الخميس، 11 نوفمبر 2021

الشاعرة مفيدة السياري ضيفة نادي الأدب بجمعية ابن عرفة الثّقافيْة بالتّعاون مع السليمانية يوم الثلاثاء 09 نوفمبر 2021...بقلم الشاعرة سونيا عبد اللطيف

 شظايا الروح هو عنوان المجموعة الشعرية التي صدرت عن دار الثقافية بالمنستير سنة 2021 للشاعرة المبدعة مفيدة السياري التي نزلت ضيفتنا في نادي الأدب بجمعية ابن عرفة الثّقافيْة بالتّعاون مع السليمانية يوم الثلاثاء 09 نوفمبر 2021...

حضر الأمسية ثلة من المبدعين والمبدعات الشعراء والادباء ومتابعي الحركة الثقافية ، وقد اجتمعنا في قاعة المصلى المزخرفة الرائعة بهندستها وتصاميمها والنقوش والكتابات بالخط العربي...
بدأت جلستي بمحاورة الضيفة عن مكان نشأتها ومزاولة تعليمها وبدايتها مع الكتابة والابداع، كيف ومتى... وأهم المدارس الشعرية والأدباء الذين تأثرت بهم وتركوا أثرهم في كتاباتها أو في تشبّعها بتلك المعارف والثقافات والابداعات وتناول التجربة التي خاضتها في خصوص زيارتها ضمن فريق ثقافي إلى سجن النساء بمنوبة وأثر هذه الأمسية ومدى الإفادة التي حققتها وانعكاسها على السجينات... و تحدثنا عن فكرة النوادي الأدبية التي انشأتها في المدارس بدءا بالمؤسسة التي تعمل بها.. وأهدافها وتقبلها من قبل التلاميذ..
إثر هذه الدردشة الرائعة والمفيدة التي تفاعل معها الحضور وانجذبوا لإجابات الشاعرة بكل عناية، قمتُ بتقديم قراءة انطباعية مختصرة عن مجموعتها الشعرية شظايا الروح والتي تضمنت 57 قصيدة بين العمودي والحر والنثري، وتوزعت على 151 صفحة ومضمون ما جاء في نصوصها التي تشترك في تيمة تشظي الروح بسبب الوجع والألم الذي تعيشه الشاعرة تفاعلا مع هموم الوطن وقضايا شعبه.. وهذا مبعثه الحب والغيرة عليه... فكانت تكتب بأسلوب شيق مسترسل ولغة عربية مميزة... الشاعرة مفيدة السياري استاذة عربية متمكنة من ادواتها متأثرة بالمتنبي وعنتره ابن شداد والشعر الكلاسيكي خاصة وهي تميل اكثر إلى كتابة القصيدة العمودية تقول انها تجدها منفتحة على كل المواضيع وتستطيع أن توجهها كما تشاء بل تحركها كما يحرك الممثل عرائسه فوق المسرح.. مفيدة السياري تبحث عن سعادة مفقودة... تبحث عن وطنها... فترسم ذلك الفرح والأمل المنشود في أحسن صورة وتعد البلد بغد أفضل وحياة أجمل وتبشّر بمستقبل تزهر فيه الحقول وتشدو الطيور..
أما الأستاذة كوثر بولعابي وهي شاعرة وناقدة وأستاذة أدب في المعاهد الثانوية فقد قدمت ورقتها النقدية تحت عنوان نزيف الإنسان وحفيف البيان، بلاشك ستنشرها قريبا على أحد المواقع الإلكترونية أو الجرائد الورقية ، فقد وقفت عند العديد من العتبات للمجموعة الشعرية شظايا الروح بدأت بصورة الغلاف الخارجي في الوجه والقفا.. ثم العنوان والألوان التي اختارتها... كذلك نص الإهداء تقول انه مغاير لما إعتدناه من الآخرين.. هو فينيقي.. جبراني...وتشكر للشاعرة اسلوبها النقي الذي تحقق به إيقاع القصيد الداخلي واعتمادها ثنائية التضاد.. واللعب الترجيعي في مستوى الأحرف والكلمات والأسطر.. وفي نصوصها تنوع واجتهاد، كذلك فيها بصمة وروح الشاعرة من خلال ذلك النفس الذي تكتب به واللغة المهذب المختارة بانتقائها من العبارات أجدودها.... الشاعرة مهوسة بالوطن فكانت روحها تتشظى لأجله.. تئن لوجعه، تشتاق أن تراه عاليا وهانئا فترسمه في أبهى حلة.. وكثيرا ما نجدها تستشهد بالحكم والقيم والامثال قديمها وحديثها..
وفي أثناء الجلسة كانت الشاعرة مفيدة السياري بين الآونة والأخرى تقرأ بعض الفقرات أو النصوص من مجموعتها تفاعلا مع القراءات التي قدمها كلانا أنا والأستاذة كوثر بولعابي... وأما مداخلات الشعراء صفوان بن مراد ، نجيب المليتي، لطفي بوخريس، سيماء رمان، رياض عيساوي وزهرة الحواشي كلها تثني على الشاعرة، تشكر لغتها واسلوبها ورفعة نصها وهدوئها وحفاظها على تماسك القصيد من أوله إلى آخره..
قبل مسك الختام والعودة للشاعرة مفيدة السياري في قراءات أخيرة لبعض نصوصها أتحفتنا بل أطربتنا وشنّفت أذاننا الشاعرة الفنانة سمية بن عمر بأغنيتين ودون مرافقة موسيقية، فصوتها ما شاء الله لا يحتاج لذلك.. الأولى عن الوطن بالعربية والثاني عن غزة بالانقليزية... وقد سجلت مداخلتها في فيديو ونشرتهما على صفحتي..
لم يبق لي إلا أن أشكر الضيوف الذين شرفونا بالحضور في نادي الأدب بجمعية ابن عرفة الثّقافيْة وان كان أغلبهم من رواده ومحبيه ومتابعيه كما أشكر الشاعرة الناقدة كوثر بولعابي على الورقة التي قدمتها في كتاب شظايا الروح وأحيي الضيفة العزيزة الشاعرة الراقية المهذبة والناشطة في الساحة الثقافية التونسية فهي تترأس نادي العكاظيات بمدينة الثقافة.. كما تترأس عدة نوادي أخرى في معهدها ومدارس أخرى ونحن نشاطرها الرأي أنه يجب الاعتناء بأبنائنا بحسن توجيههم وتربيتهم بترغيبهم وتحفيزهم وتعليمهم وبمصاحبتهم أولا والتقرب منهم وكسب ثقتهم ومحبتهم واللعب معهم والنزول بهم إلى الميدان أرض الواقع قبل كل شيء... فالطفل لا يكتب من فراغ... الا بعد أن تشحنه بالحب والمعرفة واللين والتشجيع... كذلك بالنسبة للنساء السجينات لابد من الاعتناء بهن بمقاسمتهن عناء السجن وتقريب بل جلب ما يحدث في الواقع إليهن.. والعمل على تأطيرهن من أجل الوصول بهن إلى الرغبة في الإبداع والإنتاج بالقراءة والمطالعه ومشاركتهن النص المكتوب... وحثّهن على استغلال الوقت في السجن في شيء مفيد..
وطبعا لا استثني جهودي في التقديم والتنشيط وإدارة الحوار في جو ممتع يسوده الاحترام والاهتمام، والمحبة والتعاون..
تحية كبرى لجمعية ابن عرفة وشاعرها المبدع سوف عبيد على دعمنا وتحفيزنا وتمكيننا من هذا النادي وهذه الجلسات الأدبية والفنية المفيدة من أجل مزيد تسليط الضوء على أعمال أدبية وشعرية وفنية... لمبدعين تونسيني وعرب..
تحية للأستاذ صابر قاقي مدير دار الثقافة بالسليمانية على التعاون معنا بمنحنا قاعة المسجد التراثية الرائعة التي تزيد الجلسة بهاء وجمالا وفخامة...
شكرا جزيلا ودون استثناء لكل من حضر أو تغيب..
نلتقي دوما ونرتقي...
سونيا عبد اللطيف




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق