الاثنين، 27 مارس 2023

(إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة) ـــ ولاء الدسوقى


(إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة)
سمعت هذا الحديث..فى إحدى خطب الجمعة....إذ اعتلى الإمام المنبر...وبعد الثناء على رسول الله...ذكر هذا الحديث...والإبل الراحلة..هى التى تصلح للسفر والركوب...وهى قليلة...أما سائر الإبل فيحمل عليها المتاع..وهى كثيرة
وقد كنت في هذه الأثناء...حديثة العهد بالحياة...لم أبلو الناس قط...ولم تعتصرنى الشدائد...فعلق الحديث بذاكرتى...
وإن لم أفهمه حق الفهم...لكن السنون...فى تتابعها..قد تكفلت بإيصال المعنى...فقليل جدا..من الناس..من يصلح للصحبة... فالطريق يحتاج مجاهدة
.. وكلما داومت على مجاهدة النفس...كلما ارتقيت...لكن المجاهدين قليلون جدا...فلا تلبث أن تجد نفسك في عزلة...
عزلة المؤمن في هذا الزمن الصعب...فالمؤمن يفضل فى كثير من الأوقات...صومعة الراهب...على مصارعة الحياة...التى خلت من الفضلاء...أو بلغة هذا الزمان...الناس الطيبين...فلم يعد هناك محاسبة ولا مراقبة للنفس...
ولكنه زمان كل شيء غدا فيه مباحا..وطغت المادة على القيمة.. وأصبح الإنسان تائها فى الزحام....يعانى الوحدة..وسط الضجيج..ويفتقر الألفة...بين الأصدقاء...
إن الإنسان فى هذا العصر...غنى جدااا...فلديه رصيد بنكى...وسيارة..ومنزل مؤثث بأثاث عصرى...
لكنه فقير النفس والروح...متخبط لا يهتدى لسبيل..متشكك فى كل المعانى...لا يعترف إلا بالماديات... إن المال ليس له روح...وهذا الزمان أيضا...قد ذهبت روحه إلى بارئها...
فغدت الأيام بلا طعم...والضحكة بلا روح..كل شيء طغت عليه الٱلة...فغدا كثيرون..نسخا مكررة...أشباها...تردد بلا وعى..وتصرخ بلا حماس..إن زماننا يفتقر للجمال... إنه زمن الموتى...قد سحقتنا الٱلة ..وأذلتنا المعادن..فصرنا نشبه الإنسان...لكن بلا روح!
***ا***
ولاء الدسوقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق