزدحمة

 أصابعها طازجة برائحة

القمر يطلع أحمر بهيا 

 لا تبالي بالريح 

يتلاعب بخصلات شعرها 

والثانية تبقى مع نسٌاك

الليل ، تناور أحاديثهم 

لم تفقه سؤال الغفلة

ترتعش في العتمة

تقترب من التراب

 تعتذر لجلاٌس  مأدبتها

ثم تتكأ على كتف الليل

كنٌا ثلاثتنا نغالب ارقنا 

نشتكي إلى البحر انكساراتنا 

كي نهزم قيض دمنا

مهدورا تتلاعب 

به شمس النهار

سنحتسي الكأس الأخيرة 

عند أول هزيع من الفجر

نلجم فوضى حواسنا 

نرقد مع خطاطيف الصباح الأولى 

بلا خطايا 

نقيٌة أفئدتنا من مزق الناس

تخلد مع السمكات الصغيرة

تخاتل صنارة الصياد الشرسة

 أدنو بدلوي إلى لؤلؤ الصيف

أمشي بجسد متخثٌر

على حطب ساخن  

لعلٌي أقتطف نطفة ضوء

واعبر هذا الرصيف الطافح بالغبار 

أعرج بخطاي العمياء

فوقي كانت السماء 

ضاجة بخجلها الأحادي 

تتضوٌر بالثرثرة مثل النساء

وانا صحبة غوايتي

انتشر بحيرة العشاق

أفتش لي عن خلاص 

بين انثيين ...

....إماْ أن اكتب وصيٌتي

للمجانين...المتيٌمبن

" الشعراء يتبعهم الغاوون... "

أو أستأجر لي صدى 

بين جبال منسيٌة

يعيدني إلى طفولتي

لانشد أهازيج الأولين 

دقٌت ساعة الرحيل

ألملم أرجل كرسيٌ الرمل

وانهض أعرج نحو الإسفلت

 بين أنثيين 

أسابق ضوء صيف أخير

 قبل أن ينطفأ في المنتصف

سأُبقي البحر يتيما

إلاٌ من الجميلات 

يخضٌبن موجه بالهمس 

واللمس الخفيف والأغنيات.◾


          ☆ ذات صيف





قريبا بدار الثقافة قصور الساف الدورة 13 من مهرجان علي بن كاملة للمسرح 🎖 عرس الفن الرابع بامتياز /مراسل الوجدان الثقافية/ الكاتب جلال باباي

 قريبا بدار الثقافة قصور الساف

الدورة 13 من مهرجان علي بن كاملة للمسرح 

🎖   عرس الفن الرابع بامتياز 


       الوجدان الثقافية/

         تحت إشراف المندوبيةالجهويةللشؤونالثقافيةبالمهدية ، تحتضن   دار الثقاقة البشير بن سلامة بقصور الساف وتحت إشراف مندوبية الشؤون الثقافية بالمهدية فعاليات  الدورة 13 من  مهرجان علي بن كاملة للمسرح وذلك في الفترة المتراوحة بين 6  و 12جوان 2024 

هذا وقد اختارت الهيئة المشرفة على المهرجان خلال هذه الدورة سلسلة من أبرز العروض التي أثرت الساحة المسرحية في الفترة الأخيرة مستندة في توجهاتها الكبرى لهذه الاختيارات على التنوع في التوجهات وثراء المضامين المسرحية والجوانب الأخرى المتعلقة بالتمثيلية وجودة النصوص وطرائق الأداء الركحي الى جانب سعي المنظمين إلى  تشجيع بعض الأعمال الجديدة والتي تحمل خصوصية وطريقة  مختلفة في الطرح والتناول.

  عودا على فقرات برنامج مهرجان علي بن كاملة يشهد يوم 6 جوان الافتتاح الرسمي للمهرجان ، تنشيط شوارع المدينة وعروض فرجوية إلى جانب عرض مسرحية:" روضة العشاق " للمخرج : معز عاشوري. ،كما لا يفوتنا أن الدورة الحالية من المهرجان  تحتوي على برمجة لعدد من المحطات المتنوعة لتضيء في اختياراتها الفنية على أهم الانتاجات في مجال الفنون الركحية والمسرحية .على غرار مسرحية " الحشاشين"  للفنانة: دليلة مفتاحي  ومسرحية " 4939"  لشركة الجوكر  وعديد العروض الاخرى .


         ☆ تكريم الفنانة الكبيرة: منى نور الدين ☆


   إضافة انه ووفاء لتقاليدها في البرمجة ترافق العروض المسرحية للمهرجان بالتوازي انتظام تربصات وورشات مفتوحة في عدد من التقنيات والإختصاصات على غرار  ورشة في الايقاع الجسدي واللفظي يؤطرها المسرحي : منير المخينني ثم ورشة في الرقص والكوريغرافيا تشرف على تاطيرها : سنية الغزال  و ورشة ثالثة في صنع الاقنعة المسرحية والمكياج .

      كلمة حق في شان الدورة الجديدة لهذه المحطة المسرحية أنها نسخة واعدة تراوح بين الإفادة والمؤانسة هذا ولم تحد هيئة التنظيم على نواميس المهرجان فاقرٌت فقرة تكريمات في الموعد ليلتي الدور هذه السنة على تكريم الفنانة الكبيرة: منى نور الدين . 

    لقد اضحى مهرجان علي بن كاملة للمسرح   تقليدا سنويا راسخا في المشهد المسرحي، ليمثل حدثا نوعيا في شبكة التظاهرات الثقافية الوطنية حيث تتحول بفضله  مدينة قصور الساف أيام المهرجان الى قبلة للمهتمين بالشأن المسرحي وموعدا للتلاقي بين الفاعلين المسرحيين والجمهور التواق للفرجة وتثبيت اسس لمحطة لافتة لعشاق الفن الرابع .

                                   

                                    الكاتب: جلال باباي




صنعاء تحبٌ الليل بقلم الكاتب ☆ جلال باباي ( تونس)

 ☆ صنعاء تحبٌ الليل


           ☆ جلال باباي ( تونس)


تحت جنح الظلام

تنفلت أغنيات الاعراس 

تتطاير الخناجر 

سليلة سلف الأهالي الصالحين

فرحت القلوب البدوية 

واجتاحتها المسرات من كل حدب

قدٌام بيوت منحوتة في الصخر

يتلألا القمر فوق الأسطح

ويتطاير عطر مسكه في الأقاصي

صنعاء عروس من ضياء السنبلة

تطوٌع زبرجد أصابعها 

أنجما .

      

                    ☆ صيف ٢٠٢٤





فوٌهة لعرس الذئب بقلم الكاتب ☆ جلال باباي ( تونس)

 ☆ فوٌهة لعرس الذئب 


           ☆ جلال باباي ( تونس)


محاصرة تلك الغيمة

بين شمس وسحابة عابرة

امطرت زهاء خيطين من ماء دافق 

واختفت وراء

شتٌتت شفتيها نواعير الهواء

ثم اختلت الشمس بقصبات السكر 

تهيٌات غابة "جاكرتا" لعرس الذئب

انبرى المقيمون تحت تلٌة جامحة

صوب أهازيج الشمس والمطر

نحتوا ملاحم الأب الأولى 

عانقوا السحاب

 وصلٌوا صُبح الخميس

عند خيمة الشجرات الباقية.

    

                ☆ ٢٩ ماي ٢٠٢٤






تحت الوصاية ( *) بقلم الكاتب ☆ جلال باباي( تونس)

 ☆ تحت الوصاية ( *)


         ☆ جلال باباي( تونس)


● الإهداء: إلى الممثلة المصرية القديرة : منى زكي....أنثى تائهة بين ريح وصهيل بحر. 


ركبت ذاك الماء المتحرك

بلا بوصلة أو ذاكرة 

تحمل وصيٌة الأرض فوق صدرها

طفليها وحقيبة سفر

نحو وجهة بلا أبجدية

ذا عدوٌها اللٌدود

يرتقبها على رصيف الميناء

مصير غائم، مركب عائم

تحت ضوء فوانيس القرية

رِفقة الرٌيح ومَدٌِِ غاضب

يبعثر نبض خطاها 

كان ليلُُ متعثٌر لم يَبُح

إلاٌ بانكساراته الباردة

وذلك الشيطان

آدميٌ الطباع 

يطارد وصاياها 

شرٌد قدرها ،

رمى بجام فرحها فوق الملح

ترتبك اناملها على خشبة الشبابيك

تنتظر ضوء الفجر

يطلع خجولا على سرير خوفها 

و مثل أنثى القبائل الرحْل 

لم تسعها الأمكنة ،

... على عجل 

تنبش في دفتر طفولتها

تبحث لها عن حلم 

اخفته في الزحام

ربٌما تختطف ما تيسٌر

من امنية عالقة بين وسادة

أو تعثر على وجهها المرتعش

 في الأقاصي!!!.■

         

       ☆ الأربعاء / ٣٠ مايو ٢٠٢٤


------------------------------------------------هامش ----------

---(*) : عنوان مسلسل مصري أدت بطولته الفنانة منى زكي



مهرجان المشمش الشاشي بخط الوادي بحفوز في دورته الاولي بقلم الكاتب محمد علي حسين العباسي

 مهرجان المشمش الشاشي بخط الوادي بحفوز في دورته الاولي

عروض الفروسية ندوات وعروض فلكلورية

حفوز هذه المدينة الحالمة والتابعة ولاية القيروان ستكون قبلة اليوم وغدا لتنظيم الدورة الاولي لمهرجان المشمش الشاشي بخط الوادي بالتعاون بين دار الثقافة والمكتبة العمومية ونادي الاطفال بحفوز.وذلك يومي1 و2 جوان الجاري،حيث سيشهد اليوم الافتتاحي  تنظيم مداخلة حول تاريخ منطقة خيط الوادي بحفوز الي جانب عرض تذوق لمنتوجات المشمش ،الي جانب عروض الفروسية.وتباعا سيكون الموعد مع ندوة علمية من تنظيم خلية الارشاد الفلاحي ( مع كريم العلوي ومختار مشيشي)

وختام اليوم الافتتاحي  سيكون مع عرض فلكلوري شعبي.وغدا الاحد سيكون للطفل نصيب من خلال عروض تنشيطية للأطفال مع نادي الاطفال القار ونادي الاطفال بحفوز،الي جانب عرض عمي توتو للأطفال من تنظيم المكتبة العمومية بحفوز،الي جانب عرض رقمي للأطفال من تنظيم المختبر الابداعي بمركز تونس الدولي الاقتصاد الثقافي الرقمي.ثم سيكون الاختتام بتكريم الضيوف وتوزيع الجوائز على المتسابقين ،هكذا هي حفوز ستبقي ابوابها مشرعة من أجل الابداع والامتاع والاقناع 

محمد علي حسين العباسي





السبت، 1 يونيو 2024

أنت أمي.... بقلم فرحي بوعلام نور الدين.

 أنت أمي....


أنت أمي أمي أمي يا أماه..

                                   يانبع حب عطف ما أحلاه.

كم ضحيتي كم قاسيتي يا عيناه...

                               أدعو ربي يغفر يرحم يعفو أترجاه.

تحت قدميك كانت جنة نعمة رحمة...

                                     قول حق نور قول رسول الله.

سهل فقد مال ابن زوج او صحباه...

                          إلا فقدك أمي حبيبتي عيني ما أقساه.

كل عطف رحم على حسب هواه...

                            إلا قلبك صدرك عطفك أمي لا مثلاه.

مذ غبت قل حب عطف دفئ صرت ...

                            أمرض أتعب أسهر عليلا أمي وحداه.

قلبي ينزف عيني تذرف كفي تمسح...

                               دمعا يحرق جاء على الخد مجراه.

أكون ناس حتى أذكر تاج رأسي....

                       أمي رفعت رأسي بين الناس فوا فخراه.

اللهم رب الناس إرحم منى نفسي...

                                  قلب أمي أدعو في الجنة مثواه.

لأمي خديجة حب في القلب ما أحلاه...

                           حقا دون حبك و حب رسولك يارباه.


هدية لكل الأمهات ............


الله يرحمك أماه ويجعل مثواك الجنة اللهم آمين يارب العالمين.


بقلم ع جمال الجزائري.

المسمى حقيقة فرحي بوعلام نور الدين.

الموطن الجزائر.

ولاية سعيدة.

يوم 01/06/2024.





