شقوق
أمشي في الحر
الطريق مشروخة بفعل تحديق الشمس
أقف أمام بيتنا القديم
تحدق في شقوق الباب
آخر الجارات في حينا تمر أمامي
رجلاها مشققتان
جار جديد يحمل بطيخة مشققة
أمي التي جاءتني في الحلم
وأوصتني بتفقد بيتنا القديم
كانت كفها مشقوقة لأمر ما
بيت جاراتنا قسم الى جزءين
ابناها اختلفا وأقاما حائطا بينهما
تذكرت أنني شاهدت نصف عمري
يمر من أمامي وكان يحمل وجهين
أحدهما استقر عندي
والآخر ذهب أدراج الرياح
شعري ااطويل جدا أصبح قصيرا
أصبحت أغادر البيت مرة في الشهر أو مرتين
تمر بنات جيلي أمامي أرى عصرا آخر
ويقلن لي من أي عصر أنت قادمة ؟
أختار حذاء للراحة تقول ابنتي هذا حذاء للعجائز
هل أصبحت عجوزا ؟
وأقول أطلب الراحة لا علاقة للأمر بالعمر
أخرج من حينا تقابلني الشقوق في جدار الحديقة العمومية التي حضنت مرحي
أمشي ،تقابلني وجوه مشققة بفعل الثورة
أمر على دكان الصائغ كنت قد أودعت عنده خاتما عتيقا انشق الى نصفين
تسألني امرأة فضولية ،،أين تقطنين،،
وأجيبها مرة ببيتي
مرة ببيتنا
أنا بين بيتين
أسرع الخطى أتذكر أنه غدا على أن أداوم في المعهد وأن ألتحق بدروس الجامعة
تلميذتي التي ألح في أن تفهم درسها
ترغب في أن أصغي إلى قصتها مع الفتى حبيبها
بائع الخضر ،خضره ذابلة صفراء
أشجار الطريق تساقطت أوراقها
والبلدية لاتبالي
بلدية شابة ولكن لابأس من أن يبقى الشارع شيخا
وأنا وأنت واحد في اثنين أو اثنين في واحد
اثنان يتجزآن أو لا يقبلان التجزئة
يختصم الزمان في
وبعض العيون تقول ماأهزمه
أطل على أمومتي فأجدها غيرت هويتها
إلى صداقة واضحة
أعود إلى الطريق لا تزال مشروخة
ذاب الاسفلت
هناك يعترضني صديق من زمان ماقبل الشرخ
هو أيضا يحاول أن يعبر
أصل إلى بيتي ذي البابين
أفتح الأول
ويتعنت الثاني
وأجلس في الممر
عل العائد من العمر
يعالج الباب ويستجيب المفتاح
يأتي الكلب
تأتي الكلبة
نجلس ثلاثتنا في الممر
وأقول لا بأس بعض الأبواب قد تفتح أو تغلق في وجهنا
لا نملك للوقت وجها واحدا
لا نملك للقادم وصفة جاهزة
نجلس في ممر الاحتمالات
تمر الشمس
يأتي المساء
ولا نجوم تضيء الطريق