الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

وجع القصيدة /مسعودة القاسمي تونس /جريدة الوجدان الثقافية

 


وجع القصيدة

أحمل وجع
القصيدة
أراود ظلها
وأمسك بلجام
الكلمات
ينط الحرف
بين السطور
متمردا
معلنا عصيانه
يشعل الفتيل
القديم
يرسم خط النور
بين جدران
الحنين
ويقول للقصيدة
انت انثى
عنيدة
ستورق ازهارك
مع كل نبض حرف
وبسمة شفاه
وليدة
بقلمي
مسعودة القاسمي
تونس


رواية : ( ملحُ السَّراب )مصطفى الحاج حسين /جريدة الوجدان الثقافية


 /// مصطفى الحاج حسين .

رواية : ( ملحُ السَّراب )
الحلقة الحادية عشر :
من نافذة اختناقها تطلّ على الزّقاق الضّيق ، بشغفٍ جنوني ، تتلقفُ تلهفه ، قلبها الغضّ يخفقُ بصخبٍ ، ولعينيهِ المتوسّلتينِ تطيّر إبتسامة من دمعٍ . لكنّ وجه ابن عمّها المقيت رضوان ، يبرز فجأة أمام غبطتها ، فتجفلُ وتصفعها حقيقة خطبته لها ، ترمق خاتمها الذي يشنق أحلامها بإزدراء ، ترتدُّ نحو انكسارها ، تغيب مخلّفة وراء النّافذة حسرة في قلب " فتى النّافذة " .
* * *
بعد توسّلات مذبوحة ، وإلحاح مستميت ، تشفق الأم على كآبة ابنتها سميرة ، فتفرج عن جناحيها لبعض الوقت .
يبرق قلبها من الفرحة ، يذوب جليد الرّوح
وتسري في الأوردة مراكب الأماني البيض ... سيلتقيان .. وتتشابك الأصابع بارتعاشها ، تحتفي بخطواتهما الأرض ، تحتضن الدّروب فراشات بوحهما ، والغيوم البيضاء تطال جنون الهمسات .
أشهر مضت على إعلان حتفها ، قابعة خلف كثبان أحلامها مع خاتمها اللعين ، تراقب باختناق حاد تحرّكات وليد " فتى النّافذة" القلقة .
- أتريدين شيئاً من أمّ رضوان ؟ .
تردّ أمّها المنهمكة بترتيب قبرها الأثير :
- بلّغيها السّلام .. لكن إياك والتأخر .
* * *
تندفع نحو الباب ، كسحابةِ شوقٍ ، ترقصُ خلجاتها على إيقاعِ الانعتاق ، تسبقها عصافير التّوق متقافزة فوق أحجار الطريق المرصوفة .
ومن بعيدٍ تلمحُ فتاها وليد يتتبّعها ، فيشتعلُ الصّهيلُ في نبضها ، يرفرفُ دم اشراقها ، جناحاها يغرّدان ، وهي تقاومُ رغبةً في الالتفات :
- (( مجنونة ماذا لو افتضح أمركِ ؟؟ .. ستذبحينَ كعمّتكِ ... سيذبحك سامح ورضوان .. ارجعي .. ارجعي يا سميرة )) .
