الأحد، 12 سبتمبر 2021

حشرجات الوداع بقلم الشاعرة هدى الولهازي تونس

 حشرجات الوداع

أطل صباحي مشوه النسيم، مكلوم الوتين
متزاحم الغمام ، مالح النور بين الشك و اليقين
و خيم السكون بمرارة الكلمات و تحشرج الأنين
و صار جوفه معجون بلوعة لن تنتهي ولو بعد حين
و في غفلة أصبت بجفاف الرؤية و التخمين
و غدت روحي مبللة لما أطبق الموت صمته اللعين
فأحترقت جفوني بغيبوبة الفقد و قوالب الحنين
و تفحم القلب و تململ وجعه مغردا بجسدي الحزين
بحثت عنك يا اخي بين صليل الوحدة و ارهاصات السحب و عناقيد العين
فتسمرت كل الأقنعة بالوجوه و انفجرت السواقي غاضبة كالبراكين
و ظللت ابحث عنك بين أشرطة الصور و ذكريات ماض بداخلي سجين
ذكريات فرح و لهو الطفولة الموشمة بالجمر على الجبين
فجأة تضاربت الأفكار جامحة مختلة التوازن و التكوين و ثقل كاهلي و نعشك مرفوع على الكتفين
قد ترمل المساء شاردا بين حفنات التراب و باقة الياسمين
ثم ودعتك بالقبر محتسيا أكواب وجع فاق حدود السنين
كم غيابك موحشا و كم فضاء يومي بدونك سواد رعين
ستظل ذكراك يا أخي جراح تكتحل الأحشاء رصاص خنجر و سكين
الشاعرة هدى الولهازي تونس
Peut être une image de 1 personne et foulard

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق