الجمعة، 10 سبتمبر 2021

قصة قصيرة الأمل والحرب بقلم الكاتبة ربى محمود بدر/سورية

 قصة قصيرة

الأمل والحرب
تتسارع الأيام وتمضي أجمل الذكريات ويكبر الأبناء البعض يذهب إلى الجامعة والآخر إلى المعهد والقسم الثالث يختار التطوع بالجيش بسبب الوضع المادي الذي لايسمح بمتابعة الدراسة .
سنوات عشناها يملؤها الأمن والآمان لكن المستعمرين والطامعين لن يتركوا بلدنا بآمان وأشعلوا نار الحرب فيها.
محمد ضابط بالجيش جند نفسه لخدمة وطنه والدفاع عنه .واليوم يودع عائلته ليذهب إلى قطعته العسكرية ربما يعود حيا وربما يعود شهيدا .
غادر محمد المنزل والدموع تملأ عيناه لفراق أبنائه الثلاثة وزوجته وأمه.
وصل محمد إلى قطعته العسكرية ولم يعلم ماذا ينتظره .
بغيابه اكتشف نفق للمسلحين يضعون فيه الأشخاص الذين يختطفونهم.
وطبعا طلب من محمد وأصدقائه بالدخول إلى النفق لإخراج المخطوفين .
هيأ محمد نفسه وأتصل بوالدته طلب منها الدعاء .
انطلق محمد ورفاقه إلى النفق بعد السير داخل النفق سمعوا أصوات صراخ وتوسل وماشابه لكن سرعان ما انفجر بهم لغم لم يعرفوا بعدها ماحصل البعض الذين كانوا بالمقدمة ماتوا مباشرة و والقسم الذي يتلوهم كانت إصابتهم خطيرة جدا حيث تم نقلهم إلى المشفى مباشرة .
كان محمد بين الأحياء الذين نال منهم اللغم ولكنه في غيبوبة تامة .
استيقظ بعد ستة اشهر ليرى نفسه في المشفى لايملك أعصابا للحركة فقط عينان تتأمل ماحولها.
وبعد فترة خرج محمد من المشفى مصدوم فرحت عائلته لوجوده بينهم لكن تفاجأ بوفاة والدته بأنها أصيبت بجلطة عندما سمعت أن محمد انفجر به لغم ونقل للمشفى كان الخبر صاعقة عليها أودى بحياتها.
محمد مشلول كليا لايستطيع الحركة ولا حتى الأكل وسارت الأيام وتمنى محمد لو مات كان افضل له من هذه الحياة لكنها مشيئة الله .
لكن الزوجة تعبت من وضع محمد وقررت طلاقه .
تم الطلاق وبقي محمد هو وابنائه الثلاثة يعاركون ظلم الحياة ومتاهات الأيام وكبر الأولاد ومحمد يتعافى شيئا فشيئا لكن ببطئ شديد يعاني من انهيار نفسي لكنه لم ييئس مادام الله اختار له الحياة .
بقلمي ربى محمود بدر/سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق