فقدتُ قَريحتي وَلِجامَ فِقْهي
سَئِمْتُ العَيْشَ مُنْكَسِراً كَئيبا***وقَلبي زادني وَجَـــــــــعاً رهــــيبا
أُحِسُّ بِأنّني في قََعْرٍ بِئْرٍ***بِهِ الظّلْمـــــــــاءُ أَنْجَـــــبَتِ النَّحــــيبا
وَساءَ الحالُ حينَ أُصيبَ قَلْبي***بِطَـــــــــعْنَةِ خِنْجَرٍ طَعْناً رَهيباً
فَقَدْتُ قريحَتي ولِجامَ فقْهي***فَكُــــــــــنتُ كأَنّني أَحْــــــيا غَريبا
فَقَدْتُ رَفيقتي وَمُنى حياتي***كأَنّ الدّاءَ قَدْ غَلَــــــــــبَ الطَّـــبيبا
////
كَرِهْتُ العَيْشَ في الدُّنْيا شَريدا***أُقاوِمُ في تَقَهْــــــــــقُرنا وَحيدا
أُدافِعُ عنْ وُجودي في بلادي***بأَحْرُفِ رَغْبَــــــــةٍ ذَهَبتْ بَعيدا
شَهيقي للهواءِ يَفِرُّ منّي***وقدْ خــــــــــنَقَ المَــــسالكَ والوَريدا
وَنََظْمي للحُروفِ أراهُ رَجْماً***لِمَنْ خانوا الثّــــــــقافةَ والنَّشيدا
سَأَبقى حامِلاً مِشْكاةَ بَوْحي***أُغَرّدُ عازِفاً لَحْــــــــــــــناً جديدا
////
أنا لَنْ أَسْتَعينَ بِغيْرِ رَبّي***وَحُبّــــــــــــي للنُّهى قدْ صارَ دَرْبي
سَأَهْجُرُ نَظْرَتي هَجراً جميلاً***وأَمْنَحُ أَحْرُفي أَحْــــــــــلامَ لُبّي
وأُشْعِلُ شَمْعَتي منْ نورِ نَظْمي***لِأُخْرِجَ مِحْنَتي منْ قَــعْرِ قَلْبي
فَيَسِّرْ للمُباركِ يا إلهي***فَإِنّي فيكَ قَدْ أَفْنَيْتُ حُــــــــــــــــــــبّي
فَعَوْني أنتَ في وَجْهِ المآسي***وأنـــــتَ اللهُ والرّحــــمانُ رَبّي
////
سَأَلْتُ الشَّمْسَ في وَقْتِ الغُروبِ***وكانَ أُفولُها مِثْــــلَ الهُروبِ
يُذَكّرُني غروبُ الشَّمْسِ دوماً***بِكارِثَةِ التَّخَلُّفِ في الشُّـــــعوبِ
وَمِنْ بَعْدِ الغُروبِ أَتى ظَلامٌ***تَلَحَّفَ بِالفَظيعِ مِنَ الخُطـــــــوبِ
صهاينةُ اليهودِ غَزَوْا بِلادي***بِجيْش المُلْحدينَ منَ الجَــــــنوبِ
فَهَلْ هذا يَدُلُّ على انْهيارٍ***تَحتَّمَ بِالرَّحيلِ إلى الغُــــــــــروبِ؟
////
لِساني أَيْنَ أنتِ فقد دَهاني***غُروبُ الشَّمْسِ فـــــي هذا الزَّمانِ
هَجَرْتَ إلى الوراءِ بِلا رِضايَ***كأَنَّكَ قَدْ هَرَبْتَ مِنَ الــــمَكانِ
أُغَرِّدُ عَنْك مِنْ خَلَدي وَقَلْبي***لَعَلَّك قَدْ سَمِعْتَ صــــدى لِساني
ألا عُدْ قاصِداً حُضْني فَإِنّي***أَرَدْتُكَ أنْ تَعــــــــودَ إلى عِــناني
لِساني لوْ سَمِعْتَ أَنينَ قَلْبي***لَهالَكَ ما حَمَـــــــــلْت مِنَ الهوانِ
////
أُصِبْتُ منَ التّفكُّرِ بالجُنونِ***لأنّي ما اسْتَــــــرحْتُ إلى ظُنوني
أُفَكِّرُ تارَةً في جَلْدِ نَفْسي***وأُخْرى في مُقاوَمَةِ الجُــــــــــــنونِ
كَأَنّي قَدْ طُعِنْتُ بِرَأْسِ رُمْحٍ***فَكانَتْ طَعْنَةً فَوقَ الطُّـــــــــعونِ
رَماني حَرْفُها بِسِهامِ حُبٍّ***وكأنَ الرَّمْيُ من وَسَطِ الجُفـــــونِ
رأَيْتُ عُيونَها فَبَكَى فُؤادي***بِدَمْعِ العاشِقينَ مِنَ العُـــــــــــيونِ
////
سَأَلْتُ الله مَغْفِرَةَ الذُّنوبِ***فَإنّي في الطَّريقِ إلى الـــــــغُروبِ
تُراقِبُنا المَنِيَّةُ من قَريبٍ***ولا أَحداً سَيَظْفَرُ بِالهُــــــــــــــروبِ
ووقْتَئِذٍ سَنَعْقِلُ ما ارْتَكَبْنا***ووَجْهُ المَرْءِ أَقْرَبُ للشُّـــــــــحوبِ
فَيا رَحْمانُ بالغُفْرانِ أَمْطِرْ***فَأَنتَ المُسْتَعانُ على الغُيـــــــوبِ
وأَنْتَ الرّبُّ والوَهَّابُ لُطْفاً***نخافُكَ في الشُّروقِ وفي الغُروبِ
محمد الدبلي الفاطمي