الجمعة، 2 يوليو 2021

رسالة مجهولة/حميد جاسم الطائي /جريدة الوجدان الثقافية


 رسالة مجهولة

أليكِ أكتب معاناتي
وأمضي بالحديث
ويخالجني شعور غريب
وحروفي مني تهرب
أكتب رسالتي أليكِ وأنتِ مجهولة عني
لكني أعرف وأتذكر مرة
ألتقينا على شاطيء البحر
كنا وحدنا
أعتقد كنا هاربين
ضائعين من أين لاأعلم
كنت اتأمل البحر في ذلك المساء
من شرفة الشاليه المطلّه
كان المطر غزيرا
والأمواج تعلو نافذتي
كنت اتأمل مع فنجان قهوة
وأنت تترنحين فوق رمال الشاطئ
كنت أنظر أليكِ من خلف الزجاج
وأشاهد شعرك الغجري يطير من شدة الريح
لا أحد معك لكني أعرف
معك ذكرياتك لأنكِ كنتِ هاربة مثلي
شاردة
ثم جاءت موجة قوية
يدفعها الأعصار
كنتِ ستموتين
لولا عناية الله
قفز قلبي من أضلعي
بدون شعور
بدون إرادة
كنت أحطم زجاج الشاليه
لكي أنقذك
أحتضنك
بسرعة البرق وجدتك بين ذراعيي
الخوف يقتلك
والحزن الغامض يلف عينيكِ
مرت برهة
زال الخوف
أبتسمتي
ربما ضحكتي ضحكة قوية
من أنتَ مالذي جرى
كيف أنا معك
أنه القدر
انها سرعة الريح والمطر
انها حظ البشر
أين أنت الآن
هل لك وطن أوعنوان
أين انتِ
هاأنا أكتب أليكِ رسائل مجهولة العنوان
أمرأة لا أعرف أسمها
لكن لا أنثى تشبهها
هل هي تتذكرني
هل هي مثلي تكتب رسائل
وتضعها فوق رفوف الحيطان
رسائل مجهولة كل يوم
كل دقيقة
ياليت تعود تلك اللحظات
ليت يعود ذلك الوقت والزمان
حميد جاسم الطائي
المكان سوريا طرطوس
التأريخ 1/2/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق