الخميس، 16 سبتمبر 2021

الجزء الاول من رواية (إمرأة لا تنحني) بقلم لينا ناصر

 الجزء الاول من رواية (إمرأة لا تنحني) بقلم لينا ناصر

بدأت رحلتها بتنهيدة..
شهيق مثقل بالحنين يتبعه زفير دامع ثم
أحنت رأسها للخلف حيث أصبحت عيناها سابحة في الفضاء ،ودون أن تنطق بحرف واحد ..
سكون مخيف تكسره بين الفينة والأخرى زفراتها الحبلى بالعتب حيناً ،وأحياناً تقطر شوقاً وحنيناً،تعاتب نفسها كيف عادت لتنشغل بمحاولة ترويضه وهو المنعطف دائما على راحته وكبريائه وغطرسته..
تكاد تجزم أنها لا تأخذ من اهتمامه حيّزاً ضئيلاً..
وبحركة لا إرادية كلما مرّت صورته أمام عينيها تغمض عينيها في محاولة يائسة باحتجازها قليلا بعد ،ربما يظن البعض أنها من فرط العشق تفعل ذلك لكن في قرارة نفسها تدرك تماما انها ورغم مشاركته حتى أصغر تفاصيل حياته إلا أنها مازالت لا تعرفه ..
ثم راحت تجول بأفكارها وتلوك أحاديث صديقاتها عنه بمخيلتها ترى هل يعرفن شيئا هي لا تعرفه؟!
ربما!!وإلا لماذا يسخرن منها وتنعتنها بالساذجة وتلك الغمزات الضاحكة بينهن !!
وهي لماذا تكترث الان لطالما كن يحاولن تحريضها وحين تختلق شجارا معه يجلسن منها مجلس القاضي والجلاد!!
أيعقل أنها تظلمه بظنونها
ربما عليها أن تغير صديقاتها لا هو!
ولكن رغم ذلك هو يثير جنون غضبها باستفزازه واهماله وعدم الاكتراث لوجودها حتى أنه لم يعد ينظر لتسريحتها ولا يحتفل بأطلالتها الأنيقة ولا يهتم بعطرها ،ترى ماالذي يأخذه منها بهذا الشكل ؟!
(هل يوجد مايؤكل هنا؟)
صوته الصارم أيقظها من شرودها لا تدري كم من الساعات دفنت في طبقات السماء لتعود الى واقعها خالية الوفاض الا من تساؤلات أكثر تعقيداً وإيلاماً.
لينا ناصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق