الجمعة، 30 يونيو 2023

قراءة بقلم الناقد الأردني هاشم خليل عبد الغني لقصيدة "سَأُخْبِرُ هَذَا الْمَسَاءَ...." للشاعرة والكاتبة التونسية سليمى السرايري

 قراءة بقلم الناقد الأردني هاشم خليل عبد الغني لقصيدة
"سَأُخْبِرُ هَذَا الْمَسَاءَ...."
للشاعرة والكاتبة التونسية سليمى السرايري
حين تقرأ للشاعرة سليمى السرايري ،تشعر بمتعة شائقة من التذوق الشفيف للغة إبداعية دافقة تكشف عن مضامين موضوعية إنسانية في نصوصها، تعالج من خلالها الذات الإنسانية، وعالمها الإبداعي متماسك البناء ومتنوع الينابيع.
في قصيدة (سَأُخْبِرُ هَذَا الْمَسَاءَ) جسدت الشاعرة أحاسيسها العميقة الناعمة، التي تحمل أسرار النفس الإنسانية البسيطة، المعبرة عن جمال الحياة وبساطتها. في الريف التونسي الجميل.
وتكشف عن جوهرِ الروحِ والإنسانِ، بأسلوبٍ معبرٍ وشاعريٍّ، فنجدُ في كلِّ كلمةٍ روحَ الشاعرةِ الملهمةِ، وقلبَهُا المتيّمِ بالإبداعِ والجمالِ، فترتفعُ روحُ الشعرِ بينَ السماءِ والأرضِ، في هدوء المساء وسكون الليل، حكايات تخبرنا أنَّ الأماني مهما تأجلتْ. سيأتي فجرها لتشرقْ.
ماذا ستخبرنا الرقيقة سليمى السرايري هذا المساء ؟؟
الشاعرة " السرايري «التي تقف أمام ذاتها، تحاول الكشف عن القيم النبيلة في الانسان للتعبير عن انفعالها بما حولها، نحن هنا أمام معانٍ إنسانية يتحتم الالتفات إليها والتمعن فيها. معانٍ تؤشر أن هذا المساء الجميل حافل بينابيع العاطفة والرفق والطهر، برفقة الأمل والثقة وبتهيئة أرض الحزن المثقلة بالهموم ـ لتكون صالحة لفلاحة الأحلام والآمال، لتنضج ويطيب قطافها، تهيئة لحياة روحية، حياة مرتبطة بما هو ذهني، بعيدة عن كل ما هو مادي وحسي.
وتضيغ الشاعرة خلال مدة من زمن هذا المساء الجميل، الذي منحني فرصة مثالية، توقفت لأكتب أغانٍ لأطفال طيبون وطاهرون، ذات محتوى راقٍ، تدعم نموّهم العقلي واستقرارهم النفسي كما سأروي لهم قصص العشق والهيام،التي وصلت إلى طريق مسدود وانتهت بشكل مأساوي.
سَأَمْسَحُ بِكَفِّي، عَلَى خَدِّ هَذَا الْمَسَاءِ الْجَمِيلِ
وَأُتِي بِالحَدِيقَةِ لِكَيْ تَيْنَعَ أَعْشَابُ قَلْبِي الْحَزِينِ
سَأَرْسُمُ عَلَى شُبَّاكِ رُوحِي شَجَرَةً لِلْعَصَافِيرِ وَالْيَمَامِ
وَأَمْكُثُ بُرْهَةً مِنَ الْوَقْتِ
لِأَكْتُبَ أُغْنِيَةً لِمَلَائِكَةٍ صِغارٍ
مُعَلَّقِينَ كَهَالَاتِ الكَوَاكِبِ فِي السَّمَاءِ
سَأَضَعُ فِيهَا فَاكِهَةً وَحُبَيْبَاتِ أَنْجُمٍ
وَحِكَايَاتِ العَاشِقِينَ الَّذِينَ اغْتَالَهُمْ الْحُبُّ
وتتابع السراري في هذا المساء (والسكون الذي يحيط بالمكان والهدوء الصامت)، تتابع البوح بما تشعر به وتعيشه من لحظات خاصة تصفو بها النفس، فتخبر المساء عن أجمل ما يُقالُ بين العُشاق من تخيلات وآمال واحلام، وما تحمله هذه التخيلات من قيم ومعانٍ ، فالأحلام أحيانا تكون نوعاً من أنواع التمني والرجاء، كما ستخبره عن عرافات الكف " قاراءات خطوط اليد للتنبؤ بالمستقبل " في الحي القديم، اللواتي طرأ عليهن التحول السريع، من الفقر إلى الغنى ويعشن في خير عميم، وثراء فاحش محرم.
وَمِنَ الْأَلْوَانِ سَأَرْسُمُ سِلَالًا مُعَبَّأَةً، بِطَائِرَاتٍ وَرَقِيَّةٍ
لِأَطْفَالٍ مَاتُوا قَبْلَ الْوِلَادَةِ بِقَلِيلٍ . . .
وَسَأُخْبِرَهُ عَنْ أَحْلَامِ الصَّبَايَا اليَافِعَاتِ
وَعَنْ عَرَّافَاتِ الحَيِّ الْقَدِيمِ . . .
اللَّوَاتِي تَرْكَنَ أَسْمَالَهُنَّ الْبَالِيَةَ،
وَرَكَبْنَ الثَّرَاءَ المُحَرَّمَ
تواصل الشاعرة وقفتها مع المساء، وقفة للتعرف على الآتي وتَقيم واسترجاع الماضي، وكأني بالشاعرة تتساءل كيف سأرتب خريطة حياتي الجديدة؟ المقرونة باسترجاع الذكريات، سأخبرهاالمساء، عن احلامي (الضائعة) التي لم تنبت بعد، المعطلة والمتوقفة تماماً، والتي طال انتظارها. انتظار طاقة الفرج، ولكن الحظ لم يحالفها للآن، والتي ظهرت ملامحها في وجه الشاعرة.
ولكن السرايري. رغم الصعاب تؤكد لا زلنا وأن ذبلنا على عهدنا عهد الأمل ،ولا زالت قلوبنا تشتاق لأحلامها الضائعة ولأيام كانت تجمع قلوبنا بروح هائمة، (روح والدي). فلا زالت لدى سليمى القدرة على الاحتفاظ بالتجارب السابقة واستعادتها ....
سَأُخْبِرُ هَذَا الْمَسَاءَ الْجَمِيلَ،
عَنْ مَلَامِحِي الضَّائِعَةِ
وَوَجْهَي المُعَلَّقِ فِي سَقِيفَةِ الْعَالَمِ، وَحِيدًا . . .
عَنْ جَسَدِي الَّذِي صَارَ نَخْلًا يَلْثُمُ سَمَاءَ الْبِلَادِ
وَعَنْ أَصَابِعِي الْمَمْلُوءَةِ بِرَائِحَةِ أَبِي
وَبالْيَمَامِ الَّذِي عَشَّشَ فِي سَطْحِ الذَّاكِرَةِ . . .
كما تشير الشاعرة إلى انها ستُعلِمَ أي (تخبر)المساء، عن ليالي السمر التي يقضيها الناس فيما بينهم وهم يتحدثون ويتناجون بكلام زائد لا فائدة منه، كما ستخبره عن السرقات الشعرية المستمرة وشعراء الغفلة، ومرد ذلك تعدد منابر النشر، وكثرة الشعراء وأدعياء الشعر والدخلاء من كلا الجنسين.
سَأُخْبِرُهُ، أَيْضًا عَنْ الأَمَاسِي المَحْشُوَّةِ بِالْأَحَادِيثِ
وَالْقَصَائِدِ الْمَسْرُوقَةِ مِنْ دَفَاتِرِ الرَّاحِلِينَ
وَعَنْ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ إلَى لُغَةٍ عَلَى حِيطَانِ التَّمَنِّي
تخبر الشاعرة " السرايري " المساء، عن نفسها وعن عطائها الشعري ومشاعرها واحاسيسها الذاتية التي تجول في خاطرها، فهي لا تستطيع فصل نفسها شعريا عن هموم ومآسي وأفراح بني جلدتها (الأمازيغ).فشعرها أثقلته الهموم والأحزان كما انفرط عقد قومها بسبب تشتتهم وضياع أمانيهم واحلامهم.
سَأُخْبِرُ هَذَا الْمَسَاءَ،
عَنْ جَمِيعِ قَصَائِدِي المُنْفَرِطَةِ كَعِقْدٍ أَمَازِيغِيٍّ
فِي الْمَسَافَاتِ الْفَاصِلَةِ
وَفِي أَزِقَّةِ الِانْتِظَارِ الْمُثْقَلِ بِالْأَمَانِي
وَفِي وَجَعِ الْأَصَابِعِ الآثِمَةِ
السرايري تقول للمساء أنا برفقتك هذه الليلة، فأنت رمز للهدوء ورمز للراحة، فأنا انتظرتك بعد يوم من العناء والتعب، لأخبرك أني ابحث عن هويتي وعن صفاء ذهني وعن ذاتي لأكتشفها، فأنا امرأة ابحث عن العدالة والحقيقة، وهل يمكن الوصول إليها؟
الحقيقة نجدها لدى شرائح كبيرة من البسطاء، الأقوياء الذين يعافرون ليلاً نهاراً للحصول على لقمة العيش، ومواصلة الحياة دون كلل ولا ملل، كبائعي الياسمين في الشوارع، وماسحي الأحذية وغيرهم من الطبقة العاملة.
هَا أَنَا هُنَا أَيُّهَا الْمَسَاءُ
أَمُوءُ كَقِطَّةٍ جَائِعَةٍ عَلَى أَرْصِفَةِ الْفَرَاغِ
فَدَعْنِي أَدْنُو مِنْ الْحَقَائِقِ الْمَرْسُومَةِ فِي المَرَايَا
وَفِي وُجُوهِ بَائِعِي الْيَاسَمِينِ فِي الشَّارِعِ الكَبِيرِ
فِي اِبْتِسَامَةِ مَاسِحِ الْأَحْذِيَةِ الَّذِي أَضَاعَ عُمْرَهُ
وَظَلَّ يَبْحَثُ عَنْهُ بَيْنَ الْكَرَاسِي وَالطَّاوِلَاتِ
أيها المساء إني أبحث في عمري الذي مضى، عن عذاباتي وقهري ونزف جراحي، واحلام الصبا، وعن الهدوء والبساطة في قريتنا في الجنوب التونسي، وعن مكابدة الحرمان والتهميش في طفولتي الضائعة، التي أخرستها آلامها وأمالها للأبد، وما زالت اثارها تلازمني على المستوى النفسي والجسدي.
دَعْنِي أبْحَثُ عَنِّي
فِي تَجَاعِيدِ الْعُمْرِ،
فِي أَبْجَدِيَّةِ النَّعْنَاعِ الْحَزِينِ
فِي أُصُصِ الطِّينِ
وَخَوَابِي الزَّيْتُونِ فِي بَيْتِنَا بالجَنُوبِ.
فِي طُفُولَتِي الضَّائِعَةِ هُنَاكَ
وتواصل الشاعرة البحث عن ذاتها، من خلال أيام عاشتها في قريتها تمزرط، الغارقة في التاريخ(الأمازيغي) المتجذرة في التقاليد والعادات القديمة، واساليب الحياة المتنوعة، فهل تجد الشاعرة ذاتها في الثقافة الشعبية، من عادات وتقاليد أمازيغية ؟ نعم فهي تبحث أيام طفولتها من خلال معتقدات وكائنات خرافية وأسطورية، اختلقها الخيال الشعبيّ فيما مضى من أزمنة،
وهذه الخرافات ترتبط على الأغلب بقصص الجدّات، وحكايا الأطفال التي كانت تُروى لهم ليناموا، كأسطورة( عمرالغول) واسطورة (زيتونة الجحفة) أو في شبح (الجِنِيَّهْ الفاتنة) أو في حكاية (تكروث الأطفال) تلك الحكايات الشعبية، القابعة على ...
أَبْوَابِ "أَحْوَاشِ" القَرْيَة.
وَفِي اكْتِمَالِ أَسَاطِيرِ "عمُرْ الغُولْ"
و"زَيْتُونَة الجَّحْفَة"
وشبح "الجِنِيَّهْ الفاتنة " الَّتِي تَقِفُ لَيْلًا فِي مُفَتَرَقِ الطُّرُقِ
و " تَكْرُوثْ الأَطْفَالِ"
القَابِعَةِ عَلَى أَبْوَابِ "أَحْوَاشِ" القَرْيَة
تواصل الشاعرة البحث عن ذاتها، وذات مساء تفتح نوافذ ذاكرتها، وتستذكر أيام خلت في قريتها، المشيّدة بدفء قد انبعث من أيدي ساكنيها، فجعلها أجمل البيوت رغم بساطتها، المحفوفة بالكرم والعطاء، قرية يكمن فيها الدفء وأصالة الأجداد، رغم صغر مساحتها وقلّة سكّانها، في هذا الجو الحميمي تخاطب السرايري المساء وتطلب منه أن تجد نفسها في مظاهر حياة أهل قريتها المتواضعة، هل تجد نفسها في بيوتها المبنية من الحجارة ؟ أم تجد نفسها في الخدمات والمرافق البسيطة، التي تخلو من الترف والتعقيد.
دَعْنِي أبْحَثُ عَنِّي
فِي الْقَنَادِيلِ الْقَدِيمَةِ المَسْحُورَةِ
فِي شِهَابِ فَتِيلِ زَيْتٍ ظَلَّ يَرْقُصُ زَمَنًا
حَتَّى تَحَوَّلَ إلَى عُصْفُورٍ، طَارَ مِنْ ثُغْرَةٍ فِي الْجِدَارِ.
تخاطب الشاعرة المساء النقي كنقاء ونعومة اللؤلؤ وجماله، بشكل مباشر، َسأُخْبِرُك أَيُّهَا المساء عن الاضطرابات النفسية التي صاحبتني وأنا أحمل حقائبي سفري المعبأة بشقاء الروح، والتوتر والارتباك، في محاولة لنسيان الماضي، وبدء حياة جديدة، حقائبي المعبأة بذكريات واحلام اطفال قريتنا، والمثقلة بحكايات جدي الكبير المتناسقة الجميلة، التي توجهنا للصح كي نفعله وتبعدنا عن الشر كي نتجنبه.
وسأخبرك أيها المساء عن علاقتي المميزة بأمي، سأخبرك برغباتها وأمنياتها الطاهرة، المملؤة بالحب والحنان والإخلاص ،المرأة التي تربطني بها علاقة عظيمة جداً، أمي التي غمرتني بدعائها وتضرعها إلى الله عز وجل، بأن يوفقني، في صحتي ورزقي.
سَأُخْبِرُكَ، أَيُّهَا الْمَسَاءُ اللُّؤْلُؤِيُّ،
عَنْ حَقَائِبِ سَفَرِي الْمُعَبَّأَةِ بِالنِّسْيَانِ
بِرُؤَى الْأَطْفَالِ
بقَطَعِ الطَّبْشُورِ،
بتَرَاتِيلِ جَدِّي الْكَبِيرِ...
وَأُمْنِيَاتِ أُمِّي المُقَدَّسَةِ كَكَمَنْجَةٍ نَاشِجَةٍ
تُرْسِلُ دُعَاءَهَا لِلسَّمَاءِ، فَيَنْزَلِقُ الْكَوْنُ بَيْنَ يَدَيْهَا ...
وَتَمْتَلِأُ عَيْنَاهَا اللَّوزِيَتَانِ بِأَشْجَارِ التُّوتِ
بِسَنَابِلِ الْقَمْحِ وَأَغَانِي عَرُوسِ السَّوَاقِي الْبَعِيدَةِ
هُنَاكَ أَيُّهَا الْمَسَاءُ،
سَمِعْتُ دُعَاءَهَا كَالْكَرَوَانِ
وَهِي تَرَسُمُ وَرْدَتَيْنِ لِشِتَاءٍ قَادِمٍ
وَتَمْلَأُ جِرَارَهَا بِالدِّفْءِ لِسِرْبِ الطُّيُورِ
بعد ان عبرت الشاعرة عن مشاعرها من خلال إدراكها للأحداث التي عاشتها، واستذكارها لكثيرمن العادات الريفية ،وإشارتها لبعض الأساطير الشائعة في قريتها، وللأثر الذي تركته والدتها ووالدها في تنشئتها وتشكيل شخصيتها، لتسير بثقة نحو اهدافها بروية وتدبر.
تنهي الشاعرة حديثها مع المساء بمخاطبته، بشكل مباشر
مؤكدة على ضرورة السرعة في التغلب على التحديات والصعوبات ومواجهتها، وقطع دابرها، وذلك باستنباط أفكار ونصائح بسيطة خفيفة، لتكون المعين الأكبر عند المرور بالصعوبات والتحديات، وطريقا مضيئا تعكس فيه إدراكنا لمظاهر التخلف والتردي، في شتي مناحي حياتنا، لنتعامل معها ونفضحها لتكون طريقا لعودة الوعي، وبارقة أمل لمن عميت أبصارهم عن الحقيقة، ولتكون انطلاقة لحياة أبدية جديدة هانئة وسعيدة.
أَيُّهَا الْمَسَاءُ
سَأَقْتَطِعُ الْآنَ أَذْنَابَ المَجَرَّاتِ،
فَوَانِيسَ ضَوْئِيَّةً
أَرْسُمُهَا تَمَائِمَ شَوْقٍ لِلْمَكْفُوفِينَ
وَأَمْضِي نَحْوَ شَبَابِيكِ الْحَقِيقَةِ
أُغَنِّي لِلْأَبَدِيَّةِ.
يتبين مما تقدم أن القصيدة حافلة بالمحاور المتحركة ، الممتلئة بالحكايات والذكريات ، فالشاعرة التقطت الشيء البسيط المؤثر وتأملته بشعرية وإنسانية حساسة، ليتفجر شعاعا من الحدث الحياتي البسيط جدا، ولينتقل بعدها للأكبر والأعمق ،في محاولة للغوص فيما هو متشابك مع الميتافيزيقي والأسطوري والإنساني العاطفي، لتظهر لنا دلالات هذه الأشياء البسيطة ..لتصبح ضمن البناء النصي المتقن ... بلغة بديعة معبرة  ،تدعو الى التّأمل و الغوص في أغوارا لنص و التفكير في معانيه المتعددة.

بقلم : هاشم خليل عبد الغني



إلى متَىٰ بقلم الشاعر محمود بشير

 إلى متَىٰ

الزّحْفُ يطغَىٰ(بِنْ غفيرَ) مآلُ
             هلْ نُسْتَباحُ وتُجْهَضُ الآمالُ

تنْدَسُّ في الأقصىٰ الشَّريفِ ثعالِبٌ
                   وتعِيثُ في أرجائِنَا أرتالُ

مُسْتوطِنونَ بَغَوْا وفاقَمَ بغْيَهُمْ
     (سْمُتْرِتْشُ) ذاكَ الوغْدُ والدَّجَّالُ

الأرضُ غايتُهُمْ وكم سفكُوا دماً
             كم جاءَنَا مَنْ قادَهُمُ يحْتالُ

أيْنَ (الفصائلُ) تُرْتَجَىٰ هبّاتُهَا
                 أيْنَ الفِداءُ وسيْفُهُ القتَّالُ

كلُّ (الفصائلِ)فُكِّكَتْ أوصالُها
         والعُرْبُ ما شُدَّتْ لهم أوصالُ

فإلى متىٰ نرجو الفصائِلَ وَحَدَةً
               وإلى متىٰ ترمِي بنا الأغلالُ

مَنْ ذا الذي نرجُوهُ يصنَعُ ثوَرَةً
               هل دارَ يفْرِزُ جمعَنَا غِرْبالُ

مَهْلاً فقد فكَّ الإسارَ مُلَثَّمٌ
             صَحّاهُ من وطْءِ الجَفَا مَوَّالُ

فانْقَضَّ ينْصِبُ للعدُوِّ كمائِناً
              تُغْنيهِ عن غَثِّ الكلامِ فِعالُ

هوَ ذاكَ من يُحْيِي الرِّجالَ بفِعْلِهِ
                فتَقُومُ للنَّصْرِالأكيدِ رِجالُ

محمود بشير
2023/6/29


 

الخميس، 29 يونيو 2023

علاج ظاهرة العنف من منظور إسلامى .. بقلم الشاعر الناقد /سامى ناصف

 علاج ظاهرة العنف من منظور إسلامى ..
...............................
لقد تفشت ظاهرة العنف فى البلاد العربية والإسلامية قاطبة  وخاصة فى هذه الأيام .
قبل أن نتحدث عن أسبابها وعلا جها : نُعرِّفُ العنفَ .
( العنف )قال : الإمام المناوى : هو عدم الرفق .وقال الإمام الكفوى :هو سوء الانقياد الذى يؤدى إلى القبح .
 العنف يورث الإ كراه والإكراه يورث الكراهية،والكراهية تورث الشحناء والبغضاء.
الإسلام يحارب العنف حتى فى الدخول فيه إذ يقول المولى عزّ وحلّ( لاإكراه فى الدين قدتبين الرشد من الغى .. ) إلى آخر قوله تعالى
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( الله يعطى على الرفق ما لايعطيه على العنف ) وقال أيضا ( إذا زنت أمة أحدكم، فاليجلدها ولا يعنفها )
حتى لايجمع عليها بين الحدّ والتوبيخ . يالسماحة الإسلام !
وعن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن يهودًا أتوا النبى فقالوا: ( الســــــــام عليكم )
أى الموت والهلاك فقالت عائشة : عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم .
قال الرسول: مهلا ياعائشة : عليــــــــــك بالرفـــــــــــــــق، وإياك والعنف والفحش .
 قالت أَوَ لَمْ تسمع يارسول الله ما قالوا؟:
فقال : أو لم تسمعى ما قلت؟ رددت عليهم فيُستجاب لى فيهم.
ولا يُستجاب لهم فىّ.
الله علم موسى عليه السلام الرفق فى القول حتى مع فرعون فقال: عزّمن قائل: ( اذهبا إلى فرعون فقولا له قولا ليّنا لعله يتذكر أو يخشى ..)
رغم عنف فرعون، ما أمر الله موسى أن يتعامل معه ( بالعنف ) وإنما باللين والقول الحسن:
إن المسؤلية تقع أولا : على الأبوين، ثم المعلمين،ثم العلماءالثقاة لا الذين يتاجرون بالدين واعتلوا منصات التكبير والتكفير .
وكذلك فريق  الإعلام  الذى يقوم بقصد أوبغيره للترويج بالمتاجرة بالوطنية ، وسلبها من الآخر ، عليه أن يكف ويسلك طريق الجدة والإصلاح. لاللعنف،لاللتخريب، لاللترهيب، لاللتكفير .
 نعم للرفق، نعم للبناء،نعم للأمن، نعم للتسامح.
حفظ الله مصروشعبها وحرَّاسها اللهم آميــــــــــــــــــــــن.
 حفظ الله العروبة وقوميتها. وحفظ الله الإسلام والمسلمين ، وسائر البشرية أجمعين.
ــــ( كتبها لكم الشاعر الناقد /سامى ناصف )ـــــــــ

 


إلى متَىٰ بقلم الشاعر محمود بشير

 إلى متَىٰ

الزّحْفُ يطغَىٰ(بِنْ غفيرَ) مآلُ
             هلْ نُسْتَباحُ وتُجْهَضُ الآمالُ

تنْدَسُّ في الأقصىٰ الشَّريفِ ثعالِبٌ
                   وتعِيثُ في أرجائِنَا أرتالُ

مُسْتوطِنونَ بَغَوْا وفاقَمَ بغْيَهُمْ
     (سْمُتْرِتْشُ) ذاكَ الوغْدُ والدَّجَّالُ

الأرضُ غايتُهُمْ وكم سفكُوا دماً
             كم جاءَنَا مَنْ قادَهُمُ يحْتالُ

أيْنَ (الفصائلُ) تُرْتَجَىٰ هبّاتُهَا
                 أيْنَ الفِداءُ وسيْفُهُ القتَّالُ

كلُّ (الفصائلِ)فُكِّكَتْ أوصالُها
         والعُرْبُ ما شُدَّتْ لهم أوصالُ

فإلى متىٰ نرجو الفصائِلَ وَحَدَةً
               وإلى متىٰ ترمِي بنا الأغلالُ

مَنْ ذا الذي نرجُوهُ يصنَعُ ثوَرَةً
               هل دارَ يفْرِزُ جمعَنَا غِرْبالُ

مَهْلاً فقد فكَّ الإسارَ مُلَثَّمٌ
             صَحّاهُ من وطْءِ الجَفَا مَوَّالُ

فانْقَضَّ ينْصِبُ للعدُوِّ كمائِناً
              تُغْنيهِ عن غَثِّ الكلامِ فِعالُ

هوَ ذاكَ من يُحْيِي الرِّجالَ بفِعْلِهِ
                فتَقُومُ للنَّصْرِالأكيدِ رِجالُ

محمود بشير
2023/6/29

 

قصيدة بعنوان ***    تاريخي ..  في خطوات ظلي بقلم الشاعر // محمد الليثي محمد

 قصيدة بعنوان ***    تاريخي ..  في خطوات ظلي
لو كنت أبحث عن
بقايا الحنان في قلبي
وبقايا الحب في سحب الدخان
وبقايا الحب في سنين العمر
لتركت الأضواء في ظلمة السرير
ورائحة عطنة تخرج من حجراتك
والورد مات في موج البحر
وألم في أصبعي الصغير
ليس لي حزن
يقف علي بابي
إن  أبكي واقعي
وإحساس الهزيمة
يفتك بي
أجري _  أبطأ _  أقف _ أرتاح _ أنام _ أحلم _أفزع _ أشرب ماء _  أسمي الله _ وأستعير من الشيطان _ وأعيد _ قراءتي  
جالس في البيت
كان هناك فراغ يدعوني
أن أخرج  الى الزحام
وفتاة .. تذكرني  بضحكتها
حتى سقطت فى كوب ماء
فتركتها تغرق
وذهبت
أفكر في الغيب
وشيطان صغير
يحلم بالجنة
وأنا أبحث عن معنى
في ظل الأغاني القديمة
وريح تكنس الشفاه المعادة
وجرحي ينزف دما
على أزهار الحديقة
معي مطر  يجري
عائدا إلى حضن تابوت
النهار
عبثا أحدق في عينيك
لا  أري شيئا
مما أحلم به
تزورني الأوهام في اليوم
مرتان
لا أخرج من ذاكرتي
يأخذني القلب
كالنباتات البدائية
إلي جانب الحائط
أبكي
وأبكي مثل أمي
حين تغلبها الأيام
تزحف خلفي غمامة
وعلى كتفي زجاجة
عطرا منسية
يسكنني اختفاء الشوارع
كل شيء ينتهي غدا
حين أشرب شاي العصاري
وأرى أمي ترضع دجاجتي
من ثدي البحر
على شاطئ  خيالي
 هناك تنبت  الأبقار
بجوار مراكب الصيد
يهديني البحر سمكة
يهديني البحر كلمة
يهديني حبة قمح
وأعود أغني
 ( في البحر سمكة
بتزق سمكة
على الشط واقف
صياد بشبكة )
يأخذني الفرح بصوتي
وأعيد محاولة قربي
من نفسي
يحاصرني الرحيل
فأترك صمتي لصمتي
فأرى بقايا البحر في الفنجان  
وأنا أقف أمام الباب
المغلق بغدي
بقلم الشاعر // محمد الليثي محمد

• ما بين القوسين
أغنية إيمان البحر درويش

 

نالت ـــــــــــــ الطيب عثمان الطيب


 نالت

نالت من وتر الاحساس
ونبض فؤادي الحساس
وضربت علي جدر قلبي
النحاس
ببرق خاطف الالتماس
صعق وغار وقاص
والرعد ضجيج الرصاص
له صدي الموج والصحر
الاخرس
فاين اجد نفسي من هذا
الاحساس
والهوي الذي دار كالاعصر
رفع الروح وبها سما بين
الناس
بصمت اطبق على شفاهي
ولساني في حلقي قاص
نالت مني وكبلتني بحرص
وفرشت لي الحب قفص
كي اكون في قبضتها معلق
في هذا العرش
تكون فلكي ومداري والسكن
والعش
نالت مني واستباحت مشاعري
واسرت مدخل النبض في جسدي
وتسلطت على ذاكرتي و عقلي
واخشي ان اهيم وبها اهذي
نالت ما رنت اليه وشربت وسالت
في دمي
نالت مني.والشيب يتحري الرحيل
واهدتني نورا من الشمس جميل
سكن في روحي بالسرور والتدليل
والعين تراقب الدنيا والليل الطويل
هل لهذا الرحلة مرفي
ام شواطي البحر عائمة المراسي
تسبح والهوي نقي وصافي
ويظل الشاطي مربطي للهوي
ويحاكي هدير الموج العاتي
وانصت حتي تاتي ذبذات الريح
بصوت لقلبي ينادي
من شعاع الشمس وصفات اجدادي
اللهم نسالك ان نخرج من الدنيا
بخير وحسن خاتمة
وان نخلف فيها الحير الاجيال القادمة
اللهم امين يارب العالمين
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
الطيب عثمان الطيب
أبونبيلة

تَوْبَةٌ ـــــــــــ حمدان حمّودة الوصيّف


 .تَوْبَةٌ

يَا نَـفْسُ تُوبِي إلَى بَارِيكِ واعْتَبِـرِي
مِمَّا مَضَى، وافْهَمِي مَا فَاتَ مِنْ أَثَرِ.
واعْـــتَـزِمــِي تَـوْبَــةً، لِلَّهِ، خَـالِــصَـةً
وأَوِّبِــي للَّـــذِي سَــوَّاكِ واعْــتَــذِرِي
وَأَرْسِلِـي الدَّمْـعَ عُــرْبُونًـا عَلَى نَـدَمٍ
وطَـهِّــرِي القَلْبَ مِنْ كُفْرٍ ومِنْ كِبَرِ
وأَكْثِرِي الذِّكْرَ فِي صُبْحٍ وفِي غَسَقٍ
وأَشْفِـقِي مِنْ حِسَابٍ غَيْـرِ مُنْتَظَرِ.
الـمَوْتُ أَقْـرَبُ مَرْجُـوٍّ لِذِي نَـفَـسٍ
يَأْتِي بِـلَا مَوْعِـدٍ ، يَأْتِي بِـلَا خَبَـرِ.
مَـاذَا تَقُـولِيـنَ إنْ حَــانَتْ مَـنِـيَّــتُـنَا
واقْـتَـرَبَ الـمَلَكُ الـمَوْكُولُ بالعُمُرِ؟
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

حبيب القلب ــــــــــــ عبدالمنعم عدلى


 حبيب القلب

عبدالمنعم عدلى...مصر
شفت الحبيب
ماشى والهوى غلاب
سكنته فى قلبى
وملكته عرش الفؤاد
ولفت الدنيا وغابت
وإفتكرت إنه نسى
وإنه ساب هنا أحباب
وجابت الدنيا
بشرى الحبيب للفؤاد
ورقص القلب
على ضلوع الهوا
وتمايلت نسمات الأشواق
بعد ماغدرت الدنيا بالفؤاد
وآاه على الدنيا
لما تأخذ من نسمات الهوا
ماتدى إلا نسمات
كفايا ريح الحبيب
حتى لو باقى
في العمر لحظات
أعيش وأستمد
نسمات الحياة
حتى ولو راح
الحبيب تحت التراب
يكفينى ذكريات الفؤاد
بقلمى عبدالمنعم عدلى

أُلغِيَ كلُّ شيء ـــــــــــ زهرة الحوّاشي


أُلغِيَ كلُّ شيء
أُلغيتْ الحقائقُ و الدَّقائقْ
أُلغيَ الميعادُ و الإسْعادْ
أُلغي الشَّهرُ و الدَّهرُ
أُلغيَ الشَّوقُ و التَّوقُ
أُلغيَ الإبتسامُ و السَّلامْ
أُلغيَ السُّرورُ و الحبورْ
أُلغيَ الحفْلُ و الرَّفْلُ
أُلغيتِ الأشواقُ و الإعِتناقْ
أُلغيَ العتابُ ... و الإقْترابْ
أُلغيتِ الروحُ ...منْ مسْكنِ الرُّوحْ
فأيْن تَروحُ ...
إنَّهُ العيدُ يا أبِِي
هلْ تسْمعُنيِ ... يا أبيِ !
زهرة الحوّاشي .
من *حديث الرّوح*

الذِّبحُ العظيم ـــــــــــ محمد جعيجع




 الذِّبحُ العظيم :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا من بَني ضأنٍ و نَسلي مِثالِيا ...
و ذِبحٌ عظيمٌ من إلهي التَّعالِيا
أنا من بَني كَبشٍ بنَحري مُباهِيًا ...
فَدى اللهُ إسماعيلَ إذ كنتُ فادِيا
وفَخري أنا مَرسولُ رَبِّي إلى الخَليـ ...
لِ أمشي و إبراهيمُ رامَ التَّلاقِيا
بذِبحٍ عظيمٍ أملحٍ مع أقرَنٍ ...
وقد جِئتُهُ أسعى لنَحري مُنادِيا
رُؤَى أنبِياءِ اللهِ وَحيٌ مُنَزَّلٌ ...
ووَحيٌ لإبراهيمَ كان التَّرائِيا
وبَعدَ ثَلاثٍ من رُؤاهُ تَيَقَّنَ الـ ...
خَليلُ منَ الأمرِ الذي صارَ بادِيا
وقد صَدَّقَ العَينَ التي في مَنامِهِ ...
بذَبحِهِ إسماعيلَ صِدقًا وافِيا
وأخبَرَ إسماعيلَ حالًا بما رَأى ...
فَلَم يَعتَرِض و وافقَ هادِيا
وإذ أسلَما فيه وَتَلَّهُ للجَبيـ ...
نِ طَوعًا لأمرِ اللهِ دون التَّراخِيا
قَدِمتُ بأمرٍ مِن إلهي إلَيهِما ...
لأفدي فَتًى من نَحرِهِ كان راضِيا
وأصبَحَ نَحري سُنَّةَ المُسلِمينَ كلْـ ...
لَ حَولٍ و يَومَ النَّحرِ عيدٌ سَما بِيا
و أُذبَحُ هديًا للإلهِ كسُنَّةٍ ...
بأيَّامِ التَّشريقِ مِنِّي التَّراضِيا
و هاجِرُ أمٌّ استَقبَلَت أمرَ رَبِّها ...
بذَبحِ ابنِها بالصَبرِ و القَلبُ راوِيا
و كان جَزاءُ المُحسِنينَ فِداؤُهُ ...
بذِبحٍ بكَبشٍ أبيَضَ الصُّوفِ صافِيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر ـ 11جوان 2023

دَعْ الأرضَ تُنْشِدُ ـــــــــــ محمد التوني


 دَعْ الأرضَ تُنْشِدُ..

