فِي مَامَضَى قَدْ كُنْتُ في اعتِزَالي
أنُوءُ فِي دَوَّامةِ الضَّلَالِ
مَثْلُومَةَ الرُّؤَى...و الأُفقُ دَاجٍ
كَشَمعَةٍ مَشْرُومَةِ الذُّبَالِ
مَصلُوبَةً عَلَى شَفِيرِ ذِكْرَى
مُتْخَمَةً بالقِصَصِ الخَوَالِي
خَاوِيَةَ الشِّريَانِ مِنْ يَقينٍ
تَلُوكُنِي تَغْريبَةُ السُّؤَالِ
أهْرقْتُ حِبْري فَوْقَ رَفّ عُقْمِي
دَفنْتُ حَرفي تَحتَ جُرفٍ خَالِ
مِنْ فَرطِ حُمْقي قَدْ حَجَبْتُ شَمْسِي
أسْكنْتُ عُمْرِي عَتْمَةَ الکَلالِ
ليَهْنَأََ السُّهَادُ باخْتِيَارِي
و يَحتَسِي الوِسَادُ مِنْ مَلَالِي...
و اليَوْمَ حِينَ أقْبَلَتْ عَشْتَارِي
ومَسَحَتْ عَلَى اليَرَاعِ البالِي
طَلَّقْتُ حُزْني والجَوَى وَ قَهْري
أطلَقتُ فَرْحِي مِنْ سَدَا عِقَالي
حَرّرتُ عَيْنِي مِنْ قذَى زَمَاني
ورَقَصَ اللُّجَيْنُ فِي قَذَالي
حَرّرتُ بَوْحِي مِنْ صَهِيلِ نَوْحي
و فِكْرتي مِنْ عَاقِرِ الخَيالِ
فزغْرَدَ المَجَازُ فَوْقَ ثغْري
وغَرَّدَ البَدِيعُ فِي مَقَالِي
نَفَضْتُ رِيشَ غُربَتِي و عَبَّتْ
أجْنِحَتِي مِنْ هَبَّةِ الشِّمَالِ
لأرتَقِي إلَى ذُرَى الأقَاصِي
و أنْتَشِي في هَامَةِ الجِبَالِ
وأسْألَ النُّسُورَ عَنْ مَدَاهَا
هَلْ بَلغَتْ أرجُوحَةَ الهِلَالِ
و عَنْ سِيزِيفَ هَلْ سَمَا إلَيْها
و هَلْ رَأى العَنْقاءَ فِي الأعَالِي
و عُشبَة الخُلُودِ أيْن تَنْمُو
أفِي الثَّرَى أمْ فِي المَدَى المُحَالِ
و صَخْرَة الأحلَامِ مَا دَهاهَا
وَ هَلْ ثَوَتْ بِهُوَّةِ الهُزَالِ
أمْ نَبتَتْ بِضِلْعِها طُيُورٌ؟
تَحمِلُها لبُهْرةِ الكَمالِ
ِلِتَسْرِقَ النّيرَانَ مِنْ ذُرَاهَا
وكَبِدُ الصُّمُودِ في اكْتِمَالِ ؟؟
اليَوْمَ حِينَ أقْبَلَتْ عَشْتَارِي
تُوَزِّعُ الضِّیَاءَ للظِّلَالِ
و تَبْذُرُ القُمُوحَ في حُقولِي
وتَسْکَبُ العَبِیرَ فِي قِلَالِي
سَأقْصِدُ الرٌَبِيعَ في رِیاضٍ
أُُنَضِّدُ الزُّهْورَ في السِّلَالِ
و أقْتَفِي عَشْتَارَ فِي خُطَاهَا
و نَعلها البَرَّاق كَاللّاؔلِي
تُبارِكُ الأعشَابُ خُطوَتَيْنَا
و ينْتَشي الرَّحِيقُ في الدَّوَالي
و يَحتَسِي تمُّوزُ قُبْلتَيْنَا
فيَسْتَفِيقُ مِنْ كَرَى اللَّیالي
يُعَتِّقُ الرُّضَابَ فِي لَمَانَا
و يَسْكَبُ النُّضَارَ في النِّعَالِ
نُعَانِقُ الثّرَى بِكَاحِلَيْنا
و نَمْخُرُ المَدَى و لَا نُبَالِي
و نَمْشُقُ اليَرَاعَ كَأْسَ عِشْقٍ
نَغْرِفُهُ مِن خَمْرة النَّوَالِ
لِنَكْرَعَ السُّلافَ نَخْبَ شِعرٍ
يَرُمُّنا بِرَفّةِ الجَمَالِ
ونَخْبَ عِشْقٍ فِي شِفيفِ شَوْقٍ
يَضُمُّنا بِنَشْوةِ الوِصَالِ
مَا هَمَّنَا في الشّّعرِ عَرشُ مَجْدِ
مَا ضَامَنا عُمْرٌ بدُونِ مَالِ
فالعُمْرُ في عُرفِ الوُجُودِ وَمْضٌ
بِخُلَّبِ البُرُوقِ .. لَمْعُ اؔلِ
و الشِّعرُ إكْسِيرُ الخُلُودِ فِينَا
و عُشْبَةٌ تُنْقَعُ فِي الزُّلَالِ
فَلْنَرتَشِفْ أقْدَاحَهَا ونَسْكَرْ
مِن خَمْرةِ الخُلُودِ و الكَمَالِ
فَالعُمْر لَوْلا الشِّعرُ شِلْوُ أرضٍ
تَصَحَّرَتْ بِمَهْمَهِ الهُزَالِ ☆☆☆
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
☆5/5/2022☆