الاثنين، 4 سبتمبر 2023

عروبتنا .. !! ــــــــــــ الشاعر / منصور أبوقورة


 عروبتنا .. !!

عروبتنا التى كانت ...
على مسرح الحباة
ملء السمع والبصر .. !!
وكانت .. تحيا ..
فى ألق العلياء دوما
وفى عيون القمر .. !!
كانت عباءة فضفاضة ..
تسعنا ... كلنا
تدفئ قلوبنا
تحمينا في كل بلاد العرب
من وهج صيف لعدو حاقد
وهطول مطر .. !!
كانت حانية علينا كالأم
إذا غضب منا ..
سيف القدر .. !!
عروبتنا ...
أين هى اليوم .. ؟!
وقد تكالبت علينا ..
شرار الأمم
خنازير صهاينة أنجاس
جحافل من فرس
أسراب غربان من روم ..
ومن ... تتر .. !!
تنهش فينا
لحوم أوطاننا
تمزق أوصالنا
تبعثر فينا كرامتنا
فوق دروب الذل والعار
ليل .. نهار
تعزف سيمفونية نهايتنا
في كل درب ....
على كل وتر .. !!
عروبتنا ...
تبكى .. تشكى ..
ماذا دهاك يا وطن .. ؟!
فرطت فيها
ولبست مهانا ..
ثوب الفرقة الأخرق ..
وتسير فى دروب أزقتها
تختال بذل انكسار
ليل ... نهار
وحولك ذئاب تعوي
ألف خطر .. وخطر .. !!
صرنا .. يا وطني
كغثاء سيل في بحر لجي
لم يعد لنا طيف حياة
ولا بين الورى ..
أى .. أثر .. !!
ذبحت نساؤنا
أطفالنا ..
شيوخنا
على الطرقات كخراف ...
أصابها جرب
فهل من .. معتبر .. ؟!
عروبتنا .. كانت لنا ...
عز حياة ...
وحياة عز ..
يوم كنا أسودا زائرة
على أطراف عرنها
يحسب لها ألف حساب
من شتى بقاع البشر .. !!
يوم أن كانت لنا ...
تاج فخار أزهر
وعقدا مرصعا ...
بياقوت المجد
بلآلئ الانتصارات
وألماس السؤدد
وآلاف الدرر .. !!
يوم كنا ..
على قلب رجل واحد
من ريف أو حضر .. !!
إن بكت '' دمشق '' يوما
فاح من ''الرباط '' ..
لهيب الغضب ..
كأنه بحر مستعر .. !!
وإن امرأة ...
ب '' اليمن ' السعيد ..
استغاثت بوما ...
من ظلم '' فرس ''
قامت الدنيا كلها
ولم تذق للنوم طعما ...
حتى يزول الخطر .. !!
وإن اشتكى طفل ..
فى '' الخرطوم ''
هبت '' قاهرة المعز ''
بسلاحها ورجالها
فى نيلها ....
آلافا ... مؤلفة.
فوق '' ذات ألواح ودسر '' .. !!
عروبتنا ...
أيا أشاوس العرب
تاج .. يتلألأ
فوق رؤوسنا
لم فرطنا فى التاج .. ؟!
وانغمسنا فى وحل الجرب
زمرا .. من بعد زمر
ورحنا نعزف لحن نهايتنا
على كل وتر .. !!
لم رضينا .. ؟!
أن نتجرع كؤوس ذل ..
وأقداح خنوع
من شرق .. ومن غرب
ولم نعد نملك اليوم ...
مفاتيح القدر .. !!
أهانت عليكم أنفسكم .. ؟!
ورضيتم ...
بليل استعمار بهيم
أكرهتم ضوء القمر .. ؟!
أصغرت فى أعينكم ..
أوطانكم .. ؟!
أولادكم .. ؟!
نساؤكم .. ؟!
أعراضكم .. ؟!
آه ..
و 1000 آه .. !!
كم سكن فؤادي ..
جبال حبلى ..
بأحزان ثكلى
وآلاف آهات ..
من عذابات وضجر .. !!
عروبتنا .. من لها .. ؟!
يا شباب العرب ..
يعيد شمسها تسطع
من جديد
بسنا العزة والكرامة
من لها .. ؟!
يعيد بدرها الجميل
قبل أن يندثر .. ؟!
من لها .. ؟!
يعزف أغاريد ..
من ضوء الشرف
وعبير لشهامة
من لها .. ؟!
يبعث فجرها ...
من جديد
فى يوم عيد
يدرأ عنها ..
جحافل الخطر
وآلاف .. الغجر .. !!
من لها ... ؟!
يعيد شأفتها .. ؟!
يستجلى مواطن نهضتها
يمحو دياجير غربتها
وكبوتها ..
يتطلق بأنهار حريتها
من قلب الصخر .. !!
ومن ليل الضجر ؟؟!!!
الشاعر / منصور أبوقورة

