الخميس، 13 يونيو 2024

ألعيدُ أقبلَ والأسماءُ قد كُتِبَتْ بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 ألعيدُ أقبلَ والأسماءُ قد كُتِبَتْ 

في جنّةِ الخُلدِ للنّاجين .،…. مَنْ فينا ؟


ألكُلُّ  صائمُ والأبوابُ قد فُتِحَتْ

    قَبْلَ المَغيبِ : ….."أربَّ الكَوْنِ نَجِّينا !


إرْحَمْ عِبادَكَ ، وَانْصُرْ مُسْلِميكَ وَغِثْ 

     فالبيتُ هُدِّمُ   …….والنّيرانُ  تَصْلينا 


أُنصُرْ عِبادَكَ في (غزّا)  فقد ظُلِموا

لا العيْشُ عَيْشٌ ولا أمنْ …………يُوافينا


فالسّيْفُ مُسْلَطُ والأحداثُ دامِيَةٌ

      والكُلُّ هُجِّرَ  والأحداثُ……..تُدْمينا!


أنقِذْ عِبادَكَ  فَالإسلامُ مُتّهَمٌ 

      إرهابُ فيهِ  ، عَدُوُّ  الله…. ….يَرْمينا!


ما لي سِواكَ فأنتَ الله ُ وِجْهَتُنا

      إعتِقْ رِقابَنا للفِرْدَوْ س ……..فأْوينا 


صُهيونُ غَوّلَ والأعداءُ تُسنِدُهُ 

    كَفْكِفْ دِمانَا ، وأعْتِقْنا….  ….وَهنّينا


دَعْنا نُعَيِّدُ  والأفراحُ  تَغْمُرُنا

   نورُ الهِدايَةِ  في الأعماقِ ……..يَهْدينا


فالعيدُ عيدُكَ  يا أللهُ  تنقِذُهُمُ

  أُنْصُرْ عِبادَكَ(فالأقصى )……يُنادينا" !


وكلَّ عامٍ وأنتم إلى اللَّهِ أقرب وغزّةُ والضّفّة والعرب والمسلمين  بِخَيْر


            عزيزة بشير








الأربعاء، 12 يونيو 2024

باقة هايكو بقلم الكاتب ياسين بن محمد حراثي

 هايكو


-آخر دمعة

شكلت بركة ماء

____________________

-أذان الفجر في الصباح

اخلاص عاشق

____________________

-الحياة:

إمرأة ناضلت من أجل بكارتها

____________________

-منذ افترقنا

وكل الأسلحة

 تتحرك جهة قلبي 

____________________

-أرض قاحلة

أنبتت

ألف وردة

دون ماء

معجزة من السماء

____________________

-اشتباك عاطفي

انهزم القلب... مرة اخري

___________________

-عشرون سيجارة

 في يدي... لفافة تبغ

في قلبي

____________________

-اللص

أخذ كل شيء من الناس

لم يستطع

أن يأخذ القمر

____________________

-أعرف حزنا 

كلما نداني سقيته 

يسئلني

منذ متى أسكن فيك

أجيب

منذ لحظة الولادة

وأنا أربيك في داخلي

____________________

-الأمل

تضميد الجرح بوردة

قبل النزيف

____________________

-أول قبلة

لم تمت على شفاه أرملة

____________________

-مطر ينزل

يتساقط الثلج

تبرد القصيدة

تتسكل الإستعارة

فتنزل اللغة نشاز

____________________

-آخر لوحة لبيكاسو

رسمتني قصيدة

_______________

-العصفور الجائع

عاد للقفص

عبودية عاشق

_____________

-عمري خمسة وعشرون عاما

ولازلت

أروض الألم

_____________

-الشعور

خروج الكذب عن الحقيقة

واستواء الأصابع

دون بترٍ

________________

-أركض بلا توقف

خلف ظلك المبتور

كسنفونية مقطوعة

من جذع بيتهوفن

_________________

-وحيدا في المعركة

انتصر في الحرب

وأنهزم في الحب

جندي تونسي 

________________

-ضحايا الحب

ماتوا دون عرس

______________

-أبحث عن كتاب

يُسقط على الورق... دمعًا

______________

-إمرأة بحجم وطن

أركعت

جيش محتل

_______________

-يصلون الجنود

على المدافع

ويركعون انتصارات

_____________

-في كل حب

يكون الصدق والكذب

محطة واحدة

_____________

-قصائد الحب

المدججة بصور الإغواء

كتبها شاعر

 دون جناحين

  ______________

-صقلت سيوف الشهداء

حماماتان... في الجنة

_______________

-في الشارع المزدحم

أطيل التحديق

من خلف الرصيف 


ياسين بن محمد حراثي


الصمت بقلم د. انعام احمد رشيد

 الصمت

من قال ان الصمت سكوت 

 انه كلمات لن تموت 

ففي لغة الصمت تعابير 

وفيه صراخ الجبروت 

وفي الصمت دموعا تنهمر 

وقوافل تجري وتفوت

 وسهر الليالي وسهدها 

تسمع خلف جدران البيوت  

ويقال ان الصمت سكوت

 انه كلام  حب وعتاب متشابك

يشبه خيوط العنكبوت

ياصمتي أنا

د. انعام احمد رشيد




قفص العشاق بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس

 ★★ قفص العشاق ★★


حين ألقي عليّ القبض 

وأنا أجمع لك باقات الورد ...

من حديقة العشاق ..

استسلمتُ 

ودخلت زنزانة الوجد 

مربطة العينين 

عمياء الخطى .....

يحيط بي فرسان القصص القديمة 

أبطالها قرع الطبول على  صدري ..

وكل الرماح والسيوف 

وُجهت إلى رأسي المتهم ..

أُسرتُ في قفص منفرد 

أُوصدت الابواب وليس لي مفر 

إرتجت الروح وأضربتْ عن النظر 

قررت كتم الخبر ....

كل المحاولات والتحقيق 

باتت بالفشل ..

السر في بئر الأعماق 

والقلب عاشق ولهان 

أردت الهروب 

فلم أر غير الظلام ...

يسبح في دربي 

يحوم حولي ..

صرختُ

هتفتُ 

فزاد ظلام الليل وطالت الساعات 

تحركت الأرض أرجوحة في يدي 

وطارت العصافير من حضني وفكري 

فشع الضياء بحب الورود

بحب الحياة 

وحانت رحلة العطش 

عند ضفاف المياه 

تتهاوى الكؤوس ظمأى .. 

وعبابا من دموع 

وحقول من شجن

نغزل الكلمات تحت ضوء القمر 

نُسكر الالحان حتى الوجع .................

بقلمي زينب عياري / تونس 




إضاءة نقدية في عنوان الرواية الموسومة "كفارة الحبس للنساء" للمبدعة التونسية حبيبة المحرزي. بقلم الكاتب محمد مجيد حسين

 الأضداد.. وانزياحات الطمأنينة 

"الثقافة هي ما يبقى فينا بعد أن ننسى ما قرأناه"

مكسيم غوركي

إضاءة نقدية في عنوان الرواية الموسومة "كفارة الحبس للنساء" 

 للمبدعة التونسية حبيبة المحرزي.

تُشكل الجندرةُ، بمُختلف تشعباتها، ومؤثراتها،مناخاً شائكاً ما بين الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع فمعظمنا يدَّعي تبني الذهنية التقدمية في الظاهر وفي بعض المواقف كحد أقصى، وعلى المحك تُكشر ذكوريتنا عن أنيابها، ويتبوأ العنف ماهية سلوكنا. 

ثمة صراع أزلي جندري لهُ جذور ضاربة في التاريخ بين السلطة  الذكورية والمرأة عبر صراع ونضال وديمومة تنتقل من جيل إلى جيل. أمهات تقتربن بتضحياتهن من مشارف الأساطير، وأخوات يبلغن أعلى سلالم هرم الإيثار. ثمة فتيات منحنَ أباءهمن  أطواقا من الحنان والسعادة والأنثى الزوجة، حسب مفهومي، عظيمةٌ ولكنً الاختلاف وارد بل حتميً  وثمة شريحة شبه محدودة ارتقت راببة التمرد.

فمنذ جلجامش والكائن البشري يعيش صراعا بين الجنسين يتمدد ويتقلص بحركة شبيهة بالمد والجزر والى اليوم والجدلية قائمة بين الجنسين بنسبية بينة وفق الانتماءات الدينية والمذهبية والاجتماعية والفكرية.

 " كفارة الحبس للنساء" هذا النحت المتقن ما ذهبت إليه الروائية حبيبة المحرزي القادمة من بعيد لتنضم إلى موكب النساء الأحرار عاشقات الكرامة والحياة خارج قلاع العبودية والخنوع. وأن تسمي كاتبة شرقية روايتها " كفارة الحبس للنساء" هنا يمكننا استساغة  باقة من الهواجس المستندة إلى دوافع تصب في خانة الثورة على العبودية الذكورية دون تجاوز الخطوط الحمراء كإنسان لا كامرأة.

 أي أنَّها تفضي بنا إلى ثورة على العبودية عبر خارطة طريق يرسمها العقل وتوجهها القيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية دون المسً بالثوابت والفضائل.

الحياة في عمقها قائمة على الثنائيات الجمال، قبح ، الكراهية، المحبة، الرجل، المرأة، والسلسلة تمتد بنا حتى لا نهاية جدلية العلاقة ما بين الأضداد كما ذهب إليها الفيلسوف ألألماني  هيغل في الجدلية التاريخية  ومن أشهر أقواله في هذا السياق" وحدة وتناقض الأضداد".

الجدلية التأثير والتأثر كينونة الرجل ملازمة لوجود المرأة وكينونة المرأة مقترنة بوجود الرجل أي أن ووفقاً لهيجل الرجل والمرأة هما محور الحياة على سطح هذا الكوكب.

هنا نصل إلى المُتبغى من تسمية الرواية "كفارة الحبس للنساء" 

ثمة مقولة شائعة " الحبس للرجال " 

وهنا استبدلت الروائية المسند اليه من الرجال إلى النساء وكأنها أرادت أن تؤكد بأن لدى النساء المنظومة الأخلاقية ذاتها والتي تخرج من كينونتها المرذولة إلى الحمد والافتخار . فالرجل الذي يتفاخر بدخول السجن من أجل هدف نبيل بات لدى شريحة ليست بالقليلة من النساء أمرا ممكنا يحيل على القوة والصمود ما دامت الدوافع نضالية لإثبات الوجود.

 فالمفردة " كفارة" لها بُعد ترميميً يؤشر على إمكانية البدء من جديد على أسس صلبة صحيحة دون تعثرات  ولا زلاّت فهي.

 العودة للصواب لتصحيح مسار كان دون المؤمل لكن المستقبل سيكون أعتى وأجمل. 

و"الحبس للنساء" صرخة لزعزعة الآخر وبيان أنً المرأة وإن ظلمت فهي قادرة على المواجهة دون خوف أو خضوع حفاظا على الكرامة والحرية.

وردا على المنظومة الذكورية المتسلطة.

منذ جلجامش والكائن البشري يعيش صراعا بين الجنسين يتمتد ويتقلص بحركة شبيهة بالمد والجزر.

يمكننا أن نستسيغ جملة من دموع الدوالي تختزل بمقولة واحدة المرأة أعلنت ثورتها على الطغيان الذكوري ولا موطئ قدم للعودة للتبعية.

محمد مجيد حسين 

كردي_سوري




الثلاثاء، 11 يونيو 2024

اسال يراعي...". كلمات الشاعرة منية محمود

 "اسال يراعي..."...(البحر الكامل )


الناي غنى من حروف قصائدي... 

والورد ازهر للحبيب دروبا .....

وارى بحور الشعرفي اوزانها ... .

عزفت لاوتار الغرام حبيبا ...

فالقلب مسحور بلحظ عيونكم ... 

هل في الغرام يكون ذاك معيبا ....

لا..لاتلمني في الهوى ياسيدي ....

فاسأل يراعي من تراه مجيبا ... 

واسأل فؤادي كيف يغدو حاله ....

ببعادكم صوت الفؤاد نحيبا ....

لامواقصائدنا وعشق قلوبنا ....

ياويلي هل ينسى الحبيب حبيبا ... 

والله لومات الغرام بداخلي ....

من ذا يزيد على الغرام ذنوبا ....

ماذنب قلبي ان نثرت وداده ....

وجعلت اشعار الغرام طبيبا...  


كلمات : منية محمود




قراءة انطباعية لقصيد حروف مكسورة للشاعرة نادية بن رابح. بقلم الكاتب محمود البقلوطي

 محمود البقلوطي


قراءة انطباعية لقصيد  حروف مكسورة للشاعرة

                       نادية بن رابح


الكتابة تستمر رغم نزيف القلب والألم.. تقوم الشاعر بتصديرفي مطلع القصيد ببعض الأبيات لتفكك عتبة العنوان.. "حروف مكسورة" فتقول: حروف مكسورة كجفوني..والمفردات مغتالة والكلمات حبيسة كمارد في قمقم

والأمنيات عجفاء..

لتتساءل. ماذا سأكتب ياوطني؟لتبدأ في تفكيك سبب السؤال وما يحمل في طياته من الم تحسه وتعبر عنه في كلماتها عن أوجاع هذا الوطن كاشفة المتسببين في مآسيه وتردي الوضع الذي يتخبط فيه مستعملة أفعال فاضحة لما يقومون به.. هدموا،مزقوا،سرقوا دنسوا وغرسوا مخالبهم في جسد الوطن وجعلوه ينزف ويتألم من اعمالهم الخسيسة والدنيئة التي قتلت الفرحة والبهجة في قلوب شعبه..لتتمادى في السؤال.. الا أن لهم ان يطفؤوا الحرائق؟

كيف يغتال الربيع؟

لتقفل القصيد. ب.. ليس لي جواب

فحروفي مكسورة كجفوني..

قصيدة رائعة وعميقة ملأى بالالم والوجع.. تساؤلات واضحة استطاعت من خلالها ان تكشف مشاعر كاتبة النص وحبها العميق

لونها وتوقها الى ان تتبدل أحوال هذا الوطن الي الارقى فيا ترى متى يأتي الخلاص وتصبح أيامه ربيعية فيطيب العيش وتبرأ النفوس وتصبح الكلمات زاهية وردية وتتخلص من الانكسارات

دام روع حرفك العاشق للوطن

وبحر مدادك وألق إبداعك السامق

تحياتي صديقتي الشاعرة نادية بن رابح وباقة من الورد ملونة بعشقك للحرف الجميل والكلمات السامقة العبقة

 بالمعنى العميق 🌹🌺🌹

 محمود البقلوطي

                              القصيدة

                          حروف مكسورة 


حروفي مكسورة 

كجفوني

و المفردات مغتالة 

و الكلمات حبيسة

كمارد في قمقم

والأمنيات عجفاء

 فماذا سأكتب  يا وطني؟

وثورتك موؤودة

سأكتب لأخبر عن الأشرار 

هدٌموا وطنا

مثل الينابيع عذوبة

سرقوا سبوا العروبة

مزٌقوا رسومك

فوق الخرائط مكتوبة

دنٌسوا ثوبك الأخضر

مرٌقوه وونثروه أشلاء مبثوثة

يتقاسمونه

وليمة موعودة

غرسوا مخالبهم في جسدك

المسجٌى فوق السنابل

يئزٌونها أزٌا 

تهزٌهم أطماعهم  و احقادهم  هزٌا


أما آن لهم أن يحنوا لك الجباه ؟ 

أن يقدموا القرابين للوفاء

  أن يعجنوا من دمائهم غذاء؟ 

أما آن لهم أن يصادقوا  العصافير و الهديل؟

أما آن لهم أن يوقفوا  كل الحرائق

 أن يختزنوا كل مياه البحار في الأحداق؟

فلا تمتلئ  الزوارق

ولا تعول أم ثكلى

فؤادها مكلوم

يحترق

 يختزل كل المدامع

تسأل في ذهول

كيف يثقبها الأنين

و يقسمها الحزن شطرين

وهم سعداء؟

كيف يذبل و يموت الياسمين؟

كيف يغتال الربيع؟

لا أملك الجواب

فحروفي مكسورة

كجفوني


نادية بن رابح



قراءة قصيرة لنص سردي من" يوميات فراشة تحترق" للشاعرة الكاتبة سليمى السرايري. بقلم الكاتب محمود البقلوطي

 محمود البقلوطي

قراءة قصيرة لنص سردي من" يوميات فراشة تحترق" للشاعرة الكاتبة سليمى السرايري.    

=================================       

 كتب النص بقلم شاعرة رسامة تشكيلية ماهرة  جعلت متصفح كلماته ومعانيه يحس بمتعة القراءةو ادهاش الاسلوب والدلالة البليغة

المتضمنة في تطرقها للكثير من المفاهيم.بدات بتشريحها مستعملة استعارات عميقة.. 

لتقول :

"الحزن والصيف توامان لحالة واحدة" الوحدة"... سجن ساكن الروح...

 الضفة :

" هو الانتظار الذي سيباغتنا حين نسرع الخطى نحو المجهول" 

 لتواصل وتتحدت عن الكاتب والشعراء..الكاتب الذي نسي "صوته وامتلأ بالوجع فتستحضر الأنثى في القصيد" للتخفيف عنه.. ولم تنس الفنان الغارق في لوحاته والمنفلت بدون قيد ديدنه الابحار بكل حرية

لانه معاد للاختناق..

"الاختناق يسقط علينا فجأة حين تضيق الاتجاهات".. لتتحدت عن شعراء مسافرين بين الأرض والسماء ترهقهم لحظة المخاض المرتبط بالذات حين يلدون القصيد المرتبط بالذات العابثة والمتناقضة الحاملة للحزن، للوجع و للفرح للحب.. للحياة وفكرة الموت..

"هل هي لعبة المصير؟" كما تساءلت صاحبة النص السردي.. 

مصير الإنسان لما يحمل  في ذاته من وجع وحب وهذيان.". لتذكر لنا قلق الشاعر

وشعوره بالقهر لاحساسه بأن تعبه ومجهوده يرمي في "حاويات المهملات"...

 لأن الوضع الثقافي تدنى وسيطر عليه الانحطاط. 

ثم سافرت الي استحضار ثلات اسامي أسطورية "عشتار"، "افروديت" و"المرأة الافعى لاميا" اكلة الأطفال لأنها عاقر.. هو مجاز انا استنتجت ان هناك عشتار وافرو ديت رمز الحب والعطاء، هي الخصوبة وهما يمثلا المبدعين الشعراء والكتاب... 


اما لاميا فهي ترمز لشعراء والشاعرات المزيفين الذين يأكلون أطفال غيرهم، قصائد المبدعين فشبهتهم بالمرأة الافعى... "لاميا" إذ تقول :

-

""حزن يتنهد هنآ بين سطور القصيدة...

 كأنّك ايها النائم على الورقة ،تغرف من صحائف الشجن 

 ذلك الوجع الدفين يكبر و يكبر فنتساءل :

 لمَ تقرع أبوابنا كلّ هذه ألقسوة

 هل هو الوقت الذي تغيّر ؟؟

 أم مسالك غامضة تنبؤنا أن عاصفة هوجاء في طريقها إلينا ؟؟

 حتما ستشتعل المسافات فلا ندرك حينها حجم الاحتراق....

 اللوحات دائما ذات ملامح معتمة و لكنها تفيض لؤلؤا و جمالا كلّما احتوتنا اللغة ولثمت أناملنا...

ألوانٌ ترابيّة تميل إلى وهج غريب

 بين الأسود والأحمر الأرجواني

 الأسود الدخاني ,,,, الأحمر الناري

 لتكتمل لوحة مقنعة ذكيّة تجعلنا نتعايش مع الحالة..... حالة شاعر يبكي .. وشاعر يستلذّ الغرق...."""

-

نص جميل وعميق هو سفر في الذات ومسيرة الحياَة كلماته الفاتنة اغوتني لسلاستها ولرقة الاحاسيس والمعنى الجميلين..

فيه تحفير فلسفي لبعض المفاهيم بكلمات رقراقة سلسة وشفيفة تحس بنشوة عند قراءتها والاطلاع عليها..

-

 دام روعك وبحر مدادك والق إبداعك تحياتي والورد الكثير لابداعك المنير صديقتي الشاعرة الفنانة سليمى السرايري🌹

-=-=-




فيض من نور بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد موسوعة نورمنيات العشق

 فيض من نور


ليفض البصيص

من شعاع النور هنا

على ساح السطور ليزهو

ببريق من تشكيلات الورود لذة

عوابق من الكلمات تسرج بايات السطور

ونهايات الليالي تضيئها اقمار القصائد البهية

الوان من الاطياف عابرة حروف الدواوين عزة

تباهي ارواح بجماليتها الجاذبة لحسن الحضور

يا صانع الميراث قل للبوح كن شجيا تلذذ ٱهتك

واعبر جسور المكتبات بالتدوين عساك ان تخلد

بكل فوز  عظيم متى اقيمت اعراس احتفالاتها

كواكب من النور هي الفواصل تعبئ ثغر الاشهاد

تصنع قصور لشامخات البنيان بدون عماد يزفها

عروس قصيدة المنال تختال على بوح الشموع

ميراث متجدد باعالي سماء المكتبات هي هدية

يزفها البريق اللامع من حضن البدر لتباهي نجم

تجوب مراسيلها القلوب بين البساتين بتنزهاتها

يا فرح الايام كلما عانق بالخيلاء اجتذاب الفكر

ترنوه عيون برسم من زهو الابتسام على النقش

دعوني اتجمل ريح العبق مع بوح الحروف نور

هو شعاع يسطر على كل فيحاء بموازين عصره

  

                          المفكر العربي

                      عيسى نجيب حداد

                 موسوعة نورمنيات العشق




(نصوص إبداعية..عابرة للحدود) هوذا الشاعر التونسي الكبير -طاهر مشي..عيناه ترصدان الإبداع المتمثّل سنابل شعرية..تنحني للقطاف. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (نصوص إبداعية..عابرة للحدود)


هوذا الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي..عيناه ترصدان الإبداع المتمثّل سنابل شعرية..تنحني للقطاف.


هي سيرة حياة مذهلة،اعتبرها أطول -قصيدة-كتبها،جبلها من ترابه ورصعها بفسيفساء متقنة اكتنه اسرارها وعبث بالوانها.

بدا لنا كذواق يلتهم الزمن ويتأنى في تذوقه،ينافس نفسه بصدق وعناد،ويأبى أنن يقلب حياته على جمر حارق.

أحب الحياة كعاشقٍ ابدي مهما جانبت توقعاته،وانتصر دوماً على ضعفها وراودها عن اذيّته، وواجهها بملامح ونظرات جُبلت بالتحدي والصبر والذكاء.

والحياة عنده قطار طويل وسكة ومحطات ولذة ارتحال..والكتابة عنده رحلة لا يرجو منها وصولاً ولا راحة…هي نسق حياة،سبحة لا نهائية..ومحطات عديدة ،وظل يُكمل بهجة الاستكشاف،يعاند الصعوبات،ويحوّل التعب الى ثمار،والثمار الى لذة…

هو شاعر فذ وقاص مثابر مُجدّد،يراهن على الكلمة وامداء وحيها،يصطفيها كميثاق خلاص، يرميها كنردٍ اكيد من ربحه او يناوشها كأفعى في جحرها.

إن التكامل الجمالي -في قصائد هذا الشاعر المتألق-تونسيا وعربيا -يكمن في روح البناء الكلية من حيث الشفافية والعمق والتماسك الجمالي بين الأنساق،فثمة قيمة جمالية في الاندماج والتلاحم بين الأنساق الوصفية والمضافة،مما يرتد على إيقاع القصيد بشكل عام،لاسيما في العلاقات الجدلية التي تعطي جمالياتها على الشكل النسقي التضافري الذي تشكله -القصيدة-.

إن خصوصية التجربة الشعرية والقصصية لدى طاهر مشي- تمتاز باكتنازها بالرؤى والدلالات المراوغة التي تباغت القارئ في مسارها النصي،وهذا يعني أن الحياكة الجمالية في قصائد وقصص -طاهر-حياكة فنية يطغى عليها الفكر التأملي والإحساس الوجودي،وكشف الواقع بمؤثراته جميعها..

إن الحياكة الجمالية في قصائد وكذا قصص-طاهر مشي-ترتكز على المخيلة الإبداعية،ومستوى استثارتها،الأمر الذي يؤدي إلى تكثيف الرؤى،وتحقيق متغيرها الجمالي.

ذهب في -قصائده-الى اقاصي العذاب كما الى اقاصي العشق،متقناً شهوة الاسترسال وبراعة الومض..يكتب ويكتب وكأن الكلمات تتوالد وتنساب بسعادة الى ناشره بسهولة الى القارئ من اصابعه المتعرشة على قلم لا ينضب حبره.

لا يحاول -الشاعر التونسي القدير طاهر مشي-أن يسترضي قارئه او يستميله او يمجّد ابداعاته العذبة.هو يصافح البؤس البشري،ويروي -أحيانا-سقوط الانسان في هاويته،ويفتح بجرأةٍ ستارة تفضح ما نوّد ان نخفي لإراحة ضمائرنا..يكتب الحياة مشدداً على وجهها المُعتم كي يحتفي ببهائها المتعالي على التراب المُعّفر.

ختاما أقول :

مثل ساحر متمكّن يقود --طاهر مشي-القارئ في كل قصيدة من قصائده،أو في كل قصة من أقاصيصه -اللذيذة-،يقوده سيرا حيناً وركضا في الكثير من الأحيان. نتابع الكلمات والأحداث بلهفة الفضول والحيرة ونلتهم الكلمات التهاما،ومن ثم لا نملك فرصة للهرب من فتنة سرده،منذ أول جملة في القصيدة أو القصة،حتى آخر نقطة في آخر صفحة.

لا نستطيع أن نهرب من فتنة حكاياته المتداخلة،حيث تتحول اللغة إلى مجرد أداة،وتصبح بالتالي مثل إزميل النحات أو فرشاة الرسام،ولا تكون في أحيان كثيرة محور القصيدة أو القصة،مثلما تعودنا من بعض الكتاب العرب الذين يهتمون باللغة وزركشتها على حساب الحكاية وأحداث البنية القصصية أو الشعرية.

سواء في القصيدة أو القصة القصيرة تكشف لنا أعمال الشاعر والقاص التونسي القدير طاهر مشي عن مدى قدرته على الانتفاع من معارفه الأدبية والثقافية والفكرية،بدون أن يسقط في نرجسية «ذات الكاتب»،التي تقول: «أنا موجود بالقوة».وإنما يستثمر كل ذخائره مراعيا حدود الجنس الأدبي،ومحافظا على الحس الجمالي والأثر الفني للعمل الأدبي.

ختاما أقول :

الشاعر التونسي السامق -طاهر مشي،إنما هو شاعر يكتب بحبر الروح ودم القصيدة،تخضع المفردات لأحاسيسه الجيّاشة،فتنتظم أجمل القصائد وأكثرها شاعريّة،معجم مفردات ثريّ قائم بذاته، تتناثر الكلمات منه كورود شاردة من حطام الحياة،تلامس عباراته شغاف القلب-فنرقص على ايقاعها-رقصة زوربا اليوناني-

كلّ لحظة يعيشها،نعيشها معه في قصيدة تخترق وجداننا،وتلامس أرواحنا.

تحبس مشاعره الكون،فتتحرّر قصائده محمّلة بأسرار الأرض ومكنونات السّماء،ولعلّ الوضع السّياسيّ الّتي تمرّ به بلادنا العربيّة،جعلت-أحيانا-من اليأس تربة خصبة،ليزرع فيها قصائده الحزينة كما ناي مكسور،لتنمو في الرّوح كسيف ينصل الأوصال بقسوة.

خير مدافع عن اللغة العربيّة الّتي يعتبرها الهويّة والأصل والجذور،كتب القصيدة الخليليّة،واستهوته قصيدة التفعيلة والنثر.

وسار على درب الإبداع بخطى ثابتة..مثل خطى الأنهار في حقولٍ، تجري فيها وتكسوها ثياب الاخضرار.

شعره يصدق وصفه بأنه حقولٌ تترامى فيها السنابل الذهبية المتمثلة بحبَّاتها،والرّائية إلى روّاد قطافها القادرين على النفاذ إلى الجوهر الشعري،الممتلك جاذبيّة كأنّها السحر الحلال،وليد الخيال الخلاق.

أنت حر كالسحاب..يا " الطاهر"..مبارك عطاؤك المتميز..وإلى المزيد منه.وأدعو الملحنين إلى تلحين نماذج من أشعارك،كي يتغنى بها القادمون..في موكب الآتي الجليل..


محمد المحسن



الاثنين، 10 يونيو 2024

أيا تونس الخضراء..لا تتركي-حفاة الضمير-يحرفون تواريخ مجدك.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أيا تونس الخضراء..لا تتركي-حفاة الضمير-يحرفون تواريخ مجدك..


قتلتنا الردّة،والواحد منا..يحمل في الداخل ضده” (مظفر النواب)


-مدهش أمر هذا الشعب الذي أربك بثورته المجيدة أصقاع العالم..

عظيم هذا الشعب الذي مضى لملاقاة دبابات وعسكر ولا سلاح معه غير جسده وإصراره، فمعنى ذلك أنّ المقدّس فيه قد تجلّى..( الكاتب)


كمن ينثر الورد في واد غير ذي زرع..هكذا صارت حالنا بعد سبع سنوات من ثورة دحرجت رؤوسا كثيرة وردّت الإعتبار لمن نال منهم الظلم والظلام في نخاع العظم..

نحن بواد و-الحكومات المتعاقبة- بواد آخر، تنبئنا مع اشراقة كل صباح بأنّ قوافل الخير المحمّلة بجرار العسل في طريقها إلينا.. ستفيض بلادنا لبنا وعسلا.. قليلا من الصبر فقط.. أيّها الشعب العظيم..

الكل ينآى بنفسه عن الواقع الأليم الذي تتحفنا به قنواتنا الوطنية في كل نشراتها الإخبارية: اعتصام هنا.. واحتجاج هناك.. واضراب يلوح في الأفق سيشمل كل القطاعات.. ولنا أن نفرح. لنا أن نهلّل. وطوبى للحزانى لأنّهم عند الله يتعزّون.

قيل لنا أنّ تونس ستشبه بعد الثورة جنّات من تحتها تجري الآنهار.

وقيل لنا أيضا أنّ الحرية سينتشر عطرها في الأقاصي حتى يزكم الأنوف..أما أرغفة الخبز فسيكون عددها أكثر بكثير من عدد الأفواه الجائعة.. جاري فقط نبّهني لأمر جلل.. جاري الذي قدّم ابنه مهرا سخيا لعرس الثورة قال لي: لا تؤذّن مع المؤذنين في مالطا، فلن يسمعك أحد..هكذا صارت حال كل من ينتقد الوضع الراهن..

“الثورة التونسية المجيدة”وعدتنا بأنّ الخيرات ستتوالى.وسيعمّ الخير والرفاه بلاد العرب من البحرين حتى أقاصي بلاد شنقيط موريتانيا العظمى،وستنال الصحراء الغربية نصيبها من الغنيمة أيضا.وعلى العرب أن يفرحوا.عليهم أن يهللوا للصدقات أمريكية هذه المرة.ولهم أن يبتهجوا بالنظام العالمي الجديد صانع المعجزات،وكافر من يردّد قول المسيح ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.

الكل يهرب من الواقع المؤلم،يحتضن طموحاته مرغما ويمضي بها.

من اعتقد أنّ الدين هو الحل لحلحلة الملفات العالقة ارتدى جلبابا “أفغانيا” وأطال لحيته وانتهى إلى أنّ الديمقراطية كفر وضلال. أما الذي يرى في “البروليتاريا” قوّة ضاربة وقادرة على ترجيح الكفّة لصالح الفقراء والجياع فانبرى ينظّر ويرمي-اللوم-جزافا على الناخبين الذين لم يهدوا له أصواتهم،وأشاحوا بوجوههم عن برامجه الثورية الواعدة..موضّحا أنّ الطريق إلى جهنّم مفروش بحسن النوايا..

البعض منا أصيب بالفصام أيضا:يصفّق"للنهضة"صباحا..وينتصر للقوى التقدمية عند المساء..!

أما أنا فمازلت ألعن أم الإنتهازيين وخالاتهم من الرضاعة..والأمم المتحدة.. وكلّ قوى الخراب في هذا الكوكب الأرضي الكئيب..

لم أعد أعرف ماذا كان يجب عليّ أن أفعل!! أخذت جرعة من الأمل،ثم دسست طموحاتي بين كتب الأدب،واعتبرت الكتابة جدارا أخيرا أحتمي به من الإنكسار.

لعلي آمنت بأنّه لا فائدة من -الطموحات الزائفة- إن هي ظلّت تعبث بالمشاعر: التنمية قادمة..العدالة الإجتماعية في طريقها إلينا.. والخير والرفاه سيعمّ البلاد من شمالها إلى جنوبها.. وداعا أيها الفقر اللعين..

أنا لا أراهن كثيرا على-حكومة أحمد الحشاني-ولكن حضور الأمنيات القليلة اللطاف أفضل من غيابها الكلي..

لذا سأرتّل، بصوتي العليل تعاويذ الأمل..وأكتب..ولكن الحياة الكريمة أقدس من النص، والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات..

يحدوني الأمل قليلا وأنا أتابع خطابات -رئيسنا العظيم سي قيس-وهو يذكّر الجميع بحكمة ورثناها عن أجدادنا: لا تغلّب الفتق..على الرتق..واطلب المستطاع إن أردت أن تطاع..ثم يتعهّد بإتخاذ اجراءات صارمة ضد الفساد..“فترتبك"عقول المفسدين،وتنتفض هلعا..ووَجلا..

يا رئيسنا الفذ نحتاج قليلا من صبرك الرباني فالرّوح محض عذاب.

إعلامنا المؤقّر-أبهجنا-بعودة -رموز التجمّع-إلى الواجهة كي يعلموننا المبادئ الأساسية للديموقراطية الحقيقية..وحقوق الإنسان !!علنا نأسف على رحيل-الراحل- ونذرف دموعا سخية بحجم المطر على الإطاحة بحزب التجمّع اللعين..

ثمّة في العيون غيظ مكتوم..

وطوبى للثكالى لأنهن عند الله يتعزين..

رئيس الحكومة (يحفظه الله) ينبئنا بأنّ أوضاعنا الإقتصادية ليست على ما يرام،أما بخصوص القروض التي “يتكرّم” بها علينا صندوق النقد الدولي فستخصّص للإستهلاك بدل التنمية،وما علينا والحال هذه،إلا أن نواجه مصيرنا الكئيب بأمعاء خاوية..بعد أن تراجع الدعم العربي وشحّ المال والماء والأمل..

وإذن؟

علينا إذا،أن نهلّل..ولنا أن نبتهج بالثورة التونسية المجيدة صانعة المعجزات.

وكافر من يردّد قول المسيح ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان..

رئيس حكومتنا هذا “أبدع” في التصريع..بمعنى إثخان الجرح ورش الملح عليه بدل لملمته وتضميده..صادق أنت وصريح..يا أحمد..وتونس شاهدة عليك..!

غريب أمر هذا الشعب التونسي لا يكتفي بالخبز بديلا عن الحياة والكرامة.

مدهش أمر هذا الشعب الذي أربك بثورته المجيدة أصقاع العالم..

عظيم هذا الشعب الذي مضى لملاقاة دبابات وعسكر ولا سلاح معه غير جسده وإصراره، فمعنى ذلك أنّ المقدّس فيه قد تجلّى.

أفتح الأنترنات و-أتسكّع- بين مواقعه فأبتسم للتعليقات الساخرة على صفحات -الأصدقاء الفايسبوكيين-على مردود الحكومة وعدم قدرتها على ترتيب-ما بعثرته الفصول-لشعب أنهكه طول الإنتظار ومن ثم دعوتهم للإعتصام غدا أو بعد غد..لا يهم..المهم أن لا تتوقّف الإحتجاجات والإعتصامات،وما على الجميع إلا أن يحملوا معهم زجاجات المياه المعدنية وعلم تونس وأحذية مريحة وسندويتشات تكفيهم طوال مدّة الإعتصام..ويستلهموا من أبي القاسم الشابي المعنى الحقيقي للمجد والكرامة..

عجيب أمر هذا الشعب التونسي الذي يرفض أن تنتهي الحياة إكراما للذين تسابقوا للموت إعلاء للحياة..وتمجيدا لها..

هذا الشعب التونسي العظيم يعلم علم اليقين أنّ هناك من عقد العزم على إبادة الحياة وعلى إفسادها وتحويلها إلى جحيم.وهو على يقين أيضا بأنّ -المفسدين في الأرض- يستدرجون الحياة إلى الهاوية.وهاهم جنودنا البواسل ورجال أمننا الأفذاذ يتسابقون إلى الموت لأنهم مؤتمنون على استمرارية الحياة.من هنا تستمدّ المواجهة لديهم عنفها المدوّخ الضاري.

تونس يا مهد الثورات العربية. تونس.. يا خضراء..ذات ربيع رحل أوكتافيو باز*.كتب شعرا ثم رحل.لست أنا القائل بل هذا الشاعر الذي اسمه أوكتافيو باز هو القائل:“لا يجب علينا أن نترك التماسيح الكبيرة تصنع تاريخ البشرية،إنني لا أستبعد الإنهيار الأمريكي فالتاريخ لا يمكن أن يتحمّل إلى ما لا نهاية هذا الإلتحام الهائل بين الموت والموت.لذلك أدعو دول العالم الثالث إلى العودة إلى الجوهر،وإلى الوقوف وقفة واحدة في مواجهة الجحيم”.

حتما لم يكن أوكتافيو باز  يدري أنّ التونسي سيقف في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وحيدا.و”سي قيس” يدعو أيضا شعبه إلى الوقوف في وجه الإرهاب بكل تمظهراته المخزية،بجسارة من لا يهاب الموت..

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان. أزمنة متراصة مكثّفة.

هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم، سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا.

هي ذي تونس اليوم مجلّلة بالوجع ومطرزّة بالبهاء: أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية، خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.

ولتحيا الحياة.


محمد المحسن


* أكتافيو باث(بالإسبانية: Octavio Paz) شاعر وأديب وسياسي مكسيكي، ولد في مدينة المكسيك في 31 مارس 1914.حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1990 ليكون بذلك أول شاعر وأديب مكسيكي يفوز بهذه الجائزة.عرف بمعارضته الشديدة للفاشية،وعمل دبلوماسيًا لبلاده في عدة دول. تشعب نشاطه في عدة مجالات،فإلى جانب كونه شاعراً،فقد كتب أيضاً العديد من الدراسات النقدية والتاريخية والمقالات السياسية.





ايمان بن حمادي..كاتبة تونسية متميزة تعبق بعطر الإبداع..وشذى الحرف بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ايمان بن حمادي..كاتبة تونسية متميزة تعبق بعطر الإبداع..وشذى الحرف


كل كاتب مبدع لا يتميز من بين الكتاب الآخرين إلا بالخصوصية والنوعية، وهما يرتبطان كل الارتباط بخصوصية العوالم، وبنوعية تصويغ الكتابة لهذه العوالم،من خلال طرائق السرد،والاشتغال على الحبكة القصصية،ولغة الكتابة،والأٍسلوب،والصور التعبيرية.بذلك وبغيره يصنع الكاتب القاص ما يميز كتابته القصصية عما يكتبه القُصَّاصُ الآخرون.

وهو أيضا،شأن الشعراء والروائيين وكتاب المسرحيات،بل هو شأن كل المبدعين والفنانين الذين يمهرون أعمالهم بالمظاهر المضمونية والخواص الجمالية التي توفر لأعمالهم طابعها الخاص المميز، وسماتها الخاصة،وعبقها الذي هو عبق الإبداع.

من هنا،قد لا أرمي الورود جزافا إذا قلت أن ايمان بن حمادي،ألق وأرق يقبع في عمق الكلمات،تنسج وتسبك نصوصها بلغة سلسة قريبة من العفوية المصقولة فينا،وينصب اهتمامها بايصال ما تفكر وتشعر فيه الى عقل ووجدان القارئ .

وقد لا يحيد القول عن جادة الصواب أيضا،إذا قلت إنها ترسم بحروفها عالماً فريدًا من الإبداع يجعلها بحق صاحبة نظرة وومانسية خاصة تسيطر وتطغى على نصها-كالذي بين أيدينا-ولا تتخلى عن اناقتها في كل مكونات خواطرها ونصوصها من حروف ومعان وخيال وعاطفة..

كتابات هذه المبدعة الفتية،سنابل فرح وتراتيل حب وترانيم غرام تشدو بها،وزهرات يانعة شديدة الاشعاع والبوح،ومع كل ترنيمة،وهمسة من همساتها تشتعل العواطف والاحاسيس والأفكار ..

ايمان بن حمادي،الكاتية والقاصة والسيناريست، تسكب لنا الجمال الوجودي في قالب ابداعي يغذي حاجتنا الملحة لادراك الخير والحب والجمال،تبدو لي حروفها-دون مجاملة أو محاباة-مفعمة بأريج الكلمة،ومطرزة  بالبوح الشذي،تجربتها تسير في تدفق وانسيابية وتسلسل مما يمنحها ترابطًا شعوريًا يريح عين القارىء وقلب المستمع،وتتمسك بالبساطة والوضوح مع حفاظها على الرونق في التعبير.

بعض نصوصها التي اطلعت عليه،ترتقي الى مستوى الإبداع الخلاق وقدسية الكلمة..

هي صوت أدبي دافىء ينبثق من بين الحروف،كي يعبرعن الهواجس والأوجاع ومكنونات النفس .

وخلاصة القول: هذه الكاتبة الشابة ( ايمان بن حمادي )  ملهمة تمتلك قلمًا متميزًا ورؤية شاعرية لها خصوصيتها تحيكها في كلمات وسطور رقراقة عذبة..

نتابع معا هذه اللوحة الإبداعية التي نحتتها بمهارة مذهلة :


أنا كلاسيكية قديمة تقليدية في اختياراتي...صحيح أن ملامح الصغر و الشباب تغزو كل تفاصيلي الجسدية و الخلقية و صحيح أن عمري يافع لكن اختياراتي لا تتوافق و هذه السنين التي تعبر عن تاريخ تواجدي في الحياة...يوم أعلن القدر عن قدومي و عن انتمائي إلى هذا الكون و هذا العالم الإنساني...أنا منشدة إلى الأغاني التي مر عليها الدهر مروراً عابرا لكنه لم يستطع أن يمحو سحر رونقها...أغاني عبد الحليم و فيروز و فريد و صباح و أم كلثوم...أستمتع و أنا أضغي إليها بكل روح و حس فني و أنا أحتسي فنجان قهوتي...أعانق نسمات الصباح مع فيروزيات الصباح و أودع يوما مضى من حياتي و لن يعود بأم كلثوم أو عبد الحليم....مازلت أعشق أن أجلس في كنف ليالي الشتاء التي تستدعي الحنان و الدفء و أنا أشاهد أفلام مصر القديمة أفلام سعاد حسني و رشدي أباضة و غيرهما الكثير...عندما كان الحب عذريا روحيا قلبيا خالصا و حتى الجنس ما هو إلا تعبير عن هذا الحب العفيف....مازلت أعشق لباس العصر الفيكتوري ألبس عقدا يطوق جيدي أسودا منشدا إلى عنقي الأبيض الذي  يجعلني أقف وقفة شامخة يتوسطه قلب أو دائرة ذهبية مرصعة مع فستان فيكتوري يغطي كامل جسدي بأناقة فاخرة....مازلت أعشق البحر و السماء و الطبيعة التي هي ملهمتي جالبة أفكاري و مبعث كلماتي الجميلة...مغرمة أنا بأوراق أشجار الخريف التي تغزوها الصفرة و هي تتساقط على جسدي و كأنها لا تتماسك أو تبتغي التحرر من قبضة الشجر عليها.....مازلت منشدة إلى كلمة أحبك نابعة من قلب نحب لا يعرف الكذب في هذه الأمور المشاعرية.. ومازلت أعشق هدية الوردة الجورية الحمراء أو الوردية من عاشق ولهان بي.لا أحب التعقيد و لا التكلف و لا الماديات المجردة من الروح و من الأحاسيس الصادقة الناعمة.."

هذه اللوحة الفنية المطرزة بالإبداع،تحقق-في تقديري- لذة القراءة بجمالية الأسلوب وأناقة القص،والرشاقة،والابتعاد عن الترهل اللغوي وترهل الأحداث والتفاصيل.إنها توحي بالمعاني الإنسانية، وتخلق معنى القص الجميل،المفتعم بالمعاني والصور والخلابة..

مبدعتنا الفذة ايمان بن حمادي،ما اجمل بوحك ،ونبض حرفك،العيون تهفو اليك،والقلوب تنعم في روض ابداعك وسحر يراعك..

واصلي دربك الإبداعي بثبات،كي ترسخي حضورك في الإبداع القصصي،وتغتني تجربتك في هذا الجنس الأدبي بالتنويع في مواد المحكي،والتنويع في تقنيات الكتابة،وهما الأساس في صنع الخصوصية الأدبية للكاتب ومساهمته في تطوير مضامين وأساليب وتقنيات الكتابة القصصية.

لك مني تحية تقدير وامتنان،ومزيدًا من العطاء والابداع..يا أميرة الشعور والاحساس والنبض..


محمد المحسن





أهيم بهذي التي أسرجت لها..وجعي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أهيم بهذي التي أسرجت لها..وجعي


الإهــداء: إلى تلك التي عانقتني تحت شرفة القلب.. ثم تركتني رعشةً في مهب الغيوم..


 دروبي عقيمة..

        في جلال الصّمت

يشهق اللّيل من حولهـا

كأن يراني وحيدا

دمعي رذاذ 

            يبلّل عطرَ المساء

ولكنّي على صهوة الجرح..

أنير عتمات الطريق

بأنوار قلبي

وأصرّ على الحبّ.. 

والإحتفاء


**

أعتّق وجْدي الذي إشتهته الرؤى

         وأجمع من رعشات النبوّة 

                 شتات المرايا

وأسقي بدمعي 

             كرمةً في الألم

وأرنو إلى نجمة..

تتلألأ في فيض ذاك الدجى

وأرتق من شغفي للقادمين..

شعارا

وأهيم بهذي التي أسرجتُ لها وجعي

        عساها تحمل عنّي وزرَ الوصايا

وترسم على مسلك الجرح..

للشوق أوجاعنا

                     لعلّي أراها..

وقد أرخت جدائلها..

                   في سكوني

أو تراني..

أغسل ألمي بالحنين

وأنبجس ثانية..

                       من ثنايا الخطايا

غدا أراها..

ترى هل أراها؟

أو ترَوْني

وحيدا..أؤثّث من الصّمت ناري

وأرنو إلى طيفها

          ينسلّ من وجع الرّوح

يتهادى..

على عتبات المساء..

لا..

لا صوت لي..

ولا رغبات لديَّ

              ولا أقحوان عندي..

تبرعم في الدروب

فمن ذا سيعيد الوَجْدَ..إليَّ

وهذا حنيني يصرّ 

             على الإنتشاء؟!

سأنأى عنها كي لا يراق يقيني

وذاك يقيني

               سوف أعيش عليه

أحتضن فضائلَ كلّ نبوّة

       وأرتحل خلف القوافـل

عبر صحاري الصـدى


محمد المحسن



(قراءة في كتاب) "صورة المرأة" في الأمثال العامية التونسية للكاتب والباحث التونسي محمد المي * بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (قراءة في كتاب)


"صورة المرأة" في الأمثال العامية التونسية للكاتب والباحث التونسي  محمد المي *


..من أين انبجس التخلّف،وكيف ولج عتبة ديارنا دون استئذان؟وكيف لنا،والحال هذه معالجته ومن ثم تجاوزه؟..

هذا هو السؤال اللجوج الذي حاول الحداثيون الإجابة عنه بأشكال مختلفة،فقد دعا بعضهم إلى حقوق المواطنة وسلطة تساوي الناس في الحقوق والواجبات،ونقد البعض الاخر"طبائع الإستبداد"وندّد بالإستبداد الديني الذي تفرضه سلطة مستبدة،ودافع محمد عبدة في إنتاج تأويل للنص الديني يركن إلى العقل وحاجات النّاس العملية،كما دعا طه حسين إلى الفصل بين العلم والدين،محدّدا مجالا خاصا لكل منهما دون مرتبة أو امتياز،أعلنت الأسئلة عن مجتمع يجب تغييره،يعاني من الإستبداد السياسي والإنغلاق الديني واضطهاد المرأة وتحريم الحرية الفكرية والتخلّف في مجالات العلم والمعرفة،إلا أنّ هذه المواضيع الإجتماعية الأساسية لا تزال تبحث عن حل لها حتّى اليوم،عن شواغل فكرية صحيحة يحرّر حلّها المجتمع من قيوده المتوارثة..

في هذا السياق يتموضع كتاب محمد المي:صورة المرأة في الأمثال العامية التونسية**،وهو كتاب جسور في مضمونه،إذ يعالج الأمثال العامية التونسية من منطلق فكري ينتصر أساسا للمدرسة"الحدادية"**التي أولت المرأة المكانة التي تستحق ضمن سياقها الطبيعي بإعتبارها طرفا مشاركا للرجل في الوجود والحياة كما أنّها ذات فاعلة داخل المشهد الإجتماعي..

على هذا الأساس يسائل هذا الكاتب/الصحفي الأمثال العامية التي تحطّ من منزلة المرأة وتقصيها عن المشاركة العملية في مختلف شؤون الحياة،وهو يهدف إلى تخطي عتبة القديم/البائد والتأسيس لعقلية متحرّرة ترقى بالذات البشرية إلى مراتب يتساوى فيها الرجل مع المرأة دون تهميش لطرف على حساب الآخر،يدفعه في هذا الأمر انبهار بالتجديد والتطوّر والإصلاح ورفض صارخ لكل ما من شأنه أن "يجعل المرأة مدعاة للرحمة أو مدعاة للإزدراء والنظر إليها نظرة الريبة والشك.(1)مثلما تشير إليه الأمثال التالية:"السعد لا يحرم منه ولية"/"الولية ولية كيف يكون حلق باب دارها ذهب.."/ "البنت إذا كبرت مالها إلا ذكر وإلا القبر".."البنت سلعة الذل".."اللي عنده البنات ،عنده الهم بالحفنات" (2).

يعتمد محمد المي في -هذه القراءة-منهجا تنويريا حداثويا يتناغم في جوهره مع ما ذهب إليه-الحداثيون-من قبله في حثهم الإنسان العربي على التحرّر والإنعتاق رغم أنّ هذه القضايا مازالت تحتفظ براهنيتها حتى اليوم ،إلا أنّه يفرط في انتصاره لتحرّر المرأة دون أن يصوغ جدلية توافق بين المرأة والرجل،ذلك أنّ تحرّر المرأة إنّما هو إشارة إلى تحرّر الرجل والمجتمع ككل،لأنّ المجتمع الذّي يقيّد المرأة يقيّد بدوره الرجل حتّى ولو توهّم غير ذلك ..

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع أثناء مقاربتنا-لهذا المنجزالفكري المتميّز-:

ما هي القضايا الحداثية التي لا تزال تلهث خلف حلول جوهرية؟

قضايا أربع:المجتمع المدني،الذي يقول ببشر متساويين في الحقوق والواجبات،بمعزل عن المعتقد الديني والإنتماء الفكري والأصول الإثنية،الإصلاح الديني،الذي يعترف بحقوق الإجتهاد وتاريخية النصوص وتطوّر الحاجات الإنسانية،الذي يقرأ القديم على ضوء الجديد،والفصل بين العلم والدين،وهو موضوع مشتق من سابقه،يقرّر العلم الديني فرعا من فروع المعرفة الإنسانية،بعيدا عن دعوى"علم العلوم"أو"فلسفة الفلسفات"التي تحوّل المعارف إلى مراتب والمراتب إلى معارف،أما الأمر الأخير فهو-كما أسلفنا-تحرّر المرأة الذي يتناوله محمد المي في كتابه هذا معتبرا أنّ صورتها في الأمثال العامية التونسية جدّ قاتمة وتنمّ عن احتقار وازدراء لشخصيتها،وهذا الأمر مرده-حسب رؤيته-فساد بعض الأوضاع واهتراء عقليات لا تزال ترسف في قيود الترجرج والإنحطاط مما يستدعي من -أهل الثقافة وحملة الأقلام- بذل المزيد من الجهد في سبيل تحقيق عقلية تنويرية ترقى بالذات البشرية إلى مراتب الإنسانية الفذة..

من هذا المنطلق بالذات،تعامل الفكر الحداثي مع مواضيع المدرسة،الدين،المرأة،اللغة،الإستبداد،الآخر المستعمِر،وتعامل مثقفون عرب في أزمنة لاحقة،مع هذه المواضيع،وبمعرفة أكثر تقدّما،مع فرق أساسي بين الزمن النهضوي الأوّل والآن:ففي مقابل مجتمع ضعيف اقترن بسلطة سياسية ضعيفة،يوجد اليوم مجتمع عربي ضعيف وسلطة إستبدادية قوية،ولذلك فإنّ الحديث عن أيّة نهضة محتملة،يفرض نقد السلطة كمقدّمة ضرورية لمقاربة أيّ موضوع آخر،ويأمر بإدراج المقولات النهضوية السابقة في خطاب أكثر إشراقا واتساعا وتعقيدا..

كانت غاية الكاتب من خلال –هذا المنجز الفكري- هي مساءلة الأمثال العامية التونسية المتعلقة بالمرأة من منظور نقدي محايد ونزيه يصبو –كما أسلفنا-إلى تحرير المرأة وفك عقالها،دون أن يحمّل أجهزة الدولة مسؤولية القضاء على العقول البالية التي ترفض الإصلاح والتطوّر-على حد تعبيره-بل إن الأمر برمته موكول إلى رجال الفكر والثقافة-ومهندسي الأفكار والأرواح-داعيا إيّاهم إلى سبر أغوار عقلية الجماهير"انطلاقا من تراثها الذي هندس خيالها وشكّل وجدانها"(3) ،وقد نحا-محمد المي-"بمكره الأدبي المعهود "المنحى القائم على حسن استشراف المسالك المحايثة للعملية الإبداعيّة،حتّى يضمن -لكتابه-حسن التلقي وجودة التأتّي..وهذه السياسة الأدبيّة تجعل القارئ عاديا أو غير عادي يسلس القياد ويذعن للنصّ وشروطه القرائية.ولكنّ أمر النصّ آخر..إنّه نصّ الكشف والإنكشاف في ذات الآن.فهو يخترق سجوف الصّمت وبعرّي المستور ويلج بجسارة المسكوت عنه.

وهنا-أختم-:إنّ ضمان كل مشروع يقول بتساوي البشر،حقوقا وواجبا،يحتاج إلى مسيرة شاقة،يقطعها بثبات دعاة الإصلاح والتجديد،وإذا أخفق هذا المشروع،ولم يحقق ما وعد به،وهو محتمل وشديد الإحتمال،فإنّ في دنيويته،التي تبدأ بحقوق الإنسان وتنتهي بها،ما يصلحه ويعيد بناءه على أسس جديدة،قابلة للإصلاح من جديد..


محمد المحسن


الهوامش:


*محمد المي: من الشخصيات الثقافية التونسية المولعة بجمع شتات الذاكرة والتعريف بأعلامها والتخليد لسير ومسيرة عظائمها،يفرض الكاتب والباحث محمد المي حضوره وذكره وهو الذي لا يدّخر جهدا ولا وقتا في تخليد كل أثر للمفكرين والمبدعين الذين ساهموا ويساهمون في نحت معالم الهوية الثقافية التونسية. ويحسب لمحمد المي أنه كان سبّاقا في تأسيس منتدى الفكر التنويري التونسي للتعريف برموز الثقافة التونسية على غرار حسن حسني عبد الوهاب وعلي البلهوان وجلال الدين النقاش و محمد صالح المهيدي ومنصف المزغني ونافلة ذهب وحسن نصر... والقائمة تطول.

له اهتمامات بالفكر الإصلاحي في الثلث الأوّل من القرن العشرين ومحاضر في عدة ميادين لها صلة بالشأن الثقافي الراهن.وهو منسق منتدى الفكر التنويري التونسي.

-له العديد من المؤلفات:الحداد وفكر الإختلاف قراءة في وثائق مجهولة-حركة الطليعة الأدبية من خلال رموزها-مسألة المرأة بين قاسم أمين والطاهر الحدّاد-صورة المرأة في الأمثال العامية التونسية..إلخ

 **كتاب أنيق تصميما وإخراجا،صادر عن الشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم-سنة2007،ويتضمن 96 صفحة.

**نسبة إلى المفكر الإصلاحي الراحل:الطاهر الحداد(1899-1935)صاحب كتاب"امرأتنا في الشريعة والمجتمع".

1-المي،محمد :صورة المرأة في الأمثال العامية التونسيةص:43.

2- المرجع نفسه:ص42/43../83

3-المرجع نفسه:ص86.





انطباعات نقدية عجولة..في رحاب بعض قصائد الشاعرة التونسية المتميزة سلوى السوسي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 انطباعات نقدية عجولة..في رحاب بعض قصائد الشاعرة التونسية المتميزة سلوى السوسي


                      ( جمالية المبنى..وانسيابية المعنى)


لابد للناقد الأدبي من منهج ينطلق منه،دون أن يكون مقيدًا به حتى لا يقع في خطأ قراءة منحازة ذاتية فيفقد مصداقيته.من هذا المنطلق،رأيت ألاّ أخوض في مغامرة نقدية شاملة لقصائد الشاعرة التونسية الفذة سلوى السوسي قد لا تعطي لمنجزها الإبداعي قيمته الأدبية واكتفيت بالتعليق عليها (بعض القصائد) بصورة بانورامية شاملة.

وهنا أقول : ليس الشعر إلا صياغة ساحرة وعذبة لما يختمر في داخلنا،ويعبر عن تجربة إنسانية ذاتية وشاملة.هو رؤية عميقة أداتها اللغة،وعنوانها الخيال،تسافر وتجنح بدلالة اللغة الحقيقية إلى دلالات مبتكرة غير التي وضعت لها بالأصل،وتكون مليئة بالمعاني الجديدة والإشارات والإيحاءات المدهشة.والشاعر لا يقدر على فهم تجربة الحياة دون الغوص في المشاكل الإنسانية الكبرى، يتأمل ويتنقل في عالم الإنسان والكون الذي يعيش فيه..٠

تؤرق الكتابة الشاعرة القديرة سلوى السوسي والشعر بالنسبة لها فعل حياة،وإبداعها الشعري يلتقط نبض الحياة،ويحاول الإمساك بلحظات فرح غير آبه بالوجع،وبجرأة مندفعة تغوص في الحياة الصاخبة التي لا تهدأ لإعادة اكتشافها من جديد.

هذه الشاعرة المبدعة التي اطلعت على بعض نصوصها الشعرية،تسعى للعيش بروح الشعر جامحة وحرة،تريد أن تكون حيّة ولها انعتاقها الذاتي الذي يشق لها الطريق لتصنع عظمة الحياة.حياة بحرية بلا سقوف،ولا ترضى لنفسها الذوبان بالآخرين، سواء كذات خلاقة أو كشاعرة ترسم لنفسها سبيلا يختلف عن الآخرين.لذا أرادت لشعرها أن يكون قنديلا لا ينطفئ ينير قلب الحياة،حياتها وحياة الأخرين،لتتبرعم وتزهر أغصان الحياة وتتوقد الأشواق لتهزم عتمات الدياجير..

وإذا تأملنا قصائد الشاعرة سلوى السوسي،نجد أن محاور التعبير التي اعتمدت عليها في بناء قصائدها الشعرية على وجه العموم وفي مستوياتها المختلفة: الايقاعي والأسلوبي والتشخيصي واختيار اللغة والمضمون كانت من منظور انساني وجداني خالص.وهنا لا بد لنا من الاشارة إلى أن النقد الحديث يدعو إلى ضرورة أن تكون اللغة الشعرية لغة خلق وابداع،تشير إلى دلالات غير مألوفة،ولغة تفوق لغة الناس،وألا أصبحت لغة الشعر مجرد ألفاظ نحوية أو صوتية ايقاعية.

والحقيقة التي يجب أن تؤكد هنا،أنّ القصيدة الشعرية صناعة خاصة،لها أصولها وقواعدها.فحين يطالب القارئ الشاعر بالتبسيط،يطالب الشاعر القارئ بأن يرتفع في مستوى فهمه، يتعمق ويبحث إلى أن يدرك ما يقال.فالنظرة الجديدة للشعر تجاوز لغة الكتابة بحسب الكلام إلى لغة الكلام بحسب الكتابة، ونقصد في ذلك ألاّ يكون اللغة المكتوبة هي اللغة المحكية المعروفة للناس،وإنما نقول لغة نكتبها،وقد يكون ذلك بإفراغ الكلمات من معناها المألوف،وبدل أن يكون الشاعر جزءًا من اللغة، تصبح اللغة جزءًا من الشاعر..تابعوا معي هذه الإشراقات الشعرية للشاعرة سلوى السوسي :

يعضّني الوجع ويصرخ...

لا تبتلعني  الحبوب المستوردة...

تلك الأجساد التي لم تقتلعني بالمشرط ،

أقتلها و أمضي..

  وأصلب شعبا كاملا على أعمدة

 التاريخ...

لا أورث الأرض من خبّأ دماءه في حصّالة 

الوضاعة...

تسألني متى يغرق الموج...

حين يصنع البحّار الضّوء في عينيه 

وقد لفّه الضّباب...

تسألني متى يستحي الدّهر...

حين يكوّم الطّين فوقك...

فينجو ظلّك..

في هذه القصيدة يتجلى التكامل الجمالي ونقصد: تفاعل الأبيات الشعرية فيما بينها لتحمل دلالات كثيرة تثير اللذة الجمالية في التلقي الجمالي الآسر،وهذا يعني أن فاعلية الرؤية الشعرية تتحقق من خلال مظاهر الاستثارة الجمالية التي تثيرها الأنساق الشعرية لتحقق قيمتها ورؤاها النصية.

والتكامل الجمالي-في أبيات هذه القصيدة- يدلل على بلاغة النسج الشعري،إذ إن كل بيت شعري يقتضي الآخر بجميع ما يبثه من رؤى ودلالات..

تجليات الخيال الشعري:     

لقد وصف النقاد الخيال الشعري بأنه قوة سحرية وتركيبية تعمل مع الإرادة الواعية،فهو مصحوب دائما بالوعي،وفي داخله يتم التوحد بين الفنان وبين المعطيات الخارجية،وعن طريق تجمع هذه المستوعبات والمشاعر يعمل الخيال على خلق بناء خيالي متكامل،ومن هذا المنطلق نجد شاعرتنا تثور أحيانا على الصور البلاغية التقليدية والعبارات العاطفية،وتحاول استبدالها بالصور الشعرية المهموسة..أستمع إليها تقول :

على الرّصيف 

رجل غاب عن البوح...

وأنثى تورّم قلبها...

على الرّصيف 

عشق ممنوع....

متى تهطل الشّرائع السّماوية...

تكفكف السّماء دمعها...

تنفض الشّمس عن وجهها 

الغمام...

يشقّ قرنها جنح الظّلام...

ترى المشهد...

تسعد...

عناق طويل...

ينقطع الصّوت...

يخيّم الصّمت...

يسقط المحظور على ركح

 المباح...

على الأجساد تعزف

 الأرواح...

لاشك في أن لكل قصيدة مؤثرة تجلياتها الإبداعية المبهرة التي ترتكز عليها في استثارة الجماليات النصية،وتعد الفاتحة الاستهلالية النشطة جمالياً من مؤثرات اللذة الجمالية في خلق الاستثارة النصية الخلاقة بموحياتها ورؤاها النصية،في القصيدة، كما في هذه-الأبيات-الموحية بتجلياتها الشعرية الخلابة :

كفّي أخضر ينثر الحبّ في القفر...

يفيض المعين سيولا في البيداء

 تجري...

ومارد سكن الجفون ينتظر...

اذا أسدلتها جاء ملبّيا أمري...

الأرض رحيمة والزمان ودود 

صادق العهد...اذا نذر حلوه ،

 وفى بالنّذر...

وهكذا استطاعت الشاعرة سلوى السوسي أن تحقق رؤيتها الجمالية بإحساس شاعري ورؤى جمالية عظيمة في إيقاعاتها وبناها ورؤاها الدالة.

دمت-يا سلوى-بسموق حرفك،وجمال شاعريتك يا شاعرتنا المتهوجة ابداعا خلاقا،ولا يسعنا إلا أن نتمنى لك ديمومة الإبداع ونأمل منك المزيد،ونهمس في أذنك-بلطف شديد- بألا تكرري ذاتك،وان تكوني دائما ودائما متجددة.


محمد المحسن




بنت السماء بقلم أ : منتظر طاهر الرعيني

 بنت السماء


أعشقٌ لصنعاءَ أمْ نرجسيْ 

رأى وحدَها قبلة الأنفُسِ


ترائتْ عروسا لنجمِ السما

سُهيلٌ أتي بُنَّها  يحتسي


ومن محجرِِ في عيونِ الضحى

تهادتْ بِمُقْلِ الدُّجى الأغْلَسِ


 يموسقُ (سامٌ) أناشيدَها

وصوتُ (السنيدارِ) و(الآنسي)


على شُرفةِ الأغنياتِ التي

تُغَنَّى على هَدْبِها النّاعِسِ


يُمرجحُ قلبي هبوب أتى

يمدُّ الصبابة قلبي الأسِيْ


ومن باب صَنْعَا الذي لمْ يَزَلْ

يُحاكي هوى زائرِ (القُلَّسِ)


شفاهُ العقيقِ تنادي على

أراحيق كرمِِ  إلى هاجسي


تصابى على خصرها شاعري

يغازل في  نقشها الهندسي


أأنتِ التي إبنةٌ للسَّما ..

وفي خِدرها مخبأ الخُنَّسِ ..!؟


على صدرها عُشُّ حوريَّةِِ

أتَتْ خِلسةً بيدراً فُرْدُسيْ  


وفي حسنها ذاب قلب الذي

جنوناً بها قد غدى يكتسي .


٧ . يونيه . ٢٠٢٤


 أ : منتظر طاهر الرعيني 

صنعاء



الشجرة و رذاذ ملح بقلم الكاتب جلال باباي( تونس)

 الشجرة و رذاذ ملح 


           جلال باباي( تونس)


■ إلى روح الممثل: عبد الله الشاهد والمرحوم : محمد ممدوح .

إلى..الفنانة المتميزة : سلوى محمد...


عاليا كان البيت منحوتا

صوب نخلة عارية

هناك تكثر أحلام الشيوخ 

يستأنسون برشفات الشاي الأحمر 

وعند البئر تتجمٌع النسوة 

يملأن دلو الإبل بماء الأرض 

يطنبن الحديث عن العشاق

ورواية الفارس يمتطي

 غبار الطريق

هي " حبيقة" إمرأة تتمرٌغ 

في بياض حُليٌها

تعطٌر فناء البيت بالضحكات

ترفع وجهها المدجٌج

بالضياء 

تينع واحة أصابعها بالحنٌاء

و تلك عند الزاوية القصية

 خيمة من صخر 

 وَبَرُ قَشٌِِ يرمي بظلاله

 على حُصيٌآت ساخنة

لم تزل حيرة الشقي " علي" 

تراوده عند شرفة المدينة

ووقع خُطاها 

من اخلصت لبداوتها

تبكي حظها تحت الأسقف الباردة

الشمس في الازقة الضيقة

كانت متمرٌدة هذا الصيف

تأخرت امطار الخريف 

والخلاص أبطأ في الحلول

لم يعمٌر الخصب في صدرها

من رامت الإقامة

بعيدا عن رذاذ الملح

هناك في الأقاصي

يعصف الغبار بالغرفة المتيبسة

تعاود الانثى الرحيل 

بلا بوصلة أو بحٌار

تضاعف من عنادها 

وبلا شفقة يغتال الغريب

في الدرب وقع خُطاها

يطوي الريح شوطه الثاني

وتذرف " حبيقة " في العاصفة

دمعتان....

....إما الماء أو الدخان ..!!

 

        ☆ الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢٤


---------------------------------هامش: 

القصيدة مستوحاة من شريط:" الشجرة والملح" للمخرج: حمودة عبيريقة ( 1942 __ 2020  )






عَروسُ البحْر بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 عَروسُ البحْر

عَروسُ البحْرِ تَسْكُنُ في الخَيالِ*وقدْ حَوَتِ الرَّفيعَ منَ الجمالِ

تَجيئُ إلى الشّواطئِ كلَّ حينٍ***على مَتْنِ البَهيمِ منَ اللّيالي

رأيتُ خيالها فصحتْ عُيوني***بما لَمَحَتْ وقدْ سَكَنتْ بِبالي 

عَروسُ البَحْرِ شاطِئُها بعيدٌ***تُحيطُ بهِ الكثيرُ من الرّمالِ

بهِ الأحْلامُ تُبْعَثُ كلَّ فَجْرٍ***فَتَهْتِفُ بالمَوَدّةِ في خيالي

                                                   ////

تُغازِلُنا السَّعادَةُ والأماني***وَتُبْهِرُنا القُطوفُ من المجاني 

نُحاوِلُ أنْ نُحَقّقَ ما انْتَظَرْنا***من الأمَلِ المُرَصّعِ بالأماني

طُموحٌ واجْتِهادٌ للتّرقي***وبحْثٌ في المكانِ عنِ الزّمانِ

وعنْ أملِ الحياةِ سَألْتُ نَفسي***فكانَ جَوابُها قَبْلَ الأوانِ

سأغْرِسُ أحْرُفَ الإبْداعَ نَظْماً***تُجَمّلُها البَلاغَةٌ بالمعاني

 


محمد الدبلي الفاطمي


دنيا التّجارة ... بقلم الشاعر محمد جعيجع

 دنيا التّجارة ... 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1- دُنيا الفِجارةِ نافِذٌ و طَريرُ ... 

و يُهانُ سائِلٌ و فَقيرُ 

2- يُمسي و يُصبِحُ تاجِرًا بِحَلالِهِ ... 

أو فاجِرًا بِحَرامِهِ و يُضيرُ 

3- و صَنيعُهُ قد ذَمَّهُ القُرآنُ و التْـ ... 

تَوراةُ و الإنجيلُ و المَزبورُ 

4- وقدِ استَحَلُّوا في الحَرامِ تِجارَةً ... 

كَذِبٌ بِحِلفانٍ و زادَهُ زورُ 

5- تَطفيفُ ميزانٍ و غِشُّ بِضاعَةٍ ... 

و غُلُوُّ أسعارٍ وَهْيَ تَفورُ 

6- فَما أكثَرَ التُّجَّارَ حينَ تَعُدُّهُم ... 

و لكنَّهُم في المُوبِقاتِ كَثيرُ 

7- نَقَلَ اختِراعاتٍ وأفكارًا وعا ... 

داتٍ قَديمًا تاجِرٌ و بَعيرُ 

8- بَرًّا و بَحرًا في قَوافِلَ التِّجا ... 

رَةِ و الأُناسُ تَغَيُّبٌ و حُضورُ 

9- و بِدايَةٌ لِتَحَضُّرٍ بَينَ الشُّعو ... 

بِ: تَبادُلٌ و تَعارُفٌ و سُرورُ 

10- و البَيعُ في ثِقَةٍ و وَعدٌ حاضِرٌ ... 

و قَناعَةٌ و أَمانَةٌ و ضَميرُ 

11- و الرِّبحُ في الأُولَى حَلالٌ قد كَفَى ... 

و تِجارَةٌ في الآخِرينَ تَنورُ 

12- و الفِعلُ وافَقَ سُنَّةً لِلمُصطَفَى ... 

و وَراءَ بَيعَتِهِ انتَشَى المَسرورُ 

13- هُوَ مَسلِمٌ أفعالُهُ قد وافَقَت ... 

أقوالَهُ، هُوَ تاجِرٌ مَشكورُ 

14- صِدقٌ و إِخلاصٌ و إِحقاقٌ يُما ... 

رِسُهُ كَبيرٌ طاعِنٌ و صَغيرُ 

15- هو تاجِرٌ سَكَنَ الحلالُ بمالِهِ ... 

يَومَ القيامَةِ فارِسٌ و أَميرُ 

16- والنُّطقُ تَثبيتٌ بإخلاصِ الدُّنى ... 

والصِّدقُ لِبسُهُ سُندُسٌ و حَريرُ 

17- و اليومَ زادَ الجَوُّ في نَقلِ التِّجا ... 

رَةِ و البِضاعَةُ في السَّماءِ تَطيرُ 

18- و "النَّتُّ" سِمسارٌ يُقَرِّبُ بائِعًا ... 

مِن مُشتَرٍ لَهُ هاتِفٌ و أَثيرُ 

19- تَصديرُ و استيرادُ؛ أعمالٌ لها ... 

شَبَكاتُها و رِجالُها و جُسورُ 

20- و البَيعُ في غِشٍّ و وَعدٌ كاذِبٌ ... 

و جَشاعَةٌ و خِيانَةٌ  وثُبورُ 

21- و الرِّبحُ في الأُولَى حَرامٌ قد نَما ... 

و تِجارَةٌ في الآخِرينَ تَبورُ 

22- غِشٌّ و تَدليسٌ و تَطفيفٌ يُما ... 

رِسُهُ صَغيرٌ يافِعٌ و كَبيرُ 

23- هُوَ مَسلِمٌ أَفعالُهُ قد خالَفَت ... 

أَقوالَهُ ، هُوَ فاجِرٌ مَحذورُ 

24- و شَراسَةً قد فاقَ وَحشًا ضارِيًا ... 

لَهُ نابُهُ و مَهابَةٌ و زَئيرُ 

25- و جِراحَةً قد فاقَ طَيرًا كاسِرًا ... 

لَهُ مَخلَبٌ و مَهارَةٌ و نَقيرُ 

26- يَحنو على جَيبِ الغَنِيِّ مَهابَةً ... 

يَعدو على قُوتِ الفَقيرِ حَقيرُ 

27- و تَراهُ يَمسِكُ سُبحَةً بَينَ الأَصا ... 

بِعِ و اللِّباسُ عَباءَةٌ و بُخورُ 

28- و الرَّأسُ مَكسُوٌّ بِقُبَّعةٍ عَلَت ... 

و لِسانُهُ بَينَ الشِّفاهِ يَدورُ 

29- و النُّطقُ: قالَ اللهُ.. قالُ رَسولُهُ ... 

هَزَّ الخُطَى و إلى البِقاعِ يَسيرُ 

30- و لَهُ مِنَ الحَجَّاتِ و العُمراتِ و الصْـ ... 

صَدَقاتِ عَدًّا، لِلحِجازِ يَزورُ 

31- و الفِعلُ خالَفَ سُنَّةً لِلمُصطَفَى ... 

و وَراءَ لِحيَتِهِ اختَفَى المَغرورُ 

32- هُوَ تاجِرٌ سَكَنَ الحَرامُ بِمالِهِ ... 

يَومَ القِيامَةِ سائِسٌ و غَفيرُ 

33- فالقُطنُ و الكَفَنُ اشتَكَى مَن في الثَّرَى ... 

و القَبرُ زارَهُ مُنكَرٌ و نَكيرُ 

34- بَعدَ السُّؤالِ بِبَرزَخٍ و جَوابِهِ ... 

لَهُ رَوضَةٌ أو حُفرَةٌ و سَعيرُ 

35- دودٌ و ضيقٌ .. ظُلمَةٌ مع وَحشَةٍ ... 

بَعثٌ ؛ حِسابٌ و الجَزاءُ جَديرُ 

36- يا ابنَ التُّرابِ جَمَعتَ مالًا مِن حَلا ... 

لٍ مِن حَرامٍ؛ مُتعَةٌ و تَغورُ 

37- و تَبقَى المَظالِمُ في جَبينِكَ حَيَّةً ... 

لِيَومِ الحِسابِ تجيءُ ثُمَّ تَثورُ 

38- فَما أنتَ إِلَّا نُطفَةٌ و بُوَيضَةٌ ... 

و ما أَنتَ إِلَّا شَهقَةٌ و زَفيرُ 

..................... 

المَزبورُ: كتاب الزَّبورُ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر ـ 03 ماي 2024م



ما باليد حيلة بقلم مطير العوني

 ما باليد حيلة

يا أهلنا الهالكين هناك،

يا أهلنا الباهتين هنا.

ما باليد حيلة،

فاشرب يا رفيقي

 ما استطعت

وما لم تستطع،

اشرب، 

ولا تتّبع ملّة منفوخة الأوداج

لا تنصت لهراء القطيع،

لا تقتف أثر السّرب،

ولا تتخيّل لورطتك حلاّ

بل قف ،

على حائط المنفى

 وأنت تفرغ شحنتك.

 تخيّل  وجه من بنا تغوّل،

وجه من علينا تقوّل

ثمّ التفت 

ترني أمام  حائط المبكى

مثقوب الجيب

عاتي الأمواج،

 أستجدي آلة الغيب

التي أودعتها

بطاقة التسوّل.

                    ______&____

مطير العوني

مساء 4 جوان 2024


روحي تشتاق بقلم فاتن فوزي

 روحي تشتاق 

حين يتملكها الاشتياق 

فتحنو علي من تشتاق 

فيتسال قلبي ما معني هذا 

هل تشتاق روحي 

الي هذا الحد 

لم اعد قادرة 

علي ايقاف هذة الحرب 

حرب نشأت بين الروح والقلب 

فالروح تهوي والقلب يأب 

ان ينسي ذالك الحب 

بقلمي فاتن فوزي




المعذرة بقلم الشاعر بدرالدين احمد

 المعذرة


أحبها قلبي  

كيف هذا ؟ 

لست أعلم 

لست ادري

هل اذنبت ؟ 

أو اخطات ؟ 

أن كان هذا

فالصفح لي

والعتاب لقلبي

فهو الذي ٫٫٫

هام.  بها 

أما.    أنا

فمعي الف عذر


ف  بدرالدين احمد


الأحد، 9 يونيو 2024

(حدد تمنك)٥٧٤ بقلم/محمود عفيفي دومه

 (حدد تمنك)٥٧٤


حدد تمنك.  انت بكام

وبافعالك . انت تحدد

انت نسمه.   ولا غيام

ولا للمصلحه .  تتودد

ولايبقي خساره سلام

ولاضمير يقدم وتجدد

يوطي.ويعلي سهم وبورصة

تعلي يبقي ماشا   الله عليك

تنزل تبقي فضيحه وجورسه

ودمعك  يبقي.    غالي عليك    

اصل العقل  لو عمره ماصانك

خانك ونسي يحدد  لمكانك

تبقي فارس. و مع الفرسان

ولا تكون.     تحت حصانك

تنزل واقف لو   فيه نزول

تقف راجل.   و شده تزول

وقت الجد.    شهم وراجل

وقت الحق.    تصبح غول

خلي لقولك.  عيار وميزان

خلي عودك  صلب وزان 

عاير  كيل.  خليك وزان

والغوله تقولها عينك حمرا

دون تفكير ولا استأذان

صون   للفعل والمفعول

قدر   كلمه.  ووزن قول

قدر   كل   الناس تتقدر

واوعي  تبيع  وللفعل تهدر

تفضل حافظ عرض وطول

صون العشره.    واوعي تهون

جميل ف رقبتك حافظ صون

واحفظ كلمه  و قدر موقف

جوا ف قلبك واوعي تخون

اوعي ترخص.   نفسك مره

ف دايره راجل ما تطلع بره

يعلي ويعلي شانك ومقامك

خلي عيارك  نانو.  و  ذره 

اوعي تسيب  لغيرك يتمن

قول للحق.   ونام واطمن

هاتعيش . عمرك بس لمره

وتسيب ذكري

و يتقال. بكره

 كان ع حق وعمره ماخمن

وقبل ما قولك باي  وسلام

حدد تمنك.... انت بكام!!!

بقلم/محمود عفيفي دومه




القدر الرابع ... رواية / رضا الحسيني (الفصل الثاني) .. ( 43 ) ( حدث بمنتهى الروعة )

 ...         .. القدر الرابع  ...       رواية / رضا الحسيني  (الفصل الثاني)

      ..                    .. ( 43 )          (  حدث بمنتهى الروعة )

والأستاذ غلَّاب هنا كيف كان معك هو وأهله ؟

_ بصراحة هو إنسان طيب جدا وحنون لكن أهله ليسوا مثله فكنت أشعر بقسوته بسببهم ، خاصة من إخوته البنات الثلاث ، لم يحبوني ، ولا أعلم لماذا ؟

_ الحب ده ياوتين شيء غريب ، إما يحدث من اللحظة الأولى وإما لايحدث أبدا 

_ فعلا ياجميلة ، حتى هذه اللحظة وبعد مرور أكثر من 15 سنة لم يحبوني ولا أصدق منهم أي مشاعر مصطنعة ، فأفعالهم معي 

تثبت العكس دائما 

_ ده اللي خلاكي متحبيش الأستاذ غلَّاب ؟

_ أكيد طبعا لانه كان بيتاثر بإخوته البنات كثيرا ، أما أمه وأبوه فكانوا يحبونني جدا وكنت أجد في حبهم هذا لي العوض من قسوة البنات وميل غلَّاب لهم ، لكن رحل الأبوين الغاليين وبقي لي البنات هؤلاء للأسف و ظلوا يحاولن مع غالب أكثر وأكثر 

_ وولادك ؟ أنجبتيهم بأول زواجك ؟

_ خلال اول خمس سنوات حملت مرتين وأنجبت مرة بنتي الكبيرة ، ثم أنجبت التوائم الثلاثة ، ولد وبنتين 

.. عارفة ياجميلة صفحتك شجعتني أعمل زيك واحكي حكايتي أنا كمان ههههههههه غيرت منك بقى 

_ وماله ياحبيبتي ، دي غيرة حلوة ، وكل ماهتكتبي وتحكي هترتاحي ، أنا كل مابكتب اللي جوايا كل مابرتاح وكأني برسم اللوحة اللي جوة روحي 

_ بس فيه حاجات ياجميلة مقدرش أحكيها ، مستحيل 

_ ولا تحكيها لي ؟

_ مش هتقدري تفهمي ليه اتصرفت كده ، ويمكن تاخدي عني فكرة مش حقيقية ، بلاش بلاش

_ عموما ياوتين أنا جاهزة أسمعك وأتفهمك ده وعد مني ، وقت ما تقدري احكيلي 

      وكأن وتين وجدت في وجودي هنا بالوردية أهم فرصة لها كي تخرج كل مابداخلها ، ومازلت أعتقد أن بداخلها الكثير والكثير وربما فيه أيضا مفاجآت ، أعرف أن بداخل كل امرأة عشرات الحكايات المسجونة فيها ولا تملك أي قدرة على التحرر منها ،فالنساء بكل عالمنا هذا لاتجد من تثق فيه وترتاح له بشكل تام لتحكي له مابداخلها ، وكان كل امرأة تتحرك بماداخلها وكأنها قنبلة متحركة ستنفجر بأي لحظة ، ولا أصدق امرأة تقول بعكس ذلك ، فقط تقول من خوفها أو خجلها أو لعدم إحساسها بوجود أمل  

_ حبيبتي مشغولة عني بإيه ؟! عملتي صفحة تانية ولا إيه ههههههههه؟

_ لاحبيبي مفيش حاجة أبدا تشغلني ، حياتي ولاتسوى بدون ماأفكر فيك وأنشغل بيك 

_ يعني النهاردة فيه غدا حلو بيستناني ، أنابعشق أكلك أوي ، وكمان بغير منه عليكي

_ يسلام ! حد يغير من الأكل ؟!

_ آه طبعا أنا ، عشان بتقربي منه طول الوقت بيشوفك وبيسمعك وبيشم أنفاسك ياحبي 

_ إيه ده كله ، وتقولِّي إن أنا شاعرة ، لالالا ده أنت حبيبي كل الشُّعرا جواك كده 

      كانت لحظات وجود فوزي بالقرب مني هكذا هي رحلة لعالم ساحر لم أكن أتخيل وجوده في قدري ، فعلا في قدرنا كل شيء ، واللحظة الواحده مع حبيبي فوزي تمحو عشرات الأحزان من داخلي ، ووجدتني عدت أسترجع كلمات تيتة أم عمرو لي :

_ أناعشت ياجميلة يابنتي سنين طويلة يمكن أكتر من 80 سنة ، ولقيت الحياة زي فصول السنة ، كل فصل منها بياخد وقته وبيرحل عشان يسيب المكان جوانا وحوالينا لفصل جديد ، وحياتك لسه جاي فيها فصول جديدة فيها اللي هيسعدك ويمكن يسعدك أكتر مابتحلمي 

       ياااه ياتيتة ، كل كلامك بعيشه وكأنك كنتِ شايفة الفصل ده جاي أكيد ، وحشتيني يا أعز تيتة أم عمرو

       وفاتت الأيام بسرعة ووصلنا لمساء السبت الثامن من سبتمبر  ، وجلست في حضن حبيبي فوزي يبادلني أرق المشاعر ، ويسقيني من عيونه كل ما أحتاجه من حنية ولطف ومحبة وكأنني في حضن أرق رجل في الوجود  

_ هتعملي إيه في غيابي جميلتي وجميلة قلب فوزي

_ ولا حاجة حبيبي ، هنام هههههههه

_ يسلام ! هتنامي يومين لحد ماأرجعلك

_ آه طبعا هنام ، أنا بصراحة مش قد لحظات غيابك عني واشتياقي ليك و لا قد قلبي اللي اتعود على قبلاتك الحلوة 

                                              غدااااا نلتقي



نوبة بكاء هيستيرية .بقلم سعدالله بن يحيى

 نوبة  بكاء هيستيرية 

............................

 نوبة بكاء هيستيرية 

إنتابهتا 

عندما  قابلتني 

لو عرضت  على  الجبال  لهدتها 

ولكن معي 

ليس لديها  ما تفعله 

ضليع بما بما تحوي تلك الحظة 

تعلن ضعفها 

تجحظ عيناها 

ومن حيث لا أدري 

تشخص  ببصرها 

وودق من الماس  من عيناها يتدفق  فجأة 

لتعلن محبتها  صراحة 

لتنتزع  معطف البعد  المجحف 

لتحاسب  الليل وساعاته  الطوال 

وخيانة الأمان الذي  ضج  في  المكان 

أعلم  انها ماتت شوقا 

وكم طال  السهاد  أيام وشهور 

وكوابيس  حلت في  زوايا  روحها 

وذكريات  قهرت  الأحلام فتنكرت للإدراك  

وفتحت  كل  الجروح 

كان لها  أن تدرك  أن اللقاء  لا  بد  آت 

ولكن  هيهات 

القلب  ولوعته 

والفؤاد و تعقيداته 

لم  تصبر 

ربما حاولت  وفشلت 

هزمها  البعد  لم ينصفها  

تدمرت في تلك الأيام  العجاف 

أهملت 

دون قصد أو بقصد 

شعور مرعب  أعي ذلك 

تراكمت  عليها  الشدائد 

وتسرب  الشك حيث فعل  فعلته 

وساومها  على حبها 

لتصحو على  لقائي بصرخة 

تنهار 

ليس باختيارها 

مكنونات  الحزن 

وفقدان الأمان 

وقناع  الإنتظار 

يكفيني أن  عيونها  تحدثت 

وبدمعها  خاطبت 

وبموقفها  الهستيري لحبي  أنصفت .

.

.بقلمي سعدالله بن يحيى


الندم بقلم د.غانم ع الخوري..

نداء الروح بقلم الكاتب لطيف الخليفي / تونس

 نداء الروح


(نظم متواضع كهدية لصدفة  مرت من بين كثبان صحرائنا...)


شاب الفؤاد عقودا ذابلة

والقلب منه يكاد ينفطر

والروح تهفو لروح تؤانسها

تبدو حينا  واحيانا تستتر

علقم موت الجوى بداخلك

والفكر منه يتوه ويندثر

نجم من الورى بان ضياؤه

هدية من الرحمان المقتدر

يحمل من جوف روحه سرا

له الاكوان تخر ساجدة وتنتشر

سر بحمد الرحمان انكتب لنا

وكم في الحياة من اسرار لا تنشر

سقت صحراء كالحة تربيتها

وكم من اموات صحراؤهم تزهر

وكم من روح ماتت بعد ولادتها

وكم من روح نمت حياتها ولا تشعر

موت الحياة ينكتب احيانا

وما أروع البعث والليل مقمر

نادتني تلكم الصدف بغتة

وكم صدفة شقت لنا في الحياة معبر

هيفاء  كغصن بان قوامها

نحيي الاموات حين الارواح تحشر

أمد الكف لله متضرعا كل حين 

فهو الرازق المغني المقتدر

تزهر الصحراء بعد دوام طل

وشاها الجمال والطيب العطور

مرحى اهل العشق كلكم

فبأرواحكم تدب الحياة

                     وبكم يطول العمر

 لطيف الخليفي / تونس

01/06/024

تبا للغرام بقلم الكاتبة فاطمة بنعمار ، تونس

 تبا للغرام


يامن أغاراني بالهوى ثم رحل

خنت قلبا يهواك

 بلاحياء ولا خجل

ماذا دهاك

 استحلفك بالله قل

 زهدت وصالي  اصابك الملل

ماذا أقول 

لشامت افاك اذا سأل

أأهجوك

 بعد الغرام  والغزل

أأقول 

كان بدرا في سمائي وأفل

أأقول

 غصن هواك  جفّى ذبل

وما عدت أراك

 انقطعت السبل

ماعاد يجدي الكلام

 ولا الجدل

جفّت  الأقلام

 وتاهت الجمل

عليك مني السلام 

ستبقى تسكن الروح و المقل

تبا للغرام

 كم عذب  من العشاق

كم أذل


فاطمة بنعمار ، تونس


حرب الكلمات والسرديات للأديب بسام بونني