**المرايا لا تزيّف حقيقتك** بقلم : عبد الستار الخديمي -تونس

 **المرايا لا تزيّف حقيقتك**


كرهتُ ملامح وجهي 

وفي لحظة حمق كسرتُ المرايا

فتتسابق الزّجاج المهشّم

لتلملم شتاتها المبعثر في كلّ زاوية

تتلمّسُ أنصاف الوجوه

وتجمّعُ مناديل العشق خارطَةَ وطن

كُتبتْ هويّته بأحرف تائهة 

مشبعة بالألم

اللّوحة ارتسمتْ بأبعاد أخرى 

وملامح أخرى

ومعاني أخرى

ولكنّ وجهي –بعد التّجميل- 

صار غريبا عنّي

وجهٌ متكلّسٌ 

بلا طعم 

ولا لون 

ولا رائحة 

إنّه بلا شكّ عُصارة حرب طاحنة

فأهرع للاختباء

وأرى السّماء قريبة جدّا

تكاد تقع على قمّة رأسي

وتطبق بشراسة على أديم الأرض

ولكنّي أعتقد بأنّ الله قريب في كلّ مكان

يحنو على قلوبنا الصّغيرة المرتجفة

أنا يا سيّدتي التّي أحبّها ولا أعرفها

لا أخاف العشق المدمّر

ولا أرهب هطول المطر

ولا يهمّني أن أعرف مسارات العمر

وأعشق حتّى النّخاع مفاجآت السّفر

قِممي تتهاوى عند قدميّ

وقِيَمي صارت تباع في سوق النّخاسة

وشيمي ارتحلتْ إلى الماضي السّحيق

ولا حقيقة ثابتة إلاّ الله

فلا تقسُ على نفسك 

المرايا كاذبة

لا تصوّر ما ارتسم في قعر الذّات العميق

مجرّد ملامح جامدة 

نجمّلها بسحر الابتسامة

ماذا أصنع لأراك كما أنتَ؟

أيعقل أن ينتحر الفراش عند سيقان الزّهور؟

وتفرّ الأرواح من أجساد نخرها الزّيف 

واحتوتها ظلمات القبور

لست معلّما ولا أدّعيه

ولكنّني بالحرف أحاول ترتيب العالم من حولي

فينضج القصيد مع السّنابل

محمّلا ببقايا النّشيد

وبعض منّي لم ينضج بعد

بيد أنّه يدوّن التاريخ 

ويعكس وجهي على صفحة الماء 

وفي زرقة السّماء 

وحكايا المساء 


بقلم : عبد الستار الخديمي -تونس



هكذا " أشاحت " فرنسا..بوجهها عني..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هكذا " أشاحت " فرنسا..بوجهها عني..!


رفضت فرنسا منحي تأشيرة عبور الأبيض المتوسط..والقدوم إلى عاصمة أنوارها الساطعة..

رفضت فرنسا قبولي ضيفا..أومقيما على ترابها لأني كتبت عن تاريخها الكولونيالي منذ فرض مملكتها سيطرتها على حصن كوليني في البرازيل عام 1555..وآثاره المدمرة..

نسيت فرنسا هذه العبارة : إن لم تكتب تاريخك فإنّهم سيكتبونه بدلا منك..وهي حدى العبارات التي لخصت الهيمنة الاستعمارية بالمنطقة العربية،إذ كان المحتل الغربي- وعلى رأسه فرنسا الإستعمارية- يعيث في الأرض فسادا بتدمير القرى وتهجير الأهالي، بل تعدّى جرمه إلى تغيير التركيبة الاجتماعية بالتلاعب بأنساب وألقاب المستعمَرين،وحملهم على التخلي عن موروثهم الثقافي/الديني، مستعينا على ذلك بمؤسسة استشراقية أنتجت من المتخيّل عربيا مهووسا بالقتل،همجيا لدرجة أنّه سيصبح عبئا على الحضارة الغربية عند تحرره،ولتعزيز التلفيقات تلك شرعت المؤسسة الاستشراقية في استهداف اللغة والثقافة لدى الشعوب المستعمَرة،بخلق رواة محليين بإمكانهم وصف الأمكنة والطرق والطبيعة وفق الرؤية الاستشراقية الدونيّة،واقتصار "الشرق" الساحر على الطبيعة الجميلة وتناثر القبائل وبداوة العربي ولباسه التقليدي، متجاهلة الإرث "ما قبل الكولونيالي" للحضارة العربية وتاريخها الممتد إلى العمق الأوروبي.

واليوم..

تتخبط الجمهورية الفرنسية وسط تحديات كبيرة ليس مع الإرهاب العابر للقارات كما تزعم،بل مع إرهاب يتأصل داخل بنية نظامها السياسي/الثقافي،ضمن حضور يميني يستعدي التنوع ويحرص بشكل مريع على استرضاء الصهيونية متغاضيا عن مجازرها، ويكفي أن تُجرّم معاداة الساميّة والعنصرية بشكل قانوني وإلزامي في الجمهورية كي تتهاوى الالتزامات الأخلاقية تجاه القضايا التاريخية للمستعمرات الفرنسية، بالتغاضي عن "طلب الاعتراف" و"التجاوز" نحو شراكة اقتصادية تضمن للورثة الكومبرادوريين حضورهم المستقبلي في تقرير مصير شعوبهم.

الحقيقة التي ترسّخها الجمهورية الفرنسية بعيدا عن قيمها التنويرية واستفحال عقدة ساستها ونخبتها التاريخية لا تحتاج إلى كثير من التحليل لتقييم مردودها الأخلاقي على المجتمعات المهمشة تاريخيا وحضاريا، فهي اليوم تعيش عزلة أخلاقية سببها الملاحقات التاريخية التي لا ترغب الجمهورية بوضع اللبنة الأولى للاعتراف، ليس بالجرم التاريخي الممتد إلى قرنين من الزمن فحسب، بل بجرائم ضد الإنسانية ترعاها فرنسا في سبيل تبرير إحلال الشتات مكان الشعب الأصلي.