مات الضَّمِير ــــــــــــــــ عماد فاضل


 & مات الضَّمِير &

مَاتَ الضَّمِيرُ وَ سُكِّرَ البَصَرُ.
وَالنَّاسُ مِنْ أَحْوَالِهِمْ ضَحَرُوا.
ضَرَبَ الغُرُورُ عَلَى مَسَامِعِهِمْ.
وَكَأَنَّهُمْ مِنْ عِشْقِهِ سُحِرُوا.
أَلْهَاهُمُ الإِبْحَارُ فِي زَبَدٍ.
حَتّى نَسُوا فِي اللَّغْوِ مَا أُمِرُوا.
مَا ضَاقَتِ الأَكْوَانُ مَذٰ خُلِقَتْ.
فَالكُلُّ فِي فَلَكٍ لَهُ قَدَرُ.
لِمَشِيئَةِ الرَّحْمَنِ مُمْتَثِلٌ.
طَوْعًا فَلَا عَجْزٌ وَلَا كَدَرُ.
فَالشَّمْسُ تَجْرِي فِي مَعَابِرِهَا.
وَالغَيْمُ وَالنَّجْمَاتُ وَالقَمَرُ.
وَالمَاءُ فِي أَنْهَارِهِ مَنْسَكِبٌ
وَالبَحْرُ فِي أَحْشَاءِهِ الدُّرَرُ.
وَالطَّوْدُ فِي الأَجْوَاءِ مُنْتَصِبٌ..
مَا هَزّهُ رِيحٌ وَلَا مَطَرُ.
مُدُّوا إِلَى الخُلُقِ العَظِيمِ يَدًا.
يَا مَنْبَعَ الإِفْسَادِ وَاعْتَبِرُوا.
بقلمي : عماد فاضل(س . ح)

أنا الطّليقُ حرٌّ ــــــــــ الأستاذ داود بوحوش


 (( أنا الطّليقُ حرٌّ ))

تلك العباءة
ما كانت تُعبّئُني
ما قدّتها أناملي
لست على ذات ذبذبات ذاك الإسكافيّ
فأنا لا أُلبسُني
إلّا من تطريز يدي
فهلّا خلعتني ؟
أنا ما تعوّدتُ أسري
في فوضى العبث
أ يُؤسرُ عابثٌ عاجنُ حرف؟
قد أُبعثرُني بمحض إرادتي
دون قسر
لأُسكنني قصرا
أفخر من قصري
سلوا أهل الذّكر
أ يُرضي القصيدة الحصر ؟
كم يُضني الدّلوَ مزن
ماؤهُ ما عاد يجري
فبم عساهُ يدلو
و ما عساهُ يسقي
يراودني النّعاسُ فأغفو
و بالكاد يُملّئ جفني
حتى يلكزني حرفي
أ ألبسُهُ و أُزوّجنيه لأُعانقني
أم أخلي سبيله ليعتِقني ؟
كلّا... ذي عباءتي
و ذا دثاري الذي يُدفّئُني
بمفردي سأنسُجني
لا أريد قالبا يُقَوْلبُني
أنا الطّليقُ حرٌّ
لا شيء يمنعُني
ابن الخضراء
الأستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية

ظلٌ...وانكسارْ ـــــــــ لمياء فلاحة


 

🍀 ظلٌ...وانكسارْ🍀
أفتحُ رسائلَك الملغومةَ
بشوقٍ عليلٍ
تنْفجرُ بخاصرتي
أنفاساً حارقةً
وبصدري ينبوعٌ من أملْ
حتى يدي التي أمسكتْ بك
لتتكئ على كتفِ الشوقِ
تاهت في غيابةِ الصّمتِ
لكن ظلَّك المنكسرِ
مثلَ مرايا الصبرِ
جرحَني وأدمى كفي
قبضتُ بها على انكسارِي
سماؤك الممطرةُ بنواياك
وأرضي العطشى لبذورِها
لم تنبتْ بالاحلامِ المرجوةِ
إليك ياظلَّ الروحِ
ياعمراً فيه روحي تروحُ
إنْ كانَ منْ جنازةٍ
في معمعةِ الانهيارِ
فهي لنا
أنا وأنتَ
بلى أنا وأنتَ
جثتان في تابوتِ الحبِّ
دقَّ فيه مسمارُ انكسارْ
🍁🍁🍁🍁
لمياء فلاحة
٢٠١٩/٦/٣٠

أومأت إليه ـــــــــــ خالد جويد


 أومأت إليه وهي تشير بكلتا يديها لطفلها الوليد كي تحمله... بنظرة فرح ممزوجة بدمعة وداع....ضمته بين ذراعيها....تنفست عبق عطره الطفولي ..أصغت لصوت صراخه الذي سيظل يتردد على مسامعها ...

راحت تتأمل ملامحه للمرة الأخيرة ...وكأنها ارادت أن تعيد النظر في كل تفاصيله كي ترسمه لوحة خالدة لا يمكن للذاكرة أن تطويها خلف كواليس النسيان تلك الذاكرة التي جردتها من كل شيء وهيأتها منذ زمن بعيد لتنفرد بصورته بعد كل هذا العمر الذي أمضته فوق مقاعد الانتظار...قضته وهي ترقب اللحظة التي ستريحها من تلك الدمية التي استوطنت سريرها وحضنها الدافىء ردحا من الزمن وقاسمتها وسادة نومها لسنين طوال ...
لا أدري كيف يمكن لها أن تستدعي الموت في لحظة ليهب لها الحياة....لا أدري كيف يمكن للروح أن تنصاع له بملء إرادتها وتنحني أمامه الجباه.... هل كان في نكهته ما يستوجب المغامرة ليدفع بها كي تتشبث بجسد يصارع كي يفنى وبروح تتفلت من بين أيديها ترغب بالصعود....
كانت تدرك تماما أن هذه الروح التي حملتها بين حنايا رحمها جنينا ستشاطرها حتما ما تبقى لها من أنفاس الحياة... لكنها اكتفت بأن تكون هذه اللحظة التي وهبتها روحها لتكون (أما) بعد سنين عجاف هي نفس اللحظة التي ستكون امتدادا لحياة أخرى ستظل تصغي فيها لصرخات طفلها الوليد والتي ما فارقت صداها مسامعها ولا حتى النظر لصورة وجهه التي تسمرت أمامها كشمعة ستنير جنبات قبرها بشموع الفرح ....
بقلمي / خالد جويد

نهايه بقلم فاطمه نعمان

 نهايه

امتلأ الدفتر عن آخره
نفذت كل الصفحات
لم تعد بين الكلمات مساحات
لقبول اعذار أو لعتاب
حتي القلم جف به المداد
وانا تناسيت أو نسيت
كل ما فات
حتي يتوقف القلب عنن البكاء
لا تحاول إعادة البناء
الأرض صارت حاويه
لن تتحمل إعادة البناء
بقلمي
فاطمه نعمان

اقرئي الفنجان يا خالة.. بقلم الكاتبة سعادم حمودي

 اقرئي الفنجان يا خالة..

.وأجيبي ...
..ما سر انزوائي ؟
ماسر شرودي ؟
وما المغزى من وجودي...
قلّبي ...يا خالتي.
..قهوتي..ولا تنتحبي...
عندما ترين عبء الزّمان يُفيض سدودي..
واودية جارفة ..
هرهارة.. على... خدودي...
وانهار رواسبها طمي..
...تطوق حدودي...
اسيرة...خالتي..
أنا فقيدة ..
.رغم وجودي...
يا خالتي ..
.تمعني...
ثم جودي...
قولي..
ما سر شوقي لطفولة
عند مشيبي...
تلك الأنا تلاحقني .
.خالتي...تطوقني ...
اسمع نجواها وبكاها...
كزمجرات ووعيد...
واحن لحضنها الصغير ..
والى تنهاهيدي...
غريبة أنا ..
بدونها عن نفسي..
وعن تجاعيدي...
وعن شيب غزى مفرقي..
يلوح بميلاد فجر جديد..
قولي....
لا تخجلي...
هل من مزيد...
أنا صاغية...تكلمي..
فلن يزيدني كلامك..
ألا تأكيد...
سلام يا خالتي ..
عليك وعلى كلمات ..
انتحرت قبل القصيد...
سعادمحمودي
31\08\2022
Peut être un dessin de 1 personne

(تحقيق صحفي) المثقف العربي..بين مطرقة التهميش..وسندان الإغتراب (آراء عدد من مثقفي تونس) محاورة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (تحقيق صحفي)

المثقف العربي..بين مطرقة التهميش..وسندان الإغتراب (آراء عدد من مثقفي تونس)
-هناك حقيقة واحدة في الوقت الحالي،وهي أننا لا نعرف الكثير عما حدث،ولا نعرف ما يخبئه المستقبل القريب،والبعيد.-(الكاتب)
"المثقفون يبدون محاربين أكثر ممن هم مفكرين يتأملون بهدوء وراء طاولات عملهم." (داريوش شايغان (2 فبراير 1935 -22 مارس 2018 ) مفكر إيراني معاصر بارز و منظر اجتماعي مختص في الفلسفة المقارنة..)
" المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ" (البرت أينشتاين)
"المثقفون لديهم مشكلة:عليهم تبرير وجودهم."(نعوم تشومسكي)
قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ التجارب التاريخية في الوطن العربي تشير إلى مرض الاغتراب والتهميش والإقصاء الذي عانى وما زال يعاني منها المثقف العربي عبر الأجيال والعصور، ففقدان الحرية والديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان كلها عوامل أدّت إلى اغتراب المثقف العربي وتهميشه سواء داخل وطنه حيث أصبح من الغرباء فيه لا يتعرف عليه ولا يتفاعل معه كما ينبغي لأنه إذا فعل ذلك مصيره يكون مجهولا،أو أننا نجده يلجأ إلى الهجرة طلبا للحرية ولمتنفس يجد فيه مجالا للتفكير والإبداع، لكن تبقى الغربة والعيش خارج المحيط الطبيعي للمثقف بمثابة الموت البطيء.
والمثقف مهما كانت الصعاب والمشكلات والعراقيل يبقى دائما مسؤولا إزاء مجتمعه لتحقيق الأهداف النبيلة التي يناضل من أجلها وهي العدالة والمساواة والحرية والقيم الإنسانية النبيلة ومن أهمها توفير الظروف المناسبة للفكر والإبداع.
في هذا السياق سألت الشاعرة التونسية القديرة د-آمال بوحرب قائلا :من هو المثقف؟ وهو سؤال يُطرح ليتمّ تعريف وتحديد الصورة الحقيقية،بعيدًا عن الخلط والغوغاء وسط كل التحولات الإقليمية التي تشهدها المنطقة العربية.
فأجابنتي بتواضعها المعهود : "المثقفون كتلة الوعي الفاعل في المجتمع وأحد أهمّ مصادر قوته وتأثيره وتدبيره،فهم يشكلون الجمال والمعرفة مُحطمين القبح والجهل.."
مع المثقف،نحن إزاء فكر نابض بالحيوية والتحدي وتخطي الرموز والأفكار الراكدة،ليصبح منهجًا ووجهة نظر وأسلوب تصوّر تُغذيها الخبرة والتفرد،لكن يظلّ في المفهوم الاصطلاحي هو الناقد الاجتماعي،مهمته أن يحدّد ويحلّل ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل."
وفي تعريف المُثقّف ككلّ صورة للمفهوم العام في الثقافة العربية الحديثة.يستشهد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (المدير العام لمؤسسة الوجدان الثقافية) بمقولة لداريوش شايغان (2 فبراير 1935 -22 مارس 2018 ) مفكر إيراني معاصر بارز و منظر اجتماعي مختص في الفلسفة المقارنة،اشتهر بكتاباته عن الحضارات الشرقية و علاقتها بالحضارة الحديثة وطريقة تمثلها للحداثة الذذهنية و قيمها و الاختلافات الكبيرة في بنية هذه الحضارات لدرجة التناقض،هو أول من استخدم مصطلح حوار الحضارات و ذلك في مؤتمر عقد في طعران 1977 حظي بمتابعة و ثناء دولي كبيرين: "المثقفون يبدون محاربين أكثر ممن هم مفكرين يتأملون بهدوء وراء طاولات عملهم."
لكن ما نلاحظه في الحقبة الأخيرة يُظهر جليًّا تلك العلاقة المُعتلّة بين المثقف مع مجتمعه،وعدم نجاعته في إحداث تلك الخطوة الفارقة لإيصال صوته ووضع بصمته في ركب الحياة ككل،فنحن نرصد عزلته وكذلك العجز عن إدراك التحديات والتحولات التي تمرّ بها الأمة العربية،وأحيانًا يصبح مجرّد عابر يتبع الصفوف في آخر الركب،وهذا الأمر جعل فئة من المحللين تٌحمله مسؤولية كل الازمات.
ورغم مشاهد التواجد لمثقفين وكتاب عرب في منصات تلقي الضوء عليهم وعلى نتاجهم الفكري والثقافي الغزيز (روايات، قصص،مسرحيات،شعر،نقد، مقالات،حوارات... إلخ) لكنها لا تبرز كل الحقيقة،بل تكاد لا تخلو من الاستفزاز الذي يُروّج لأهداف ما تظل نمطية ولا تتجاوز تلك التحديّات المناطة بعهدته،ومن جهة أخرى وجد المثقف العربي نفسه مُكّبلًا بأنظمة تعيق تأثيره الملموس في سائر الحركة الثقافية أو بالأحرى التوعوية.
لكن حسب آراء بعض الباحثين،فهو مطالب بحراك مع منظومة كاملة للفكر المعاصر لصقل التقارب والتحاور مع الآخر في ظل تمازج مع الزمان والمكان.
في ذات السياق،تعزو الشاعرة والكاتبة الألمعية د-فائزة بنمسعود عجز المثقف عن التأثير في محيطه وتطوير ثقافة مجتمعه،إلى طبيعة الحلول التي يقدمها والتي لا تتوافق مع طبيعة المشكلات التي تمرّ بها الشعوب العربية في الوقت الراهن.."مؤكدة على أن الثقافة هي التي تعطى للحياة البعد الجميل وهي التي تشعرنا بجمالية الإنسان في كل أبعادة وبجمالية الكون أيضا.والعلاقة بين الإنسان والثقافة علاقة قديمة للغاية بل هي ملازمة له منذ ميلاد الإنسان الأوّل،ومنذ اللحظة الأولى للإنسان تأسسّت معادلة مفادها أنّه لا إنسانية بدون ثقافة،ولا ثقافة بدون إنسان،ولا إزدهار ثقافي بدون الحوار بين كل الرؤى و الأفكار المتعددة ."
وإذن؟
إذًا،فالتفاعل الفكري المُنعش للثقافة مرتبط أساسًا بالتقارب والتواصل،ومرهون بالمعترك الفعلي للثقافة والفنون بالساحة الفكرية وبالمثقف،بما يدور فيها من فكر،وللمجلات الثقافية الدور الأكبر في الإنعاش الفكري كما تطرقت إلى ذلك الشاعرة المتميزة الأستاذة سعيدة الفرشيشي بقولها:" حين يتم الإعلان عن ولادة مجلة ثقافية فهي ولادة حقيقية لحياة يتنفس من خلالها المثقف،ويطلق حمامات فكره في فضاء يشعّ بالتجديد، مخاطبًا العقول ومشركًا طيوف الأرض لتدور في فلك التكوين الجديد للخطاب المتسامي مع النور والتنوير."
تجليات أزمة المثقف :
تجليات أزمة المثقف العربي اليوم تتمثل بحالة الانكشاف القيمي الكبير،التي سقط من خلالها كثير من أدعياء الثقافة ورموزها الذين كشفت الأزمة عن تناقضاتهم مع أبسط المسلمات الأبستمولوجية ورطاناتهم الأيديولوجية.
فبعد نضال البعض منهم طويلا،تحت لافتة تعزيز قيم العصر الثقافية كالديمقراطية وحقوق الإنسان،إذ به يسقط في أول اختبار واقعي بمدى إيمانه بتنظيرات نضالاته تلك،كالديمقراطية التي ناضل من أجلها طويلا،ها هو اليوم يقف ضدا منها ما دامت لم تأت به وبفريقه للسلطة.
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع:
أين نحن إذا من تحديات الألفية الثالثة ومن القضايا المصيرية التي تواجه وطننا العربي وحالة المثقفين في هذا الوطن الكبير على ما هي عليه من اقصاء وتهميش واستئجار،سواء تعلق الأمر بالمثقف المهاجر أو المغترب او المستأجر او المهمش او الذي اقصته القوى الخفية ومسحته من خريطة المجتمع؟!
حالة لا تستطيع ان تؤهل المثقف مهما كانت فصيلته من القيام بذلك الدور الريادي في المجتمع،ذلك الدور الذي حدده نعوم «تشومسكي» في اشهار الحق في وجه السلطة،والذي حدده الفيلسوف الايطالي «غرامشي» في دور المثقف العضوي الذي يحمل هموم المحرومين والمهمشين والذي ينظر وينشر الوعي والفكر من اجل انتصار الغالبية العظمى في المجتمع على القلة القليلة التي تتلاعب بثرواته وخيراته.
مسئولية المثقف العربي تزداد يوما بعد يوم في عصر لا يرحم،وفي عصر زالت فيه الحدود بين الدول وزالت فيه الطرق البوليسية والمخابراتية في الرقابة والاستعباد والاستئجار،فعصر المعلومات فرض ويفرض نوع جريء من المثقفين يتمتع بالتفتح والحوار وبالنقد والنقد الذاتي وبالموضوعية والأمانة العلمية وبالجرأة في الطرح والتحليل والنقاش بعيدا عن المصالح الذاتية والحسابات الضيقة.
وهنا تقول الكاتبة والشاعرة التونسية القديرة الأستاذة-نعيمة المديوني :"من حق الشعب العربي ان ينعم بمثقف يكون في مستوى الطموحات والتحديات ويكون عند حسن ظن هذه الجماهير التي لا تنتظر سوى اتاحة الفرصة لمنافسة الشعوب المتطورة والمتقدمة واللحاق بعجلة التطور والتقدم والازدهار.فلا مستقبل لأمة بدون مفكرين ومثقفين ومنظرين ينتقدون الباطل ويدافعون عن الحق ويحملون هموم المحرومين والمهمشين بعيدا عن شهوات ونزوات السلطة. "
ختاما لا يسعني إلا أن أتوجّه بالشكر إلى الشاعرين الكبيرين د-طاهر مشي (المدير العام لمؤسسة الوجدان الثقافية) وكذا الشاعرة المتألقة تونسيا وعربيا د-آمال بوحرب اللذان شجعاني على صياغة هذا المقال عله يحرك بعض المياه الراكدة في ظل ساحة ثقافية اختلط فيها الحابل بالنابل إلى درجة لم نعد نميز أحيانا بين الغث والسمين..!!
محمد المحسن