لا تَنْتَوِي
النَّظَرَ إلى قَمَرٍ يَكْتَوِي
فَيُصْدِرُ نُورًا يَنْطَوِي
عَلَىٰ ما بِهِ لا تَرْتَوِي
دَعْ الكَلِمَ يَحْكِي..
مُنْزَوِي
دُونَ بَوْحِهِ الخَوِي
عن بَحْرٍ لا يَرْعَوِي
أن يُهَيِّجَ مَوْجًا طَوِي
محمد التوني

من يطرق الأبواب ــــــــــــــــ محمد علي حسين أحمد القهوجي


 من يطرق الأبواب /محمد علي حسين أحمد القهوجي العراق الموصل  بقلمي

من يطرق الأبواب 

بهمس نسمات الريح

لا يكسر قلوب الساهرين

لا يعبث فوق الجروح

لن يكون الا ذراعا

تنامين فوقه بحنين

لايهم ان اتى خيالي

يزرع فوق الجبين قبلة

ويمسح حزن السنين

خذي مني ماتشائين

ان كانت روحي

او جل قلبي

شراييني أو أوردتي 

 حتى الوتين

لن أحصد الأن ما زرعت

اشعارا او ازهارا

حتى زهر الياسمين

لن اغير جلدي

فقد نقشتِ فيه انفاسك

وغارت فيه

اظافر القمر

نورا يتبعه العاشقون

انني اعشق الفجر

اعشق ثورة المجانين

فأنا أحد هؤلاء

أنا أحد السلاطين

أنا في الحب ملاك

بيدي احرق شمعة

تطفئ ظل الشياطين

احبك فوق قمة ارادتي

سفحها ذراعي

وعلى ظهري سكاكين

من ينجو

 من قوة قبلاتك

فقد عاش بين الخالدين

محمد علي حسين أحمد القهوجي العراق الموصل  بقلمي

البقّعِ الحمراءـــــــــ قصة ترجمةُ /عَوْنَى سيفٌ

 


البقّعِ الحمراء.

قصّةٌ قصيرةٌ ؛
ترجمةُ /عَوْنَى سيفٌ ، القاهرة.
Pools of Red.(Short Story)Written by Hayatecooper.(Australian Novelist).
شَعَرَتِ جيني أنَّ عبوسها يتلاشى قليلًا لأنّها شعرتْ بأذرعٍ مألوفةٍ تلتفُّ حولَ خاصرتها.وَ صوتٍ سألها "فِيمَا تفكّرينَ يا جيني".ُ جيني لمْ تردْ ، مفضّلةٌ فقطِ الاستماعُ إلى أنفاسِ الشّخصِ الّذي يقفُ خلفها.َ
ضغطَ الرّجلِ على ظهرها ، وخفضُ ذراعيهِ حتّى تمَّ وضعهما بقوّةٍ أسفلِ ظهرها ؛ ابتسمت.ْ -"أَنَا أفكّرُ يا جاستن" ، بدأتَ جيني وهيَ تسندُ رأسها على الجسدِ الملاصقِ خلفها ، وشعرها الملوّنُ بالدّخّانِ يتدلّى على ظهرها بشكلِ عشوائي ، لكنّها تجاهلتْ ذلك. - سألها جاستنَّ . فى ماذا ؟ وهوَ يمزحُ وَ يخبطُ رأسهُ برأسها.ٍ هزّها حتّى شعرها ، ودغدغُ أنفها.ٍ عطستْ جيني وهيَ تضربُ بقبضتيها برفقٍ على ساقي جاستنَّ في انتقامٍ لذيذٍ
.-أَفَكِّرُ في هذهِ القطعةِ الجديدةِ الّتي أحتاجُ إلى عزفها . للحفلةِ قريبا.ٌ إنّهُ ..... صعب. بابتسامة ، سحبٍ جاستنَّ جيني بعيدًا عنِ المكتبِ الّذي كانتْ تجلسُ فيهِ أمامَ مشغلِ التّسجيلِ الصّغيرِ الّذي تمَّ وضعهُ على الرّف.ِ وَ قالَ لها ما تحتاجينهُ هوَ الإلهامُ ، يا جيني. ضحكٌ جاستنَّ لأنّهُ سرعانُ ما انتزعَ اسطوانةً بشكلِ عشوائي منَ الرّف،ِ بجوارِ مشغلِ الاسطواناتِ وشغلها.ِ ضحكٌ جاستنَّ وَ قامَ بتدويرِ جيني وَ اخذِ يراقصها على اللّحنِ الهادئِ . المغنونِ يلهمونَ بالأملِ والانتصار.ِ تدورُ وَ تتراقصُ جيني ، تحملقُ فى جاستنَّ ؛ شعرهُ الأزرقُ يتدفّقُ وكأنَّ لهُ حياةً بذاتهِ ؛
وَ عينيهِ كانتْ مثلُ أجرامٍ سماويّةٍ حمراء، متوهّجةً بالأمل. وَ هناكَ شيءٌ لمْ يجعلها تخرجْ وَ تغادرُ . سروالهُ القصيرَ الأبيضَ وقميصهُ يذكرانِ جيني دائمًا بالشّعابِ المرجانيّةِ ناصعةِ البياضِ ، بالقربِ منَ المحيطِ الّتي كانتْ تلعبُ بجوارها عندما كانتْ طفلة. عندما تباطأتِ الأغنيةُ ، اقتربتْ منْ نهايتها ، طفّتْ جيني برفقٍ معَ جاستن ، مستمتعةٍ بشعورِ أجسادهما المتلاصقةِ معا.ٍ بينما كانتْ تعانقهُ ، دفنتْ جبهتها في عنقه ، غاصتْ فى الخيالِ وَ هىَ تحتضنه. قالَ لها جاستنْ ، أنتَ تهمّهمينَ بشئٍ .
تَجَاهَلَتُهُ عدّةُ دقائقَ قبلَ ردّها . ثمَّ قالتْ وجدتُ للتوِّ الشّيءَ المثاليَّ لتشغيله.َّ سرعانَ ما قامتْ بفكِّ تشابكها معَ جاستن، وتمريرِ يدها منْ خلالِ شعرهِ قبلَ دفعهِ للرّقصِ نحوَ البابِ .
بعدَ يومان ، وَ قفَّ جاستنَّ فى قاعةٍ عرضَ المدينةِ بقميصٍ أزرقَ بسيطٍ وسروالِ أسود.ٍ لقدْ تجاهلَ مظاهرَ المجتمعِ الرّاقيَ الّتى ترفرفَ حولهُ ، وتركيزهُ بالكاملِ على المرأةِ ذاتِ الشّعرِ الطّويلِ ونظرتها الجذّابةُ وهىَ تقفُ على المسرحِ . دعمها التّشيلو
وَ المسرح. سوفَ تعزفُ مقطوعتها الجديدة، البقعِ الحمراء.ُ شاهدها جاستنِ ؛ التّنفّسِ غيرَ موجودٍ عمليًّا فى المكان،ِ حيثُ أظلمَ المسرحُ وتركّزتْ بقعةُ الضّوءِ على الفتاةِ الجميلةِ الّتي تحملُ التّشيلو.عزفتْ أولى النّغماتِ الموسيقيّةِ وراقبتْ بقعتانِ منَ اللّونِ الأحمرِ تضئُ على المستمعينَ . نزلتْ دمعةٌ واحدةً على خدٍّ جاستن.