إن المطالبة بنبش الحقبة العثمانية وإرثها الثقيل وارتكابات سلاطينها وخلفائها بحق شعوبنا ومجتمعاتنا،وبحق الشعب الأرمني، وبحق شعوب أوروبا التي دخلت بلدانها جيوش الانكشارية العثمانية، تحتّم أيضاً وفي المقابل نبش التاريخ الكولونيالي لفرنسا في الجزائر، وفي غيرها من بلدان أُخضعت للاستعمار أو الاستيطان الكولونيالي، وكان لهذا التاريخ ضحاياه الذين لا يزالون ينتظرون الإنصاف وبعض العدالة النسبية لرد الاعتبار لهم، حتى يكون للصفح والتسامح معانيه ومدلولاته العملية، ولاستئناف مسيرة الصداقة والتعاون بين بشر الزمن الحاضر، تخلّصاً من أعباء ماضٍ أطفأ أنواره ومضى إلى غير ما رجعة.

هل عرفتم الآن..سبب رفض فرنسا منحي تأشيرة القدوم إليها..؟!

السؤال في حد ذاته..جواب..ولا يستدعي أستخارة..


محمد المحسن



(متابعات ) بوركت..يا لطفي متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (متابعات )


بوركت..يا لطفي


لطفي بوشناق: ما كنت أتمنى العيش لأشاهد ما يحصل في غزة


“الثقافة بشكل عام من أهم الأسلحة التي بقيت بيد العرب لإثبات الهوية وتلميع الصورة ودعم الاقتصاد”. ( لطفي بوشناق )


قال الفنان التونسي لطفي بوشناق، مساء الجمعة، إنه ما كان يتمنى العيش ليشاهد ما يحدث بغزة، في ظل ما يشهد القطاع الفلسطيني من “مجزرة متواصلة”.

جاء ذلك في تصريح خاص للأناضول، على هامش مشاركته بأوبريت غنائي عربي، أقيم بالعاصمة عمان؛ للتضامن مع قطاع غزة.

أوضح بوشناق، أن الفنان مطالب بأن “يكون شاهداًَ على عصره، وأن يكون المرآة التي تعكس الواقع الذي يعيشه، وأن يكون مبلّغ لرسالة هامة تهم الإنسان والإنسانية، حتى لا يخجل من نفسه عندما ينظر إلى نفسه، وبأنه كان لا بد من واجب عليه وكلمة لم يقلها”.

واعتبر أن “دور الفنان مهم جدا، وقلتها في أكثر من مرة الفنان أهم أكثر من السياسي، فالسياسي عابر سبيل، والفنان الذي يبقى في الذاكرة”.

واستدرك بوشناق، “لو نسألك من كان يحكم أيام بيتهوفن وبراسانز وسيد درويش؟ لا يعرفون”.

وأشار إلى أن “الثقافة بشكل عام من أهم الأسلحة التي بقيت بيد العرب لإثبات الهوية وتلميع الصورة ودعم الاقتصاد”.

وبسؤاله عن قراره الذي اتخذه بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بتخليه عن لقب سفيرا للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة،، أجاب بوشناق، “سفير سلام لماذا؟ ما يحدث في المجزرة ما كنت أتمنى الوصول لهذا السن وأشاهد ما نشاهده يوميا في قطاع غزة”.

وأردف “المجزرة والعالم كله يتفرج ويقول لي أنا سفير سلام، سلام لأي شيء، ولمن؟ للأمم المتحدة التي لم تأخذ موقفا!؟ يجب عليها أن تأخذ موقفا، فالمجزرة متواصلة والناس تموت، لا أكل ولا دواء ولا ماء، ما كنت أتمنى أن أعيش لهذا السن وأشاهد ما يحصل في غزة”.

وشهد مسرح الأرينا بجامعة عمان الأهلية (خاصة)، الجمعة، إطلاق أوبريت غنائي بعنوان “روح الروح”، شارك فيه فنانون أردنيون وعرب؛ تضامناً مع غزة وفلسطين، تحت شعار “فلسطين في وجدان الهاشميين”.

ومن أبرز المشاركين : ديانا كرزون وزين عوض من الأردن، ومعين شريف وعلاء زلزلي من لبنان، وصابرين وعمار حسن من فلسطين، وصفاء سلطان من سوريا، ولطفي بوشناق، إضافة إلى عرض فلكلوري قدمته فرقة الاستقلال الفلسطينية.


متابعة محمد المحسن