تنأى بارتباكٍ شديدٍ عن الحارة ، تتغلغلُ في أزقّةٍ متطرّفة ،الخوف يثقل قدميها ، أنفاسها تزعق برعبٍ :
- (( ارجعي .. ارجعي .. قد يصادفكما ابن عمّكِ رضوان .)) .
تتباطأ حائرة ، وبعيونٍ متلصّصة تمسحُ المكان من حولها ، تلتفتُ ، تتمهّلُ ، لتقصّر المسافة بينهما .
* * *
يتصاعد الخوف مشوباً بالحذرِ في قلب وليد ، ينبتُ لهما أنياب شرسة ، مدركاً خطورة المغامرة ، يمسكُ خطاهُ عنها :
- (( لن أقامر بها وبي ، لن أشاطرها جنونها .. ماذا لو طاوعتها ؟!؟! .. سيقول أبي :
- فضحتنا ياكلب ، جلبت لنا الدّمار ، ولأهلها العار ، ثمّ هل تجدنا قادرينَ على مجابهةِ عائلة "الرّضوان" ؟!.. سيقتلونكَ ، ونحنُ لن نموت من أجلكَ . )) .
* * *
بجوارحٍ مشرئبةٍ متيقّظةٍ لوصولهِ ، تتخيّلُ سميرة ما سيدورُ بينهما من حوارٍ :
- مرحباً .
- أهلاً وليد .
متحرّراً من تلعثمهِ ، حاثّاً خطاه بمحاذاتها :
- كيفَ أحوالك يا سميرة ؟.
وبنزقٍ تضعُ سميرة حدّاً لمقدّماتهِ :
- " وليد " يجبُ أن نجدَ حلّاً .
* * *
أفاقت من شرودها على تأخرهِ ، شارفت على تخومِ البلدة ، بجرأةٍ تستدير، فتصطدمُ بخيبةٍ متوحّشةٍ ، تنقضُّ على جناحيها الأبيضينِ ، حينَ لا تبصر أحداً يتعقّبها .
ينتحرُ بريق عينيها ، أغصان بهجتها تتقصّف
يجفُّ نسغ الانعتاق ، وتتهشّمُ مرايا السّماء، فوق قفار روحها ، بينما تجأر أعماقها النّازفة :
- آهٍ .. " وليد " لماذا الفرار ؟!؟!.
* * *
في زقاقٍ متهدّم تلمح الشّمس الآفلة وليد " فتى النّافذة " لاهثاً بانهزامه ، يجرُّ غصّته بمشقّةٍ ، وفي وجدانهِ الجّريح تتعاركُ الأسئلة :
- سامحيني " يا سميرة " .. لن ألحق بكِ العار. أهل بلدتنا لا يعرفون الرّحمة ، رضوان ابن عمك حيوان شرس ، ليتنا " يا سميرة " ولدنا على كوكبٍ آخر .
* * *
مضرّجةً بخيبتها تعرجُ على قبرِ " مريم " ابنة عمها وصديقتها الوحيدة .. وهي كاتمة لأسرارها ، تحملقُ مريم في أخاديدِ الدّمعِ ، تشهقُ بالسؤالِ :
- هل التقيتما ؟!
تندُّ عن أوجاع سميرة صرخة مسكونة بالموت :
- انهزم .
تتكوّر الصبيّتان المنكسرتا الأجنحة ، تبكيان أحلامهما بضراوةٍ ، ذليلة تنكفئ الشّمس ، وبفظاظةٍ ينبثقُ ليلٌ من عويلٍ أسود ، يسربلُ حلمَ المدينة .
مصطفى الحاج حسين .
حلب

رفقا بنا / منصور عياد /جريدة الوجدان الثقافية


 " رفقا بنا "

شعر / منصور عياد
يا قلب رِفقا بنا
من شدة الوجد
وقسوة لا ترى إلا مع البعد
هل في هواي حنين
لا حدود له
أم أنه أملي يشدو له وعدي
بأن حبي
يزيل الهم من فكري
وأنك الحلم في ذاتي
وفي بلدي
وأنك النور
زان الدرب في ظلمٍ
هلّا أتيت هنا يا فلذة الكبد
هذي حياتي بلا روح
تعيش سدى
وقال حبي :
لأنتِ الروح للجسد

لنبني الدار/ زين المصطفى بلمختار الجديدي /جريدة الوجدان الثقافية


 لنبني الدار:

بلاد العرب اوطاني
وخير العرب للجاني
انا الاول اموت لها
وعيش البذخ للطاني***
متى سارت به عدمت
امات العز حرماني
ويجنى الغرب دمعتها
دموع الشرق عنواني
ينادي الوغد قائدها
يخر الجلف سجداني
كأن الله ناداه
وكم يسجد لاوثان
يطوف الرأس منحذرا
وما للرأس من شان
يحج البيت منعكفا
بياض البيت قثماني
ولن يجرؤ ببنت شفة
امام الوالي والفاني
يبيع الارض في سوق
يخوض الحرب خسراني
لاجل الوالي قد فتك
بكم شيخ وولدان
فما يسوى لذي نعم
سوى نمل وجردان
يسوس الدار بالنار
وحد السيف اركاني
ويمشي السوس في خشب
يهد العود والباني
يخاف القوم نقمته
لسان الحال اضناني
فمن يعبده كالصنم
كمن يؤمن ببهتان
يقول البعض قائدنا
وكم قيد باكواني
ويمشي النزق حرباء
مابين الوضع والآن
فقيه الدار مرات
رئيس الأمن يلقاني
حكيم الدار نزوته
في كل الامر ميزاني
كأن الخلق من يده
وهو الله لا فاني
يسيل السم من فمه
كابليس و شيطان
ونحن العرب في نخس
بلا سوق واثمان
وكم تعلو ببرصتها
زيوت النفط للزاني
وكم خفضت لنا قيم
مدى عهد وازمان
فنحن الخردة الكبرى
متى قيست بأوزان.
ونحن الذل مابقيت
لنا في الارض اعفاني.
بلاد العرب اوطاني
وحال العرب ابكاني
نفاق العرب مهزلة
وعيش العرب قطراني
حياة العرب مسكنة
وقتل عاد من ثاني
يبيت الفقر يقتلنا
وقصر الوالي ملياني
يبيت الداء ينخرنا
دواء الوالي أفناني
يبيت الجهل في بلدي
وكم في جهلي أدياني
له شيع له سنن
و كم اودت بابدان
بامر الحاكم الغر
يصيرالكل عدواني
وكم بوق لنا نفث
لنا سما فأوهاني
وقد زاغت لنا سبل
فكيف اليوم تلقاني
وخبث الوالي لقحني
من الظفر لاسناني
يزيغ الخطو منتهجا
طريق المكر اخواني
فلسنا اليوم نعتقد
بجدوى البون من داني.
بلاد العرب اوطاني
ونور العقل اضواني
لنبني الدار نكنسها
وفي الامجاد اركاني….
زين المصطفى بلمختار الجديدي
الطاني :من طني اي مضى في فجوره

عزاء برحيل عام /غازي الرقوقي /جريدة الوجدان الثقافية


 .......عزاء برحيل عام .......

أعزيكم أيها العالم
فقد رحل هذا العام
كان مريضا بالوباء
وهاماته مليئة بالبلاء
قتلت حمامة السلام
ووئدت شعائر الحب
تحطمت شجرة الحرية
وشمس المدائن أخفت نورها
عقرب الساعة يسير
والعمر يمضي مسرعا
يرحل عام نفقد فيه أحباب
ونستقبل عام تولد فيه أحفاد
ونحن لا نزال نتحمم بماء الحزن
ونلتحف بغطاء المآسي
إمتلئ وعاءنا بالذل .... والخنوع
وكثرت سلال الألم ....والخضوع
إختفى صوت الحق
إنتشر الجهل .....والأفاعي
وسقطت أوراق الخريف
تفحم الهواء في الفضاء
واشتعل فتيل الحرب
الغربان في بلادنا
يسرحون .....ويمرحون
ويتفاوضون علينا ويتسامرون
فاضت الأحزان .......والأشجان
وتهجر شعبنا في كل مكان
تقطعت أوصالهم
وجف ماء الوتين
كيف تنامون أيها الشعوب
وأهلكم بالملاجئ ينامون
وفي المغاور ....والشوارع
وبين الركام ....والخيام
البرد نخر عظامهم
والجوع هلك أمعاءهم
وسادتهم الهموم
وفراشهم اليأس
الأطفال ترضع حليب الرعب
وعكازة الأمل تحطمت
صارت سنابلنا تورق جثثا
والورد أصبح أريجه دماء
تيتمت أطفال ......وترملت نساء
فأين الشهامة أيها العرب
وأين النخوة والصحب
متى تستيقظ ضمائركم
وتصحوا الإنسانية فيكم
كونوا للتسامح عنوان
لايفرق بينكم دين ....ولا ألوان
لسان الضاد يجمعكم
والأخوة ......وتاريخ زمان
إفتحوا الحدود...وحطموا القيود
قولوا للقمع وداعا
وانتهوا من الهزلة ..... والكآبة
تكسرت أضلاع الشعوب
والوجوه صارت شحوب
لا تتركوا هذا العام يرحل
وأنتم مخمورين ......ونيام
نريد السكينة ....والإطمئنان
ودفن الوجع ....والأحزان
نقطف الأمل ......والوفاء
ونعيش حياة السعداء
نتصافح ونعانق الأفراح
ونعيش بأمن وأمان
نلبس ثوب الأمل
نغاث بماء المطر
نخلع سواد القلوب
ونقطع رؤوس الأشباح
كونوا مع الله أيها الشجعان
وصلوا على رسولكم العدنان
واستقبلوا العام الجديد
بحب وود شديد
إزرعوا بذور النقاء
واسقوها من نبع الوفاء
كونوا كأسنان المشط
متساوين بالحقوق .....والعطاء
إنشدوا السلام ....وازرعوا الحب
فإنكم خير الشعوب
لملموا أوراق الذكريات
وانشروا البسمة بالدروب
واجعلوا العام الجديد
فخر ....وعز ....وبالأمجاد تليد
غازي الرقوقي
سورية

كيف النجــــــــــاة/الهاشمي البلعزي /جريدة الوجدان الثقافية


 كيف النجــــــــــاة

هذه الأرض تستحي
من ربيع بلا أمنيات
يرمي بها في سلّة المهملات
هذه الأرض تستحي
من صلاة الجُنَاة
هذه الأرض قصيدة
بَشَّرَت بالنجاة
ثمّ تاهت
بين السطور
و في الكلمات
هذه الأرض سقيمة
حَدَّ الوفاة
هذه الأرض
تَنْسِفُ حَبَّاتَهَا
رِيَاحٌ عاتيات
تَحَجَّرَت مواسم الفرح
يا رفاق
تَبَعْثَرَت خَصْلَةُ الرُوح
في صَمْتِنَا و السُكَات
إِليك أُغَنِّي
إليك أُلَوِّحُ بكَفٍّ بَرِيئٍ
فتَرْمِينَنِي بالفُتَات
أَلَسْتِ حَبيبتي التي
غَازَلَتْنِي
التي وَعَدَتْنِي
بأن لا تخُون
في العَادِيَات
لماذا إذا ترحلين ؟
و كُنْتُ أَشُّدُّ خُيُولي
إلى مَعْبَدِ
الصالحين و الصالحات
لماذا تُغَالِبُنِي دمعة
كُلَّمَا أَمْعَنْتُ فِي إِسْمِكِ
يا بلادي
لماذا خَدَّرَكِ الخَائِنُون
و تُهْتِ مَعَهُم
في سُبَات
فَكَيْفَ النَجاة ؟؟؟
الهاشمي البلعزي
في
22/12/2021

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

وعكة عشق /بقلم لينا ناصر

 وعكة عشق /بقلم لينا ناصر

كانت قد نجحت حتى اليوم بارتداء أقنعة الفرح التي تتناسب مع مقاسات شحوبها..
لكن الأمر الذي لم تتداركه أنها مهما اتسعت لن تكون بحراً
وحتى لو كانت لا بد من لحظةٍ هوجاء حاسمة،ترتفع بها أمواج الحنين فتهدم أسوار صبرها ، وتنكسر مجاديف كتمانها، فتغرق في قاع لهفتها هكذا على غفلة منها..
تغفو ملامحها الهادئة الرصينة غفوة أبدية كمن تُوارى الثرى، لتصحو بعد ليل دامس طال أمده على أنثى تكاد، لولا تلك الشامة التي تتوسط وجنتها وذلك البريق الذي لطالما كان بالنسبة لناظريها برزخ الجاذبية ، وماهي إلا دمعة عالقة من فقدٍ ونيّفٍ على ضفاف أهدابها، دلالتين تحفظهما مرآتها عن كثب جعلتها تعرف أنها هي نفسها..
تلك المتمردة التي استفاقت على خزانة ملابسها تنثر في فضائها الصغير كل مالا يتحلى بالجرأة والجنون، وترمي رمادياتها التي لطالما كانت تبحث عنها وتقطع لأجلها أميالاً وأميالاً ، هاهي اليوم ترمي بها وتمزقها، وكأنها تنتقم من كل موقف حزين وكل دمعة ذرفت في حضرتها...!
انتهت من ثورة غضبٍ عارمة كانت ضحيتها العديد من الأثواب التي كانت ذات هدوءٍ تتباهى برزانتها ووقارها حين ترتديها، وكأنها قررت التعرّي من شخصيتها الهادئة، وإزاحة الستائر عن حقيقية أنوثتها الصارخة وملامحها الفاتنة ، تمردت بكل ماأوتيت من قوة وراحت تبحث بفوضوية فاضحة عن ثوبها المزركش التي أهدته لها ذات يوم صديقتها قائلة لها :تلوّني قليلاً أيتها الغامقة!
وتذكر كم اغتاظت منها في ذلك الحين إلّا أنها الآن تريده وبجسارة..
" وأخيراً وجدتك، تعال لنرى ماالذي يمكنك إصلاحه في هذه الملامح المهترئة من البؤس"
كانت قد نحفت قليلاً، مما جعله يُظهر مفاتنها بشكل جذّاب، راحت ترمق قوامها الممشوق بنظرات الإعجاب قائلة : هل هذه أنا حقاً؟!!
ثم سرعان ما التقطت أحمر الشفاه لتسمح له بتقبيل شفتيها بعد هجرة باسقة، ونفضت غبار الإهمال عن ظلال العيون واكتحلت كما لم تفعل من قبل، وتعطرت برائحتها الباريسية المميزة، ثم انتعلت كعبها العالي الأحمر، وانطلقت للقائه بكل ثقة وأناقة ، وفي ذهنها تتردد أصداء كلمات صديقاتها وانتقادهِنَّ اللاذع لها، بأنها مُمِلّة وأثريّة، حتى دعائهنَّ عليها بأن تزلّ قدمٌ قلبها بوعكة عشق تغرقها حتى أذنيها، وها هو دعاؤهنَّ يصبحُ حقيقة، لكنها حتى الآن لم تجرؤ على الاعتراف بالهزيمة والضعف إلّا لعينيه!!

ورود السّلام بقلم الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري

 __ ورود السّلام __

يا رياح السِّلم هُبِّي
و انثري وردات حبِّي
في دروبِ الكونِ نورا
يعكس الأَنوارَ قلبي
نُعلِنُ السِّلم جميعا
نَبتغي الحقَّ نُلَبِّي
مُدَّ لى بالحبِّ كفًّا
تَشتري بالودِّ قُربي
ولْنَعشْ بالخيرِ نَبقي
في هناء مُستتبِّ
نَقْسِمُ الخيراتَ تَكفِي
جادتِ الأَرضُ بِخَصِْب
و اعْلِنُوا بالجهرِ حَرْبا
ضِدَّ من يسعى لِحرْبِ
مَنْ بِظُلم عاث فيها
باغتيالات و سلبِ
جَوَّع الشَّعب الضَّعِيفَ
ناهِبا من كلِّ كسبِ
هل شَبِعْتُم من رغيف
من يد المعدوم مَسبِي
هل رَويتم من دماء
يتَّمتْ أبناء شَعبي
كم ظلمتم من رضيع
أو صبّي كان يَحبي
فُجِّرُوا ليلا بِمهدٍ
عُوقِيو من غير ذَنبِ
حُرَّة أرغمتموها
لا رِضاء بل بِغَصبِ
ُأُمَّة بعثرتموها
شُتِّتَتْ في كلِّ صوبِ
تَغرَق العينُ دُموها
أَرفعُ الكفَّ لِرَبِّي
هل قلوبَ القوم صَخرٌ
بل حديدا دون ريْبِ
يا ظلوما لا تُفاخر
لا يغرّنَّك غُلبي
و انتظر يكفي غُرورا
و تَمهَّل دون عُجْبِ
ينتهى العمرُ و يفنى
تنتهي بالقبر مَسْبِي
تهجُرُ الكون و يبقى
وارثُ الاكوانِ ربِّي.

_____بقلمي _______
الشاعر الحبيب المبروك
الزيطاري
_____ تونس ____'


لن أعود بقلم عادل خطاب العبيدي/ بغداد

 لن أعود

…………..
وداعا جراحاتي
وداعا ذكرياتي
الكئيبة
في مدينة الأحزان
أركانها زيف
وكذب
خيانة..... وأنين الفؤاد
جنون السهر
غباء ....
طعنة ….
في القلب لن تزول
مهما طال الزمان
ماتت الأشياء بقلبي
ودفنت تحت التراب
كان حبي …
حُب الأولين
لا فراق ولا وَداع
إنكسر غصن المودة
وأفترقنا
سأشتاق لسماع صوتك
عندما أنام
سأفتقد صدى ضحكاتك
وحديثك عن الوفاء
سألغي كلمة أحبك
من جميع اللغات
وقاموس لسان العرب
سأمزق الصحف
التي فيها حروف الغرام
والتي روت ...
قصص الحب والهيام
أصبحت...
كالراية المنكسرة
والكرامة المهزومة
والحلم المبتور
أنا من كان فارسا نبيلا
وقد هزمته أغنية حزينة
في ليلة هجر مجنونة
ضاع فيها الحلم
والأمنيات ِ
أودعك
وأنا لا أملك سوى
كتابي ومعطفي
قهوتي ونظرة وداع
لعشق خنتيه أنتِ
… وضاع ….
……………………………
عادل خطاب العبيدي/ بغداد
Peut être une image de 1 personne, ciel et texte

يقظة أم ضياعٌ ؟ بقلم الباحثة التربوية الإعلامية: د. شفيعه عبد الكريم سلمان

 يقظة أم ضياعٌ ؟

دواليبُ الحياةِ تَدورُ فينا
تُريْنا من الغرائبِ ماتُريْنا
**
تَغيّرْنا تَبدّلْنا، وصِرْنا
بأغلَبِنا نُهَرولُ حَائرينَ
**
دوافِعُنا يَعجُّ بها اختِلافٌ
ونَنْدُبُ حَظّنا مُتَقاعِسِين
**
وعَجْزَنا لانقُرّ بهِ بَتَاتاً
يُرافقُنا التّهرّبُ ما حَيِيْنا
**
جَهَابِزَةُ النّفاقِ تَسيّدُونا
وللتّنظيرِ بِتْنا خاضِعيْن
**
تَرانا جاثمين بلا حَراكٍ
جُمودُ الفكرِ بَاْدَرَ يَعتَريْنا
**
كم اسْتَسْهَلْنا تَهديداً، وغَدْراً
كدفْقِ السّيلِ مُنْدفِعٌ إلينا
**
و أيُّنا يَسْألوهُ يُجيْبُ أنّا
بَذَلْنَا، وما ادّخَرنا ما لديْنا
**
انكفاءُ نُفُوسنا مُوتٌ بطيءٌ
وموتٌ هذا ، ما يجْري عَليْنا
**
أكِفّاءُ البَصِيرةِ سَيّرونا
وأَكْفَاْءُ العُقُولِ مُكبّليْن
**
سواء منهمُ، من غيّروهُ
ونَصّبوا غيْرهُ، كي يُفتِي فِيْنا
**
وهذا الغَيْضُ من فيْضٍ كثيرٍ
تَشَظّيْنا بداخِلنا اكتوينا
**
مآسِيْنا تَراها ألفُ شكلٍ
تأوّهنا أيا أمّي اسمَعِينا
**
عقوقُ الوالدينِ بِهمْ تجلّى
كأنّكِ مادريتِ ، ولادَريَنا
**
فما حاسَبْتِ من غدَرُوْكِ جَهراً
وما اعتذرُوا، و عادُوا تائبينا
**
وأقسِمُ في حُروفِكِ أنتِ نَحْنُ
سَتَبْقِي في قلوبنا تَسكنينَ
**
فَرَأسُكِ ما انحنى أبداً، ونحنُ
تَرمّدنا، ولكنْ ما انْحَنِيْنا
**
إذا يوماً أتَوكِ ، وأخبروكِ
بأنّنا في الحدود مُسمّرين
**
وننْتظرُ تَواقيعَ العُبور
فبالله عليكِ سامِحينا
**
وليسَ لَنا إلهي سِوَاكَ عَوْنَاً
بعزّتِك.. أعنّا قدْ .. ابتلينا
******
أَكِفّاْء: بكسر الكاف وتشديد الفاء
مفردها كفيف، أي الأعمى.
أكْفَاء : بتسكين الكاف ، وتخفيف الفاء
مفردها : كفء ..كفوء ، جدير .
***********‘***
الباحثة التربوية الإعلامية:
د. شفيعه عبد الكريم سلمان
DR- Shafiaah Abd Ulkarim salman-syria