حدوتة الحب ــــــــــ حمدي البوقي


 حدوتة الحب

_________
إذا كان بينام النجم
في بطن الليل
عيني ما بتغفل ولا بتنام
ولا تسكت جواي المواويل
يجري جوايا القول يجري
زي مايجري حافي
في ساعة قيل
زي مايرمح خيال
من تحته الخيل
يطلع من جواي
الغنا في الليل
عاشق أنا من سنة
لأ من سنين
وبنيت لي بيت في الحلم
أسمر من طين
رشيت حواليه
الأرض بحنة
خضرة وبساتين
والحب الأخضر
خلف في الحلم
خلف لي جنين
نجماية بتضحك لينا
ملهاش مسافات
وكتبت بإيدي السمرة
على بيتنا الطين
عاشق أنا من سنة
لأ من سنين
الناقد
حمدي البوقي

الثلاثاء، 27 يونيو 2023

فيك ومنك ارتويت ـــــ ليلى المرّاني


 فيك ومنك ارتويت

أمسكت غيمة
أمطرتْ
وغيمة أخرى، فأمطرت
وثالثة.. ورابعة
غمرتني مياه إلهيّة
طهراً سماوياً بها اغتسلت
خفيفةً صافيةً عادت روحي
تحلّق في فردوسٍ من النقاء
ومن جديد ولدت
نغماً ملائكيا
يهمس في أذنيك
بأني شفيت
وطيرا طليقا للحب
يغرّد من جديد
عدتُ إليك
ليلى المرّاني

حين أذكرك ــــــــــ حمدان بن الصغير


 *...*...حين أذكرك...*

لا تعتل عرشا
بعد الله
لست انت
فيه العظيم
تعال نرسم الأقدار
كما نشتهي و نريد
تعال... كفاك مني غضب
إني أدير الكون
منك الآن أقترب
نريهم العجب
يفيض لك القلب
و الروح
تحترق إشتياق
بعادا و هجرا
أما كفاك
ماذا عن وعدك
من القلب كان حديثا
نكثت العهد
و أصرفت ... عنيد
لماذا تريد
على ما منحك الرب
ان تزيد
و انت في كل خطوة
تخسر المزيد
آه...كم من الأثقال
لغيرك
تحملها... وحيد
تداعب الأقدار
وهي التي
توارثتك
وعدا و وعيد
ما زلت أحمل من الهجر
غبار الطريق
ما ندمت
سوى أني
حين أذكرك
الصدر مني يضيق
كم كنت في غفلة عني
و كم كان السقوط عميق
حمدان بن الصغير


امـــرأة آخر الليل ـــــــ فائزه بنمسعود


 _____امـــرأة آخر الليل___

—امراة آخر الليل
تونسية الملامح والهوى
سمراء بلون نبيذ في الدنان معتقا
دافئة كشعاع شمس ربيع تساقط
على اوراق شجر في غابة عذراء
صباحي بها يشرق ويزداد سنا
تراني طفل المشاعر
وأراها مرآة انعكاس كل النساء
—-امرأة آخر الليل
لوحات ديفنشي متعددة الألوان
تجاوزت سحر الموناليزا
عيناها سر حزن دفين
وانا خارج أسوارها مرابط
ولا شيء ينذر بفتح مبين
—-امرأة آخر الليل
متعددة الحضور
هي العرافة فانجا
تقرأ ملامحي
تقرأ توسّل نظراتي
وتفك طلاسم انتظاراتي
—-امرأة آخر الليل
تقاسمي هذيان الكلام
وتمر بأحلامي مر الكرام
أمسك بأطراف شالها الأسود
ترمقني بطرف ناعس
تبتسم وتمضي في احتشام
——مرأة آخر الليل
تسافر بفرحي وتلقيني في أتون الأحزان
ماذا جنيت يا امرأة لتحمَّليني
أوزار غيابك وجميل النكران
— امرأة آخر الليل
تستفز أشجاني
وتعزف على اوتار أوجاعي
مقامات نهاوند والصَّبا
ولا تدري أطال ليلي أم قصر
والليل يعرف انني عاشق ما ملّ السهر
—امرأة آخر الليل
طال بحثي عن صدرك ليضمّ رأسي
وفي غمرة سكينتي أقول الحكمة
أول الدرب أنت وآخر الدرب أنت
فسبحان من منعني ليعطيني
يا امرأة آخر الليل
يا التي وهبتها روحي
وما تبقّى من أنفاس العمر
ها أنا أشكوك للخلائق كلها ولا أشكر
ما عدتُ أتبعك بين الآه والآه
ظلا في بيداء بلا ماء ولا شجر
فائزه بنمسعود
يوميات مارقة - الجزء الثاني-
4/6/2023