السبت، 22 يناير 2022

حين يقيم الشاعر التونسي القدير جلال باباي في فضاءات الكتابة..بوصفها وطناً لازوردياً.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين يقيم الشاعر التونسي القدير جلال باباي في فضاءات الكتابة..بوصفها وطناً لازوردياً..

تصدير: الشاعر جلال باباي يتعامل مع النص بوصفه غاية في ذاته.. وليس جسراً هشّاً يقود إلى الارتماء في أحضان الجاهز المؤسّسي.
رحيل
أفرغني الرحيل من المعنى
ولم يبق إلا الغبار في الثنايا
لا بدٌ من نثر إذن
لأنتصر على الغزاة
يلزمني لغة القدامى
لأقتسم الارض طولا وعرضا
وافترش قوافيها بالذبذات
قد طال بي الطريق
ولم أعثر على الأوٌلين
يلبسني رداء اللغة الأمٌ
فأنطوي على سحرها
بتٌ لوحدي
أنا المسافر..أنا السبيل
وليس لي رفيق إلاٌ عزلتي
لا أرى إلاٌ سواي
وامتطي السراب
بنصف خطاي
لعلٌني ألتحق بالصدى
يقرع مآثرهم الباقية
بما ملكت يداي
سينكسر هذا الرحيل
أخيرا ....
... سآوي إلى مقامات السابقين
وتصبح كل السماء مداي.
(جلال باباي)
(٩يناير ٢٠٢٢)
يمثل الشاعر التونسي الألمعي جلال باباي أحد رجالات الثقافة في تونس،وقد أبانت تجربته الشعرية عن تفوّق مبكّر ومقدرة فائقة،في الإبداع الأدبي. إنه بدون أدنى شك -وجه طبع بحضوره المتميز النشاط الثقافي والأدبي لسنوات خلت في بلدنا.وهو يشكّل برأيي -إسماً أدبيا مهماً في تاريخ الإبداع في تونس.
إنه شاعرٌ يشبه شعاع الشمس الذي يخترق الزجاج دون أن يلطخه أو يخدشه،وموجة عابرة على سطح المحيط الإبداعي التونسي،ونسمةٌ دافئة،وبسمةٌ حزينةٌ،وفي شعره عبق التاريخ والملح والماء والرعاة،وروائح أعشاب برية عانقت الشمس والهواء.
ويعلّمنا تاريخ الإبداع البشري أن الكتابة الحقيقية لا تنبجس من فراغ،ولا تنسلخ من الجاهز ومن رماد السائد وإنّما تقف على أرضية المشكلات الكبرى التي تطرحها الثقافة وهي تستقبل فجر المعنى المرتبط بتاريخيتها الخاصة،في محاولة لتجاوز مآزقها الخاصة واحتضان زمنها وإيقاع لحظتها.
وجلال باباي – في تقديري-واحدٌ من ألمع شعراء القصيدة الجديدة في تونس.فقد كانت بداياته الأولى مبهرة سواءٌ في مضامينها أو في اكتمال بنيتها الفنية.
لقد جاءت قصائد -جلال-الأولى منذ البداية مكتملةً ناضجة،سليمة النطق مستوية البناء مغلفة بغيوم شفافة من الرمز اللغوي والفني،ففي شعره نلاحظ بشكل غير قليل من الحقائق التاريخية والجغرافية، فضلاً عن الغوص في سديم الطقوس وفي ثبج الأساطير القديمة..
وقد ظلّ -جلال-عبر مسيرته الإبداعية الخصببة وفيّاً لهذه التجربة البكر،ولم يتبرأ منها أبداً
ولم يكن-جلال باباي يتعاطى مع الشعر بوصفه الوسيلة الوحيدة للتعبير وهندسة التلقي،وبوتقةً لاختبار إمكانيات اللغة،ومنصةً لجدل الأفكار،ووعاءً لتأمل الوجود،بل يتعامل مع النص بوصفه غاية في ذاته وليس جسراً هشّاً يقود إلى الارتماء في أحضان الجاهز المؤسّسي.بل إنني أجزم من خلال معرفتي الوثيقة الصلة به وبتجربته الشعرية أنه كان يؤمن أن للإبداع قيمة في ذاته بوصفه كشفاً وفتحاً لأقاليم جديدة تثري رصيد الحساسية الإنسانية وتغني مغامرة الإنسان الباحث دوماً عن ألفةٍ مع العالم والأشياء خارج نظام القمع والرقابة؛وكان يدرك،أيضاً،بحسه الشاعري المرهف،أن الإبداع ليس تاريخ المباركة وإنما هو تاريخ التجاوز والانعتاق من المعنى الذي تفرضه القوة إلى قوة المعنى المنبثق بفعل الكتابة بوصفها عيداً لا يتوقف عن اقتراف البدايات.
لقد كان -جلال-مثقفاً استثنائياً لا يبارك العالم كما ورثه في صيغته السياسية والإيديولوجية. هذا ما يفسّر،ربما،عدم ركون كتاباته الشعرية إلى القول المباشر الذي لا ينفذ إلى جوهر العالم ولا يسافر إليه عبر اختراق القراءات المطروحة عنه ومساءلتها، وإنما كان يرفض أيضاً قراءات العالم التي تحددها الجهات المأذونة وتصادق عليها عائلة الثقافة المقدّسة.
وعليه،فإن قراءة التجربة الشعرية عند هذا الشاعر القدير تتطلب الذهاب الى منهج متوازي يقارب بين المناخات الفنية للقصيدة والمناخات الثقافية والفكرية المحيطة.
ويجد المتأمل لأعمال جلال باباي نفسه أمام تجربة شعرية جديدة،مملوءة بالتميز والفرادة..وهذا يدلُّ دلالة واضحةً وقاطعةً على أَّن الشاعر يمتلك ثقافةً متنوعةً..ورصيداً فكرياً وأنثروبولوجياً واسعاً..مما أفرز لنا تجربة شعرية متراكمة عبر مراحل عدة من حياة ومواقف الشاعر الثقافية والفكرية..
كل هذا الكم المعرفي والثقافي والأدبي ساعده أن يخطو بالقصيدة خطوات متسارعة ومتطورة الى الأمام..فجاءت قصائده ذات مسافات متوترة.. وفجوات متباينة.. وفضاءات متعددة.. مرةً صاخبة.. ومرةً هادئة..حتى وصل بالقصيدة الى مرحلة النضج...وتفكيك العبارات..وتأجيج الالفاظ...وتفجير المعاني.
أردت أن أقول من خلال هذا إن الشاعر التونسي جلال باباي شاعر وطني أقام في فضاءات الكتابة بوصفها وطناً لازوردياً ينفخ في قصب الكلمات أسرار الخلق والمعنى الذي يعتق فينيق الذات المبدعة من رماد المؤسسة الثقافية،ومارس الصعلكة الثقافية ورفض عبر مسيرته الإبداعية أن يكون مثقفاً يفكّر من داخل المؤسسة الرسمية،ولهذا ظلّ أدبه منخرطاً في الهم العام بوصفه همّاً مقدّساً.وكان جلال مثقفاً ثورياً نقدياً،سمح لنفسه بأن يعيد النظر في كل شيء.
الشعر،بهذا المعنى،لغة مغايرة ومناهضة للثقافة التي هيمن عليها الخطاب الإيديولوجي الأحادي.
ومن هنا،فإنني أعتقد أن المتأمل الحصيف في ما يبدعه هذا الشاعر المتميز (جلال باباي) يستطيع -دون كبير عناء -أن يقف بنفسه على ما أقوله الآن.
أردت أن أقول كل ذلك كي تكون دراستي عن الشاعر جلل باباي شهادةً للتاريخ ومدخلاً إلى قراءة ظاهرة المثقف الاستثنائي في تونس المعاصرة، مشيراً إلى أن جلال قد أدرك مبكراً أن جوهر الإبداع يكمن في الانحياز إلى الكتابة الصادقة الجريئة بوصفها سؤالاً وبحثاً ووعداً بإنتاج معادل موضوعي للعالم في أفق الكشف المضيء من أجل قول الإنسان والأشياء.
نخلص مما سبق إلى ما أكدناه أكثر من مرة في هذه الدراسة-المقتضبة- وهو أن«جلال باباي »يمتلك رؤية واضحة تجاه العالم والأشياء،ويغلب على شعره الطابع الرومانسي الملحمي الواقعي،وهو يمتلك مميزات وخصائص تجعل له ملامح مختلفة وتكسب صوته نكهة مميزة بالنسبة إلى الآخرين.
وأختم دراستي بقصيدة «الرقص فوق وسادة الثلج» والتي يقول فيها :-
يتحدث المارون عند أول الصباح
أن الجليد يصمد بمشاته
لذا ها أنا ذا أثق بهؤلاء الناس
ساخطو عليه
وتراني مجبر على تصديقهم ،
أُكرهتُ على الإستمرار
أكذٌب خطايا
وقد فتحت بي الفجوات
هادئاً، مثلما عاهدت عصاي
أتقدٌم برباطة الجأش ،
أنزلق مستقيما ًفي يباس الماء
مرتديًا خوذة الربان ،
مُلوٌحاً تجاه النهر الخالد
بابتسامة حزينة قائلا:
"وداعاً يا أحبائي، وداعاً يا أعزائي "
حتى يلتئم الجليد مرة أخرى
سريعاً فوق الجسد الطيني
أثبٌت أصابعي على الغصن
الطاعن من الشجر
حتى لا تخونني هشاشة
العود الأخضر
أتبيٌن موقع مجدي من وسادة ثلج
بيضاء وبرزخ من ماء
أتفحٌص أيام كهولتي
كي تدوٌنها ملائكة الله
وتسالني : أيّ أثرٍ ستترك في الحياة؟
لا ثروة عندك ولا شيء تصونه!
سوى بيت يشرف على سماء مفتوحة
هل كُنتَ زوجًا يملأ جيوبه بالهدايا
حتى تبكيك الزوجة بعد الموت؟
سيذكر الأولاد والدَهم بمحبّة
فأنا لم أصنعْ لهم أجنحة كافية
حتى يهابون السقوط المبكٌر
ستسألني الملائكة عندئذ،
لماذا جئتَ، إذًا إلى هذه الدنيا
أيها الشاعر؟
أجيب: لكي أنصت إلى أحبتي القراء
يُردّدون قصائدي الجميلة
خلاف ذلك سيكون من العبث
أن أولد كي أفتش لي عن جواب
لأسئلة طفولتي الأخيرة
وارصفها في مجرى العمر المضني
أقرب إلى صوت الغفران
كان ذلك منذ قدوم
امرأة كامدةَ البريق في راحتها
الماء والرمل
عاريةَ القدمين،
تروي أحدوثة أسلافها،
تهيٌأ العودة إلى الماء
تخبأ ملح الأرض الخراب
تركتْ صوتها
َ تعبث به الصحراء
تلتمس من الله الغفران
أنصت إلى أنامل الأكورديون
تناجي أقدام المارٌة
يعود الثلج إلى رصيفه الشتوي
ومرٌة أخرى يلتحق بمحرابنا
عازف قيثارة الروح
وتدق في البوادي أجراس السفر .
ديسمبر٢٠٢١
قبعتي..أيها الشاعر القدير
محمد المحسن

ـ قـاضـي الـغـرام ـ بقلم الشاعرة ناجية فتح الله

 ـ قـاضـي الـغـرام ـ

ــ ــ
إني أتَيْتُكَ شاكِيَة
بالله يا قاضي الغرامْ
أشكو مِنَ القلبِ الذي
مِنهُ أعانيها الألامْ
..
القاضي رَدَّ سائلا
ماذا جَنَى حتى يُضامْ
..
قـلـتُ لـهُ حَـذَّرْتُـهُ
مِـنْ شُـرْبِ كـاسـاتِ الـهِـيـامْ
أوْصـيْـتُـهُ أنْ لا يُـحِـبْ
فـالـحُـبُ يُـسْـكِـرُ كـالـمُـدامْ
لـكِـنـهُ يـا سـيـدي
مـا عـادَ يُـصْـغـي لـلـكـلامْ
..
الـقـلـبُ يَـصْـرُخُ قـائـلا
يـا أيُـهـا الـقـاضـي تـمـامْ
لكِـنـنـي لـسْـتُ أنـا
مَـنْ قـدْ جَـنَـى أوْ مَـنْ يُـلامْ
إنَ الـعُـيـونَ هـيَ الـتـي
قـدْ سَـدَّدَتْ نحـوي الـسِـهـامْ
لأبـيـتَ لـيـلـي سـاهِـرا
مِـنْ جُـرْحِ وَجْـدي لا أنـامْ
..
فـتَـنـهَـدَ الـقـاضـي وقـالْ
مـا كـانَ ذا الحُـبُ حَـرامْ
الـحُـبُ لـيـسَ جـريـمَـةً
مـا للـهَـوَى مِـنْ إتِـهـامْ
الحُـبُ خـيـرُ هَـدِيَـةٍ
الحُـبُ للـروحِ وسـامْ
بـالـحُـبِ تـسْـمـو أنْـفُـسـا
بـالحُـبِ يَـنْـسَـجِـمُ الأنــامْ
ــ ــ
ناجية فتح الله

نقطة البداية.... بقلم الشاعرة رجاء نقارة

 نقطة البداية....

و عدت من ديجور
الذكرى
أستعيد أول الأساطير
أستكن بزاوية البحث
عن تعريف آخر...
هجرتني تلك الرؤى
و ارتهنتني لغة البوح
من جديد...
و عاودتني فلسفة الوجع
ببراءة الطفولة
كنت في أولها ملاكا
يحتضر بلا هوية
يفتح المسارح لعابر وحيد
هشّم الأضواء
ليمرّ بلا استئذان
يخطّ بجرّة صوت
خاتمة الألوان
و ينحت ذلك الملاك
بخنجر الصّمت
وحيدا
جرحا أزرق يثبّته
عبرة للأوّلين
و يغرق في دموع القمر
بصرخة لا يسمعها غير
سكان القبور ...
أذنبتَ نعم أذنبتَ
يوم وَعدتَ و وُعدتَ
و كنت للوعد سخرية
الواهمين ...
سرت على آثار الصدق
كأنما ستخلّد حب المارقين
كأنما شيّدت قصرا يحكمه
ما تشتهيه الملائكة ...
لكنك أذنبت
و كنت من الآثمين ...
امكث و وعدك الخائن
في عتاب يستصيغه
قلبك التائه
بلا وصلة حنين
و اخلد إلى زاوية النّدم
علّك تخيط من حبل الآلام
توبة أبدية ....
الشاعرة رجاء نقارة
Peut être une image de 1 personne, foulard et plein air

قالت بقلم الشاعر غانم ابوثيلي

 قالت


========
========
قالت رحت وشطبتني من حياتك؟؟
ماتدري اني من اول العام مشطوب
وشطبي على يدك وهذي اسواتك
ويشهد على ما قلت بالخط مكتوب
انك ضلمت انسان يفدي حياتك
بالحب و الاخلاص والصبر مسكوب
غانم ابوثيلي 22_1_2022
Peut être une image de 1 personne et barbe

بين الدجى و النور بقلم الشاعرة خديجة بوعلي

 بين الدجى والنور

جثم الغروب على صدر الضياء
أذهب شمسا متوهجة
أدراج البحر وامواج الرياح
بعثر خيوطها اللامعة
المتطايرة في الفضاء
افقدها الصواب والاسطرلاب
تاهت في الأفق . . .
تبحث عن اتجاه ...
عن ملجأ...
عن ظل ارتياح
انكسرت ... تشظت
تساقطت ما وراء
الارض والسماء
شهب بألوان قزح بزغت
زخرفت الرداء
سكنت ثوب الدجى
تسكعت على قارعة
العتمات بدون هدى
وفي حمم الارق شذت
باحلام بائدة تغنت
في طريق اللارجعى ضاعت
عباب الاستحالة واراها
واللاجدوى يغشاها
عبثا تنقيبك ياشهب
عن فتات المنى
لا قوت لك بعد اليوم
الا عصف النوى
لا صدى لك الا
طول الرجاء
هو ذا فجر بزغ كيما
يفك وثاقك ويسدل
عنك من ناصع البياض ستارا
خديجة بوعلي

أقداري/الأستاذة شباح نورة /جريدة الوجدان الثقافية


 أقداري…

بعدك قدر لي لا أطيقه
لو فكرت ، فالقرب أجمل
سكنتني فلا رحيل لك
حتى لو ابتعدت عني
فلقد ملكتني…
فكل تفكيري فيك
واستوطنتني للأبد
لا تلومني فسعة صدري
لا تكفي بل تحولت الحرقة
لبركان يلفظ حمما ودخانا
ويسحق كل من كان في طريقي
فارقته و كلماته ترن في الأذن
بلا توديع فالحزن ملأ الفؤاد
وكل مكان فالصمت أبلغ من الكلام
همهمات وجع لا تفهم
والقلب لا يفصح…
فنظرت نظرة المغشي عليه
ليت غيمة الرحمة تهب علي
بنسائم الألطاف وتبرد جوانحي
وتتهلل سريرتي و تقاسيم وجهي
بإبتسامة العمري …
فعد عودة المحب للحبيب
كله شوق وحنين …خبئني في العيون
ومكاني بين الأضلع
الأستاذة شباح نورة
الجزائر 🇩🇿

مش لازم /د/نجوى رسلان/جريدة الوجدان الثقافية


 مش لازم

مش لازم تقول ضحكتي
إن أنا فرحان
جايز بيها بداري
ألمي من الأحزان
مش لازم تقول هدمتي
إن أنا دفيان
ياما خيوط كِسوتي
البرد فيها جبان
مش لازم يكون جداري
ليَّ هو الأمان
جايز وراه بداري
الحيرة والخذلان
وساعات كتير كلامي
بحذف منه الأنين
ألاقي حروفي تسرق
دمعة للحنين
وياما كفوفي تغرق
في شوقها للسنين
وساعات أكون أنا
أوقات أكون كتير
في غربة مش هنا
عايش كأني طير
بقلمي :د/نجوى رسلان

تلك الشموسُ/ سهى الجربي/جريدة الوجدان الثقافية


 تلك الشموسُ المتربّعةُ على شفقِ أحلامي تَزاوَرُ عن قلبٍ استعار نشيجَ النّايِ نبضاً. يتجلّطُ في كلِّ وتينِه همسُ الليالي المرجفةِ وظلٌّ ينقصه شعاعُ اللّهفةِ حين يطلُّ يلفُّني كظلامٍ أرخت فيه المجرّاتُ الجفونَ. وأنطفئُ حين يُخطئُني سنا العيونِ الخافت. و كلّما صدح الحمامُ أن حيِّ على لقاءٍ. تيممّتُ صدرَك حينَ خان الماءُ مجراه فتصدّعت كلُّ الصّخورِ من هشاشةِ المعنى وعلى صدرك صُلِب العشقُ منتصباً. رقد الحنينُ في اللّحدِ لا ينتظر قيامَتَه. وتبخر الشّوقُ لاشيئاً. كم مرّةٍ أشعلتُ ساعاتَ انتظاركَ شموعاً. غيّرتُ اتجاهَ السّاعاتِ عسايَ أحصرَ الذكرى المتوسّعةِ في أفق الحضورِ الباهتِ. أعدتُ النّايَ إلى جذعِ أمِّه لعلّي أعطى للفرح أملَ الانبعاثِ الأوّلِ رتقتُ هوّةَ الفضاءِ بريقي المتعطّشِ. لعل رذاذي يرطّبُ مناخَك العقيمَ. فخسر العشقُ الرّهانَ وكانت القسوةُ مدارُ الانتصاراتِ . 5/01/21# سهى الجربي

ما كمُّ الحبّ الذي لي تكنُّ؟ الاستاذ داود بوحوش/جريدة الوجدان الثقافية


 ((( ما كمٌّ الحبّ الذي لي تكنُّ؟ )))

ما كمُّ الحبّ الذي لي تكنُّ؟
سؤالٌ يُلازمني
حفظته كشربة ماء
لقّنتنٍيه أمّي سيّدةُ النّساء
منذ ربيعي الثّاني
يوم كنتُ ألعب بالتّراب
دون كِساء
و لم أنشأ بعدُ على الحياء
إذّاك شرّعتُ يدي
ثلاثمائة و ستّين درجة
و صرختٌ .. .هكذا
أحبّك بحجم السّماء
ذات السّؤال
بعد عشرين ربيعا
يافعا إذّاك كُنت
تتقذافني نزوات الهوى
فراشة بين الفيافي
تبحث لها عن رحيقٍ ما
أ تحبني ؟؟؟
أجيب
و عيناي تتقدان دهاء
كيف لا أحبك
أ في الله شك ؟
فأنت كل الرجاء
خلتني المشوار أنهيته
لكن هيهات... هراء
هي الحياه
شقاوة ابتلاء تلو ابتلاء
تسألني سجانتي
أ تحبني ؟؟؟
أجبتها
يا ذات الروح يا أنا
تاالله متيم حد النخاع
و ليشهد علي رب السماء
خلدونيّ أنا و لا فخر
مدنيّ بالطّبع
أكرهُ العِداء
جبلت على الخير
احبه لغيري كما لو كنت أنا
فكل الناس اخواني
وكل الناس عندي سواء
فما جدوى الحياه
إن لم يكن الحب لك رداء ؟
ابن الخضراء
الاستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية

سهرانه بفكر فيك/ليالي أحمد الأسعد/جريدة الوجدان الثقافية




( سهرانه بفكر فيك )
ــــــــــــــــــ
سهرانه بفكر فيك
وبدمع العين بناديك
ليه تبعد قوى عن عينى ؟
ارجع ـ الله يخليك !!
دنا ـ ليلى نهاري بقول
وبفكر إمتى تعود ؟؟
ليه تتعب قلبى ليه ؟؟
وتحير عقلي معاك
تعالالي ـ ياقلبي قوام
وبلاش الغيبه تطول
ونعاتب ف الايام
ونقول دا الحظ أراد
نفضل ف فراق على طول
تعالالي ــ نسد الباب
وقوام نرجع أحباب
ونغنى اغانى الشوق
نرفع ارواحنا لفوق
ونطير ويا العصافير
ونقول رجعت ايامنا
وها تتحقق أحلامنا
نهدى للورد سلامنا
ونغنى مع الكروان
ونقول اه ياليلي يا عين
ماخلاص اصبحنا أحباب
قلبك خبط ع الباب
وقال لى : النوبه سماح
دا عنيكى دا أحلى صباح
وامتى ترجع ليالينا
والقلب يعيش مررتاح
ياللا نعيش الأفراح
وفراقنا نقوله سلام
ونعيش أجمل أيام
ياللا ــ تعلالي قوام
تعلالي بسرعه قوام
نحضن في ايدين بعضينا
ونطير ويا الاحلام
============
ليالي أحمد الأسعد